تخطى إلى المحتوى

فِــي ظِــلاَلِ آَيَــةٍ [دَعْوَةٌ لِتَدَبُّرِ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى] 2024.

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحَمد لله ربّ العالمين،
والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين ،
وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدّين،
أما بعدُ :
معاشر المؤمنات والمؤمنين ،
هذا كتاب الله تعالى وحبه المتين،
المنزّل من ربّ العالمين إلى سيّد المرسلين وإمام المتقين،
نزل به الرّوح الأمين على قلبه ليكون من المُنذرين ،
أنزله الله تعالى تذكرة للغافلين ،
وموعظةً للمتقين ،
وهادياً للمؤمنين،
ودستوراً للمسلمين،
فحريّ بنا أن نتدبّره ونكون له من المتفهّمين،
أن نتعلمه ونكون به من العاملين المخلصين،
فلما لا نتناول منه ما تيسّر ونكون له من الدّراسين،
نجلس تحت ظلالٍ آياته ونأكل من ثمراته
ونشربُ من لذيذ معين،

نتناول كل مرّة إن شاء الله ممّا يسّره الله تعالى آيةً
و نضع تفسيرها ونحاول استخراج أحكامها وما دعت إليه من العلم والهدى والنّور
ونرجوا المشاركة من الإخوة والأخوات أجمعين
والله تعالى هو وليّ التّوفيق ونسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل
وصلّى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه والتّابعين

[ القول في تأويل قوله تعالى : ( قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ( 90 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال إخوة يوسف له حين قال لهم ذلك يوسف : ( إنك لأنت يوسف ) ؟ ، فقال : نعم أنا يوسف ( وهذا أخي قد من الله علينا ) بأن جمع بيننا بعد ما فرقتم بيننا ( إنه من يتق ويصبر ) ، يقول إنه من يتق الله فيراقبه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه ( ويصبر ) ، يقول : ويكف نفسه ، فيحبسها عما حرم الله عليه من قول أو عمل عند مصيبة نزلت به من الله ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ، يقول : فإن الله لا يبطل ثواب إحسانه وجزاء طاعته إياه فيما أمره ونهاه .

التفسير الميسر :
إنه من يتق الله, ويصبر على المحن, فإن الله لا يذهب ثواب إحسانه, وإنما يجزيه أحسن الجزاء.

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابكم الله خيرا وبارك فيكم أخي
واصلوا جزاكم الله خيرا ووفقكم الله لكلّ خير

وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاته
موضوع طيِّب ، جزاكم الله خيرا.
لنا عودة بإذن الله

السلام عليكم بارك الله فيكم تدبر القرآن يثمر التقوى ويوجهنا للعمل بآيّه والله أعلم

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ( 100 ) ) سورة الإسراء

يقول تعالى لرسوله صلوات الله عليه وسلامه قل لهم يا محمد :
لو أنكم – أيها الناس – تملكون التصرف في خزائن الله ، لأمسكتم خشية الإنفاق .

قال ابن عباس ، وقتادة : أي الفقر ، أي : خشية أن تذهبوها ، مع أنها لا تفرغ ولا تنفد أبدا ؛
لأن هذا من طباعكم وسجاياكم ؛ ولهذا قال : ( وكان الإنسان قتورا )
قال ابن عباس ، وقتادة : أي بخيلا منوعا .
وقال الله تعالى : ( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) [ النساء : 53 ]
أي : لو أن لهم نصيبا في ملك الله لما أعطوا أحدا شيئا ، ولا مقدار نقير ،
والله تعالى يصف الإنسان من حيث هو ، إلا من وفقه الله وهداه ؛ فإن البخل والجزع والهلع صفة له ،
كما قال تعالى : ( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين )
[ المعارج : 19 – 22 ] .
ولهذا نظائر كثيرة في القرآن العزيز ، ويدل هذا على كرمه وجوده وإحسانه ، وقد جاء في الصحيحين :
" يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه " .


بارك الله فيك أخي الكريم

قال تعالى : قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
تفسير الجلالين
«قل لا أملك لنفسي نفعا» أجلبه «ولا ضرا» أدفعه «إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب» ما غاب عني «لاستكثرت من الخير وما مسَّني السوء» من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضار «إن» ما «أنا إلا نذير» بالنار للكافرين «وبشير» بالجنة «لقوم يؤمنون».
تفسير الميسر
قل -أيها الرسول-: لا أقدرُ على جَلْبِ خير لنفسي ولا دفع شر يحل بها إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لفعلت الأسباب التي أعلم أنها تكثِّر لي المصالح والمنافع، ولاتَّقيتُ ما يكون من الشر قبل أن يقع، ما أنا إلا رسول الله أرسلني إليكم، أخوِّف من عقابه، وأبشر بثوابه قومًا يصدقون بأني رسول الله، ويعملون بشرعه.

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ( 7 ) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) } [ يونس ]

قال الشيخ السعدي رحمه الله : " {إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } أي : لا يطمعون بلقاء الله وربما كذّبوا به ، { وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } بدلا عن الآخرة ، {وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} أي : ركنوا إليها وجعلوها غاية مَرامِهم ،ونِهايةَ قَصدِهم ، فسَعَوْا لها وأكَبُّوا على لذَّاتها وشهواتها ،بأي طريقةِ حَصَلَتْ حَصَّلُوها ، ومن أي وجهِ لاحَتْ اِبتدَرُوها ،قد صرفوا إرادتِهم ونياتهم وأفكارهم وأعمالهم إليها.
فكأنَّهم خُلقوا للبقاء فيها ،وكأنَّها ليست بدار مَمَّر ،يتزوَّد منها المُسافرون إلى الدّار الباقيةِ الّتي إليها يرحل الأوَّلُون والآخرون ،وإلى نعيمها ولذَّاتها شمَّر المُوَّفَقُون … " ا.هــ

بارك الله فيك أخي الكريم

جزاك الله خيرا

السّلام عليكم
ما شاء الله موضوع رائع
متابعين بإذن الله
ومن يريد مساعدة في الأحكام سيجدها إن شاء الله
جزاكم الله كلّ خير

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ﴾

( سورة الأحزاب)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ( 41 ) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ( 42

يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذِكْرًا كثيرًا, واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح والمساء, وأدبار الصلوات المفروضات, وعند العوارض والأسباب, فإن ذلك عبادة مشروعة, تدعو إلى محبة الله, وكف اللسان عن الآثام, وتعين على كل خير.
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ( 43 )
هو الذي يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته؛ ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإسلام, وكان بالمؤمنين رحيمًا في الدنيا والآخرة, لا يعذبهم ما داموا مطيعين مخلصين له.

بــــــــــــارك الله فيكم .


«وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»

التفسير الميسر

وأجْلَسَ أباه وأمه على سرير ملكه بجانبه؛ إكرامًا لهما، وحيَّاه أبواه وإخوته الأحد عشر بالسجود له تحية وتكريمًا، لا عبادة وخضوعًا، وكان ذلك جائزًا في شريعتهم، وقد حَرُم في شريعتنا؛ سدًا لذريعة الشرك بالله. وقال يوسف لأبيه: هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قصصتها عليك من قبل في صغري، قد جعلها ربي صدقًا، وقد تفضَّل عليَّ حين أخرجني من السجن، وجاء بكم إليَّ من البادية، من بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخوة بيني وبين إخوتي. إن ربي لطيف التدبير لما يشاء، إنه هو العليم بمصالح عباده، الحكيم في أقواله وأفعاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.