السلام عليكم
لمعلمي الأقسام التحضيرية
كيفية تنظيم فضاء القسم من اجل أبنائنا الأبرياء
تنظيم فضاء القسم التحضيري
مهما كان إعداد المنهاج جيدا، فإن تحقيق كفاءات المنهاج يتوقف على توفير شروط مادية ضرورية تقوم على حسن الانتقاء والتوظيف الملائم.
ومن العوامل الأساسية التي تساهم في إنجاح الفعل التعليمي، التنظيم المادي لفضاء التربية التحضرية وتجهيزه بالأدوات والدعائم والوسائل البيداغوجية الضرورية الملائمة و المتنوعة التي يجب أن تستجيب لمتطلبات الوضعيات التعليمية المختلفة.
-I فضاء القسم :
تعريف فضاء القسم:
يعد القسم فضاء أساسيا في أية مؤسسة من مؤسسات التربية التحضريةو يتميز عن القسم العادي من حيث التنظيم والتحضير.
يحتوي القسم التحضيري على أركان و ورشات منظمة بكيفية بيداغوجية وتتسم بالتشويق والجمال حيث يتم تنظيمها وتجديد وسائلها على أساس الحاجات النمائية لطفل التربية التحضيرية ومتطلبات الأنشطة التعليمية الواردة في المنهاج.
يمثل فضاء القسم وسط حياة للطفل، حيث يقضي فيه أطول وقت من اليوم لذا، يجب أن يجد فيه ما يستجيب لحاجاته شخصية كانت أو اجتماعية.
-أهمية تنظيم فضاء القسم:
من الكفاءات المشترطة لدى المربي (ة): القدرة على الاعتناء بهذا الفضاء من حيث التنظيم والتجهيز وحسن الاستغلال،و يعتبر هذا في حد ذاته، شروعا في إنجاح العملية التعلمية. فتواجد الطفل لمدة طويلة لا بد أن يتم في جو يستجيب لحاجاته:
– الفيزيولوجية (توفير أماكن الراحة، حرية الحركة…).
– والوجدانية (المحيط الجمالي والمريح، وجود بعض الأشياء التي لها علاقة بمحيطه العائلي)
– والاجتماعية والثقافية (تعدد وتنوع العلاقات والتعامل مع الأقران و الراشدين).
كيفية تنظيم القسم التحضيري على أساس الأركان و الورشات
من مقاييس تنظيم القسم، أن تكون مختلف الأركان ذات وظائف مختلفة و منظمة بطريقة بيداغوجية تتسم بالتشويق والجمال إن تنظيمها يعد عاملا أساسيا لإنجاح الفعل التعلمي و يتم بتحديث وتجديد وسائلها كلما اقتضت الضرورة وكلما تنوعت المحاور التعلمية، بالإضافة إلى ضرورة وضع الأدوات في متناول الأطفال.
2-الأركان و الورشات الأساسية في فضاء القسم التحضيري:
[تتعدد الأركان والورشات بتعدد مجالات الأنشطة كما تتنوع بتنوع الفضاءات وإمكانياتها المادية. غير أن هناك حد أدنى ،من هذه الأركان والورشات ،الذي لا بد من توفيره إذا رغبنا في تحقيق الكفاءات القاعدية المذكورة في المنهاج . فمن بين أهم الأركان التي يجب تأسيسها:ركن المكتبة والقراءة، ورشة العلوم و التكنولوجيا و ركـن أو ورشة الفنون، التي يمكن أن تتفرع إلى أنواع أخرى و ذلك حسب خصوصيات كل فضاء.
مثل:
– ركن الألعاب التربوية- ركن الإعلام الآلي- ركن المهن- ركن أو ورشة الفنون التشكيلية- ركن المسرح – ركن الموسيقى – ورشة الرسم والتخطيط
أقدم للمربين والمربيات بعض الصور الخاصة بأركان قسم التحضيري للتزيين والمتمثلة في
– ركن الطبخ
https://www.gulfup.com/?5u5iJN
– ركن الصيدلة
https://www.gulfup.com/?nGChdT
– ركن النظافة
https://www.gulfup.com/?uMeZEe
– ركن البائع
https://www.gulfup.com/?WYzqkO
– ابداعات الاطفال
https://www.gulfup.com/?C9S5Re
لكل ركن أو ورشة جملة من الأهداف يسعى المربي (ة) إلى تحقيقها. منها ما هو خاص بمجال نشاطوي محدد ومنها ما هو مشترك بين عدة مجالات من الأنشطة.تحقق هذه الأهداف في مجملها ،التنمية الشاملة لشخصية الطفل في أبعادها الاجتماعية- الخلقية، النفسية، الجسمية، الحركية، التربوية…
تعريف الركن: "يعتبر الركن فضاء منظما داخل القسم، له علاقة بأنشطة متخصصة ويساهم في تجسيد الوضعيات التعلمية المتنوعة. يمكن أن يكون دائما أو آنيا حسب الموضوع والأهداف أين تجري أنشطة حرة أو موجهة فردية أو جماعية أو على أساس مجموعات نووية ".
مثل: ركن المكتبة: أين ترتب الكتب، ألبومات ومجلات وقصص، وجرائد، وقصص مصورة…
حيث يمكن للطفل استخدامها بشكل حر وتلقائي و اختياري وقد يوظف هذا الركن في السرد و الإصغاء كما يمكن إثراء هذا الركن بمساهمات الأطفال أنفسهم.
تعريف الورشة: "
هي المكان الذي يتم فيه تنظيم العمل الذي يسمح للطفل بالتوصل إلى إنجازات فردية أو جماعية من نفس النوع. يمكن أن تجمع الورشة بين عدة نشاطات في آن واحد (أنشظة علمية، فنية…) و تتم فيها ممارسة النشاطات بأدوات تمنح للطفل فرصة التفكير الفردي و الجماعي وحل مشكلات. كما يمكن أن تكون الورشة دائمة أو مؤقتة، تزول و تعوض بأخرى تحمل في كل مرة إشكالية جديدة ينتظر من الطفل حلها".
مثلا: ورشة التربية العلمية التي تجمع بين الرياضيات والتكنولوجية و علم الأحياء حيث يطور فيها الطفل فكره العلمي بالملاحظة والتجريب والممارسة…
II–الأدوات والدعائم والوسائل
يتطلب إنجاز الوضعيات التعلمية توفير أدوات ودعائم ووسائل ضرورية لتحقيق تعلمات في مجالات مختلفة. تتنوع هذه الأدوات والدعائم بتنوع مجالات الأنشطة وتتمثل أهميتها في كونها تستجيب لحاجات الطفل المتمثلة في:
– إنماء فكره الحسي.
– الفضول والإيقاظ.
– استكشاف المحيط و اكتشافه.
– الممارسة والتجريب.
– التعلم باللعب.
– استغلال فرص التعبير بأنواعه.
إن توفير الأدوات والوسائل وحده لا يضمن تحقيق الأهداف بل لا بد كذلك من الانتقاء الناجع الذي يتم على أساس جملة من المعايير نذكر أهمها:
– استخدامها بما يتلاءم والأهداف التعلمية.
– اتصافها بقيمة تربوية.
– تماشيها و عمر الطفل من جهة و قوته البدنية و قامته من جهة أخرى.
– السهولة في الاستعمال والصيانة.
– عدم تشكيلها خطرا على صحة و أمن الطفل.
– ذات ألوان وأشكال جذابة.
– صلبة و مقاومة للصدمات.
إن قيمة الوسيلة لا تقاس بثمنها بقدر ما تقاس بقيمتها التربوية. لذلك، فإن مصادرها متنوعة منها ما يشترى ومنها ما يسترجع ومنها ما يصنع من قبل المربي (ة) نفسه أو حتى من قبل الطفل.
*أنواع الوسائل:
تختار الوسائل بكيفية مدروسة حيث تكون:
– مألوفة لدى للطفل أي من حياته اليومية (خاص بالطفل، ملابس، لعب…).
– من أركان اللعب (أواني المطبخ، بضائع…)
– من المحيط الذي يعيش فيه (كمختلف المتاجر والدكاكين).
– مناسباتية ( حسب كل المناسبات).
– وسائل هيكلية.
– وسائل مصورة.
– وسائل مصنوعة من طرف المربي (ة).
– وسائل مصنوعة من طرف الأطفال.
– وسائل سمعية بصرية (معلوماتية، إلكترونية…).
الخاتمـة:
إن التحكم في تسيير الفضاء التحضيري بمكوناته المادية والبيداغوجية يستوجب توفير كفاءات مهنية لدى المربي (ة) و لا يتحقق ذلك إلا من خلال تكوين متخصص يلغي دور الارتجال والحدس.
هذه المهارة تكتسب بتدريب وتمرن متواصلين، تتحقق من خلالهما كفاءات في تصميم وإنتاج واستخدام مختلف التقنيات والوسائل والأدوات الضرورية لإنجاح الوضعيات التعلمية. هدا ما يحقق التقدم الأمثل الفردي و الجماعي في كل فضاءات التربية التحضيرية بما يتلاءم و التوجهات التربوية الحديثة التي تؤسس دورا فعالا للتربية التحضيرية يضمن فرص التنمية الشاملة لجوانب شخصية الطفل