هل يمكن أن تصدقوا أن الإحصائيات أشارت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى أن 1000 امرأة جزائرية ضربت زوجها حدّ الموت لأسباب مختلفة تتقدمها الخيانة الزوجية والشجار حول الراتب والإهمال الزوجي وغيرها من الأسباب التي حوّلت البيوت إلى حلبات للملاكمة، وحسب مصالح الطب الشرعي عبر القطر الوطني، فإن حالات الاعتداء بالضرب والجرح العمدي من قِبل نساء ضد أزواجهن تتفاوت في الخطورة، علما أن كل الأرقام المقدمة تبقى ضئيلة مقارنة بالواقع، وهي تعكس فقط ما تسجله مصالح الطب الشرعي والغريب أن معظم الاعتداءات تتم بالسلاح الأبيض والزيت الساخن؛ وبهذا تغيرت القاعدة المنتشرة في جميع المجتمعات تقريبا والتي تقول بأن الرجل هو الأقوى وأنه يتشاجر أمام زوجته ويدفعه غضبه إلى استعمال العنف، ولكن الغريب هو انقلاب الأمور وانتشار عنف الزوجة في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، فقد سجلت نسب كبيرة في كل دول العالم تتقدمها مصر وأمريكا ودول الخليج.
ومن بين آخر الحالات والتي تؤكد ارتفاع مؤشر الظاهرة، ما قامت به سيدة سعودية الأسبوع الماضي من فج رأس زوجها بأحد المولات الشهيرة في مدينة الأحساء، بعد أن اكتشفت بالصدفة خيانته لها، حيث كانت تنتظره بالسيارة وقرأت رسائل جواله فما كان منها إلا الدخول إلى المحل والإمساك بعصا كانت مرمية بجانب البوابة لتضرب الزوج بها، مما أثار استغراب الزبائن فكانت في صورة أشبه بالمصارعة الحرة، وفرّ الزوج بعدها مسرعا وهو ملطخ بالدماء.
ويبدو أن ظاهرة ضرب الأزواج أصبحت عالمية، حيث سجل في الهند نسبة الأزواج "المضروبين" 11 بالمائة، وفي بريطانيا 17 بالمائة، وفي أمريكا 23 بالمائة، وتبين أن النسب الأعلى تكون في الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى، أما الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلى 13 بالمائة فقط، وقد رصد علماء النفس أنماطا عديدة من الضرب النسائي ودوافع تلك الأنماط وأولها ضرب المزاح، حيث تميل بعض الزوجات إلى المزاح باليد مع الزوج في سبيل إلغاء الحواجز ويعطي شعورا بالألفة الزائدة، وهناك الضرب الدفاعي الذي تقوم به المرأة بالرد على عدوان زوجها وهي في هذه الحالة لا تقوم بالعدوان إلا دفاعا عن نفسها ولكن لا تبدأ هي أبدا بالعدوان.
ومن خلال هذا كله حاولنا الاقتراب من بعض الحالات المتواجدة في مصالح الطب الشرعي في مختف المستشفيات والتي وجدنا صعوبة حقيقية في الحديث إليها، لأن الرجل الجزائري يعتبر الإجابة عن سؤال هل ضربتك زوجتك؟ عار وعيب على الرغم من أنه ضحية، وقد تم فعلا الاعتداء عليه والآثار واضحة وبادية ووجوده في مصلحة الطب الشرعي ليس سوى لتثبيت الاعتداء من أجل تقييد شكوى لدى المصالح المختصة.
تزوج امرأة تكبره سنا ثم خانها فكان مصيره الضرب المُبرح
ومع ذلك استدرجنا أحد الشباب، في الثلاثين من العمر، حيث قال وهو يقدح شررا ومازالت آثار الزرقة في عينيه: "ندخّلها للحبس" وكان يقصد زوجته التي فهمنا من خلال بعض الكلمات أنها استغفلته وضربته وهو نائم لأنها اكتشفت خيانتها له بعد زواج دام أقل من ستة أشهر، علما أنها تكبره بأكثر من عشرين سنة، وعندما سألناه عن السبب الذي جعله يرتبط بامرأة كبيرة قال إن الظروف المعيشية الصعبة وتوفيرها السكن والسيارة جعله يغمض عينيه ويقبل الزواج بها، ولكن بعد مدة صغيرة اكتشف أنه أخطأ وأصبح يخونها حتى اكتشفت ذلك فانهالت عليه ضربا في غفلة من أمره.
عضّته فسببت له عجزا بـ15 يوما
وفي جولة أخرى في أروقة المحاكم خاصة فيما يتعلق بشؤون الأسرة وقضايا الضرب بين الأزواج سواء كان من قِبل الزوجة أو الزوج أو حتى الضرب المتبادل، استوقفتنا بعض الحالات لرجال تم الاعتداء عليهم من طرف زوجاتهم ولم يتم الفصل بعد في القضية، حيث كانت لنا دردشة صغيرة مع أحد الضحايا حيث قال بأن زوجته مسترجلة وليست فيها "ريحة المرأة" وضربته ضربا مبرحا وقامت بعضّه في كامل أنحاء جسمه مما سبب له عجزا مدته 15 يوما، وهذا بسبب رفضه زيارتها المتكررة لأمها التي كما يقول تتكلم كلاما سيئا عنه، وبعد شجارات عديدة وضرب متكرر من قِبلها انفجر وحاول أن يرد عليها بطريقتها، إلا أنها قاومته وسببت له عجزا وها هو ينتظر فصل المحكمة بينهما.
عشرينية تضرب زوجها السبعيني..
في قصة أخرى تثير الدهشة والغرابة في نفس الوقت، صادفتنا أيضا في جلسات المحكمة ما قامت به شابة عشرينية في حق زوجها الذي تعدى الـ70 سنة، والتي ضربته ضربا مبرحا كاد أن يفقده البصر بسبب أنها شكّت في خيانته لها بعد أن تلقى مكالمة هاتفية بعد منتصف الليل من امرأة أبدت معرفتها الجيدة به، وأمام إنكاره للأمر استعملت معه العصا وضربته بها على الرأس، دخل على إثرها المستشفى بعد أن فقد الوعي ولكن أبناءه لجؤوا إلى المحكمة ورفعوا عليها دعوى بسبب الضرب والجرح العمدي ولم يتم الفصل في القضية بعد.
تحرقه بالزيت الساخن
حكاية أخرى ليس لها عنوان سوى الانتقام الذي قامت به الزوجة بعد أن رمت الزيت الساخن على المناطق الحساسة لزوجها بعد تأكدت زواجه من أخرى، لتتسبب في دخوله المستشفى، وهذا ما جعله يطلّقها بالثلاث ويرفع ضدها دعوى قضائية أمام المحكمة حتى يقتص منا بعد أن آذته وسببت له عجزا كبيرا.
الجانب القانوني..
وعلى الرغم من أن هذه الجريمة يعاقب عليها القانون في المادتين 264 و266 من قانون العقوبات، باعتباره لا يفرق بين المرأة والرجل، إلا أن القاضي يأخذ دائما المرأة بعين الرأفة مراعاة لأولادها والأسرة عموما لحساسية الموضوع.
والجرح هو كل قطع أو تمزيق في جسم الغير بترك أثر يدل عليه كالعض، الحروق، الكسر والرضوض مهما كانت باطنية أو ظاهرية، كما يحدث الجرح بأي شيء يلامس الجسم ويصدمه كسلاح ناري، عصا، حجر، أداة قاطعة كالسكاكين أو إبرة وغيرها وقد يحصل الجرح بفعل حيوان.. إلخ، والضرب هو كل تأثير يقع على جسم الإنسان ولا يلزم في الضرب أن يحدث في المجني عليه أثرا أو جرحا يستوجب علاجه، كما لا يشترط أن يكون على درجة ما من الجسامة، إذ يعاقب على الضرب مهما كان بسيطا، وضربة واحدة تكفي لتوافر الركن المادي، وقد يقع الضرب بأداة صلبة كعصا أو حجر، كما يمكن أن يقع على جسم المجني عليه بقبضة اليد بالركل بالقدم أو باللطم بالكف، ويدخل في ذلك أيضا الضغط على الأعضاء، الصدم والجذب العنيف، ويعتبر قص الشعر بالقوة، جذب الأذن، القذف بالماء أو البزق في الوجه من مخالفات الإيذاء الخفيف، كما يعتبر القانون في حكم الضرب أو الجرح أعمال العنف والتعدي الأخرى.
ولم يتساهل المشرّع الجزائري في سن العقاب اللازم لهذه الجنحة، حيث تنص المادة 264 من قانون العقوبات: "كل من أحدث عمدا جروحا للغير أو ضربة أو ارتكب أي عمل آخر من أعمال العنف أو الاعتداء يعاقب بالحبس من شهرين إلى خمس سنوات وبغرامة من 500 إلى 10 آلاف دج إذا نتج عن هذه الأنواع من العنف مرض أو عجز عن العمل لمدة تزيد على 15 يوما".
ويعتبر "ق. أحمد"، محامي معتمد لدى مجلس تيزي وزو، أن هذه الظاهرة لم تكن في السنوات السابقة بهذا الشكل نظرا للأخلاق والتربية التي كان يتمتع بها الأزواج بصفة عامة ولكن مع مرور الوقت انتشرت الظاهرة ولم تعد من الطابوهات نظرا للضغوط النفسية والمادية الكبيرة التي تعاني منها المرأة وكذا لجوء الرجل لأساليب الخيانة، وكذلك غياب الوازع الديني والثقافي والصمت الزوجي الذي من شأنه أن يُحدث طلاقا عاطفيا بينهما يؤدي في أغلب الوقت إلى الانفجار.
الجانب الاجتماعي..
وحسب المختصين الاجتماعيين، فإن العنف بكل أشكاله يشير إلى خلل يعتري العلاقة الزوجية، ضرب الزوجة للزوج يعطي مؤشرا خطيرا على أن الحياة الزوجية بينهما وصلت إلى طريق مسدود والعنف من قِبل الأزواج ضد الزوجات هو المألوف والمتعارف عليه في المجتمعات العربية، بما يحمله الرجل من أفكار الرجولة وتمتلئ وسائل الإعلام بحكايات وقضايا كثيرة عن العنف ضد الزوجات، لكن ضرب الزوجات للأزواج هو الاستثناء وهو غير المألوف في مجتمعاتنا، ويبدو أن التغييرات الاجتماعية التي تمر بها هذه المجتمعات زادت من جرعات العنف بين الأزواج، وقد يكون الزوج نفسه هو سبب لجوء الزوجة إلى العنف ضده، فبعض الأزواج يتعاملون بقسوة ووحشية مع الزوجات، ويتولّد لدى بعض الزوجات رغبة دفينة في الانتقام ويكون رد الفعل هو رد العنف بعنف مماثل، فأي شخص يتعرض لاعتداء سيحاول الرد بالطبع.
وقد يكون وراء هذا السلوك العنيف من الزوجة ضعف يعتري شخصية الزوج خاصة لو كانت الزوجة هي التي تتحمل المسؤولية المعنوية والمادية في البيت، ويبدو الأمر هنا كما لو كانت هذه الزوجة تقمصت دور الرجل، وفي حالة وجود هذا الضعف من الزوج مع شخصية استبدادية للزوجة فإن العنف يصبح منطقيا من الطرف الأقوى وهو الزوجة ضد الطرف الأضعف وهو الزوج، لكن يمكن لشخصية الزوج القوية أن تكون سببا في أن تسلك الزوجة هذا التصرف العنيف أيضا، فبعض الأزواج يعتبرون أن قوة الشخصية تعني معاملة الزوجة بجفاء، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء بالألفاظ الجارحة أو بالضرب وهو ما يولّد لدى الزوجة شعورا بالمرارة تنتهز معه أقرب فرصة لإيذائه، ويمكن أن يصبح العنف ضد الزوج بسبب فارق السن، حيث يكون هذا الزواج غير متكافئ خاصة في السن وهو ما يعتبر بيئة مثالية للعنف وهو ما نشاهده من تعدّي بعض الزوجات صغيرات السن بالضرب وتوجيه الإهانة لأزواجهن الكبار في السن.
الجانب النفسي..
ومن جهتها ترى الأخصائية النفسانية عقيلة مسعودان، أن الزوجة التي ترتكب العنف وتقوم بضرب زوجها تعاني خللا نفسيا وحالة مرضية وتحتاج بالطبع إلى علاج نفسي، وهذا العلاج يجب أن يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: التعرف على سبب المشكلة التي تعانيها الزوجة أو السبب الذي يجعلها تسلك هذا الفعل العنيف ضد الزوج، فقد تكون النشأة القاسية والعنيفة التي صنعت منها شخصية عدوانية وراء ذلك، وقد تكون كراهية الزوجة لزوجها بسبب الخيانة مثلا وراء ذلك العنف.
المرحلة الثانية: محاولة تخفيف الانفعال الذاتي للزوجة لكي تتحكم في سلوكها العنيف.
المرحلة الثالثة: العلاقة البديلة أي محاولة تغيير مسار العلاقة الزوجية من الشد والجذب والشجار والضرب إلى علاقة تقوم على التفاهم والحوار والحب، حيث إن تبادل الكلمة الطيبة بين الزوجين له تأثير كبير في إضفاء السعادة والتفاهم على الحياة الزوجية.
الشيخ شمس الدين الجزائري: الضرب مرفوض شرعا
يقول الشيخ شمس الدين الجزائري، إن ظاهرة ضرب الزوجات لأزواجهن دخيلة على المجتمع ومرفوضة شرعا وليست من العشرة الحسنة، وإذا كان الرجل لا يجوز له شرعا أن يضرب زوجته ظلما وعدوانا فما بالك بالمرأة التي هي مطالبة بطاعة زوجها وحسن عشرته ومعاملته.
مصر.. جمعية "المستضعفين في الأرض"
بعد أن تربعت الزوجة المصرية على عرش ضرب الأزواج عالميا حسب الإحصائيات، طرح البعض في مصر فكرة إنشاء جمعية لحماية الأزواج خاصة بعد تزايد حالات اعتداء الزوجات بالضرب على أزواجهن، فقد ظهر خلال العامين السابقين رقما مخيفا حيث بنسبة الأزواج الذين يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم 38 بالمائة حسب المركز القومي للبحوث الاجتماعية بناء على دراسة شملت أقسام الشرطة والمستشفيات والمحاكم، ومن هنا لم يعد غريبا أن يتقدم مجموعة من الأزواج بفكرة إنشاء جمعية تحمل اسم "المستضعفين في الأرض" لحماية الأزواج من عنف الزوجات ولمساعدة الزوجين على تلافي العقبات والمشاكل الأسرية بالحوار بدلا من الضرب واللجوء إلى العنف.
تونس.. تونسي يؤسس ملجأ للأزواج المضطهدين
دفعت ظاهرة ضرب الزوجات لأزواجهن في تونس برجل إلى تحويل بيته ملجأ لزملائه الهاربين من عنف زوجاتهم، وصولا إلى الإعلان عن تأسيس جمعية للدفاع عن الرجال أطلق عليها اسم "الجمعية التونسية للدفاع عن الأزواج المعنَّفين"، وتفاعلا مع الظاهرة أعلن المخرج التونسي فخر الدين سراولية، الانتهاء من تصوير أول شريط وثائقي يتناول تعنيف التونسيات لأزواجهن، واعترف العربي الفيتوري، الذي يعد من وجوه المجتمع المدني التونسي، أنه خاض تجربة الضرب من قِبل زوجته ما دفعه إلى تأسيس "ملجأ المضطهدين زوجيا"، وأشار إلى أنه يستقبل في الملجأ العديد من الأزواج الذين يتعرضون للعنف من قِبل زوجاتهم، والذين غالبا ما يجدون أنفسهم خارج بيت الزوجية بسبب سوء معاملة أو عنف زوجاتهم، وأن العدد في تزايد ما يستدعي التفكير بشكل جدي في تأسيس جمعية أو منظمة أهلية للدفاع عن حقوق الرجل وحمايته من عنف الزوجة.
الخليجيات يستخدمن المقلاة والعصا الغليظة
وحسب بعض الدراسات أيضا فإن المرأة السعودية ليست بعيدة عن الأمر، فقد دخلت هي أيضا المعركة وهذا ما أكدته اعترافات عدد من الزوجات في وسائل الإعلام المحلية، حيث قلن بأنهن يعتدين بالضرب على أزواجهن، مشيرات إلى تنوع آلات الضرب فمنهن من تضرب زوجها بالمقلاة وأخرى تؤدبه بالخيزران وثالثة تنتقم منه بسبب ما أوقعه والدها على والدتها من اعتداءات وهي صغيرة.
الاسكتلندية تؤيد ضرب الزوج والإنجليزية تعترف باللكم والرفس
وعلى الرغم من أن اسكتلندا تعتبر بلدا أوروبيا وتفرض عقوبات صارمة على من يتعرض للشريك الآخر بعنف جسدي أو لفظي، فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة غلاسكو في اسكتلندا، أن 60 بالمائة من النساء يؤيدن ضرب الزوجة لزوجها، وطبقا لما ورد فإن نسبة 60 بالمائة من مجموع 200 امرأة شملهن الاستطلاع نقول إنه من المقبول أن تضرب المرأة زوجها، فيما اعترفت 35 بالمائة منهن بضرب أزواجهن، في حين أكد 8 بالمائة منهن أنهن سببن جروحا لشركائهن خلال المشاجرات الزوجية؛ وأفادت الدراسة بأن الإنجليزيات هن الأكثر ميلا لضرب أزواجهن من بين الأوروبيات حيث اعترفت 41 بالمائة منهن بأنهن إما لكمن أو رفسن الزوج بعد خلاف معه.
نصائح الاستشاريين حول العنف الزوجي..
يبدو أن العلاقات الزوجية لا تقوم على العطاء والحب والتبادل والعيش المشترك والسلوك التعاوني فقط، ففي العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة ملامح متنوعة من السلوك العدواني ومن العنف تختلف في درجتها وشدتها وتكرارها وأيضا في آثارها من علاقة لأخرى، ووفقا للظروف والبيئة والمحيط والثقافة التي تعيش فيها هذه العلاقة.
وتتعدد أشكال العنف ودرجاته بين الزوجين وأخفّ هذه الأشكال عدم استحسان كلمة أو فعل من الزوج أو الزوجة اتجاه شريكته أو شريكها، والمخالفة في الرأي حول موضوع معين، والتهكم والممازحة الثقيلة والتأجيل والتسويف والمماطلة لفعل ما يطلبه الشريك الزوجي أو يرغب فيه، وأيضا النسيان وعدم الانتباه لما يرضي الشريك، وكل ذلك من السلوكيات اليومية المقبولة عموما والتي تزعج الطرف الآخر وتثير غضبه أو انزعاجه، ويجري تدارك نتائج ذلك بشكل أو بآخر مثل الاعتذار أو اعتبار ما حدث من قبيل سوء التفاهم أو المزاح والدعابة وغيره مما يمكن له أن يعدل من نتائج السلوك العدواني.
ويعتبر العنف الجسدي أشد درجات العنف وهو خطير ويشمل البصق والعض وغرز الأظافر في جسد الآخر والصفع والدفع وتوجيه الضربات واللكمات بالأيدي والأرجل، ورمي وقذف أشياء مختلفة على الآخر، والتهديد باستعمال الأدوات الحادة وغير الحادة أو استعمالها، ومحاولات الخنق والقتل وغير ذلك، ويحدث هذا في عديد العلاقات الزوجية، ويمكن أن يكون عابرا ونادرا ويمكن أن يكون متكررا ومستمرا، وهذه السلوكيات العدوانية الخطيرة يمكن أن تؤدي إلى الأذى الجسمي أو الموت دون قصد أو عمد، وفي حال ظهورها لابد من معالجتها والسعي الجاد لمنعها.
في المراحل الأولى من الزواج لابد من استشارة الأهل، ومن المطلوب وضع خطة واضحة تؤكد رفض مثل هذا العنف وعدم قبوله وإلا فإن الحياة الزوجية تصبح مستحيلة ويفضل الطلاق عندها.
ومن النصائح الفورية في حالات العنف أن يحاول الأزواج التخفيف من الاستفزاز وتعديل الإشارات والألفاظ التي تظهر منهم والتي تؤدي إلى تفاقم العنف عادة مثل إظهار الخضوع بدل التحدي والتمرد ورفع الصوت والرأس، وأيضا الابتعاد المكاني وعدم البقاء في نفس المساحة المكانية، كما أن التوضيح للطرف الآخر بضرورة التوقف عن الشجار وتأجيل مناقشة موضوع ما إلى وقت آخر أكثر هدوءا يمكن أن يفيد في تخفيف العنف، وكذلك التذكير بضبط النفس والتعوذ من الشيطان وغير ذلك مما يهدئ النفس.
ولابد من الإشارة إلى أن السلوك العدواني العنيف له أسباب متنوعة، وتختلف أساليب التعامل مع المشكلة وفقا لأسبابها، وكثيرا ما يكون العنف بسبب وجود صفات الشخصية الاندفاعية لدى الشخص العنيف والتي تجعله يفقد السيطرة على أعصابه بسهولة.
وأخيرا لابد من التأكيد بأن الوقاية خير من العلاج من خلال تعميق أساليب التفاهم والحوار البنّاء بين الزوجين بمختلف الطرق، وأيضا التأكيد على جوانب الحب والمودة والرحمة وحل المشكلات باستمرار وعدم تأجيلها.
آثار العنف الزوجي على الأطفال
قام علماء نفسيون بتحليل النتائج المترتبة عن العنف الزوجي وأثره على الأبناء، فوجدوا سلبيات هذا العنف كثيرة، ويمكن أن تتسبب في مشكلات للأبناء يطول علاجها ويصعب محو آثارها، ومن هذه الآثار السلبية ما قرره الأطباء من أن كثرة العنف المتبادل بين الزوجين أمام الأبناء وبخاصة الأطفال منهم، يؤدي إلى إصابتهم بأمراض شتى منها حالات التبول اللاإرادي، التي قد تستمر مع الأطفال حتى سن متأخرة تصل إلى ثماني سنوات، كذلك يصابون بحالات الصرع وخصوصا عند النوم، وهؤلاء الأطفال عرضة للإصابة بحالات التوتر النفسي والقلق والاكتئاب، وفقدان القدرة على الاعتماد على النفس، والسلبية في اتخاد قرار ما، أو حتى إبداء الرأي في أي أمر من الأمور، وأكد هؤلاء أن مشاكل الزوجين لا ينبغي أن يكون ضحاياها الأبناء، وبالحوار الأسري الهادئ المتّزن تُحل كل المشكلات بعيدا عن أي عنف.
يعني ربي يستر مع أني متأكدة انني لست من هاذا النوع لكن صحيح كل ماقلته
ربي يجيب الخيييييير
شكرا على الموضوع
موضوع اكثر من رائع لاتنسي هناك ظاهرة متفشية في المجتمعات العربية بصورة عامة هية ظاهرة الطلاق العاطفي وهية احد اسباب السلوك العدواني لدى الزوجات تجاه ازواجهن بسبب الاهمال من كلا الطرفين واتمنى ان تزوديني بمصادر الاحصائيات حتى اتمكن من اضافتها في حقيبة معلوماتي
وعلاش لا بما ان المراة اصبحت ترى نفسها رجلا وعندها شهرية واصبحت قوامة على الرجل
واصبح القانون يحميها اكثر من الرجل علاش متضربوش تضربو وتسوطو وتزيداكثر شوفي مثال غير فالمنتديات واش دير العضوات ف الاعضاء و واش دير المشرفات فالاعضاء تضربهم بالحذف والحظر
البلاد خلات بسبب الماسونية التي يطبها عملاءها في الجزائر
والكثير من النساء راهم غالطات
إذن فليكن الرجال على حذر
كل المشاكل الأسرية المتضرر الأول منها هم الأطفال للأسف
شكرا لك
احترماتي
للاسف كما قال الاخ مسلم
الضحايا هم الاطفال
شكرا على الموضوع
ربي يجيب الخير
شكرا
هههههههههه
غير بداو تخافو يا رجال
اقول لك شيئ هؤلاء الرجال الدين دركتهم و قلتي ان زوجاتهن يقومون بضربهم لو كانت لهم شخصية قوية و احترام لنسائهم لما حدث هذا
هاته الظاهرة تحدث عن شبيهي الرجال
المراة كي تلقا زوج و سند لها في الحياة ااكد لك انه لن يحصل هدا
للأسف هذه الظاهرة ،كانت منتشرة ونسمع بها في مصر كثيرا…لكن على مايبدو إنتقلت العدوى للجزائر أيضا،،،حقا الغيرة والإضطهاد يعمي المرأة …ويوصل إلى مالايحمد عقباه….لكن أنا لست مع هذا،،، تبقى هناك حلول أخرى غير الإسترجال وضرب الزوج ….شكرا لك أختي
لا حول ولا قوة الا بالله
الجنس اللطيف
لا اجد التعليق
العامل النفسي وظاهرة الحقرةهو سبب لجؤ المرأة الى العنف
لكن في رايي يبقى الضرب احسن من ان تضع له شيئا في الاكل لقتله
وايصا في رايي من تقوم بهذا هي تعاني نفسيا لابد لها من طبيب لانه امر غير عادي
لكن ما مصير المراة التي تقوم بهذا ياترى
الشئ اذا زاد عن حده انقلب الى ضده فبالطبع هناك من النساء تعاملن مثل الحيونات لا تقولوا نحن في 2024 والله العظيم هذه شهادتي ان يظن البعض بان المرأة تحررت بالكامل فهذا غير صحيح فالاسلام وضح حقوق المرأة ووحق الرجل على امراته الا اننا ندوس على معالم الاسلام
السلام عليكم
أختي
إذا وصلت لضرب
يارجال العالم
إتحدو
يا لطيف ، يا لطيف