عن العلامة الشَّيخ ربيع بن هادى عمير المدخلى
– حفظهما الله –
اعترافٌ لذوي الفضل
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فهذه كلمات وشهادة من فضيلة الشَّيخ فركوس حفظه الله للعلامة ربيع بن هادى المدخلى حفظه الله ، ولفضله على الأمَّة وجهاده بالعلم وصدعه بالحقّ ضد أهل البدع والأهواء مختلفة ، جاءت على إقر إجابته عن سؤال وُجه له بهذا الخصوص ، وقد قام أحد الإخوة بتفريغها وعرضها على الشَّيخ حفظه الله
فجزى الله الجميع خير الجزاء ، وحفظ الله علماء الأمة وأحبارهم ووقاهم كلَّ سوء ومكروه ، وهذا تفريغ الأخ لكلمة الشَّيخ :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على من أرسله رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أمَّا بعد :
فهذه كلمة طيبة لشيخنا أبي عبد المعزِّ محمد على فركوس حفظه الله ورعاه ، فيها ثناءٌ عطرٌ ودفاعٌ نفيسٌ عن فضيلة الشَّيخ ربيع بن هادى عمير المدخلى حفظه الله وتعالى وسدَّد خطاه قالها على إثر جوابٍ عن سؤالٍ وجِّه إليه في إحدى حلقاته المعهودة في عصر يوم الإثنين 26 ريبع 1445 هـــــــ الموافق لــــــــــ : 19/03/2016 م ، وإليكم نصَّها :
" .. قد بدت للعيان نزعاتُ أهواءٍ على سطح السَّاحة الدَّعوية تحاول نَزْع الثقة بالعلماء الأمَّة ومشايخها ، والتقليلَ من مركزهم الأدبيِّ وأثرهم الاجتماعي ، وذلك لقلَّة الفقه الدين وقواعد الشَّرع ومراميه ، أو مفاهيمَ خاطئةٍ ، أو منطلقاتٍ بدعيةٍ، ونحوها .
لذلك لا ينبغي إذا اعترف النَّاس بأعلمية الشخص وتقواه أن يُــتاجسر عليه ، إذ لا يفعل ذلك إلاَّ من تربيَّ عن مجالس العلماء ومحاضنهم ، أو لم ينتفع ببركة مجالسهم العلمية ومواعظهم الإرشادية ، فتجد بعض المنتسبين لهذا المنهج يشكِّك في جدارتهم وقيادتهم وريادتهم ، وهو في حدِّ ذاته محروم الفهم الدقيق ، لا يعرف أبسط أبجديات التعامل الأخلاقيِّ والأدبيِّ الذي يلتزمه السَّلفيُّ مع ذوي العلم والفضل وغيرهم .
وما دام سؤال عن طعونات الشَّيخ ربيع حفظه الله في بعض الدعاة ، فأقول :
إنَّ الشَّيخ ربيعًا حفظه الله تعالى معروفٌ بعلمه وصناعته الحديثية وتقواه وحرقته على المنهج والَّذين تكلَّم فيهم ظهروا على ساحات المظاهرات الأخيرة علنًا وبرفع الأصوات على الوجه الَّذي لا يُرتضى : فأيَّدوا الخروج ووقفوا مع الديمقراطيِّن وفتحوا المجال للدخول في المجالس التشريعية ، سواءً في مصر أو سوريا أو اليمن وغير ذلك مــمَّا هو مخالفٌ للعقيدة السَّلفية ومنهجها ، ، فتأيَّد بذلك صحَّة طعنه فيهم ، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أنَّ الشَّيخ ربيعًا حفظه الله كان قد تكلَّم فيهم بدرايةٍ وعلمٍ بأحوالهم وتبصُّرٍ بمنهجهم ، وبحقٍّ منذ أمدٍ بعيدٍ ، وها هو قناعُهم ينكشف في الفتن الأخيرة .
فلو لا هؤلاء العلماء الَّذين قيضهم الله لهذه المهامِّ التوجيهية ، تحذيرًا للنَّاس من مغبَّة سلوك الطريق التحزُّب والخورج لحصل الجزائر من ذي قبل نزيفٌ دمويٌّ رهيبٌ ومفسدةٌ اجتماعيةٌ عظمى ، وكان الله تعالى العاصمَ ، والحمد لله أوَّلاً و آخرًا .
وعليه ، فالفتن حذَّرنا الله منها قوله تعالى : " واتَّقوا فتنةً لاَ تُصيبنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْكُم خَاصَّةً " [ الأنفال : 25 ] ، كما حذَّرنا منها النَّبي صلى الله عليه وسلم ، سواءً كانت في التَّفرق والاختلاف أو في المداهنة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك ، لذلك فالأجدر بالسَّلفيِّ أن يبقى بعيدًا عن الفتن ، ويرتبط بالعلماء الرَّبانيِّـــين الَّذين عملوا من قواعد الشَّرع الكلِّيَّة ومقاصده السامية وضوابطه المرعيَّة ما يعصم من الزلل ويُتوقى به من الانفلات .
ومن سار خلف مهتدٍ فلن يضلَّ ولن يندم أبدًا " .
انتهى كلام الشَّيخ أبي عبد المعزِّ محمد على فركوس حفظه الله ، و الحمد لله أولاً وآخرًا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بارك الله فيك
حفظ الله للإسلام العلماء الربانيين حقا الثابتين الشامخين الذين لا بغيرهم الزمان ولا المكان
جزاك الله خيرا أخي الكريم على النقل القيم