لست وحدك في ذلك!
فإن ما يقارب من 10% من الناس يرهبون المناسبات الاجتماعية مما يؤثر سلبيا على حياتهم الاجتماعية والتعليمية والعملية وعلاقاتهم الشخصية بصورة كبيرة. ولكن هل تعلم أن لهذه الحالات علاج جيد وفعال؟ لعلك تجد المساعدة لدى الطبيب النفسي.
-
هل ترهب (تتخوف) أن تكون مركز اهتمام ونظر الآخرين؟
-
هل تخاف من إحراج نفسك أمام الآخرين؟
-
هل تحاول غالبا تجنب أي من المواقف التالية؟:
-
التحدث في المجتمعات
-
الحديث مع المسئولين
-
حينما يتركز النظر عليك
-
الأكل أو الشرب أو الكتابة أمام الآخرين
-
حضور الحفلات
-
-
حينما تتعرض لأي موقف من المواقف المذكورة أعلاه، هل تعاني من الخجل واحمرار الوجه، الارتعاش، الاضطراب، الخوف من الاستفراغ أو الشعور المفاجئ بالرغبة إلى الذهاب إلى دورة المياه؟
الرهاب (الخوف) الاجتماعي حالة طبية مرضية مزعجة جدا تحدث في ما يقارب واحد من كل عشرة أشخاص، وتؤدي إلى خوف شديد قد يشل الفرد أحيانا ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس.
من أفواه المرضى
-
(لعدة مرات رفضت الترقية في عملي وذلك لأنني سأضطر أن أقود الناس وأوجههم وذلك مالا أستطيعه)
-
(لقد لجأت إلى الكحول (الخمر) لتساعدني على حضور الحفلات أو إلقاء المحاضرات والدروس. ولكن في النهاية أصبح الكحول مشكلة تضاهي مشكلة الرهاب الاجتماعي)
ما هي الأعراض؟
من أفواه المرضى
-
(إن وقوفي في طابور المحاسب في الأسواق العامة سبب لي كثيرا من المتاعب وكلما اقتربت من نهاية الطابور كلما ازددت رعشة وتعرقا وفي النهاية قررت عدم الذهاب للأسواق).
من أفواه المرضى
-
(لم أعلم أنها حالة مرضية يمكن علاجها ولكني ظننت أنها جزء من شخصيتي)
-
(إن أول مرة شعرت بفائدة العلاج عندما ذهبت لصرف شيك من البنك ولأول مرة في حياتي لم ألاحظ أي ارتعاش في يدي عند توقيعه)
-
(في البداية خشيت أن يظن الناس بأنني مجنون لو ذهبت لطبيب نفسي ولكن العلاج أحدث تغييرا حقيقيا حيث لاحظ ذلك جميع أصدقائي)
إن دعم الأصدقاء والأقارب يمكن أن يساعد كثيرا وهذه خطوط عريضة لذلك:
-
تعلم وتعرف بعمق عن هذه الحالة.
-
تقبل واعترف بأن مشكلة حقيقية، لأن الرهاب (الخوف) الاجتماعي ليس نوعا سيئا من الخجل ولكنه حالة مرضية ويجب أن نتعامل معها بجدية.
-
كن متفهما – وأعلم أن إتاحة الفرصة للمريض لشرح مشكلته سيساعده ليشعر بعدم العزلة وأن لا يخجل من حالته.
-
لا تعتبر الحالة المرضية خطأ لأحد معين وتلقي باللوم عليه أو على نفسك أو على المريض.
-
شجع المريض بلطف ليراجع الطبيب المختص. واعترف أن هذا القرار صعب بحكم طبيعة الحالة المرضية والتي تجعل المريض يرهب من طلب المساعدة من الناس الغرباء ومنهم الطبيب.
-
شجع المريض من بداية العلاج أن يستمر ويواصل عليه وأظهر تقديرك وإعجابك بأي تحسن يطرأ مهما كان قليلا.
-
عندما يبدأ تأثير العلاج فإن ذلك سيشجع المريض أن يبدأ بمواجهة المناسبات الاجتماعية المثيرة للخوف والرهاب وهنا فإن دعمك وتفهمك له مهم جدا.
-
في المنزل ينصح المريض ويشجع أن يواصل حياته اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان ولهذا فلا تقبل أن تكيف حياتك لتتمشى مع مخاوفه وقلقه.
علاج الخجل والرهاب الاجتماعي
أحمد أبو رمان
طغت مشكلة الخجل والرهاب الاجتماعي على كلّ المشاكل؛ فتجدها في الغني والفقير وعند الرجال والنساء والمتعلمين وغير المتعلمين والرئيس والمرؤوس والحاكم والمحكوم، وهي ظاهرة ـ إن لم تعالج ـ؛ تورث همّاً وألماً وبؤساً وسقماً، وتكدر حياة صاحِبَها وتنكد عيشه، ويسيطر عليه كثرة الغضب والتوتر وشعور بالضيق الشديد عند الحديث بين الناس والجموع، وتجد أنه يفضل الانطواء واعتزال الناس، ولربما صاحَبَها شيء من التعرق وتعب الأعصاب وصداع؛ ولربما دمّرت مستقبلاً وحطمت ناجحاً، والله المستعان.
* وإليكم بعض الحلول العملية لهذه المشكلة العويصة
* اعلم أن الوحدة والانزواء لن تحل مشكلة بل ستزيدك خجلاً وخوفاً أكثر مما أنت فيه، فالاحتكاك بالآخرين وخوض غمار المعمعة هو الحلّ الأمثل للقضاء على هذه المعضلة.
فالإنسان إذا أراد أن يتعلم السباحة؛ تجده يخشى البلل في البداية، ثم مع مخالطة البحار والأنهار وبرك السباحة ، وتجرع غصص التمارين وابتلاع قطرات الماء، وضيق التنفس والشعور بالغرق، بعد هذه المعاناة نجد النجاح ثمرة ذلك.
* لا تضع اللوم على الآخرين وتستسلم لهذا العذر؛ فالناس غير مسؤولين عن مشكلتك بل بيدك أنت الحل.
* غيّر حياتك .. جدد أصدقاء … نوع نشاطاتك .. ساهم في أعمال الخير، يطمئن قلبك وينشرح صدرك، وتحل مشكلتك؛ فالماءُ إذا حُبس ولم يجرِ أصبح كريهاً الائحة والطعم، وإذا جرى طاب وبث الحياة.
* لا تفكر بطريقة سلبية تشاؤمية عن نفسك ، تخلص من عقدة أنا خجول.. أنا كثيراً ما انحرج، لستُ واثقاً من نفسي؛ هذا سيزيد الأمر سوء.
* تقبل النصيحة والنقد، واحمل الكلام والمتكلم على خير محمل، ولا تقل إنه تكلم ليحرجني؛ بل كن إيجابياً وقل: تكلم لكي أرتقي وأنال الكمال.
*الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يسلموا من سخرية الناس والاستهزاء بهم، ونحن لسنا أنبياء، فقل كلمتك وتوكل على الله ، ولا عليك من نبح الكلاب.
*ألستَ إنسان وخلقك الله في أحسن تقويم ، والناسُ كلّهم كذلك؛ فعلام الخوف والخجل.
يذكر أحدهم قصته مع أوّل خطبة جمعة أمام الناس؛ وهو ليس خريج شريعة ولا إمام، ولم يتدرب في حياته على الخطابة، وهو صاحب شخصية ضعيفة يقول:
قال صديقي: الجمعة ليست القادمة التي بعدها عليك خطبة الجمعة!!!!!!!!!!!!!!
أنا عندي معلومات دينية ومتعلم ، ولكن أقف أمام الناس وأخطب، وفيهم الطبيب والمهندس والعالم ومن دونه؟!!!!!!!!!!!!
وعشتُ أسبوعين الله أعلم بهما
في الحقيقة كان عندي رغبة ، ولكن الخوف أكبر؛ لكن الرغبة ساقتني إلى معالي الأمور.
· · أكثرتُ من دعاء الله بالتوفيق والسداد.
· · كتبت الخطبة حرفياً ؛ حتى المقدمة المشهورة: (إن الحمد لله…) . وتدربت عليها جيداً وألقيتها على مسامع زوجتي مرات ومرات.
· · قرأت قصائد الشجاعة لعنترة وغيره.
· · تذكرتُ أصدقائي الذين يَعتلون المنابر وهم أصغرُ مني سناً، لماذا هم يستطيعون وأنا لا استطيع.
· · قلتُ لنفسي : أليس البشر كلهم يخطئون، والفشل طريق النجاح فلماذا الخوف.
· · وفي اليوم الموعود قلتُ لصاحبي وانا ارتجف والخوف يخيم على نفسي: اجلس بجوار المنبر فإذا سقطتُ مغشياً عليّ، قم واخطب بالناس وصلي.
· · ولما صعدتُ المنبر وما أدراكم ما المنبر ثم ما أدراكم ما المنبر.. جموع غفيرة، والآذانٌ صاغية والعيون مفتحة تنظر إليّ محدقة البصر…
· · لما صعدتُ المنبر ، وما أن قلتُ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ؛ والله وكأنه لا يوجد أحد أمامي، وكأنني أخطب من سنين وسنين وانطلقتُ أتكلم وأتكلم حتى انتهيتُ والحمد لله.
· · عندها أدركتُ أن هذا الخوف وهمٌ زائل يحتاج إلى مغامرة وتدريب.
· حضر وفكر جيداً فيما تريد قوله، ولا بأس بالكتابة الحرفية أو رؤس أقلام.
· اقرأ سير الشجعان والأبطال والخطباء والناجحين.
· الفشل ليس نهاية التاريخ.
· الكل يخطئ حتى كبار المتحدثين.
· الكمال لله.
· إن كنت صاحب رسالة ودعوة؛ فالجنة تستحق منا كل شيء.
* الدورات المتخصصة في هذا الباب له دورٌ لا ينكر.
إذا كنت خجولاً ولم تكن متحدثاًلبقاً وتتلعثم بكلماتك؛ فكن مستمعاً جيداً وذكياً. فإن المستمع الذكي له رهبة ومنزلة بين الناس كالمتكلم المفوه.
فالهدوء وكثرة الصمت؛ بابٌ من أبواب محبة الناس، وفنٌ من فنون العلاقات بين الخلق؛ فلا تتوتر ولا تضطرب لشخصيتك الصموته الهادئة.
منقول للفائدة.
بارك الله فيكم وجزيتم كل الخير على هذا النقل القيم لا حرمتم أجر هذا المجهود نفعكم المولى ونفع بكم وزادكم علما وفهما
——————————————————————————————-