رِسَالَةٌ مِن الجزائر: بقلم العلاَّمة الشَّيخ مُبارك الميلي الجزائري – رحمه الله
تحتَ هذا العنوان كتبَ تحريرُ مجلَّة «المنهل»، [(ص:1536-1538)، السنة(43)، المجلد(38)، الجزء(12): ذو الحجة 1397هـ/ديسمبر 1977م] قائِلِين:
«هذه رسالةٌ كريمة كانت قد وردت لرئيس تحرير هذه المجلّة من قطر الجزائر الشّقيق على يد أحد حجّاجه في أيام ابتلائه بعنفوان الاِستعمار الفرنسي وشدّته العارمة.
وردت هذه الرّسالة من عالم تحرير وأديب كبير، ومؤرّخ شهير من رجالات الجزائر وعلمائه المجاهدين في سبيل الله لرفع نير الاِستعمار عن بلاده – ألا وهو المرحوم الشّيخ مبارك الميلي الكاتب الإسلامي المعروف، صاحب كتاب «تاريخ الجزائر في الماضي والحاضر»[1] وكتاب «الشِّرك ومظاهره» المطبوعين معا في نفس قطر الجزائر في نفس أيام الاِستعمار الكارب الفظيع.
وتضمّنت هذه الرّسالة إهداء الشيخ الميلي لكتابه: «الشِّرك ومظاهره» للملك عبد العزيز آل سعود طيّب الله ثراه، ولنَجْلَيْهِ الملكين المغفور لهما: سعود وفيصل.. ولشيخ الإسلام في عهد الملك عبد العزيز: «وهو الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ» رحمه الله.. كما ورد في الرّسالة موافقة الشيخ مبارك الميلي وإقراره لملاحظة رئيس تحرير مجلّة «المنهل» الخاصة بعنوان جريدة «البصائر» الجزائرية باللَّطِينِي وإبلاغه لكاتب الإدارة تنفيذ هذه الملاحظة، ولزوم تعميمها في البلاد الشرقية.. وقيامه بتنفيذ ذلك .. كما أنبأتنا الرسالة باستعداد كاتبها «مبارك الميلي» كرئيس تحرير جريدة «البصائر»«للتعاون الإسلامي والعربي والأدبي» مع رئيس تحرير مجلّة «المنهل»«حسب المستطاع» وكان هذا القيد منه للتعاون، بالنظر للجوّ الاستعماري القابض من حديد على عنق قطر الجزائر يومذاك.
كما جاء في الرسالة كلمات: «الإخاء الإسلامي العربي العلمي» و«روابط إسلامية عربية أدبية» وكلّ ذلك يعني التّضامن الإسلامي والأدبي العلميّ بين القطرين الشقيقين.
كما أفاد في رسالته إلى رئيس تحرير «المنهل» بأنه بعث بمقال له عن عدد المنهل الممتاز لينشر ذلك المقال في المنهل وقد نشر فعلاً إذ ذاك.
هذه الرّسالة التي بعثناها اليوم من مرقدها في طوايا ملفات مجلّة المنهل بجُدَّة قد مكثت في هذا «المأوى الأمين» اثنين وأربعين عاما..
ثمّ ها هي ذي تبعث من جديد بنشرها في هذا العدد ليطلع الجيل الجديد في القطرين الشقيقين: السُّعودي والجزائري على الأُسس الّتي قام عليها التعاون الفعال بين الوطنين السعيدين في المجالين الأدبي والصحافي منذ كان فيما قبل وفيما بعد وحتى الآن».
«أمين مال
جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين
مبارك بن محمّد الميلي
مدرِّس حرّ
مِيلَة (قَسَنْطِينَة)
مِيلَة في 20 ذو القعدة سنة 1356هـ
الموافق 22 يناير سنة 1938م
الأديب العبقري والأستاذ الكبير الأخ الكريم سيدي عبد القُدُّوس الأنصاري
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءني كتابٌ من الأخ أحمد رضا حُوحُو يَقترح عليَّ، إهداء أربع نسخ للملك عبد العزيز ونَجْلَيْهِ وشيخ الإسلام، ففعلتُ وأرسلتها باسمه إلى المدينة ليرسلها هو إلى أصحابها بالطريقة المناسبة، وكتبتُ إليه بذلك. وقد أخبرني ذلك الأخ بعنايتكم بتلك الرِّسالة. وإذا كنتُ قد تعبتُ في تحريرها وتحمَّلْتُ الدُّيُون في طبعها ولم تُقَابَلْ في الوسط الجزائري بما يُخَفِّفُ عنِّي تلك الأتعاب، فإنَّ تأييد أمثالكم ممّا يُخَفِّفُ عنِّي أتعابًا قد يَتَصَوَّرُهَا اللَّبِيبُ في التَّحرير ولكنَّها واللهِ في النَّشْرِ أَشَدُّ وَقْعًا عَلَيَّ.
ثمّ جاءتني رسالتكم المؤرخة في 26/10 مؤكِّدة العناية موثِّقةً لحَبْلِ إِخَائِنَا الإسلامي العربي العلمي زاده الله ثباتًا ومتانة.
1- وقد جاء فيها أنّه لم تصلكم نسخة الهديّة وأربعة أُخَر، وقد أَعلمتُ بذلك موزِّعها ليبحث عن الطَّرْد صاحب الخمس نسخ، ولكن الهدية سيحملها إليكم حامل هذه الرِّسالة.
2 – ورغبتم في إرسال نسخ أُخَر، فسيَحمل إليكم البريد إن شاء الله عشر نسخ ولكم الفضل في هذه العناية.
3 – وإذ أذنتم لهذا القلم أن يكتب عن المنهل الممتاز فقدمت الكتابة عنها في مواد العدد 97.
4 – وذكرتم عناية الأَخَوين أحمد رضا والشّيخ عمّار[2] بالحركة الإصلاحية عامَّةً و«رسالة الشِّرك» خاصّة، ولا شيءَ يَبعث على الثِّقَةِ بمستقبل النهضة العربية الإسلامية مثل الشُّعور بانتشار روح التَّضامن والتَّنَاصر.
5 – وقد لاحظتم على عنوان «البصائر» بالحرف اللَّطِينِي، وكان الأخ أحمد رضا قد نبَّهني إلى ذلك، فنبَّهْتُ كاتبَ الإدارة إلى هاته الملاحظة ولزوم تعميمها في البلاد الشّرقية فنفّذ ذلك فيما أخبرني منذ ثلاثة أسابيع.
هذا وإنّي مستعِدٌّ حسب المستطاع ومتشرِّفٌ بخدمة ما بيننا من روابط إسلامية عربية أدبية. وحاملُ الرِّسالة إليكم هو الأخ الحسين الهشيلي من حُجّاج مِيلة ومِن خِيرة شبابها المصلحين.
واللهُ يُبارك بأنفاسكم ويكثر لنا من تعرّف أمثالكم ممّن يزيد دم العروبة قوّةً وروح الإسلام جِدةً.
والسَّلام عليكم وعلى الأَخَوين الشّيخ عمّار[3] والسّيّد أحمد رضا ومَنْ إِلَيْكُمْ مِن أهلِ الفضيلة.
وكتب أخوكم: مبارك بن محمد الميلي»اهـ.
«المنهل»: لأنّ الرِّسالة مكتوبة بالخطّ العربيّ المغربي الّذي ينقط الفاء من تحتها والقاف بنقطة واحدة من فوقها إلى غير ذلك ممّا قد يغمض على أذهان أهل البلاد المشرقية رأينا أن ننقلها بحذافيرها وبنصّها بالخطّ المشرقي علاوةً على نقل أصلها بالتّصوير فيما يلي في صفحتين.
الحواشي :
[1] – قلتُالشَّيخ سمير سمراد): عنوان الكتاب: «تاريخ الجزائر في القديم والحديث».
[2] – قلتُالشَّيخ سمير سمراد): هو الشّيخ عمَّار الأزعر رحمه الله.
[3] – قلتُالشَّيخ سمير سمراد): هو الشّيخ عمَّار الأزعر رحمه الله.
نقله : الشَّيخ الباحث سمير سمراد – حفظه الله [ موقع:مصابيح العلم ]
رد مع اقتباس