شهر رمضان الكريم وقيمنا التربوية
شهر رمضان هو شهر الثواب والمغفرة والتقرب الى الله عز وجل بالتعبد والصدقات واعمال الخير والاحسان.وهو ايضا مناسبة لمراجعة الذات وتزكيتها في سبيل الرقي بالنفس في علاقتها مع الخالق عز وجل ومع العباد.والتربية والتعليم هما عنصرين هامين لا يجب التغاضي عنهما في هذا الشهر الفضيل.فالصيام ليس مجرد امساك عن الاكل والشرب لساعات محددة بالفجر والمغرب,بل هو سلوك له من المعاني التربوية الكثير.هذه المعاني لا يجب المرور عنها,بل يجب توضيحها للأطفال أبناء كانوا أو تلاميذ, سواء في البيت أو المدارس.
لا نبالغ حين نقول اننا في هذا العصر لا نهتم كثيرا بالجانب التربوي الا من رحم الله.ولكن المناسبة الدينية تقتضي منا اعادة النظر في تربية ابنائنا والاهتمام بهم اكثر, خاصة في المراحل الحساسة التي تكثر فيها اسئلتهم.وفي هذا الاطار,اتذكر ان احد رفقاء دراستي كان قد طرح يوما تساؤلا على استاذ التربية الاسلامية,حيت سأله: لماذا يصوم الناس ولهم الامكانيات للتمتع بما أحله الله لهم ؟ اخذنا نضحك من مفاجئة السؤال لانه بدا لنا في البداية سؤالا سادجا من السهل الاجابة عنه.لكنه اعاد السؤال وهذه المرة كان موجها لنا.كان اجابتنا هي ان الصيام ركن من اركان الاسلام,فأعاد سؤاله بصيغة اخرى وبصيغ مختلفة عجزنا معها عن ايجاد جواب واضح.تم تدخل الاستاذ ليشرح لنا الحكمة من فرض الصيام على القادرين على ذلك فاكتشفنا بعدها أن ضحكنا على تساؤل زميلنا كان عبثا.
ان الفوائد التربوية للصيام تتعدى مجرد العلم بها الى ضرورة تطبيقها وهي مرتبطة بالضرورة بالصلاة كركن اساسي من اركان الاسلام.وهذه هي التربية المطلوبة والتي من شأنها ان تزكي الانفس وتبعد الاجيال عن هذا العبث التربوي الذي تتزايد حدته كلما ابتعدت تربيتنا عن قيمنا الدينية.فالعز في ديننا والمذلة في غيرها لمن ابتغاها.انها مناسبة لا تتكرر من أجل التكفير عن اخطائنا في حق اطفالنا وتلاميذنا فلحرص جميعا عن استغلال الفرصة من اجلنا ومن أجل اجيالنا.
مع التحية – صح فطوركم