تخطى إلى المحتوى

كلمات ليست كالكلمات: درة ثمينة من كلام ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

“ ﻓﺮِّﻍ ﺧﺎﻃﺮﻙ ﻟﻠﻬﻢ ﺑِﻤَﺎ ﺃُﻣﺮﺕ ﺑِﻪِ ،
ﻭَﻟَﺎ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺑِﻤَﺎ ﺿﻤﻦ ﻟَﻚ ،
ﻓَﺈِﻥ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭَﺍﻟْﺄَﺟَﻞ ﻗﺮﻳﻨﺎﻥ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎﻥ ،
ﻓَﻤَﺎ ﺩَﺍﻡَ ﺍﻟْﺄَﺟَﻞ ﺑَﺎﻗِﻴﺎ ﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺁﺗِﻴَﺎ ،
ﻭَﺇِﺫﺍ ﺳﺪ ﻋَﻠَﻴْﻚ ﺑِﺤِﻜْﻤَﺘِﻪِ ﻃَﺮِﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻗﻪ ،
ﻓﺘﺢ ﻟَﻚ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻃَﺮِﻳﻘﺎ ﺃَﻧْﻔَﻊ ﻟَﻚ ﻣِﻨْﻪُ ،
ﻓﺘﺄﻣّﻞ ﺣَﺎﻝ ﺍﻟْﺠَﻨِﻴﻦ ﻳَﺄْﺗِﻴﻪِ ﻏﺬﺍﺅﻩ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﺪَّﻡ ﻣﻦ ﻃَﺮِﻳﻖ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓ ،
ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﺴُّﺮَّﺓ،
ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺍﻟْﺄُﻡ،
ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺗِﻠْﻚَ ﺍﻟﻄَّﺮِﻳﻖ،
ﻓﺘﺢ ﻟَﻪُ ﻃَﺮِﻳﻘﻴﻦ ﺍﺛْﻨَﻴْﻦِ ،
ﻭﺃﺟﺮﻯ ﻟَﻪُ ﻓﻴﻬﻤَﺎ ﺭﺯﻗﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﻭﺃﻟﺬ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ :
ﻟَﺒَﻨًﺎ ﺧَﺎﻟِﺼﺎ ﺳﺎﺋﻐﺎ ،
ﻓَﺈِﺫﺍ ﺗﻤﺖ ﻣُﺪَّﺓ ﺍﻟﺮَّﺿَﺎﻉ،
ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻔﻄﺎﻡ ،
ﻓﺘﺢ ﻃﺮﻗﺎً ﺃَﺭْﺑَﻌَﺔ ﺃﻛﻤﻞ ﻣِﻨْﻬَﺎ ،
ﻃﻌﺎﻣﺎﻥ ﻭﺷﺮﺍﺑﺎﻥ ،
ﻓﺎﻟﻄﻌﺎﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟْﺤَﻴَﻮَﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ،
ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟْﻤِﻴَﺎﻩ ﻭﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻀَﺎﻑ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻤَﺎ ﻣﻦ ﺍﻟْﻤَﻨَﺎﻓِﻊ
ﻭﺍﻟﻤﻼﺫ .
ﻓَﺈِﺫﺍ ﻣَﺎﺕَ ﺍﻧْﻘَﻄَﻌﺖ ﻋَﻨﻪُ ﻫَﺬِﻩ ﺍﻟﻄّﺮﻕ ﺍﻟْﺄَﺭْﺑَﻌَﺔ ،
ﻟﻜﻨﻪ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻓﺘﺢ ﻟَﻪُ ﺇِﻥ ﻛَﺎﻥَ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻃﺮﻗﺎ ﺛَﻤَﺎﻧِﻴَﺔ ،
ﻭَﻫِﻲ ﺃَﺑْﻮَﺍﺏ ﺍﻟْﺠﻨَّﺔ ﺍﻟﺜَّﻤَﺎﻧِﻴﺔ ﻳﺪْﺧﻞ ﻣﻦ ﺃَﻳﻬَﺎ ﺷَﺎﺀَ،
ﻓَﻬَﻜَﺬَﺍ ﺍﻟﺮﺏ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻟَﺎ ﻳﻤْﻨَﻊ ﻋَﺒﺪﻩ ﺍﻟْﻤُﺆﻣﻦ ﺷَﻴْﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺇِﻟَّﺎ
ﻭﻳﺆﺗﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣِﻨْﻪُ ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻟَﻪُ ،
ﻭَﻟَﻴْﺲَ ﺫَﻟِﻚ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟْﻤُﺆﻣﻦ ،
ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻳﻤﻨﻌﻪُ ﺍﻟْﺤَﻆ ﺍﻟْﺄَﺩْﻧَﻰ ﺍﻟﺨﺴﻴﺲ،
ﻭَﻟَﺎ ﻳﺮﺿﻰ ﻟَﻪُ ﺑِﻪ ِ،
ﻟﻴﻌﻄﻴَﻪ ﺍﻟْﺤَﻆ ﺍﻟْﺄَﻋْﻠَﻰ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ .
ﻭَﺍﻟْﻌَﺒْﺪ ﻟﺠﻬﻠﻪ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﻧَﻔﺴﻪ ،
ﻭﺟﻬﻠﻪ ﺑﻜﺮﻡ ﺭﺑﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﻟﻄﻔﻪ ،
ﻟَﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘَّﻔَﺎﻭُﺕ ﺑَﻴﻦ ﻣَﺎ ﻣﻨﻊ ﻣِﻨْﻪُ،
ﻭَﺑَﻴﻦ ﻣَﺎ ﺫﺧﺮ ﻟَﻪُ ،
ﺑﻞ ﻫُﻮَ ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﻭَﺇِﻥ ﻛَﺎﻥَ ﺩﻧﻴﺌﺎ،
ﻭﺑﻘﻠﺔ ﺍﻟﺮَّﻏْﺒَﺔ ﻓِﻲ ﺍﻵﺟﻞ ﻭَﺇِﻥ ﻛَﺎﻥَ ﻋﻠﻴﺎً،
ﻭَﻟَﻮ ﺃﻧﺼﻒ ﺍﻟﻌَﺒْﺪ ﺭﺑﻪ ﻭﺃﻧﻰ ﻟَﻪُ ﺑﺬﻟﻚ ،
ﻟﻌﻠﻢ ﺃَﻥ ﻓَﻀﻠﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻓِﻴﻤَﺎ ﻣَﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭﻟﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭَﻧَﻌِﻴﻤﻬَﺎ
ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻓَﻀﻠﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺁﺗَﺎﻩُ ﻣﻦ ﺫَﻟِﻚ ،
ﻓَﻤَﺎ ﻣَﻨﻌﻪ ﺇِﻟَّﺎ ﻟﻴﻌﻄﻴﻪ ﻭَﻟَﺎ ﺍﺑﺘﻼﻩ ﺇِﻟَّﺎ ﻟﻴﻌﺎﻓﻴﻪ،
ﻭَﻟَﺎ ﺍﻣﺘﺤﻨﻪ ﺇِﻟَّﺎ ﻟﻴﺼﺎﻓﻴﻪ،
ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻣَﺎﺗَﻪُ ﺇِﻟَّﺎ ﻟﻴﺤﻴﻴﻪ،
ﻭَﻟَﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺇِﻟَﻰ ﻫَﺬِﻩ ﺍﻟﺪَّﺍﺭ ﺇِﻟَّﺎ ﻟﻴﺘﺄﻫﺐ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻟﻠﻘﺪﻭﻡ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ،
ﻭﻟﻴﺴﻠﻚ ﺍﻟﻄَّﺮِﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﺇِﻟَﻴْﻪِ،
“ﻓَﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﺧِﻠْﻔَﺔً ﻟِﻤَﻦْ ﺃَﺭَﺍﺩَ ﺃَﻥْ ﻳَﺬَّﻛَّﺮَ ﺃَﻭْ ﺃَﺭَﺍﺩَ
ﺷﻜُﻮﺭًﺍ ” ،
“ﻭﺃﺑﻰ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ﺇِﻟَّﺎ ﻛُﻔُﻮﺭﺍً ”
ﻭَﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻌَﺎﻥ “ .


” ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ، ﺹ80/79 دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع.

بارك الله في قائله و ناقله و زاد الاثنين خيرا

الأول من الآخرة

و الثاني من الدنيا و الآخرة

شكرا جزيلا على المرور الطيب والدعاء الصادق
جزاكم الله خيرا أخواي

بارك الله فيك وجزاك خيرا

بارك الله فيك على الموضوع الجميل

وفيكم بارك الله وجزاكم خيرا
شكرا جزيلا على المرور الجميل
جزاكم الله خيرا أخواي الكريمان

بارك الله الاخ محمد
ونفع بك وزادك الله من فضله

فيك بارك الله أخي رابحي
ان شاء الله تكون أحوالك بخير
شكرا جزيلا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.