تخطى إلى المحتوى

سُنَّة الدعاء بعد صلاة الصبح 2024.

[size="4"]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا هدانا الله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –
أما بعد، إخوتي في الله إليكم الموضوع وهو يتحدث عن سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم:

* سُنَّة الدعاء بعد صلاة الصبح
كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ يومه بصلاة الصبح، ثم يشرع في أعمال اليوم المختلفة دون أن ينام أو يستريح، وأعمال اليوم تتنوع بين عبادات، وأعمال مهنية لطلب الرزق، وسعي للعلم وتعليمه، وغير ذلك من الأعمال؛ لذا كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله التيسير في هذه الأمور، والبركة فيها، ومن هنا جاءت سُنَّة الدعاء بعد صلاة الصبح؛ فقد روى ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً".

فهذه الثلاثة تشمل الأعمال كلها؛ فاليوم الذي ليس فيه علمٌ نافع يومٌ خاسر! وقد روى الترمذي وابن ماجه -وقال الألباني: حسن- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ: "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ، وَمَا وَالاَهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا".

واليوم الذي خَبُثَ رزقُه يومٌ خاسرٌ كذلك، وليس فيه دعاء مُتقبَّل، وقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ وَلاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ"، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، قَالَ: "وَذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ. وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!".

وكذلك اليوم الذي ليس فيه عملٌ مُتَقبَّل يومٌ خاسرٌ، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]، فإذا رزقك اللهُ عملاً وتقبَّله فهذا دليل التقوى، فسؤال اللهِ هذه الأمور الثلاثة يحمل خيري الدنيا والآخرة، وهو دعاء قصير لا يأخذ أكثر من دقيقة واحدة يوميًّا، فلا نحرم أنفسنا من خيره.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
د.راغب السرجاني

وفي الأخير أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه أبدا…
[/size]

ماشاء الله شكرا لك

لا اله الا الله محمد رسول الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.