تخطى إلى المحتوى

سطيف العالي 2024.

[align=center]الجيريا

تعتبر ولاية سطيف عاصمة للهضاب العليا في هذا الوطن الحبيب فهي تتميز بموقعها الجغرافي المتميز الرابط بين الوطن شمالا وجنوبا، شرقا وغربا ، تقع ولاية سطيف جنوب شرق الجزائر، يحدها من الشمال كل من ولايتي جيجل و بجاية، و من الجنوب ولايتي باتنة و المسيلة، و من الشرق ولاية ميلة، و من الغرب ولاية برج بوعريرج ٠
تتميز ولاية سطيف بمناخ قاري شبه جاف، حار صيفا و قارس شتاءا، أمطار الشتاء غزيرة و مضرة بالأرض، حيث تساهم في ترية الأرض و إنجراف التربة، ، أما في فصل الصيف فترتفع درجة الحرارة إلى الحد الذي تتسبب في إندلااع الحرائق ، كما تتميز بسقوط البرد و الثلوج أثناء فصل الشتاء خاصة في قمم الجبال، أين تدوم حتى شهر مارس أو أفريل٠
كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنين سلالة تنتمي إلى رجل كوماني الذي إنحدر من ذريته الأمازيغ، و الذين تنظموا على شكل قبائل، و لم تظهر الدولة الجزائرية للوجود إلا بعد القرنين الثاني و الثالث قبل الميلاد حيث برزت مملكتان المملكة الميساسيلية التي يحدها من الشرق واد بومرزوق الذي يصب في وادي الرمال و من الغرب المولاية، و كان يحكم هذه المملكة مسيليا بقيادة مسينيسا
و كانت منطقة سطيف تابعة إلى المملكة ميسيليا في سنة 225 قبل الميلاد، و أثناء الحروب الفينيقية التي دامت من سنة 146 إلى 264 قبل الميلاد تحالف سيفاكس مع قرطاجنة ، بينما بقي ماسينيسا على نوميديا جزاء على تحالفه و بقي تحت وصاية روما، و بعد وفاته و وفاة إبنه يوغرطة الذي كان ينوي منح الإستقلال إلى نوميديا، و لم يتمكن من تحقيق حلمه بعد وصوله إلى السلطة و هو ما سمح للرومان بالتدخل
فقاوم الأهالي هذا الغزو تحت قيادة يوغرطة الذي قاتل ماريوس قرب مدينة سطيف و إنهزم في سنة 105 قبل الميلاد
و خلال تولي يوبا 1 و يوبا 2 و بطولومي كانت منطقة سطيف جزءا من موريطانيا القيصرية، و إزداد تدخل الرومان مما أدى إلى نشوب ثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا في الجيش الروماني
و في الفترة ما بين 14 إلى 24 م نظم جيشا من الأهالي و من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا بشكل فعال في تلك الثورة و بسبب تعدد الإنتفاضات إضطر الرومان سنة 42 م إلى ضم كل الشمال الإفريقي إلى إمبرطوريتهم
كما كان إهتمام الرومان بسطيف نتيجة لموقعها الجغرافي الذي يسيطر على السهول العليا الشاسعة و الغنية بالقمح و موقعها الإستراتيجي عند سفح جبل بابور التي كانت مناسبة للمقاومة و نقطة إنطلاق الثورات ضد الإحتلال الروماني
و تعتبر كلمة أزديف التي تعني بالأمازغية التربة السوداء و هو الإسم الأصلي للمنطقة، ليتحول بعد دخول الرومان إلى سيتيفيس بعد تأسيس الإمبراطور الروماني نيرفا المدينة في حوالي سنتي 97 و 98 للميلاد و حينئذ أصبحت خاضعة للإمبراطورية الرومانية، و منذ تأسيسها حظيت سطيف برتبة المدينة الرومانية فقد تربعت على مساحة 40 هكتار، و شهدت حركة تنموية و تنظيما إداريا و إجتماعيا خاصا
غير أن إزدهار المدينة و أهميتها الإقتصادية يعود إلى القرن الثالث الميلادي، ففي ذلك العام توسعت و إنتشرت حولها القرى و الأراضي الفلاحية، و إرتبطت بعدة مدن جزائرية أخرى
و في القرن الخامس الميلادي دخلتها جيوش الوندال و تعرضت المدينة في عهدهم إلى الفساد و التخريب، و بعد خروجهم رجع الرومان إلى المدينة في منتصف القرن السادس ميلادي و أعادوا تعميرها و بناء الحصون و الأسوار، أما المسلمون فقد فتحوا المدينة خلال القرن الثامن الميلادي،
و تحتل ولاية سطيف مكانة بارزة في التاريخ الوطني الجزائري العام، و تشكل المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الفرنسي قوة مؤثرة في الحرب التحريرية المسلحة
و قد إعتبرت أحداث الثامن ماي 1945، و التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بداية تنظيم العمل الثوري المسلح، و التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء و قدر عددهم 45 ألف شهيد، و تركزت هذه الأحداث على وجه الخصوص بمدينة سطيف و قالمة و إمتدت فيما بعد إلى ولايات أخرى مثل دائرة خراطة بولاية بجاية
و كغيرها من ولايات الوطن فقد إنضوت ولاية سطيف تحت لواء المقاومة المسلحة خلال الحرب التحريرية التي إندلعت عام 1954، و قدم المناضلون قوافل من الشهداء و خاضوا معارك بطولية ضد قوى الشر و الطغيان و الإحتلال الفرنسي البغيظ
و كان إستقلال البلد الحبيب سنة 1962 من الإستعمار الفرنسي
الجيريا
الولي الصالح سيدي الخير


تميّز سيدي الخير منذ صغره بخاصيتين تتمثل الأولى في الورع والتقوى، والثانية في انفراده بالحكمة وحسن تبصر الأمور· وهو ما أهله لأن يحتل مكانة مرموقة بمنطقة سطيف رغم بروز عدة مشايخ عاصروه كسيدي الزواوي، سيدي حيدر وسيدي مسعود··· حفظ القرآن على الطريقة المغاربية وهي الشاذلية، وقضى 65 سنة كاملة من عمره منذ مولده سنة 1780، حسب أحفاده، في فك النزاعات والسعي لإصلاح ذات البين· ينتمي لعائلة صيفي التي عايشت فترة عرفت بحركة إعمار سطيف، ومنها اشتهر مصطلح’’ عامر’’ قضى الفلاح سيدي الخير حياته زاهدا متعبدا وارتقى إلى مصاف أصحاب الكرامات حسب ما تتداوله الكثير من الروايات· ومن أشهر ما تداولته الألسنة تنبؤه بالاستقلال قبل نيله بسنوات قائلا بلغة العوام’’يصدوا في القايلة وبرارطهم مايلة’’، ولما كان الشيخ دائم المطاردة من طرف أعين المجتمع أملا في التقليد والتبرك، تعمد سيدي الخير تبني أسلوب الإيحاء من أجل تلقين مريديه أمورهم اليومية، وظل الشيخ على هذا الحال يعلم تارة، ويتنبأ أخرى بأمور يقال إنها تحققت بعد وفاته سنة .1845 اختار قبره تؤكد روايات أهل المنطقة أن سيدي الخير اختار مكان دفنه بنفسه والذي تحول حاليا إلى مقام يقع على حواف الطريق الوطني رقم 28 على بعد بضعة كيلومترات من مدينة سطيف· وقد تحول مقامه إبان العهد الاستعماري إلى مزار للمئات من أهالي المنطقة الذين لم يتوقفوا عن إقامة ’’الزردة’’ حيث يتم تجميع ما لذ وطاب من مأكولات يتكرم بها السكان ليجتمع عليها الأهالي في ليلة الجمعة ويطلقوا العنان للرقص والضرب بالأرجل على الارض أملا في نيل البركة والشفاء من الأمراض والتخلص من هموم الحياة اليومية· ولم تتوقف الزيارات إلى يومنا هذا حيث يتوافد الزوار عليه بشكل يومي من جميع أنحاء الوطن· فهذه تطلب الشفاء وآخر يطلب تجنب مزالق الحياة، وذاك يدعو بتفريج الكربة وتلك تبحث عن الإنجاب وغيرها··، يحدث كل هذا بتأطير أحفاد سيدي الخير القائمين حاليا على أمور المقام· رئيس الجمهورية وعناصرالوفاق من أبرز الزوار يحصي مقام سيدي الخير زيارات تاريخية قام بها الكثير من المسؤولين في الدولة· وبغض النظر عن زيارات الكثير من الولاة للمقام، فإن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قام في آخر زيارة قادته لولاية سطيف بزيارة مقام سيدي الخير حيث تضرع لله بالدعاء· ولسيدي الخير حكاية مع انتصارات الوفاق ايضا؛ حيث توجد علاقة حميمة بين عين الفوارة ومقام سيدي الخير بوفاق سطيف، حيث غالبا ما تزور عناصر الوفاق المقام طلبا للثبات والانتصار منذ تأسيس الفريق· وهي الوضعية التي تغني بها الكثير من مطربي المنطقة· وبما أن شهرة الشيخ قد ألغت الحدود وطوت المسافات لما له من خصال طيبة وميزات خاصة فقد استحق هذه المكانة المرموقة اجتماعيا من جهة، ويستحق إعادة إحياء هذه الزاوية من أجل استغلالها في التوجيه الحسن لسلوكات الأفراد من جهة أخرى· وفي هذا المجال فقد علمنا أن المسؤولين يحضرون لمهرجان ديني كبير يدوم شهرا كاملا سيحمل شعار البركات والخيرات، سيدي الخير، ستشارك فيه مختلف الزوايا بالوطن· وستكون المناسبة للبحث في شخصية الشيخ، وإقامة العديد من الندوات وإلقاء الكثير من المحاضرات حول دور الزوايا والتصوف، والمديح الديني·
الجيريا
ضرح الولى سيدي الخير

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا[/align]

الجيريا


الموقع و المناخ

تقع على بعد 300 كلم، شرق الجزائر العاصمة، تعتبر إحدى أهم المدن، فهي ثاني مدينة بعد العاصمة من ناحية الكثافة السكانية، بما يقارب مليوني ساكن، ويطلق عليها الجزائريون في الغالب عاصمة الهضاب العليا، فموقعها المتميز على هضبات جبال مغرس وبابور جعل مناخها السهبي قاريا، تزدهر فيه زراعة القمح والشعير والخضروات والحمضيات، وقد أضاف لها سد عين زادة الذي يعتبر من السدود الكبيرة بالجزائر إمكانية ري مساحات واسعة. تطورت سطيف في السنوات الأخيرة بسرعة فائقة حيث أصبحت مركزا اقتصاديا وتجاريا كبيرا، عبرت عنه بإنشاء مناطق صناعية وتجارية عديدة، وازدهرت فيها الحرف التقليدية والخدمات والفنون. والى جانب أنها تضم جامعتين كبيرتين، فهي تحتوي أيضا على العديد من المعاهد والمراكز العلمية والتكنولوجية. وتعتبر سطيف من بين المدن الجزائرية التي تتميز بديناميكية اقتصادية وثقافية قلت مجاراتها في الجزائر، لاغرو فهي ملتقى طرق كل الجهات الجزائرية، ومعبر اقتصادي وسياحي لا يمكن الاستغناء عن
الجيريا
سطيف

الجيريا

حمام السخنة نقطة عبور منذ القِدم

– هل كانت حمام السخنة منطقة ربط و تواصل في الأزمنة الغابرة بين المدن القديمة ؟

حمام السخنة كمنطقة ، تقع عند مفترق ثلاث مدن أثرية قديمة و هي : – جميلة– سطيف أو سيتيفيس و تيمقاد ، فالناظر للخريطة يرى كيف يكون السفر و الانتقال بين جميلة و تيمقاد أو بين سطيف و تيمقاد ، يجد حمام السخنة تتوسّط الكل .
فعلى كامل الطريق بين سطيف أو جميلة و تيمقاد – نرى هناك نقاط للاستراحة ، أقيمت عند منابع المياه ، يستريح عندها المسافر قبل استكمال رحلته .

فالبراري الواسعة والأراضي المنبسطة التي تشكّل تضاريس منطقة حمام السخنة يجعلها معبرًا محبّذًا لكل عابر سبيل ، و لكل متنقّل بين هذه المدن قديماً ، نظرًا لما توفره من مأكل و مشرب للخيل أو البغال ، بإعتبارها وسيلة نقل وتنقّل في ذلك الوقت .
وعلى تراب بلدية حمام السخنة توجد آثار بالقرب من المكان المسمّى ـ عين السبع- ولا تزال القصص تروى عن منبع الماء القديم إلى اليوم ، ثمّ إذا اتجهنا شرقا نحو تيمقاد وجدنا آثار بالقرب من بئر الطاشمة عند دوار رمادة الذي يبعد حوالي 20كلم عن آثار زانة البيضاء أهم موقع أثري بين تيمقاد و كل من سطيف و جميلة ، إذا استثنينا ضريح ايمدغاسن الشهير .
في هذه الصفحة نتناول مدينة سطيف التي تبعد حوالي 50 كلم إلى الغرب الجنوبي من حمام السخنة .

الجيريا

تأسيس سيتيفيس ـ سطيف SITIFIS

ـ يرجع تاريخ تأسيس مدينة سطيف إلى العصور الغابرة ، و يقال أنّها قبل أن تكون مدينة رومانية كانت إحدى التجمعات الأمازيغية ذات الأهمية الكبيرة . لكن لم يظهر اسم سيتيفيس في التاريخ إلا حوالي سنتي 97 و 98 ميلادي ، عندما شُرع في تأسيسها تحت حكم الإمبراطور الروماني نيرفا ، وقد سميت آنذاك بمطمورة روما وعمل منها هذا الإمبراطور مستعمرة للجنود القدماء .
ـ و كانت منطقة سطيف تابعة على مملكة ميسيليا . و أثناء الحروب البونيقية تحالف سيفاكس مع قرطاجنة ، بينما ماسينيسا بقي الحليف المخلص لروما . و بعد انهزام قرطاجنة تحصّل ماسينيسا على نوميديا ، و لكن بوفاته اشتدت المنافسة بين أحفاده ، و منهم يوغرطة الذي كان ينوي منح الاستقلال لنوميديا. ولم يتمكّن من تحقيق حلمه بعد وصوله إلى السلطة ، وهذا ما مكّن الرومان من التدخّل ، فقاوم الأهالي الغزو تحت قيادة بطولية للقائد يوغرطة قرب مدينة سطيف ، و لكنّه انهزم في سنة 105 قبل الميلاد .

الجيريا

أصول التسمية و بعض أهم المحطات التاريخية

ـ قيل اسم سيتيفيس هو اشتقاق لكلمة أمازيغية معناها أزديف ومعناها التربة السوداء . ليتحوّل بعد دخول الرومان إلى سيتيفيس ليصبح اسمها بعد ذلك :
Colonia nerviana AUGUSTIN MARTIALIS VETERANORUM SITIFENSIEUM تحت قيادة الإمبراطور كراكلا أطلق على المدينة اسم :
RESPUBLICA SITIFENSIEUM ANTONINIANORUM

<SPAN lang=AR-DZ style="FONT-SIZE: 9pt; COLOR: rgb(128,128,128); FONT-FAMILY: tahoma"> <SPAN style="FONT-SIZE: 10pt">ـ و قد كانت مساحة المدينة تبلغ


تاريخ عين الفوارة

كانت تسمى زمانا "ستيفيس" و"مطمورة روما" يتغنى الشعراء والفنانون ب "عين الفوارة" فيها، وتردد النسوة والعجائز مدائح عن شيخها الصالح "سيدي الخيّر" و"حمام السّخنة" لؤلؤة السِّباخ في الجزائر قاطبة، ولم يشفع تاريخ "ستيفيس" العتيق الضارب في القدم، ولا عراقة عادات أهلها من "العمريين والعمريات" من أن تتحول أزقتها وأحيائها الشعبية إلى حلبات لمعارك الذهب المغشوش، تحت أنظار تمثال "عين الفوارة" الذي تعلوها امرأة عارية، تتوسط كبريات ساحات المدينة، امرأة ظلت وما تزال تفرق بين أفراد العائلة الواحدة من سكان المدينة نفسها أو تلك الوافدة إليها سياحة أو تجارة أو عبورا، ممن لم تألف "ثقافة العري" التي حاول الاستعمار الفرنسي فرضها على سكان المنطقة خارج أسوار المتاحف وطيات الكتب المختصة .

المفارقة في تمثال "عين الفوراة" الواقع بقلب مدينة "سطيف" عاصمة الهضاب العليا التي تبعد عن العاصمة الجزائر بحوالي 300كلم إلى الشرق، أن التمثال الذي ظل يخدش حياء من يمر أمامه، وتتحاشى السير بالقرب منه العائلات المحافظة، وتتجنبه الفتيات والصبايا، اتقاء تعاليق الشباب الواقف على جنبات المكان، يمارس على كل من يشرب من منبعه الذي تتربع فوقه المرأة العارية ذات الشعر الأشقر الذي ينساب فوق كتفيها مثلما ينساب الماء العذب من العنصر الطبيعي، ما يشبه السحر الذي يجعل شارب ماء عين الفوارة يغرم بالمكان فيعود مرة ثانية وثالثة إليه وإلى سلطانته ولو كان سائحا، وظل السحر الذي تمارسه "عين الفوارة" على عطشاها، قريب من الحكايا الغرائبية المنسوجة من أساطير الرومان والإغريق، مثلما ظل الصدر والعجز في كل الأبيات الشعرية التي تناولت التمثال "الفتنة" تتغنى بسحر ماء عين الفوارة، وتتناسى معه كل الحرج الأخلاقي الذي يسببه المكان لأهله ولمن يقصده من الأحباب والأصدقاء من داخل الجزائر وخارجها .

و ما تزال الاستفهامات قائمة إلى اليوم بشأن بقاء تمثال "عين الفوارة" شامخا وسط عاصمة الهضاب العليا، رغم سنوات الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر طيلة التسعينيات، ويستغرب أهل المدينة كيف نجا التمثال من التخريب وهو يستعرض أمام الملأ مفاتن جسد امرأة عارية في حجم لا يخفي تفاصيل الإغراء الأنثوي، في وقت كانت الأنظار جميعها موجهة إلى مصير هذا المعلم، بل كانت جميع الآراء المعلنة وغير المعلنة تجمع أن "عين الفوراة" لن تغدو بعد تلك السنوات سوى ركاما يعلوه الغبار وذكرى قد تكون جميلة للبعض وقبيحة للبعض الآخر. لكن التمثال ومن فوقه المرأة العارية ومن تحته الماء العذب الرقراق، ظل يتوسط المدينة بإصرار لا يختلف عن الإصرار الفرنسي الذي نصب التمثال في قلب المدينة ضاربا عرض الحائط فيما يشبه التحدي، المقومات الثقافية والدينية والأخلاقية لشعب لم تفلح (القفف الملغومة) لمجاهدي ثورته المجيدة في نسفه مثلما كانت تنسف مقاهي المعمرين ونواديهم الليلية وأسواقهم، وفي مدينة اقترن اسمها باسم أحداث 8مايو 1945التي واجهت الآلة الاستعمارية لفرنسا وشكلت الوعي الأول لثورة التحرير التي انطلقت بعد ذلك بعشر سنوات وحررت الجزائر.

ولا يحسبك الجزائريون برمتهم، انك زرت ولاية سطيف، إن أنت أسقطت من برنامجك السياحي "عين الفوراة" فللمكان، رغم "قلة حياء" المنتصبة فوق معلمه الأثري، جاذبيته ورونقه، ويكاد يكون فخر الكبار والصغار معا، وملهم الشاعر والكاتب والمبدع على حد سواء، فصورة الجميع من صورته، ولتاريخه وحكاياه وذكرياته اعتبار خاص عند أهل المدينة، وإغفال زيارته "سلوك مشين" يعادل سلوك رفض تناول كأس شاي داخل خيمة صحراوي أو بدوي جزائري . وزيادة على الإحراج الذي يسببه التمثال ذاته، يزيدك سكان سطيف إحراجا آخرا عندما يستغربون زيارتك لمدينتهم وتجاهل "عين الفوارة" أو إغفال تخليد مرورك ذات يوم بسطيف بأخذ صورة تذكارية أمام تمثال المرأة التي تسقي عطشى المدينة بسخاء قلّ نظيره !

وللمكان حكاية جميلة، لولا أن صاحبها جعل من ملهمته ملكية مشاعة، تتقاسمها عيون الغرباء، ويتسلى بها اللصوص وطيور الليل، ولم تقدر على سترها نجوم السماء ولا ثرى الأرض، فعين الفوارة هي أولا وقبل كل شيء حكاية امرأة، يقال أن حاكما فرنسيا أحبها وعشقها حتى الثمالة، ولأن المرأة كانت لرجل آخر، لم يكن أمام الحاكم الفرنسي الولهان بجمالها، سوى اختطافها، ما كسّر قلب حبيبها، الذي لم يكن أمامه هو الآخر سوى تخليد صورتها وذكراها بإقامة تمثال لها يحتل وسط المدينة فوق نبع ماء، حتى يبقى حبه لها متدفقا للأبد مثل تدفق الماء من العنصر الذي تعلوه .

والحقيقة أن تمثال "عين الفوراة" الذي تم بناؤها العام 1998وبعيدا عن قصص الحب والعشق، هي واحدة من العيون أو منابع المياه المعدنية الطبيعية الكثيرة التي تزخر بها مدينة سطيف الجميلة، ولقد أطلق عليها الرومان زمانا اسم "مطمورة روما" لكونها كانت وما تزال منطقة نموذجية للراحة والاستجمام بما حباها الله من ينابيع معدنية وأنهار وهواء ناعم، إلى جانب خصوبة الأرض، ومن هذه الصفة استمدت تسميتها "ستيفيس" التي تعني الأرض السوداء أو الخصبة، وقد أحاطها الرومان بمدن وقلاع كبرى لا تزال منها مدينة "جميلة" التي تعتبر من الآثار المحمية من قبل هيئة اليونسك

الجيريا
عين الفوارة

الجيريا
عين الفوارة

الجيريا
عين الفوارة

الجيريا
عين الفوارة

الجيريا
عين الفوارة

اتمنى لن يعجبكم الموضوع مع تحياتي

يعطيك الصحة

الجيريا
الجيرياالجيريا
الجيريا

مشكوووورين الجيريا

اين هي ردودكم ولا معجبكمش الموضوع

مشكور ياسر

بارك الله فيك اخي ياسر

السلام عليكم
شكرا لك اخي ياسر على الموضوع الممييز جدا
فقد اضفت لي معلومات لم اكن اعرفها عن هذه
المدينة العريقة و التي سعدت واسعد عند زيارتها
شكرا لك
المزيد من التالق
ان شاء الله

الجيريا

الجيريا

انها بلادي العزيزة

بارك الله فيك على المعلومات و الله عجبتني سطيف و نتمنى نزيد نرجعلها عدة مرات أخرى

شكرا أخي بارك الله فيك على الموضوع المميز
و جعلها لله في ميزان حسناتك

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.