تخطى إلى المحتوى

درر من أقوال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :الوقفة الأولى 2024.

الوقفة الأولى
عن التحذير في المجالس وبين صفوف الطلبة من أهل البدع ومن عنده أفكار مخالفة لمنهج السلف الصالح وأنه واجب ومن النصيحة وليس من الغيبة

إذ قال – رحمه الله – في "لقاء الباب المفتوح" (رقم:120) :
((الكلام في أهل البدع ومن عندهم أفكار غير سليمة أو منهج غير مستقيم، هذا من النصيحة، وليس من الغيبة, بل هو من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين, فإذا رأينا أحداً مبتدعاً ينشر بدعته, فعلينا أن نبين أنه مبتدع، حتى يسلم الناس من شره, وإذا رأينا شخصاً عنده أفكار تخالف ما كان عليه السلف، فعلينا أن نبين ذلك حتى لا يغتر الناس به, وإذا رأينا إنساناً له منهج معين عواقبه سيئة، علينا أن نبين ذلك حتى يسلم الناس من شره, وهذا من باب النصيحة لله ولكتابه ورسوله ولأئمة والمسلمين وعامتهم، وسواء كان الكلام في أهل البدع فيما بين الطلبة أو في المجالس الأخرى فليس بغيبة, وما دمنا نخشى من انتشار هذه البدعة أو هذا الفكر أو هذا المنهج المخالف لمنهج السلف يجب علينا أن نبين حتى لا يغتر الناس بذلك)). اهـ
وقال – رحمه الله – في كتابه "شرح رياض الصالحين" (2/390-391 باب النصيحة) :
((ومن النصيحة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذب عن شريعته وحمايتها، فالذب عنها بأن لا ينتقصها أحد، والذب عنها بأن لا يزيد فيها أحد ما ليس منها، فتحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية، لأن البدع كلها باب واحد، كلها حقل واحد، كلها ضلالة، كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – : (كل بدعة ضلالة) لا يستثنى من هذا بدعة قولية ولا فعلية ولا عقدية، كل ما خالف هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وما جاء به في العقيدة أو القول أو في العمل فهو بدعة، فمن النصيحة لرسول – الله صلى الله عليه وسلم – أن تحارب أهل البدع بمثل ما يحاربون به السنة، إن حاربوا بالقول فبالقول، وإن حاربوا بالفعل فبالفعل، جزاءً وفاقاً؛ لأن هذا من النصيحة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – )).اهـ
وقال – رحمه الله – في كتابه "الضياء اللامع من الخطب الجوامع" (5/413) :
((فاحذروا الغيبة والنميمة أيها المسلمون، فإن بهما فساد الدين والدنيا، وتفكك المجتمع، وإلقاء العداوة والبغضاء، وحلول النقم والبلاء، وهما بضاعة كل بطال، وإضاعة الوقت بالقيل والقال، ولكن إذا كان المقصود نصيحة الخلق وتحذيرهم من أهل السوء، فلا حرج في ذلك، فإذا رأيت شخصاً ينشر أفكاراً هدامة أو يبث أخلاقاً سيئة، أو يشيع تشكيكاً بين المسلمين في دينهم، فذكرته بما فيه تحذيراً من شره، ونصحاً للأمة، وحماية للدين، فلا حرج عليك في ذلك، بل ربما يكون واجباً عليك)). اهـ
وقال – رحمه الله – في "لقاء الباب المفتوح" (رقم 98) في أثناء الكلام عن نهي بعضهم من التحذير من أحد المنحرفين عن جادة السلف الصالح أهل السنة والحديث :
((هذا الرجل الذي يثير الفتنة بين الناس، وينشر معايب العلماء، ومعايب ولاة الأمور، إذا كان ذِكرنا له على سبيل النصيحة، وتحذير الناس منه، فهذا خير، وهو مما يتقرب به العبد إلى ربه، والناهي عن ذلك أي عن التحذير من هذا الرجل ناهي عن الخير، وناهياً عن النصيحة)). اهـ


نقلا عن (المجموع الرصين من كلام الإمام العثيمين في أهل الأهواء المبتدعين )
جمع الشيخ عبد القادر الجنيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.