إن أكبر المصائب ، وأعظم البليات ، ما يجري في مقبرة البقيع ، وبجوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المراغمة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالشرك علناً ظاهراً ، وتوزيع الكتيبات البدعية ، وسب خيار الأمة ، بدون ممانعة من الجهات المسؤلة ولا محاسبة ، فالرافضة اليوم ينشرون شركهم ، بكل قوة وشجاعة ، ويتجهون في دعوتهم لبعث الوثنية ، وتجديد الجاهلية المسحوقة في طيبة ، وهم أصحاب الكيد للموحدين ، والمكر ضدهم ، فهم الذين قادوا المعارك مع اليهود والنصارى ضد المسلمين ، ودائماً هواهم معهم ، ويقدمون العون لهم ، ولا يجدون أدنى حرج في مناصرتهم على أهل السنة واستنطق التاريخ ينبأك عن جرائمهم ، ومدى علاقتهم الوطيدة مع اليهود ؛ فهم وإياهم وجهان لعملة واحدة ، فهم أحفاد ابن سبأ ، وأضل البشرية عقولاً وأبعدهم هدى ، وأعظمهم غلاً .
ورافضة اليوم شر وأخبث من رافضة الأمس ، فهاهم في العراق ، يطاردون المجاهدين المقاومين للاحتلال ، ويتجسسون عليهم ؛ ولا يمنعهم من كبتهم ومحوهم إلا العجز والجبن . وقد بلغ الأمر أن كان بعض الصليبيين أرحم بأهل السنة منهم .
وهاهم الرافضة الإثنا عشرية – في مدينة النبوة ، والقاعدة الكبرى لمنطلق الجيوش الإسلامية لتطهير الأرض من العبودية للمخلوقين إلى العبودية للخالق العظيم ، والمدينة العظمى لبعث السرايا في قتال الكافرين ، ومطاردة الوثنية والمدرسة التي تخرج منها الدعاة الأفذاذ لدعوة الناس إلى ربهم تعالى – يعلنون في هذه المدينة أكبر المنكرات ، ويجاهرون بأقبح الذنوب ، هل قتلوا الأنفس البرية؟ ، أو اغتصبوا الأموال المحرمة؟ ، أو أفسدوا المباني والمنشآت؟ ، أو تعدوا على الأعراض والممتلكات؟ بل الأمر أدهى من ذلك وأمر ، بنص القرآن (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ) وقوله تعالى (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ) إنه الشرك الصراح والكفر البواح ، فيصرحون به علناً جهاراً ، عبر مكبرات الصوت ، بأصوات مزعجة ، وأقوال منكرة ، ومشاهد غريبة أن تراها في بلاد أهل الإسلام ، وكأن طابة الطيبة لم يسكنها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يطهرها أصحابه الكرام رضوان الله عليهم ، ولم تكن في يوم من الأيام عاصمة الثلاثة الخلفاء والأئمة الحنفاء ، فشرك صريح ، وكفر واضح لا لبس فيه ، ونشر لشركياتهم على الملاء من دعاء الأموات والغائبين ، وسؤال من لا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، وسؤالهم المدد والعون ، وبدع كبيرة ، وموبقات عظيمة ، من تمسح بالأضرحة والتراب ، ولعن خيار البرية ، وصفوة الإنسانية ، أولئك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشتمهم وتفسيقهم ؛ بل وتكفيرهم ، ورميهم أم المؤمنين الطاهرة المطهرة ، والصديقة بنت الصديق ، وحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها بما برءها الله تعالى من فوق سبع سماوات ، من شتائم تنـزه عن سماعها الأسماع ، وتمجها النفوس وتصم دونها الآذان ، ومن نظر إليهم ، وسبر حالهم في مجتمعاتهم الشركية ، ودعاواتهم الوثنية على صرح مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي أحب البقاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي ساحات الحرم الشريف ، ليعتريه الأسى ، ويصاب بالكآبة مما يشاهده من هذه العناصر المفسدة الظالمة ، ووراء ذلك قنوات إعلامية تصور هذه الواقع ، وتشيعه تحت مسمى حرية الفكر ، والمذهب ، وروح التسامح !!!.
وواجب الأمة تجاه ذلك ، الدعوة إلى الله تعالى ، ومناصحة أهل الحل والعقد في القيام على هؤلاء ، وتبصير الناس بواقع هؤلاء المفتونين بالجاهلية ، المولعين بمدح الأشرار وذم الأخيار .
والعلماء عليهم مسؤولية عظيمة في هذا الأمر ، وبأعناقهم أمانة كبرى فيجب عليهم تأديتها ، والقيام بها حق القيام ، فالعلماء ورثة الأنبياء ، ويجب عليهم مثل ما وجب على الأنبياء ، من الدعوة إلى الله ، ونشر راية التوحيد ، ومطاردة الشرك والوثنية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ووئد البدع وقتلها في مهدها ، فهذه أعظم مهمة لهم.
وأناشـد شباب الإسلام ، بالدعوة على الله تعالى على علم ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، والعزم على مواجهة الرافضة الضآلين ، وتسخير الطاقات على حسب القدرات وبضرورة معايشة قضية الأمة ، وتسجيل دور إيـجابي في إزالة المنكرات ، ووأد الشرك ورد الذين أجرموا وأفسدوا بغيظهم لم ينالوا خيراً ، وليكن لكم أوفر الحظ والنصيب من قوله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ) ومن خلال الدعوة إلى الله تستطيعون أن تؤثروا في المجتمعات ، وتزيلوا المنكرات ، وتمحوا الشركيات ولا تغفلوا توصيات العلماء الذين يقضون بالحق ، ولا يخشون أحداً إلا الله لتؤدوا رسالتكم على الوجه المطلوب ، ولأجل أن يكتمل البناء ، ويستقيم المسار .
وأنتم يارجال الطوارئ : قوا أنفسكم من بطش الله تعالى وعقابه ، ولا تزيدوا الأمة جراحاً وآلاماً ، ولا يحملنكم حب الريال على تكميم أفواه المطيعين ، والسكوت عن صراخ وبدع المنحرفين ، ولا تكونوا عوناً للمفسدين ، وظهراً لهم فيتمكنون بسببكم من إقامة الشرك في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الخسران المبين . والبعض منكم يبرر واقعه الأليم بأنه مأمور من جهة عمله ، ورئاسته ، ويظن هذا عذراً مقبولاً ، وكأنه في هذا نسي أنه يحمي أعظم ذنب عصي الله به ، وأكبر منكر على وجه الأرض ، على أطهر أرض بعد مكة ، وهذا بلا ريب يُعد من أكبر الكبائر ، وأقبح الرذائل ونطلب منكم أن تصلحوا ، أو تتركوا مواقعكم ، فهذا الصنيع يُوحي إلى الآخرين الرضى بإقرار الشرك على هذه البقاع الطاهرة الطيبة ، وذلك بحمايتهم ، وزجر أو اعتقال الذين يريدون أن يطهروا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوضار الشرك ، ولا يختلف العلماء في كل مذهب : أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وقد تواترت في ذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومن آذى مؤمناً أو داعياً إلى سبيل الله وتوحيده ، ومحاربة الشرك بقول أو فعل فقد آذن الله بالمحاربة ، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) رواه البخاري في صحيحه (6502) من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله ابن أبي نمر عن عطاء ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلى وباب الخلاص مفتوح بتصحيح الوضع ، والنأي عن مزالق الضلال ، ومواطن حرب أولياء الله تعالى ، وحماية مراتع الشرك ، وبؤر الرذيلة ، وليس هذا سبيل الذين يرضون بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ، ولا سبيل الذين يريدون الفلاح والرشد ، وأن يستتب الأمن في البلاد ، وتتلاحم الصفوف في مواجهة التحديات الصليبية ، والعجيب في الأمر أن يوجد منكم تنظيم لبدعهم بأمرهم بالذهاب من هنا والدخول من هناك ، أو انتهى الوقت المحدد ، وكأن هؤلاء في مسرح رياضي ، يزاولون ألعاباً رياضية مباحة ، أو كأن هذا الأمر مجرد عرقلة في حركة السير ، كعرقلة حركة السيارات ، وكأنكم لا تعلمون أن الأمر يترتب عليه كفر وإيمان ، وإسلام وشرك فإن هذا الأمر من الأمور الأساسية ، التي لا بد لها من علاج ناجح ، وأمر حاسم ، بمنع الشرك ، وقمع أهله ، قبل أن يستفحل الداء ويعز الدواء وحتى لا يستشري الشر ، وتنتشر الوثنية ، وتعود المدينة النبوية إلى ما كانت عليه في الجاهلية الأولى ، ولا مناص في مواجهة هذا الخطر المحدق بالأمة من جذوره الحقيقية ، والبحث عن الحل الرشيد ، والمخرج السديد .
سلام
للاسف لم نعد نعرف من المصلح ومن المفسد
جازاك الله خيرا