باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله:
ونحن في هذا الشهر المبارك شهر شوال الذي يعتبر فضله امتدادا لفضل شهر رمضان اردت ان اجمع لكم بعض المقالات والفتاوى عن فضل هذا الشهر…
فضل شهر شوال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلّ له، ومَن يُضللِ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا .
أما بعد:
أيها الناس، فلقد كنتم ترتقبون مجيء شهر رمضان فجاء شهر رمضان ثم خلّفتموه وراء ظهوركم، وهكذا كل مستقبلٍ لكم ترتقبونه ثم يَمُرُّ بكم وتُخلّفونه وراء ظهوركم حتى يأتيكم الموت، لقد حَلَّ بكم شهر رمضان ضيفًا كريمًا فأودعتموه ما شاء الله من الأعمال ثم فارَقَكم شاهدًا لكم أو عليكم بِما أودعتموه، لقد فرح قوم بفراقهِ؛ لأنهم تخلَّصوا منه، تخلّصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلةً عليهم، وفرح قوم بتمامه؛ لأنهم تخلّصوا به من الذنوب والآثام بِما قاموا به من أعمال صالحة استحقوا بها وعدَ الله بالمغفرةِ والرحمة، والفرق بين الفرحين عظيمٌ جدًّا .
إن علامة الفرحين بفراقه: أن يعاودوا المعاصي بعده فيتهاونوا بالواجبات ويتجرَّؤوا على المحرمات، وتظهر آثار ذلك بالمجتمع، فيقِلُّ المصلّون في المساجد وينقصون نقصًا ملحوظًا، ومَن ضيّعَ صلاته فهو لِمَا سواها أضيع؛ لأن الصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر .
إن المعاصي بعد الطاعات ربما تُحيط بثوابها فلا يكون للعامل سوى التعب، قال بعضهم: «ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمَن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنه كان ذلك علامةً على قبول الحسنة الأولى، كما أن مَن عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كانَ ذلك علامةً على ردّ الحسنة وعدم قبولها» .
أيها الناس، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل، إن عمل المؤمن عملٌ دائم لا ينقضي إلا بالموت، واتْلوا قول ربكم تبارك وتعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:99]، وقال الله سبحانه: ﴿يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، فلئن انقضى شهر الصيام وهو موسم عمل؛ فإن زمن العمل لم ينقطع، ولئن انقضى صيام رمضان؛ فإن الصيام لا يزال مشروعًا ولله الحمد، «فمَن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر»، وقد سَنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صيام يوم الإثنين والخميس وقال: «إن الأعمال تُعرض فيهما على الله فأحبُ أن يعرضَ عملي وأنا صائم»، وأوصى ثلاثةً من أصحابه: أبا هريرة، وأبا ذر، وأبا الدرداء، «أوصاهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر»، وقال: «صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله»، وحَث على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام، وروي عنه صلى الله عليه وسلم «أنه كان لا يدعُ صيامها»، وقال في صوم يوم عرفة: «يكفّر سنةً ماضية ومستقبلة»؛ يعني: لغير الحاج، فأما الحاج فلا يصوم بعرفة، وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم»، وقال في صوم يوم العاشر منه: «يكفّر سنةً ماضية»، وقالت عائشة رضي الله عنها: «ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم في شهرٍ – تعني: صومَ تطوّع – ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلاً بل كان يصومه كله».
ولئن انقضى قيامُ رمضانَ فإن القيام لا يزال مشروعًا كلَ ليلة من ليالي السنة حثّ عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ورغّب فيه وقال: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل»، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: «أنَّ الله تعالى يَنزِلُ كلّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حين يبقَى ثُلثُ الليلِ الآخِر فيقول: مَن يَدعُوني فأَستجيبَ له ؟ مَن يَسْألُني فأُعْطِيَهُ ؟ مَن يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِرَ لَهُ ؟»
فاتّقوا الله – عباد الله – وبادروا أعماركم بأعمالكم، وحقِّقوا أقوالكم بأفعالكم؛ فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله، و«إن الكيّس مَن دانَ نفسه – أي: حاسبها – وعملَ لِما بعد الموت والعاجزُ مَن اتْبَعَ نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» .
أيها المسلمون، لقد يسّر الله لكم سبلَ الخيرات وفتح أبوابها، ودعاكم لدخولها وبيَّن لكم ثوابها، «فهذه الصلوات الخمس آكدُ أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس بالفعل وخمسون في الميزان»، «مَن أقامها كانت كفارةً له ونجاةً يوم القيامة»، شرعها الله لكم و«أكملها بالرواتب التابعة لها، والرواتب التابعة لها اثنتا عشر ركعة، أربع ركعات قبل الظهر بسلامين، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر، مَن صَلاَّهُنَّ بنى الله له بيتًا في الجنة»، و«هذا الوتر سنّةُ مؤكدة، سَنَّهُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقولهِ وفعله، وقال: مَن خاف أن لا يقوم من آخر الليل فلْيُوتر أوله، ومَن طمع أن يقوم آخره فلْيوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل»، فالوتر سنّةٌ مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعه حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثمُ بتركه، وقال الإمام أحمد: مَن ترك الوتر فهو رجلٌ سوء لا ينبغي أن تُقبلَ له شهادة، «وأقل الوتر ركعة بعد صلاة العشاء وسنّتها، أقلهُ ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة» «ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر»، «فمَن أوتر بركعةٍ كفَتْه، ومَن أوتر بثلاث فإن شاء سردها جميعًا بتشهّد واحد وإن شاء سلّمَ من ركعتين وأوتر بثالثة، ومَن أوتر بخمس سردها جميعًا ولم يتشهّد إلا في آخرها، ومَن أوتر بسبع سردها جميعًا ولم يتشهّد إلا في آخرها، ومَن أوتر بتسع سردها جميعًا وتشهّدَ بعد الثامنة ثم قام بدون سلام وصلى التاسعة وتشهّد وسلّم»، «ومَن أوتر بإحدى عشرة ركعة سلّم من كل ركعتين وأوتر بواحدة»، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – «كان إذا غلبه نومٌ أو وجعٌ عن قيامِ الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة»؛ وعلى هذا: فإذا فاتك الوتر في الليل فأنت تقضيه في النهار ولكنك لا تقضِهِ وترًا بل تقضِهِ شِفعًا، إذا كان من عادتك أن توتر بثلاث وفاتتك في الليل فصلِّ في النهار أربع ركعات، وإذا كان من عادتك أن توتر بخمس فصلِّ في النهار ست ركعات، وهكذا كما كان – النبي صلى الله عليه وسلم – يفعلهُ فيما إذا غلبه النوم يصلي من النهار ثنتي عشرة ركعة .
وهذه الأذكار خلف الصلوات المفروضة كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «إذا سلّمَ من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، «ومَن سبّحَ الله دبرّ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمامَ المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر».
والوضوء: «مَن توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخلُ من أيها شاء».
وهذه النفقات المالية من الزكوات والصدقات والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفسك أيها الإنسان، «ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أُثيب عليها»«وإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمدهُ عليها، ويشرب الشربة فيحمدهُ عليها»، «والساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر»، والساعي عليهم هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم، والعائلةُ الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين، فالسعي عليهم كالجهاد في سبيل الله أو كالصيام الدائم والقيام المستمر .
فيا عباد الله، إن طرق الخير كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضحٌ لا يزيغُ عنه إلا الهالكون، فخذوا – عباد الله – من كل طاعةٍ بنصيب؛ فإن الله يقول: ﴿يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77]، واعلموا أنكم مفتقرون لعبادةِ الله في كل وقت، ليست العبادة في رمضان فقط؛ لأنكم تعبدون الله وهو حيٌ لا يموت، وليست العبادة في وقت محدد من أعماركم؛ لأنكم في حاجة لها على الدوام، وسيأتي اليوم الذي يتمنى الواحدُ منَّا زيادة ركعة أو تسبيحة في حسناته، ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة من سيئاته، يقول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 99-100] .
اللهم وفِّقنا جميعًا لاغتنام الأوقات، اللهم وفّقنا جميعًا لاغتنام الأوقات وعمارتها بالأعمال الصالحات، وارزقنا اجتناب الخطايا والسيئات، وطهّرنا من هذه الموبقات؛ إنك قريب مجيبُ الدعوات .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافةِ المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لِمَن شكر، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك مَن أشركَ به وكفر، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله سيّد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما ظهرَ الفجر وأنَور، وسلَّمَ تسليمًا .
أما بعد:
أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى واشكروا نعمة الله عليكم بإتمام رمضانَ صيامًا وقيامًا، واسألوا الله تعالى أن يتقبّل ذلك منكم؛ فإن المعوّل على القبول، وإن المرء قد يعمل العمل فيأتيه ما يُحبطه إما مِنْ مَنٍّ به على الله يَمُنُّ به على ربه ويعتقد أن له فضلاً على الله بطاعته، وإما أن يكون مفتخرًا بعلمه على غيره فيرى أنه أكمل من غيره بسبب ما عمل، وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – «أن رجلاً كان عابدًا يَمُرُّ برجلٍ عاصٍ فينهاه عن معصيته، ولكن هذا العاصي لا يزال يعصي الله عزَّ وجل، فمرَّ به ذات يوم فقال: واللهِ لا يغفرُ اللهُ لفلان، قال ذلك استبعادًا لرحمة الله – عزَّ وجل – في هذا الشخص العاصي وإعجابًا بنفسه وعمله الذي كان يَمُنُّ به على ربه، فقال الله عزَّ وجل: مَن ذا الذي يتألَّى عليَّ ألا أغفر لفلان، قد غفرتُ لفلان وأحبطت عملَك»، فهذا الرجل تكلمَ بكلمة واحدة أوبَقَت دنياه وآخرته، فعلى المرء أن يكون خائفًا أن يُردَ عَمله ولا يُقبل، وعليه أن يكون راجيًا يرجو رحمة الله؛ حيث تقرّب إلى الله تعالى بِما أمره به من طاعة، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «مَن صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»، «ومَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله ما تقدَّم من ذنبه».
فأنت – أيها المؤمن – بعد أن كنت من هؤلاء البررة ينبغي لك ألا ترجعَ إلى معصية الله، ألا تدنِّس ثيابك بعد نظافتها، ألا تسوّد قلبك بعد إيقاظه؛ فإن الله تعالى قد يبتلي العبد بالمعصيةِ بعد الطاعة وتكون هذه المعصية محبطةً للعمل؛ لأن وزرها يكونُ بقدر أجر الطاعة وحينئذٍ يتقابلان فيسقطُ أحدهما بالآخر، واعلموا أنه قد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن «مَن صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر»ولا فرقَ بين أن يصوم الإنسان هذه الأيام الستة بعد العيدِ مباشرة أو يؤخّرها بعدَ ذلك، ولا فرق بين أن يصومها تباعًا أو يفرّقها، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أطلق ذلك ولم يقيّده، ولكن لا بدّ أن تكون بعد انتهاء كل رمضان، فمَن عليه قضاءٌ من رمضان فإنه لا ينفعه أن يصومَ الأيام الستة قبل أن يقضي رمضان كلّه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «مَن صام رمضان ثم أتبعه» فلا بدّ من صيام رمضان أولاً ثم إتباعه بستةِ أيام من شوال؛ وعلى هذا فمَن عليه قضاء من رمضان فلْيبدأ به ثم إن شاء فلْيصم ستة أيام من شوال .
ولقد كان بعض الناس يجعلون اليوم الثامن من هذا الشهر يجعلونه عيدًا يطبخون فيه الطعام ويفرّقونه على الجيران والأقارب ويسمّون هذا اليوم الثامن عيدَ الأبرار، وهذه التسمية خطأ؛ فإن هذا اليوم الثامن ليس عيدًا للأبرار ولا غيرهم، وكذلك أيضًا لا ينبغي أن يُظهر فيه شيءٌ يختص به من إطعام طعامٍ أو نفقات؛ لأن هذا من الأمور البدعية؛ فإنه لا يجوز لأحدٍ أن يُخصص يومًا من الأيام بزيادة عمل صالح إلا ما جاءت به السنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعظمُ من ذلك أن بعض الناس يظن أن صوم اليوم الثامن من هذا الشهر صومٌ محرّم؛ لأنه يوم عيد وهذا خطأ؛ فإن هذا اليوم كغيره من الأيام يجوز صومه وليس عيدًا للأبرار ولا غيرهم كما ذكرنا .
فاتّقوا الله – أيها المسلمون – واعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله، وتعبّدوا لله تعالى بالهدى لا بالهوى؛ فإن مَن تعبّد لله بهواه ضَلَّ سواء السبيل، ومَن تعبَّد لله بالهدى أصابَ الحق وهُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم .
واعلموا أن خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جلَّ من قائل عليمًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56] .
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ونبيّك محمد، اللهم ارزقنا محبتَه واتّباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفَّنا على ملّته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسْقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنّات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين .
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعلى سائر الصحابة أجمعين، اللهم ارضَ عن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنّا معهم وأصْلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، ﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 201] .
عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل:90-91]، واذكروا الله العظيم الجليلَ يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزيدكم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45] .
من موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وهذه فتاوى بعض العلماء في صيام ست من شوال
حكم صيام الست من شوال
السؤال
هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال؟ وهل تصام متفرقة أم متوالية؟
الجواب
نعم، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال، كما جاء في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي (8/56)، يعني: صيام سنة كاملة.
وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل، وذلك لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من صام رمضان ثم أتبعه…" والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام.
[فتاوى ابن عثيمين –رحمه الله- كتاب الدعوة (1/52-53)].
شهر شوال كله محل لصيام الست
السؤال
هل يجوز للإنسان أن يختار صيام ستة أيام في شهر شوال ، أم أن صيام هذه الأيام لها وقت معلوم ؟ وهل إذا صامها تكون فرضاً عليه ؟
الجواب
ثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر " خرجه الإمام مسلم في الصحيح ، وهذه الأيام ليست معينة من الشهر بل يختارها المؤمن من جميع الشهر ، فإذا شاء صامها في أوله ، أو في أثنائه، أو في آخره ، وإن شاء فرقها ، وإن شاء تابعها ، فالأمر واسع بحمد الله ، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل ؛ لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير ، ولا تكون بذلك فرضاً عليه ، بل يجوز له تركها في أي سنة ، لكن الاستمرار على صومها هو الأفضل والأكمل ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : " أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل " والله الموفق .
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- الجزء 15 ص 390]
لا يشترط التتابع في صيام ست شوال
السؤال
هل يلزم في صيام الست من شوال أن تكون متتابعة أم لا بأس من صيامها متفرقة خلال الشهر ؟
الجواب
صيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة ؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً ، حيث قال – صلى الله عليه وسلم – : " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه . وبالله التوفيق .
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – الجزء 15 ص 391]
المشروع تقديم القضاء على صوم الست
السؤال
هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان ؟
الجواب
قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : " من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر " خرجه مسلم في صحيحه . ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان ؛ ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع ، والفرض أولى بالاهتمام والعناية . وبالله التوفيق .
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- الجزء 15 ص 392]
موالاة صيام الست
السؤال
هل صيام الأيام الستة يلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة أو يجوز بعد العيد بعدة أيام؟ على أن تصام متتالية في شهر شوال؟
الجواب
لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/391)].
هل يشرع في صيام الست وعليه قضاء من رمضان
السؤال:
هل من صام ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان إلا أنه لم يكمل صوم رمضان ، حيث قد أفطر من شهر رمضان عشرة أيام بعذر شرعي ، هل يثبت له ثواب من أكمل صيام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ، وكان كمن صام الدهر كله ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً..
الجواب:
تقدير ثواب الأعمال التي يعملها العباد لله هو من اختصاص الله جل وعلا ، والعبد إذا التمس الأجر من الله جل وعلا واجتهد في طاعته فإنه لا يضيع أجره ، كما قال تعالى : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ) ، والذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولا ثم يصوم ستة أيام من شوال ؛ لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان لست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى الجنة الدائمة 10/392 .
متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من شوال
السؤال:
متى يُمكن أن أبدا بصيام الستّ من شوال حيث أنه يوجد لدينا إجازة سنوية الآن ؟.
الجواب:
يُمكن الشروع بصيام الستّ من شوال ابتداء من ثاني أيام شوال لأنّ يوم العيد يحرم صيامه ويُمكن أن تصوم الستّ في أيّ أيام شوال شئت وخير البرّ عاجله .
وقد جاء إلى اللجنة الدائمة السؤال التالي :
هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟
فأجابت بما يلي :
لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع ، وليست فريضة بل هي سنة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 10/391
هل صيام ست من شوال مكروه كما يقول بعض العلماء ؟
السؤال:
ماذا ترى في صيام ستة أيام بعد رمضان من شهر شوال ، فقد ظهر في موطأ مالك : أن الإمام مالك بن أنس قال في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان : أنه لم ير أحداً من أهل العلم والفقه يصومها ، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف ، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ، ويخافون بدعته ، وأن يلحق برمضان ما ليس منه ، هذا الكلام في الموطأ الرقم 228 الجزء الأول .
الجواب:
الحمد لله
ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر ) رواه أحمد(5/417) ومسلم (2/822) وأبو داود (2433) والترمذي (1164) .
فهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة ، وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من أئمة من العلماء ، ولا يصح أن يقابل هذا الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان ، أو خوف أن يظن وجوبها ، أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها ، فإنه من الظنون ، وهي لا تقاوم السنة الصحيحة ، ومن علم حجة على من لم يعلم .
وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/389)
حكم صيام ست من شوال قبل قضاء رمضان
السؤال:
اذا أرادة المرأة اأن تصوم الستة من شوال وعليها عدة أيام قضاء من رمضان فهل تصوم أولا القضاء أم لا بأس بأن تصوم الستة من شوال ثم تقضي ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف العلماء في جواز صيام التطوع قبل الفراغ من قضاء رمضان على قولين في الجملة:
الأول: جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، وهو قول الجمور إما مطلقاً أو مع الكراهة. فقال الحنفية بجواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان؛ لكون القضاء لا يجب على الفور بل وجوبه موسع وهو رواية عن أحمد.
أما المالكية والشافعية فقالوا: بالجواز مع الكراهة, لما يترتب على الاشتغال بالتطوع عن القضاء من تأخير الواجب.
الثاني: تحريم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان, وهو المذهب عند الحنابلة.
والصحيح من هذين القولين هو القول بالجواز؛ لأن وقت القضاء موسع، والقول بعدم الجواز وعدم الصحة يحتاج إلى دليل، وليس هناك ما يعتمد عليه في ذلك.
أما ما يتعلق بصوم ست من شوال قبل الفراغ من قضاء ما عليه من رمضان ففيه لأهل العلم قولان:
الأول: أن فضيلة صيام الست من شوال لا تحصل إلا لمن قضى ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر. واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري: من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر. وإنما يتحقق وصف صيام رمضان لمن أكمل العدة. قال الهيتمي في تحفة المحتاج (3/457): ((لأنها مع صيام رمضان أي: جميعه، وإلا لم يحصل الفضل الآتي وإن أفطر لعذر)). وقال ابن مفلح في كتابه الفروع (3/108): (( يتوجه تحصيل فضيلتها لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطره لعذر, ولعله مراد الأصحاب, وما ظاهره خلافه خرج على الغالب المعتاد, والله أعلم)). وبهذا قال جماعة من العلماء المعاصرين كشيخنا عبد العزيز بن باز وشيخنا محمد العثيمين رحمهما الله.
الثاني: أن فضيلة صيام الست من شوال تحصل لمن صامها قبل قضاء ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر؛ لأن من أفطر أياماً من رمضان لعذر يصدق عليه أنه صام رمضان فإذا صام الست من شوال قبل القضاء حصل ما رتبه النبي صلى الله عليه وسلم من الأجر على إتباع صيام رمضان ستاً من شوال. وقد نقل البجيرمي في حاشيته على الخطيب بعد ذكر القول بأن الثواب لا يحصل لمن قدم الست على القضاء محتجاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتبعه ستاً من شوال (2/352) عن بعض أهل العلم الجواب التالي: ((قد يقال التبعية تشمل التقديرية لأنه إذا صام رمضان بعدها وقع عما قبلها تقديراً, أو التبعية تشمل المتأخرة كما في نفل الفرائض التابع لها ا هـ. فيسن صومها وإن أفطر رمضان)). وقال في المبدع (3/52): ((لكن ذكر في الفروع أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطر لعذر ولعله مراد الأصحاب، وفيه شيء)).
والذي يظهر لي أن ما قاله أصحاب القول الثاني أقرب إلى الصواب؛ لا سيما وأن المعنى الذي تدرك به الفضيلة ليس موقوفاً على الفراغ من القضاء قبل الست فإن مقابلة صيام شهر رمضان لصيام عشرة أشهر حاصل بإكمال الفرض أداء وقضاء وقد وسع الله في القضاء فقال:﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾ (البقرة: 185)، أما صيام الست من شوال فهي فضيلة تختص هذا الشهر تفوت بفواته. ومع هذا فإن البداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أولى من الاشتغال بالتطوع. لكن من صام الست ثم صام القضاء بعد ذلك فإنه تحصل له الفضيلة إذ لا دليل على انتفائها، والله أعلم.
جزاك الله خيرا ……. وأثابك جنات الفردوس
مشكووووور اخي على الموضوع
بارك الله فيكما
شكراااااااااااااااااااا
الله يجازيك بالخير
ان شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
مشكووووور اخي
جزاكم الله خيرا واحسن اليكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه
ادعو الجميع الى مشروع حي على جنات عدن لحفظ القران
شكراااااااااااااااااااا
شكراااااااااااااااااااا ربي جازيك
بارك الله فيك وجزاكم الجنة
مشكوررر اخييييييييي
بارك الله فيكم
شكرا على المرور الطيب
بارك الله فيك
وفيكم بارك الله شكرا على المرور الطيب