تخطى إلى المحتوى

صرخة أم الرضيع ليث الذي اختطف من مستشفى قسنطينة 2024.

صرخة أم الرضيع ليث الذي اختطف من مستشفى قسنطينة

خذوا قلبي و أعيدوا لي ابني..فلا يمكنني أن أنجب بعده

مر أسبوع كامل على اختفاء المولود ليث محفوظ كاوة من جناح الأطفال الرضع حديثي الولادة بمصلحة أمراض النساء و التوليد بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة ،دون أن يتم العثور عليه لحد الساعة .الحادثة التي هزت أرجاء المدينة و حركت مشاعر أبنائها، تعاطفا مع أسرة الملاك المفقود، دفعت النصر إلى التنقل إلى منزل العائلة لتقف على بعض تفاصيل ما حدث و تنقل صورة عن معاناة العائلة و صرخة أم أحرقتها لوعة الفراق :”خذوا قلبي و أعيدوا ابني، سأسامح و أعفو عنكم و أتنازل عن القضية فقط ،أرجعوا ليث”.

انتظرته سبع سنوات و لا يمكنني أن أنجب بعده
وصلنا منزل عائلة كاوة بحي بن الشرقي مساء أول أمس و نحن ندرك أن اللقاء لن يكون سهلا ، كان جوا من الحزن و الأسى يخيم على المكان و المنزل مليء بجموع المواسين من الأقارب و الجيران ،الكل يحبس دموعه و الكل يشتكي صامتا ، إلا أم ليث،أسمهان كاوة 27سنة،التي كانت تنتظرنا بعينين باكيتين و قلب مثقل، كانت تبدو ضعيفة و منكسرة، آثار التعب و الإرهاق و الحزن جلية على ملامحها ، حزن اسمه ليث محفوظ و عمره أسبوع من الغياب.
قالت للنصر وهي تنتحب ،بأن صبرها قد نفد و قلبها لم يعد يقوى على التحمل مؤكدة:” لا أصدق أن صغيري قد خطف،أعجز عن تقبل الأمر، و كأنني أعيش كابوسا لا يريد أن ينتهي،لماذا طفلي أنا لقد انتظرته سبع سنوات كاملة، و انتظرته ابنتاي بشوق ،قلنا بأنه سيكون سندنا في الدنيا ،حلمنا بعينيه الجميلتين تسعة أشهر كاملة ،حضرنا لاستقباله كثيرا و سعدنا لقدومه أكثر، لكنهم حرمونا منه “، و تضيف بأسى: “ إنه آخر طفل لي لا يمكنني أن أنجب بعده ، سيكون الحمل بعد الآن مستحيلا لأن فيه خطرا على حياتي كما حذرني الأطباء، ليث محفوظ سيكون آخر أولادي و كان أعزهم على قلبي”.
محدثتنا أوضحت لنا بأنها أطلقت عليه اسم محفوظ تيمنا باسم جده الراحل ليكون لها إبنا و أبا و بالنسبة لابنتيها :لجين ستة سنوات، و مجدولين، صاحبة الـ 4 سنوات”أخا و سندا في الحياة .الطفلتان رفضتا البقاء في المنزل وأخبرتنا والدتهما بأنهما لا تكفان عن السؤال: “ أمي متى يعود ليث؟” .
سؤال قالت بأنه يدمي قلبها ،كما تدميه الإشاعات الكثيرة التي لا تتوقف عن كونه قد يكون وجد ميتا أو أنهم عثروا عليه بمدينة أخرى أو في مكان آخر، معلقة بأنها لكثرة ما سمعت، لم تعد تصدق شيئا.
“ أعيش على الانتظار لا أنام و لا آكل، رائحة ليث و عيناه تحرمانني من الإحساس بالسلام ،كانت عيناه جميلتين تميلان إلى اللون الأخضر. كان مولودا صغيرا و جميلا يشبه كثيرا شقيقته لجين ووالده “. أضافت الأم الموجوعة و الدموع تختنق صوتها ،تتوقف عن الحديث لتعود وتروي لنا القصة المؤثرة: “فرحنا كثيرا عندما علمنا بأن الجنين ذكر،جهزنا لاستقباله و إنتظرناه بلهفة ، لكن غدرهم أطفأ سعادتنا ، فقط لو يعيدوه إلينا ،أنا مستعدة للتنازل عن حقي سأسامح و أعفو و أنسى ، فليتركوه في مكان ما في الشارع أمام باب المنزل في أحد المساجد، و ليتصلوا ليعلمونا عن مكانه فقط “.
أما جدة ليث محفوظ لأمه ، السيدة حياة سقني ، فقد وجدناها متسمرة في مكانها شاحبة الوجه عاجزة عن التعبير. قالت بصعوبة بأن فاجعتها أكبر فقد احترقت بنار فقدان حفيدها و بألم و معاناة ابنتها،مضيفة :” كنت أنا من أوصلته إلى المستشفى رفقة أبيه، كان يبدو في صحة جيدة و جميلا جدا لا أفهم ما الذي حصل، أعجز عن النوم أخاف على إبنتي من فجيعتها حسبنا الله ونعم الوكيل.” واستطردت قائلة :”جده المسكين يكاد يجن كان يقول بأن ليث سيكون طفله البطل، قلبه الضعيف لم يعد يتحمل الأسى .. أعمامه و أخواله كسرت إرادتهم لا أحد منهم يعمل و لا أحد يستطيع الحراك، شلتنا الصدمة جميعا كلنا عاجزون لكننا لن نسكت. “

من خطفوا الطفل خططوا لذلك ليلة ولادته
حاولنا التقرب من كاوة فريد والد الرضيع المخطوف ليث، لنعرف منه تفاصيل أكثر عن الحادثة، لكنه كان أكثر تأثرا لدرجة أن صوته خانه صمت مطولا ثم شرح بأنه يعجز حتى عن النطق، و أن حرصه على سرية التحقيق يمنعه من الإدلاء بأي شيء، كما أن ألمه أكبر من أن يختزله في بعض الكلمات ، حيث فضل الاعتذار و الانسحاب خارجا بعد أن طلب منا الإكثار من الدعاء ليعود صغيره.
فيما عادت بنا السيدة إسمهان إلى يوم ولادته، قالت: “ كل شيء كان مخططا له منذ البداية، فلا أحقاد لنا مع أحد و لا ثأر لدينا ،من خطفوا ابني كان قصدهم المتاجرة به و ليس الانتقام من العائلة كما يشاع ، فلا أحد غيري أنا و والده و جدته كان يعرف بأنه في المستشفى، كما أنه كان يبدو سليما و في صحة جيدة رضاعته طبيعية و لا يختلف بشيء عن طفلتي السابقتين”.
تضيف:” كل شيء بدأ عندما ولد ، جميع الرضع حديثي الولادة الذين كانوا معه في المصلحة تم تلقيحهم إلا هو ، قالوا لنا بأن وزنه يزيد قليلا عن الـ 4كيلوغرامات و أنه بحاجة إلى تحاليل و فحوصات كاملة دون إعطائنا سببا وجيها أو تشخيصا محتملا ،بالمقابل سحبوا منه عينة من الدم بهدف التحليل لإحتمال إصابته بمرض اليرقان “الصفاير” تركونا نصطحبه معنا إلى المنزل لكن طلبوا منا بالمقابل إجراء فحص لقلبه و تصوير طبقي لدماغه و تصوير بالصدى لبطنه، بالإضافة إلى مجموعة من التحاليل الطبية الأخرى “ .
و تابعت حديثها :”بالفعل أجرينا له بعضها على مستوى أحد مخابر التحاليل الخاصة فأشارت النتائج إلا أن نسبة وجود الفيروس في دمه تعادل 180 ملغ في الدم، ما جعلنا نتساءل عن حقيقة وضعه الصحي دون أن نجد إجابة شافية خصوصا بعد كم الفحوصات التي طلبت منا. “
استطردت قائلة: “ أنجبنه ليلة الإثنين19 ماي، لم يتم تلقيحه حينها ،خرجت في اليوم الموالي و طلب مني إعادته الأربعاء، رفضوا يومها إستقبالنا بحجة تأخر الوقت ثم طلب منا إعادته يوم الإثنين الموالي، أي تحديدا بعد ثمانية أيام على ولادته، سلمته يومها لوالدتي و أبيه، فقالوا لهم بأنه سيبيت في المستشفى ليتم فحصه عن طريق جهاز السكانير و بعد توقيع والده للتصريح بالبقاء رفضوا السماح له أو لجدته بالمبيت معه، كما منعوا والده من الدخول لزيارته في المساء”.
تضيف: “عجزي عن الصبر جعلني أصر على الذهاب إلى المصلحة التي كان يوجد بها صغيري لرؤيته و الاطمئنان عليه .توسلت للممرضات أن يسمحن لي بالدخول لإرضاعه، لكنهن رفضن،غير أن دموعي حركت مشاعر الطبيبة المناوبة، فتركتني أدخل في حدود الساعة السادسة مساء، وجدته عاريا،لذا حاولت تغطيته بردائي، لكن إحدى الممرضات طلبت مني أن لا أفعل لأن الرداء قد يسرق.” حسب تعبيرها.
أم ليث أوضحت بأنها وزوجها غادرا المستشفى بعد الإطمئنان على مولودهما و قد أخبرتهما الطبيبة المناوبة بأنها ستفحصه على الساعة التاسعة ليلا ، ليفاجآ صباح اليوم الموالي على الساعة التاسعة صباحا باتصال هاتفي من شخص بالمستشفى يسألهما إذا كانا قد استلما ابنهما.
تروي السيدة كاوة: “ لم يكن قلبي مطمئنا ولا راضيا عن تركه في المستشفى كنت في الحمام وسمعت زوجي ينفي وجود الطفل عندنا، صعقت وسقطت أرضا لم أكن بحاجة لتوضيح فقد عرفت أن طفلي قد سرق ، حتى أنني لم أتوقع موته كنت أصرخ كالمجنونة وكان زوجي يطلب مني السكوت، لا أتذكر كيف وصلنا أنا و أفراد من أسرتي إلى المستشفى كانوا بانتظارنا يتبادلون النظرات و لا يجيبون عن سؤالي أين ولدي أريده الآن؟ “.
كانت تبكي بحرقة و كنا نحاول مواساتها ،أخبرتنا بأن الطاقم الطبي و شبه الطبي بالمصلحة كانوا يعتقدون بأنها و أسرتها من خارج الولاية ، و تابعت:” سألونا أنا وزوجي من أي الولايات أنتما ؟ طفلكم ضائع لم نجده في مهده و أخبرونا بأن هناك من رأى شخصين يخرجان طفلا في حدود الساعة الخامسة فجرا فهل أنتما من أخذه ؟ كاد قلبي يتوقف عن الخفقان من هول الصدمة .أتذكر فقط بأن مسؤولي المصلحة فتحوا أبوابها في وقت الزيارة الإعتيادية ذلك اليوم و كأن شيئا لم يحصل . كانت المصلحة مكتظة بعائلات المريضات و كنت أنا أبحث عن طفلي في وجوه الأطفال الآخرين ، انتظرت أن يخبرونني بأن الأمر يتعلق بمجرد مزحة أو أنهم قد وجدوا ابني، لكن عكس ما توقعت قالوا لي بأنهم وجدوا فقط حفاظته ملقاة على الأرض أما صغيري فقد ضاع”.
أودعت أمانة و أريد استرجاعها
بعدما استرجعت تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم ،فقدت السيدة أسمهان شجاعتها لمواصلة الحديث و تركت للدموع مهمة التعبير عن ألمها.دموعها جعلت كل من كان حاضرا يسكن إلى الصمت لم نجد ما نواسيها به غير الدعاء، كانت تقول أن أكثر ما يزيد من عذابها هو حداثة سن فلذة كبدها ، كما أن السؤال عن حاله يجعلها تفقد الصبر، بالرغم من يقينها بأن ابنها حي يرزق قالت وهي تمسح دموعها: “ سيكون بخير طفلي حي و سيعود لا أذكر أني سمعت عن طفل ضاع و لم يجدوه ابني لن يكون حالة شاذة”.
قالت لنا أيضا بأنها تثق في حكمة الله و هي راضية بقدره ،” سأحتفظ بكل أشيائه ملابسه و مهده،كل شيء لأني سأظل أنتظره .” تركناها جالسة ببهو البيت و رافقتنا خالته إلى الغرفة التي كان ينام بها ،وجدنا سريره خاليا إلا من حقيبة زرقاء كانت تضم الجهاز الذي أعد من أجله يوم ميلاده ، مشيرة إلى أن العائلة تتعمد إخفاءها حتى لا تراها أمه لأن ذلك يزيد من عذابها .
والدة ليث شددت بأنها لن تسكت عن ضياع إبنها ولن تتنازل عنه معلقة : “أودعت أمانة في المستشفى و أريد استرجاعها فورا ، لا يعنيني كيف، كل ما يهمني هو إستعادة طفلي”.
و أسرت إلينا بأنها تحترق عندما ترى إبنتيها الصغيرتين ،خصوصا الكبرى مؤكدة :”لجين هي الأكثر تأثرا، صدمتها كانت قوية ،فهي لا تستوعب كل ما يدور من حولها ،وضعها يزيد قلقي و يخيفني “.
تركنا بيت عائلة كاوة وكلنا أمل في أن يعود رضيعها الضائع إلى أحضانها، و قد حملتنا رسالة إلى كل ذوي القلوب الرحيمة بالدعاء لهم و التضرع لله عسى أن يجمع شملها بمن فقدته في أقرب الآجال.

صرخة أم الرضيع ليث الذي اختطف من مستشفى قسنطينة
خذوا قلبي و أعيدوا لي ابني..فلا يمكنني أن أنجب بعده

مر أسبوع كامل على اختفاء المولود ليث محفوظ كاوة من جناح الأطفال الرضع حديثي الولادة بمصلحة أمراض النساء و التوليد بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة ،دون أن يتم العثور عليه لحد الساعة .الحادثة التي هزت أرجاء المدينة و حركت مشاعر أبنائها، تعاطفا مع أسرة الملاك المفقود، دفعت النصر إلى التنقل إلى منزل العائلة لتقف على بعض تفاصيل ما حدث و تنقل صورة عن معاناة العائلة و صرخة أم أحرقتها لوعة الفراق :”خذوا قلبي و أعيدوا ابني، سأسامح و أعفو عنكم و أتنازل عن القضية فقط ،أرجعوا ليث”.

انتظرته سبع سنوات و لا يمكنني أن أنجب بعده
وصلنا منزل عائلة كاوة بحي بن الشرقي مساء أول أمس و نحن ندرك أن اللقاء لن يكون سهلا ، كان جوا من الحزن و الأسى يخيم على المكان و المنزل مليء بجموع المواسين من الأقارب و الجيران ،الكل يحبس دموعه و الكل يشتكي صامتا ، إلا أم ليث،أسمهان كاوة 27سنة،التي كانت تنتظرنا بعينين باكيتين و قلب مثقل، كانت تبدو ضعيفة و منكسرة، آثار التعب و الإرهاق و الحزن جلية على ملامحها ، حزن اسمه ليث محفوظ و عمره أسبوع من الغياب.
قالت للنصر وهي تنتحب ،بأن صبرها قد نفد و قلبها لم يعد يقوى على التحمل مؤكدة:” لا أصدق أن صغيري قد خطف،أعجز عن تقبل الأمر، و كأنني أعيش كابوسا لا يريد أن ينتهي،لماذا طفلي أنا لقد انتظرته سبع سنوات كاملة، و انتظرته ابنتاي بشوق ،قلنا بأنه سيكون سندنا في الدنيا ،حلمنا بعينيه الجميلتين تسعة أشهر كاملة ،حضرنا لاستقباله كثيرا و سعدنا لقدومه أكثر، لكنهم حرمونا منه “، و تضيف بأسى: “ إنه آخر طفل لي لا يمكنني أن أنجب بعده ، سيكون الحمل بعد الآن مستحيلا لأن فيه خطرا على حياتي كما حذرني الأطباء، ليث محفوظ سيكون آخر أولادي و كان أعزهم على قلبي”.
محدثتنا أوضحت لنا بأنها أطلقت عليه اسم محفوظ تيمنا باسم جده الراحل ليكون لها إبنا و أبا و بالنسبة لابنتيها :لجين ستة سنوات، و مجدولين، صاحبة الـ 4 سنوات”أخا و سندا في الحياة .الطفلتان رفضتا البقاء في المنزل وأخبرتنا والدتهما بأنهما لا تكفان عن السؤال: “ أمي متى يعود ليث؟” .
سؤال قالت بأنه يدمي قلبها ،كما تدميه الإشاعات الكثيرة التي لا تتوقف عن كونه قد يكون وجد ميتا أو أنهم عثروا عليه بمدينة أخرى أو في مكان آخر، معلقة بأنها لكثرة ما سمعت، لم تعد تصدق شيئا.
“ أعيش على الانتظار لا أنام و لا آكل، رائحة ليث و عيناه تحرمانني من الإحساس بالسلام ،كانت عيناه جميلتين تميلان إلى اللون الأخضر. كان مولودا صغيرا و جميلا يشبه كثيرا شقيقته لجين ووالده “. أضافت الأم الموجوعة و الدموع تختنق صوتها ،تتوقف عن الحديث لتعود وتروي لنا القصة المؤثرة: “فرحنا كثيرا عندما علمنا بأن الجنين ذكر،جهزنا لاستقباله و إنتظرناه بلهفة ، لكن غدرهم أطفأ سعادتنا ، فقط لو يعيدوه إلينا ،أنا مستعدة للتنازل عن حقي سأسامح و أعفو و أنسى ، فليتركوه في مكان ما في الشارع أمام باب المنزل في أحد المساجد، و ليتصلوا ليعلمونا عن مكانه فقط “.
أما جدة ليث محفوظ لأمه ، السيدة حياة سقني ، فقد وجدناها متسمرة في مكانها شاحبة الوجه عاجزة عن التعبير. قالت بصعوبة بأن فاجعتها أكبر فقد احترقت بنار فقدان حفيدها و بألم و معاناة ابنتها،مضيفة :” كنت أنا من أوصلته إلى المستشفى رفقة أبيه، كان يبدو في صحة جيدة و جميلا جدا لا أفهم ما الذي حصل، أعجز عن النوم أخاف على إبنتي من فجيعتها حسبنا الله ونعم الوكيل.” واستطردت قائلة :”جده المسكين يكاد يجن كان يقول بأن ليث سيكون طفله البطل، قلبه الضعيف لم يعد يتحمل الأسى .. أعمامه و أخواله كسرت إرادتهم لا أحد منهم يعمل و لا أحد يستطيع الحراك، شلتنا الصدمة جميعا كلنا عاجزون لكننا لن نسكت. “

من خطفوا الطفل خططوا لذلك ليلة ولادته
حاولنا التقرب من كاوة فريد والد الرضيع المخطوف ليث، لنعرف منه تفاصيل أكثر عن الحادثة، لكنه كان أكثر تأثرا لدرجة أن صوته خانه صمت مطولا ثم شرح بأنه يعجز حتى عن النطق، و أن حرصه على سرية التحقيق يمنعه من الإدلاء بأي شيء، كما أن ألمه أكبر من أن يختزله في بعض الكلمات ، حيث فضل الاعتذار و الانسحاب خارجا بعد أن طلب منا الإكثار من الدعاء ليعود صغيره.
فيما عادت بنا السيدة إسمهان إلى يوم ولادته، قالت: “ كل شيء كان مخططا له منذ البداية، فلا أحقاد لنا مع أحد و لا ثأر لدينا ،من خطفوا ابني كان قصدهم المتاجرة به و ليس الانتقام من العائلة كما يشاع ، فلا أحد غيري أنا و والده و جدته كان يعرف بأنه في المستشفى، كما أنه كان يبدو سليما و في صحة جيدة رضاعته طبيعية و لا يختلف بشيء عن طفلتي السابقتين”.
تضيف:” كل شيء بدأ عندما ولد ، جميع الرضع حديثي الولادة الذين كانوا معه في المصلحة تم تلقيحهم إلا هو ، قالوا لنا بأن وزنه يزيد قليلا عن الـ 4كيلوغرامات و أنه بحاجة إلى تحاليل و فحوصات كاملة دون إعطائنا سببا وجيها أو تشخيصا محتملا ،بالمقابل سحبوا منه عينة من الدم بهدف التحليل لإحتمال إصابته بمرض اليرقان “الصفاير” تركونا نصطحبه معنا إلى المنزل لكن طلبوا منا بالمقابل إجراء فحص لقلبه و تصوير طبقي لدماغه و تصوير بالصدى لبطنه، بالإضافة إلى مجموعة من التحاليل الطبية الأخرى “ .
و تابعت حديثها :”بالفعل أجرينا له بعضها على مستوى أحد مخابر التحاليل الخاصة فأشارت النتائج إلا أن نسبة وجود الفيروس في دمه تعادل 180 ملغ في الدم، ما جعلنا نتساءل عن حقيقة وضعه الصحي دون أن نجد إجابة شافية خصوصا بعد كم الفحوصات التي طلبت منا. “
استطردت قائلة: “ أنجبنه ليلة الإثنين19 ماي، لم يتم تلقيحه حينها ،خرجت في اليوم الموالي و طلب مني إعادته الأربعاء، رفضوا يومها إستقبالنا بحجة تأخر الوقت ثم طلب منا إعادته يوم الإثنين الموالي، أي تحديدا بعد ثمانية أيام على ولادته، سلمته يومها لوالدتي و أبيه، فقالوا لهم بأنه سيبيت في المستشفى ليتم فحصه عن طريق جهاز السكانير و بعد توقيع والده للتصريح بالبقاء رفضوا السماح له أو لجدته بالمبيت معه، كما منعوا والده من الدخول لزيارته في المساء”.
تضيف: “عجزي عن الصبر جعلني أصر على الذهاب إلى المصلحة التي كان يوجد بها صغيري لرؤيته و الاطمئنان عليه .توسلت للممرضات أن يسمحن لي بالدخول لإرضاعه، لكنهن رفضن،غير أن دموعي حركت مشاعر الطبيبة المناوبة، فتركتني أدخل في حدود الساعة السادسة مساء، وجدته عاريا،لذا حاولت تغطيته بردائي، لكن إحدى الممرضات طلبت مني أن لا أفعل لأن الرداء قد يسرق.” حسب تعبيرها.
أم ليث أوضحت بأنها وزوجها غادرا المستشفى بعد الإطمئنان على مولودهما و قد أخبرتهما الطبيبة المناوبة بأنها ستفحصه على الساعة التاسعة ليلا ، ليفاجآ صباح اليوم الموالي على الساعة التاسعة صباحا باتصال هاتفي من شخص بالمستشفى يسألهما إذا كانا قد استلما ابنهما.
تروي السيدة كاوة: “ لم يكن قلبي مطمئنا ولا راضيا عن تركه في المستشفى كنت في الحمام وسمعت زوجي ينفي وجود الطفل عندنا، صعقت وسقطت أرضا لم أكن بحاجة لتوضيح فقد عرفت أن طفلي قد سرق ، حتى أنني لم أتوقع موته كنت أصرخ كالمجنونة وكان زوجي يطلب مني السكوت، لا أتذكر كيف وصلنا أنا و أفراد من أسرتي إلى المستشفى كانوا بانتظارنا يتبادلون النظرات و لا يجيبون عن سؤالي أين ولدي أريده الآن؟ “.
كانت تبكي بحرقة و كنا نحاول مواساتها ،أخبرتنا بأن الطاقم الطبي و شبه الطبي بالمصلحة كانوا يعتقدون بأنها و أسرتها من خارج الولاية ، و تابعت:” سألونا أنا وزوجي من أي الولايات أنتما ؟ طفلكم ضائع لم نجده في مهده و أخبرونا بأن هناك من رأى شخصين يخرجان طفلا في حدود الساعة الخامسة فجرا فهل أنتما من أخذه ؟ كاد قلبي يتوقف عن الخفقان من هول الصدمة .أتذكر فقط بأن مسؤولي المصلحة فتحوا أبوابها في وقت الزيارة الإعتيادية ذلك اليوم و كأن شيئا لم يحصل . كانت المصلحة مكتظة بعائلات المريضات و كنت أنا أبحث عن طفلي في وجوه الأطفال الآخرين ، انتظرت أن يخبرونني بأن الأمر يتعلق بمجرد مزحة أو أنهم قد وجدوا ابني، لكن عكس ما توقعت قالوا لي بأنهم وجدوا فقط حفاظته ملقاة على الأرض أما صغيري فقد ضاع”.
أودعت أمانة و أريد استرجاعها
بعدما استرجعت تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم ،فقدت السيدة أسمهان شجاعتها لمواصلة الحديث و تركت للدموع مهمة التعبير عن ألمها.دموعها جعلت كل من كان حاضرا يسكن إلى الصمت لم نجد ما نواسيها به غير الدعاء، كانت تقول أن أكثر ما يزيد من عذابها هو حداثة سن فلذة كبدها ، كما أن السؤال عن حاله يجعلها تفقد الصبر، بالرغم من يقينها بأن ابنها حي يرزق قالت وهي تمسح دموعها: “ سيكون بخير طفلي حي و سيعود لا أذكر أني سمعت عن طفل ضاع و لم يجدوه ابني لن يكون حالة شاذة”.
قالت لنا أيضا بأنها تثق في حكمة الله و هي راضية بقدره ،” سأحتفظ بكل أشيائه ملابسه و مهده،كل شيء لأني سأظل أنتظره .” تركناها جالسة ببهو البيت و رافقتنا خالته إلى الغرفة التي كان ينام بها ،وجدنا سريره خاليا إلا من حقيبة زرقاء كانت تضم الجهاز الذي أعد من أجله يوم ميلاده ، مشيرة إلى أن العائلة تتعمد إخفاءها حتى لا تراها أمه لأن ذلك يزيد من عذابها .
والدة ليث شددت بأنها لن تسكت عن ضياع إبنها ولن تتنازل عنه معلقة : “أودعت أمانة في المستشفى و أريد استرجاعها فورا ، لا يعنيني كيف، كل ما يهمني هو إستعادة طفلي”.
و أسرت إلينا بأنها تحترق عندما ترى إبنتيها الصغيرتين ،خصوصا الكبرى مؤكدة :”لجين هي الأكثر تأثرا، صدمتها كانت قوية ،فهي لا تستوعب كل ما يدور من حولها ،وضعها يزيد قلقي و يخيفني “.
تركنا بيت عائلة كاوة وكلنا أمل في أن يعود رضيعها الضائع إلى أحضانها، و قد حملتنا رسالة إلى كل ذوي القلوب الرحيمة بالدعاء لهم و التضرع لله عسى أن يجمع شملها بمن فقدته في أقرب الآجال.

والله لا أفهم كيف ترك الطفل في الستشفى بدون أمه؟ في كل المستشفيات يبقى مرافق للمريض حتى ولو كان كبيرا وبالنسبة للطفل لا يتم ابعاده ‘ن امه إلا في حالة كانت مريضة بحاجة الى عناية مركزة. وحتى في هذه الحالة يتم ابقاءه مع شخص ممن تراه أمه او ابوه مناسبا من النساء. هذه خطة محكمة والدولة قارة على استنطاق من كانو هناك وسوفو يحضرونه وهم اذلة صاغرين. ادعو الله ان يفرج كربها ويعيد لها صغيرها وان تقر بها عينها وعين والده. اللهم يا مالك الملك، يا رافع السماء يغير عمد، يا من قلت ادعوني استجب لكم، يا من امره بين الكاف والنون لا تبت هذه السدية إلا وطفها في حضنها إنك على ذلك قدير.

السلام عليكم قرأت بأنهم وجدوه أم مجرد اشاعات ؟؟؟؟؟؟؟

السلام عليكم
يا رب يا رب نسمعو اخبار يا جماعة الكل يدعي للأم المسكينة حتى ربي يفرحها يا رب لا تحرمها إبنها يا رب أنت العالم اين هو يا رب رده إلى اهله سالما يا رب
الحقيقة ليث اصبح محط تفكيرنا كلنا والله ربي يكون مع الام مسكينة ربي يكون معاها
إستهتار المستشفيات الشك الكبير الامر وجدولو من قبل والطفل اللي خرجوه من المستشفى مش غرباء ربي وكليهم يا رب المهم يكون حي ويرجع لأهلو يا رب

الحمد لله الطفل قد وجد

اللهم لك الحمد حتى ترضى وجدوووووووه والفضل لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.