هناك الكثير من الأشياء التى تقلق أى أب أو أم، ومن أهم تلك الأشياء الحرص على أن يكبر الطفل متمتعا بالشعور بالأمان من الناحية النفسية والعاطفية. عليك أن تعلمى أن من الأشياء الأساسية التى يجب عليك توفيرها للطفل الشعور بالحب وأنك تتقبلينه وهى أمور ستعطيه الثقة وستجعله يشعر بالأمان. وبالتأكيد فإن توفير بيئة إيجابية ومحبة للطفل أمر سيفيده ويفيدك كأم. إن شعور طفلك بالأمان من الناحية النفسية والعاطفية يتضمن كيفية شعوره حيال نفسه وعلاقته بالآخرين. وبالطبع كأى أم فى وقتنا هذا ما بين العمل وأعباء المنزل والكثير من الأشياء الأخرى فإنك قد تترددين بخصوص الطريقة التى ستتبعينها لتربية طفلك بما يضمن له فى النهاية الأمان والصحة النفسية والعاطفية.
إذا أردت أن تضمنى لطفلك الأمان العاطفى فعليك أن تحبيه حبا غير مشروط على ان يكون هذا الحب أيضا لزوجك ووالد طفلك مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل عندما يشعر بحب والده ووالدته لبعضهما البعض فإنه بذلك سيشعر أنه بأمان وفى بيئة مستقرة. يجب عليك أن تنتبهى لرد فعلك على طفلك عندما يسألك سؤالا ما، ففى تلك اللحظة يجب على الطفل أن يشعر أنه يحظى باهتمامك. يجب عليك أن تمضى بعض الوقت مع طفلك كل يوم على أن تخصصى له مثلا من خمس حتى عشر دقائق فى الصباح أو قبل النوم ليحكى لك فيها عن يومه. بعد أن يستقر الطفل داخل سريره يمكنك أن تأتى لغرفته لإطفاء النور والجلوس بجانبه للتحدث معه لبعض الوقت، وخلال ذلك الوقت لا تقومى بطرح الأسئلة على طفلك مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل عندما يرى أنك تتحدثين معه فإنه سيشعر أنه يريد أن يشاركك بعض الأمور.
تجنبى استخدام كلمات مثل خطأ ولا عندما يحاول طفلك إنجاز مهمة ما ومن الأفضل أن تحاولى تشجيعه بأن تقولى له إنه سينجح فى إتمام المهمة في المرة القادمة حتى لا يستسلم. اجعلى طفلك يشعر دائما بأنه شخص طيب ويجيد إنجاز المهام المختلفة. فالأهل دائما ما يلومون طفلهم عندما يكون مخطئا أو مقصرا ولكن فى حالة فعله لأمر جيد فإنهم لا يقولون شيئا مما يجعل الطفل يشعر أنه فاشل. إذا كان طفلك يشعر بالخوف من أمر ما حتى لو كان تافها فعليك أن تتقبلى شعوره هذا وتساعديه على تخطي المشكلة أيا كانت. احرصى على أن تقرئى لطفلك وخاصة فى الفترة ما بين عامين وستة أعوام، ويمكنك أن تقرئى لطفلك فى تلك الفترة قصصه المفضلة أكثر من مرة. أما الطفل ما بين سبعة وعشرة أعوام فهو سيستفيد من فكرة قراءتك له لأنه سيشعر أن بينكما أمرا مشتركا.
إذا اختلفت أنت ووالد الطفل فحاولا أن تتصرفا بتحضر عن طريق تجنب أشياء مثل الشتائم والعنف الجسدى. إن أى أم بالتأكيد تريد أن تكون مثالية فى تربيتها لطفلها ولكن الأهم فى حياة الطفل هو أن تكون مستقرة وأن يكون الطفل لديه روتين يعتمد عليه. احرصى دائما على أن تودعى طفلك عند الخروج من المنزل مع إعلامه بالمكان الذى ستذهبين إليه وبوقت عودتك. يجب أن يشعر طفلك أنه ليس واجبا عليه أن يكون مثاليا بالإضافة إلى أنه إذا كان يمر بيوم سيئ فعليه أن يشعر بتعاطفك معه. العبى مع طفلك وامرحى معه أما بالنسبة للعقاب فيجب ألا تقولى إنك ستعاقبين الطفل إلا إذا كنت ستعاقبينه فعلا.
إذا كنت كأم تعانين من مشكلة نفسية معينة مثل الغضب أو صعوبة فى إظهار حبك لطفلك فعليك أن تبدئى فى معالجة مثل تلك المشكلات حتى تتمكني من التعامل مع طفلك وتربيته بطريقة صحيحة. وبالنسبة لطريقة عقابك لطفلك فيجب أن تكون حازمة ولكن غير مهينة، فيجب أن يكون العقاب مبنيا على عواقب منطقية لما فعله طفلك.
jazaki allah kol khayr