المشكلة ليست مشكلتي إنها استشارة نفسية ومعها الجواب
وضعت للفائدة فقط ولمن يبحث عن حل لمشكلة من هذا النوع
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اكتشفت خيانة زوجي بعد 9 سنين من الزواج، بعدما تعرف على صديق السوء ثم قال لي: بأنه لن يرجع لهذه الأمور، وفي يوم كنت نائمة معه وحدث شيء وإلى الآن لم أنسى ما فعل، ودائماً أتذكر ما فعل أتعب نفسياً، ولا أريد ذلك الفعل يحدث ويخرب علي حياتي، ولا أريد أن أذكره بما عمل دائماً، لكن هو يضطرني لذلك.
سؤالي: كيف أتعامل مع زوجي بعد توبته من الخيانة؟ فأنا تائهة!
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذا الزوج، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وندعوك إلى أن تتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، فإن الشيطان هو الذي يُذكرك بذلك الماضي الذي تاب منه الزوج، وهم الشيطان أن يُحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن اللهِ.
فإذا ذكرك الشيطان بما حصل فتعوذي بالله من الشيطان، وتذكري أن تصديقك للزوج ومنحه الثقة والاقتراب منه والتزين له، مما يعينه على كمال التوبة وتمامها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وندعوك إلى تصديق هذا الزوج وتشجيعه على الثبات على الخير، ونحذرك من اتهامه، أو تذكيره بما حصل، فإن ذلك يدفعه إلى تحويل تلك المشاعر السالبة وتلك المواقف السيئة إلى وقائع ويصل لدرجة يقول فيها: (ما دامتْ هي لا تصدقني فما الفائدة)! ولذلك عندما لا نصدق الإنسان في توبته ورجوعه إلى الله فإننا بذلك ندفعه إلى الهاوية، ونجبره على الانحراف، ونجبره على السير في طريق واحد، فليس من مصلحتك ولا من مصلحة أسرتك هذا الذي يحدث بالنسبة للزوج، فعليك أن تصدقيه، وأن تعاونيه على الثبات، وأن تكوني إلى جواره، وأن تسألي الله تبارك وتعالى له التوفيق والسداد والهداية، وأن تجتهدي دائمًا في أن تقتربي منه، وأن تكون إلى جواره دائمًا، وتسأليه عن حاجاته، وتجتهدي في التزين له والتفنن في إظهار المفاتن حتى لا يُفتن في الخارج، وإذا خرج عليك أن تُحسني وداعه، تسألي عنه إذا غاب، تُحسني استقباله، تمنحيه الثقة – أكرر – هذا من المسائل الهامة جدًّا.
وكما قلنا: طالما هو تاب تاب الله عليه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وما حصل كانت نزوة وكانت من الشيطان، فكوني عونًا له على الشيطان، لا أن نعين الشيطان عليه، بألا نصدقه في توبته وفي رجوعه إلى الله تبارك وتعالى، لأن هذا من شأنه أن يدعوه إلى التمادي والعصيان، وليس في ذلك مصلحة لأحد.
كما أرجو أن تجتهدي في نسيان ما حصل، وتعلمي أن الأصل هو طهارة هذا الزوج، وأن ما حصل من موقف سالب لن يتكرر بحول الله وقوته، خاصة إذا وجد منك الحفاوة والاهتمام وإعطاء الحق الشرعي، وحسن الرعاية له، أكرر: والتصديق له ومنحه الثقة حتى لا يعود وينحرف ويضيع والعياذ بالله.
وعليك أيضًا كما قلنا ألا تذكريه بما حصل، وألا تفتعلي – حتى لو حصلت – مشاكل، ما ينبغي أن تذكريه بذلك الماضي، لأننا لا يجوز أن نذكر الإنسان عن ماضٍ تاب عنه، ورجع عنه إلى الله تبارك وتعالى، ولا يجوز أن نسخر من إنسان لمعصية لله، فإنها قد تكون سببًا في وقوعنا في الشماتة والبلاء موكل بالقول، فالإنسان ما ينبغي أن يُعيب ويسيء لمن أخطأ ويُذكره بخطاه، لكن عليه أن يقول: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به) ويقول هذا أيضًا في نفسه سرًّا حتى لا يجرح المشاعر، فاحترام المشاعر هام جدًّا، فكيف إذا كانت هي مشاعر الزوج الذي نريد له أن يعود إلى صوابه، وقد عاد، بل نريد أن نكون سببًا في ثباته على هذا الدين ومُضيًّا على هذا الخير، والمرأة دائمًا عند الخيانة ينبغي أن تقف أيضًا وقفة مع نفسها، لترى ما هو المفقود في حياتها، ما هو الشيء الذي وجده الزوج في الخارج ولم يجده عندها؟ ما هو الجانب الذي قصّرت فيه؟ لأن من بناتنا وأخواتنا من تُقصر في تزينها واهتمامها بمظهرها بعد أن تُنجب الأولاد، والرجل يتعرض لفتن، فنحن في زمان والعياذ بالله التبرج يمشي على رجلين، فاجتهدي في أن تتزيني له، بأن تقومي بالواجب، وأن تقتربي منه.
فما أحوجنا إلى أن نذكر بهذه المعاني، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يُلهمك السداد والصواب، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله الهداية للجميع.
بارك الله فيك
احترماتي
السلام عليكم اختي هدى الله زوجك واصلح بينكما . امين