تخطى إلى المحتوى

ما هو الصمت الزوجي 2024.

الجيرياالجيريا

ما هو الصمت الزوجيالاتجاه الاجباري لكل الأزواج .. مع اختلافهم في زمن الوصول .. لكنه أمر حتمي أو بالأحرى يعتبره الأزواج تدرج طبيعي ومسلم به

لكن
أنا اعترض على التسليم به دون النظر إلى أسبابه التي أراها أسباب تافهة
جدا وفي متناول الجميع حلها ولكن لأن الاستسلام أصبح ثقافة عامة في جميع
نواحي حياتنا لا أحد يفكر في المشكلة لحلها ولكن للاستنكار فقط ثم الصمت
عنها واعتيادها بعد فترة.

وأريد ان أعلق على شئ آخر: وهو أن
الكثير يرجع ذلك إلى أن نظام الزواج نظام فاشل، وسواء كان القائل ساخرا أو
جادا، سواء كان يعي ما يقول أو يقوله من الغُلْب، يجب أن نضع في اعتبارنا
أمرا غاية في الأهمية وهو أن أي نظام شرعه الله ليس فيه سلبيات نهائيا بل
يكون أفضل شئ لبني الانسان، لكن كل ما هنالك أن الانسان يحب أن يأخذ عنوان
الشئ الذي شرعه الله ثم يضع شكل للحياة بما يتفق مع أهواءه ولا يأخذ بقية
ما تحت العنوان من الشرع، وحين يفشل يرجع فشله إلى الشرع وإلى الاسلام وهو
برئ تماما عن ما حدث، وحين نحب أن ننظر للزواج فيجب أن نضع في اعتبارنا أن
الله وصفه بالسكن والمودة والرحمة وكل ما يتنافى مع ذلك تكون عنده وقفة
هامة لتعديل المسار الذي انحرف عن الهدف المطلوب.

أما عن الصمت الزوجي فهو ببساطة شديدة عدم وجود موضوعات مشتركة بين الطرفين إلا الهم والغم
لماذا؟
لأن
كل طرف له اهتمامات مختلفة يريد التحدث فيها ولا يريد أن يعطي اهتماما
للآخر ومجالات اهتمامه، بل إنه حين يتحدث عن اهتماماته يجد تجاهل تام من
الطرف الآخر وقطع لكلامه على أساس أنه كلام غير مهم والانتقال للمشاكل هو
الشئ الوحيد المشترك فعلا بينهما ويمكن للطرفان لتحمس له.

الطرفان لا يريدان التنازل والانصات للآخر
ستقول الزوجة هو أصلا لا يتكلم عن عمله حتى يشركني فيه
سأرد بأنه هو اكتشف منذ زمن أنكِ غير مهتمة أصلا بهذا الموضوع وأنه سيسمع ما لا يريد فآثر الصمت .. وكذلك العكس صحيح ..
والحل في أن يتنازل كلا الطرفين ويخلقان لأنفسهما اهتمامات مشتركة أخرى

وكم من موضوعات واهتمامات قد تثري ما بين الزوجين بل قد تفتح آفاق جديدة لهما وقد تحدثت عن ذلك في موضوع آخر وهو
"فاضية زهقت مش عارفة اعمل ايه"

هناك
زوجة سمعتها تقول أنها أصبحت تهتم بالكورة لتجذب زوجها تجاهها فنجحت في
ذلك وأصبحت كصديقة له .. وأخرى اهتمت بمجال عمل زوجها وأصبحت جهة من
الجهات التي يرجع اليها في المشورة وفي تطوير عمله .. وقد ترى أخرى أن
الرياضة من اهتمامات زوجها فتخرج معه لتشجيعه ومشاركته وحث الأبناء على
الاقتداء به،

هناك مئات الأفكار من أتفه الاهتمامات إلى أعقدها ولكن لا أحد يريد حلا فيه مشقة له
مع أن هذه الحلول الصغيرة تفعل أفعال السحر في العلاقة بين الطرفين.

واذكر
أن احدى زميلاتي كانت تشتكي لي وهي على آخرها، تقول لي أظل اتحدث في
موضوعات عدة، وزوجي ينظر إلى شاشة التليفزيون ولا يرد بكلمة واحدة أو حتى
بحركات تدل أنه يسمع، فقلت له:"ما ترد؟ إنت باصص للتليفزيون ومش سامعني
خالص؟ خلاص مش حأتكلم. فيرد عليها قائلا: لأ انا سامعك كويس تحبي أسمعلك
اللي انت قلتيه. . . .
وهذه مشكلة يتسبب فيها عدم قدرة أحد الأطراف أو
كلاهما على حسن الاستماع للآخر، وحسن الاستماع ليس بمجرد ترديد ما تم قوله
من أحد الأطراف، "احنا مش في مدرسة"، ولكن حسن الاستماع يبدأ بالنظر في
العينين، في السؤال عن بعض النقاط في الموضوع، اعطاء الاهتمام في شكل
تقييم للموقف الذي تم التحدث بشأنه أو بمجرد بعض الايماءات بالوجه، وهذا
حق لكل طرف على الآخر، وحين يفعله طرف مع الآخر هو يضع ذلك نظاما سيفعله
الآخر معه حين يحتاجه.

وأهمية هذا الموضوع
تأتي من أنه إذا لم يجد احدهما شريكه الآخر ليسمعه فسيجد من يسمعه خارج
البيت الكثير، وكم من زملاء عمل زين لهم الشيطان أعمالهم فقاموا بهذا
الدور على سبيل واجب الزمالة، وكان ذلك هو الدافع الرقيق اللين الذي دفع
بهذا البيت إلى كارثة محققة تهدد تماسكه وأمنه بخيانة أحد الأطراف للآخر،
أو بزواج الرجل من أخرى.
سلبية أحد الأطراف أيضا عامل مهم في التواصل
الزوجي وهو أن يؤْثر أحد الأطراف الموقف السلبي في رأيه اعتقادا منه أنه
يرضي الآخر فتجد أحدهم كل ردوده كالآتي (للرجل أو للمرأة):"زي ما تحب، لو
انت عايز كدة، شوف اللي يعجبك، اللي تشوفه…."، فيشعر الآخر أنه يسمع صدى
صوته وليس له شريك يفكر معه ويتجاذب معه أطراف الحديث.
هناك
شئ آخر مؤثر على الحوار بين الطرفين وهو اختيار التوقيت المناسب لكل
موضوع، وهو شئ كثير من الزوجات تتجاهله ولا تستطيع التحكم في نفسها فتجدها
تتحدث عن مشاكل الأسرة على الأكل أو عند رجوع زوجها مجهد من عمله أو في
لحظة رومانسية، وتجدها تطلب منه الخروج والتنزه في أوقات عمله أو أعباء
واجبات عائلية وهكذا…
سيقول البعض "حنعمل الكلام ده بعد عشرة ولا
عشرين سنة جواز"، ولكن ما هي المشكلة، إن الحياة الزوجية تحتاج إلى تجديد
دائم، فمابلكم إذا كان تصحيحا لخطأ، خطأ تجاهل انسانية شريك حياتي
واحتياجه لي في أبسط نواحي حياته، احتياجه أن يسمعه أحد، احتياجه للاهتمام
ولو بنظرة عين حنونة من زوج على زوجته أو من زوجة لزوجها.
قد
يقول احدكم هذه تفاهة، هل ممكن أن تخرب البيوت لذلك، لكن المشكلة هنا
مشكلة احتواء، هذه التفاهات تشعر طرف أن الآخر يحتويه، وبالمعنى الرباني
يدخل الاحتواء في حيز "السكن" الذي هو أحد صفات هذه العلاقة كما وصفه الله
عز وجل بسكن ومودة ورحمة.

كما أن خراب البيوت ليس باتفككها بالطلاق
فقط، ولكن هناك كم من البيوت الخربة التي يعيش فيها أزواج تحت سقف واحد
ولكن يحول بينهما حواجز خرسانية بُنيت بسنوات الاهمال والتسليم للأمر
الواقع.

شكرا
موضوع هايل افدتينا

عندما يصمت الزوج فهذا دليل على أنه حفظ كل أسطوانات زوجته المملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.