تخطى إلى المحتوى

فوائد علم النسب 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفوائد الشرعية لعلم الأنساب

قال تعالى في محكم كتابه الكريم (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) ([1]) أي ليحصل التعارف بينكم كلٌ يرجع الى قبيلة ، أي ليعرف بعضكم بعضاً بالنسب .
وقد ورد في الترمذي ومسند أحمد قول النبي (r)

(تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فأن صلة الرحم .. محبة في الاهل ، مثراة في المال ، منسأة في الاجل ، مرضاة للرب) ([2]) .
وحيث أن علم الانساب هو من أجل متون علم الاثر وعلم جليل القدر كما ذكرنا .
ويتضمن معرفة نسب النبي (r) ، وفن ينتمي اليه ويميز بين بني عبد مناف (هاشميها ومطلبيها) و (عبشميها ونوفليها) وبين قريش من كنانة … والاوس من الخزرج والعربي من الاعجمي .
فقد ورد في الحديث عن ابو حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر (u) أنه قال : (صلة الارحام تزكي الاعمال ، وترفع البلوى ، وتنمي الاموال ، وتنسئ له في عمره، وتوسع له في رزقه ، وتحبب في أهل بيته ، فليتق الله ويصل رحمه) .

· ونذكر من الفوائد الشرعية ما يلي :

– التعارف بين الناس حتى لايعزى أحد الى غير أبانه .
– أحكام الورثة فتحجب بعضهم بعضاً وفق قاعدة قسمة المواريث .
– أحكام الاولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض .
– أحكام الوقف اذا خص الواقف بعض الاقارب او بعض الطبقات دون بعض.
– مراعاة النسب الشريف في المرأة المنكوحة ، حيث ثبت في الصحيح أن النبي (r) قال : (تنكح المرأة لاربعة ، دينها وحسبها ومالها وجمالها) ومن هنا راعى (r) في المرأة المنكوحة الحسب وهو الشرف في الآباء .
– معرفة الاحكام العاقلة في الدية .
– أعتبار النسب في الامامة العظمى (الخلافة) حيث أكد الماوردي في كتابة الاحكام السلطانية على كون الامام قرشياً وثبت ذلك أن النبي (r) قال: (الائمة من قريش) ..
فلولا المعرفة بعلم النسب لتعذر حكم الامامة العظمى التي بها عموم صلاح الامة.
وهي ايضا من فروض علم النسب حيث لا تجوز الخلافة الا في ولد فهر بن مالك بن كنانة ولو وسع جهل هذا لأمكن أدعاء الخلافة لمن لا تحل له .
– أعتبار النسب في كفاءة الزوج للزوجة في النكاح ،
ففي مذهب الامام الشافعي لا تكافئ الهاشمية والمطلبية غيرها من قريش ولا تكافئ القريشية غيرها من العرب ممن ليس بقرشي ففي الكناية وجهان أصحهما أنه لا يكافئها غيرها ممن ليس بكناني ولا قرشي.
وفي اعتبار النسب في العجمي أيضاً وجهان أصحهما الاعتبار ففي مذهب الامام أبي حنيفة .. قريش بعضهم أكفاء بعض ، وبقية العرب بعضهم أكفاء بعض واما في العجم فأذا لم يعرف النسب عندهم تعذرت معرفة هذه الاحكام.
– أعتبار التفريق بين جريان الرقَّ على العجم دون العرب على مذهب من يرى ذلك من العلماء.
وهو أحد القولين للشافعي … فإذا لم يعرف النسب تعذّر عليه الى غير ذلك من الاحكام الجارية هذا المجرى.
وقد ذهب كثير من الائمة المحدثين والفقهاء كالبخاري وأبن اسحاق والطبري الى جواز الرفع في الانساب احتجاجاً بعمل السلف.
وكان سيدنا عقيل بن أبي طالب وسيدنا أبي بكر الصديق (t) في علم الانساب بالمقام الارفع والجانب الأعلى وهذا أعظم شاهد على شرف هذا العلم وجلالة قدره.
وقد ورد في "الادب المفرد" للبخاري من حديث محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنه سمع سيدنا عمر بن الخطاب (t) على المنبر يقول : (تعلموا أنسابكم ثم صلوا أرحامكم ، والله أنه ليكون بين الرجل وأخيه الشيء ولو يعلم الذي بينهِ وبينهُ ومن داخله ، لاوزعه ذلك عن أنتهاكه).
أما ما ورد عن أبي هريرة (رض) أنه (r) قال :
(علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر) وقد جاء في متن الرواية ( مر رجل فقال : ما هذا ؟ فقالوا : علاّمة بالنسب) فكلام لا يثبت.
لهذا قال أبن عبد البر ..

(لم ينصف من زعم أن علم النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر).
· فرض الكفاية في علم الانساب

الكفاية في علم النسب من الامور المهمة التي يجب التقيد بها وفيها أنشاء الله فوائد جمة لجميع الاخوة القراء والباحثين والمهتمين بهذا العلم المبارك وفيها فضائل على جميع أبناء الامة الاسلامية والفضل الاكبر على من يقوم بهذه الشروط من الناس دون سواهم .
ومن أبرز هذه الفروض :-
– معرفة أسماء أمهات المؤمنين المفترض حقهن على جميع المسلمين ، والذي يحرم نكاحهن على الجميع .
– معرفة أسماء أكابر الصحابة من المهاجرين والانصار حيث ورد عن رسول الله (r) قوله :
– (آية الايمان حب الانصار ، وآية النفاق بغض الانصار) وأوصى وأمر ولاة أمور المسلمين بالانصار خيراً.
– معرفة من يجب له حق في الخمس من ذوي القربى .
– معرفة من تحرم عليهم الصدقة من آل محمد (r) ، ممن لا حق لهم في الخمس.
كل ما ذكر هو جزء من علم النسب وبهذا يمكن بطلان قول من قال أن علم النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر.
وخصوصاً أن هناك شواهد ودلائل علمية قصها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز وهي ولادات الكثير من الانبياء (u) وهذا بحد ذاته علم بالنسب وكان سيدنا رسول الله (r) يتحدث في النسب فيقول

(نحن بنو النضر أبناء كنانه)

وذكر أفخاذ الانصار وفاضل بينهم فقدم بني النجار ثم بني عبد الاشهل ثم بني الحارث ثم بني الخزرج ثم بني ساعدة ثم قال : (r)
(وفي كل دور الانصار خير)
كما ذكر بني تميم وبني عامر بن صعصعة وغطفان
وأخبر (r) (أن مزينة وجهينة وأسلم وغفاراً) خير منهم يوم القيامة .
وذكر بني تميم وشدتهم على الدجال .. وأن بني العنبر بن عمرو بن تميم من ولد اسماعيل.
ونسّب الحبشة الى أرفدة ، ونادى قريش بطناً بطناً حين أنزل تعالى عليه (َأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )]3
وكل هذا علم نسب في نظر العلماء وأهل الاختصاص وهذا يبطل ما روئ عن بعض الفقهاء من كراهية الرفع في النسب الى الاباء من أهل الجاهلية ، لان هؤلاء الذين ذكرهم النبي (r) آباء جاهليون .

المصادر

—————–
([1]) سورة الحجرات الاية 13.

([2]) مسند الامام أحمد ج2 ص37

([3]) سورة الشعراء الاية 214

*********
المصدر : موقع رابطة الادباء والمؤرخين العرب
https://dewan-alarab.com/vb/index.php

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.