رسالتي إلينا : هل أدينا حق الأخوة هنا ؟ 2024.

يحكى أنه كان هناك
صاحبان يمشيان في الصحراء
وفي اثناء سيرهما ، اختصما !
فصفع احدهما الآخر

فتألم الصاحب لصفعة صاحبه
فسكت ولم يتكلم
بل كتب على الرمل

[ اليوم اعز اصحابي
صفعني على وجهي ]

وواصلا المسير ووجدا
واحة فقررا أن يستحما في الماء ..

ولكن الذي انصفع وتألم من صاحبه

غرق أثناء السباحة
فأنقذه صاحبه الذي صفعه
ولما أفاق من الغرق
ابتسم ثم قام ونحت على الصخر

[ اليوم أعز أصحابي أنقذ حياتي ]

فسأله صاحبه :
عندما صفعتك
كتبت على الرمل ..!
لكن عندما أنقذت حياتك
من الغرق
كتبت على الحجر.فلماذا ؟
فأبتسم و أجابه :
عندما يجرحنا من نحب
علينا أن نكتب ماحدث على الرمل لتمسحها رياح التسامح والغفران
ولكن عندما يعمل الحبيب شي رائع علينا أن ننحته على الصخر حتى يبقى في ذاكرة القلب
حيث لا رياح تمحوه

}

/

المغزى :

عندما يحدث خلاف أو سوء فهم أو مشكلة مع أخ ، صديق ، حبيب ….، قبل أي شيء ، وقبل أي تصرف ، نتذكر ماكان بيننا من ود ، لنحفظ تلك اللحظات التي تشاركنا فيها البسمة والدمعة ..!

،،

}؛{

رآني أخي أقف مع أحدهم في الشارع ، أتى وضربني ، و سحبني أمامه … سأبكي ، وسأشعر بالمهانة ربما ،،، لكن ..
هل سأحقد على أخي ؟
هل سأشك في صدق نيته ؟

أنه يخشى علي ، قد يكون أسلوبه خاطئ ، لكن خوفه وحرصه يشفع له .. ويبقى أخي
لا أتبرى منه ، ولا أقول ما يؤذي مشاعره ، ولا أنتقصه في كل مجلس..

،

هل أدينا حق الأخوة هنا ؟

لا يقول أحد لكنه قال كذا وكذا ، أليس الذهب يختبر بالنار ؟ أليست المحن والمشاكل هي من تختبر صدق الإخوة ؟ فهل سأعتبرك أخي فقط عندما تسمعني ما يرضيني ، فإذا قلت خلاف ذلك ، تصبح عدوي ، وليس لك أي عزاء في قلبي ..!

/،

تشاجرنا هناك .. طويناها هناك .. وتبقى مرآتي التي من خلالها تراني وأراك

~ وصلنا .. ~

[ وإني امرؤ أحببتكم لمكارم
سمعت بها والأذن كالعين تعشق ]

..

أحيانا أستعملها ، للبصل رائحة تجعل العيون تدمع ، و للسان كلمة تجعل القلب يُجرح ..
وهكذا في بعض نقاشاتي أجدني وصلتُ لعقلية البصل وآذيتُ محاوري ..

،

قبل أيام قليلة ، أو ربما قبل يومين ، وتحديدا في تلك المشكلة … دخلنا في نقاش ليس عن الفعل بل وقت التنبيه إليه ، واشتد بيني وبين أخي عبد الله ، وربما تعبّق المكان برائحة البصل .. ثم وصلتُ إلى قرارٍ رأيتُ من واجبي إطلاعه عليه : أني لن أتناقش معه في قابل الأيام ، السبب في القرار أن كل نقاشاتنا تصلُ إلى طريقٍ مسدودٍ ، وتكثر فيها رائحة البصل التي تدمي العين والقلب ، فتجنبها أفضل .. فلعله فعل شيئا جعله عند الله من المقبولين ، فلو أقسم قسما لأبره ، ولعلي أتلفظ بأمر في لحظة غضب توافق ساعة إجابة … فيتأذى أو أتأذى .
لكنه سيبقى أخي في الاسلام جمعنا نفسُ المكان ، فألقي التحية و أردها ، وأشاركه ويشاركني لكن بلا نقاش ..
أما لماذا واجب إطلاعه على قراري ، فلأني مقتنعة أنه مهما بلغ بيننا الخلاف إلا أن شخص يناقشك معناه يعتبرك موجود ، ومادام كذلك يعني يحترمك ، و هنا يصبح عليك احترامه ، فليس من اللائق أن أتجاهل رده لقرار في نفسي … لا عليكم عقلية البصل والثوم وكل الخضروات تجدونها عندي

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}

لا أخفيك سرًّا عندما عدت فجرا لتلك المجزرة ، عنّفتُ نفسي وجدتني ( مجرمة ) قليلا ، أقصد في مادار بيني وبين عبد الله .
مع أننا نلتقي في نفس النقطة ، لكن في أغلب نقاشاتنا أشعر أنني وإياه قطبين موجبين أو سالبين ، تنافر ، لا يلتقيان أبدا ..

الله يصلح الحال ، ويريح البال