تخطى إلى المحتوى

دراسات وبحوث لغوية / النحو القرآني في ضوء نظرية المنهج اللفظي 2024.

  • بواسطة

النحو القرآني في ضوء نظرية المنهج اللفظي ج1
ينطلق هذا الموجز من مقاربة لغوية تقوم على أساس تنظيري يفترض ( أن للقرآن نحوا خاصا به ) يغاير ما ذكره النحاة الأوائل ، لأنهم جانبوا الصواب من حيث أنهم كانوا يظنون أنهم قريبون منه اذ اخضعوا القرآن لقواعدهم المتناقضة وكان ينبغي أن يحصل العكس أي تخضع القواعد للقرآن .


أقول : قد لا يجد هذا القول قبولا لدى الدارسين لأنه يخالف ما اشتهر أو أنهم سيرمون هذه السطور بالابتعاد عن الصواب ، والانحراف عن ( منهج ) النحاة القويم الذي صار يقدس الى حد ما على الرغم من أنه يبزغ تارة ، وتارة يأفل ، أقول : هذا الكلام بناء على ما لمسته في سذاجة أذهان النحاة الذين لم يكونوا يريدون إلا إثبات قاعدتهم حتى ولو وقع التناقض في تلك القاعدة من حيث لا يشعرون ، لذلك ارتكبوا أفدح خطأ تاريخي حينما جعلوا آيات القرآن بشكل خاص واللغة بشكل عام تخضع لقواعدهم ، وكان يفترض أن تخضع القواعد لتلك الآيات وذلك الكلام .


وهنا يحاول هذا الموجز تسليط الضوء على أحد المناهج اللغوية الحديثة التي تمكنت من رفض الكثير من التمحلات النحوية التي ابتدعها النحاة ظانين خيرا بها ، ذلك هو المنهج اللفظي الذي ابتكره ونظر له ووضع أسسه بالاعتماد على قراءات تراثية وحداثوية رجل يدعى ( عالم سبيط النيلي ) إذ حل به عبر سلسلة من المؤلفات في هذا الميدان الإشكالات اللغوية التي نتجت عنها الكثير من الإشكالات الاعتقادية التي شقت عصا المسلمين قديما وحديثا وأبعدتهم عن الصواب الذي دعاهم القرآن الى توخيه من خلال معطيات كثيرة لعل أهمها الإرث اللغوي الضخم الذي تركه النحاة العرب .


أقول : ولعل ما جاء به هذا العالم الشاب فيه الكثير من التجديد الذي قد يعترض عليه الدارسون بشكل واسع إلا أن اللذة تكمن في كونه ولج الباب الذي كان علماء النحو الأوائل يحيطونه بشيء من التقديس والتعظيم حتى يكون سببا للإقبال على بضاعتهم التي صنعوها بالاعتماد على كلام جل قائليه استبعدوا الحديث النبوي الشريف وقالوا إن ألفاظه فيها اضطراب واختلال ، وكأنهم لا يفقهون قول الرسول الأعظم (  ) (( اؤتيت جوامع الكلم )) أي كل ما يمكن التحدث به من الألفاظ والمعاني ، فظنوا أن بعض الألفاظ هي من تدليس المدلسين الذين اشتهروا بهذه الصفة وتناقلت أخبارهم كتب الجرح والتعليل ، ولكن الأمر غير ذلك فألفاظ الحديث النبوي الشريف ومعانيه كلها صحيحة فصيحة ، ولكن ما ورد في النهي عن تدوين الحديث ، واعتبار ذلك النهي سنة هو الذي أوقع هذا المشكل الذي لم يحل الا عند علماء القرن السابع والثامن الهجريين كابن مالك .


وهنا تدعونا الحاجة الى أن نعرض لأسس ذلك المنهج ومحدداته ومبادئه ـ كما أقرها صاحبه ـ ومن ثم نعرض لبعض التطبيقات النحوية التي يظهر المنهج اللفظي تناقضها وجورها الكبير على لغة التنزيل .


أقول : لقد أقر المنهج اللفظي جملة من المبادىء التي تبناها وجعلها من مقدماته وهي:


1. مبدأ عدم الاختلاف في القرآن ، إذ ( يؤمن المنهج أن القرآن يخلو من أي اختلاف بصفة مطلقة )(1) .


2. مبدأ قصور المتلقي ، إذ ( يؤمن النهج أن المخلوق قاصر عن الإحاطة بكلام الخالق )(2)


3. مبدأ التغاير عن كلام المخلوقين ، إذ ( يؤمن المنهج بأن كلام الخالق مغاير لكلام المخلوقين ، وإن تشابهت بعض الألفاظ اتفاقا ) (3) ، ويستند هذا المبدأ على ثلاثة أسس هي :


أ . أن اللفظ عند المخلوق له معنى اتفاقي ( اصطلاحي ) جرى عليه العرف ، أما في كلام الخالق فله معنى أصلي يسميه المنهج بـ( المعنى الحركي ) وهو أصل جميع المعاني وهذا جانب يتعلق بما يسمى بـ ( الدلالة القرآنية ) ، ويلغي الكثير من الآراء التي تعد حتى يومنا هذا من المسلمات في عد ألفاظ القرآن ألفاظا اصطلاحية .


ب. أن العبارة القرآنية جزء من النظام القرآني كله ، بينما تكون العبارة التي يقولها المخلوق منتظمة ضمن أقواله ظاهريا وحسب ، مناقضة أحيانا لعباراته الأخرى (4) .


ت . أن المعنى الاصطلاحي معنى وصفي لظاهر الشيء ، أما المعنى الحركي ، أي : القرآني فهو حقيقة الشيء أي : كنهه حينما كان موجودا بالقوة قبل أن يوجد بالفعل .


4. مبدأ خضوع المتلقي لنظام القرآني ، إذ يجب أن يخضع المتلقي لذلك النظام حتى يستطيع إدراك معارف القرآن (5) ، إذ يرى المنهج اللفظي أن ( اللفظ ـ مفرد كان أم حرفا ـ والترتيب أو التسلسل المعين للألفاظ في كل ترتيب هو جزء من هذا النظام ، والخطأ في تصور شيء منه في أي موقع يؤدي الى الخطأ في تصور فروع كثيرة ) (6) .


5. مبدأ التبيين الذاتي ، أي : يكون القرآن كاشفا عن أسراره بنفسه وليس بواسطة شيء آخر ، ومصداق ذلك ما يخبرنا به القرآن نفسه إذ يقول  وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين (7)  (8) ، وفي هذا إثبات أن ( كل شـيء ) هو ( كل شيء ) وليس كما ذهب المفسرون الى أنه المشكل من أمور الدين فقط.


6. مبدأ الامتناع ، أي أن القرآن ممتنع عن قبول أي علم أو معرفة أخرى غير علمه ، ولهذا المبدأ فروع كما رآها صاحب المنهج هي :


أ . حكمه على اللغة ، إذ ( القرآن يفسر كل لسان ، ولا يفسره لسان ) .


ب . حكمه على العقائد .


ت . حكمه على العلم ، إذ القرآن حاكم على العلوم غير محكوم بها .


ث . حكمه على السنة النبوية الشريفة .


وهذه هي أهم مبادىء المنهج اللفظي الذي هو ( منهج تحليلي لآيات القرآن الكريم يعتمد على قواعد معينة تخصه ، ويعمل بطريقة اعتمدها القرآن نفسه ، وله أسس وغايات ، ومبادىء وطرائق مختلفة عن مناهج التفسير ) (9) .


ويأتي هذا الموجز على إظهار تصور المنهج اللفظي لقواعد النحو بشكل عام ، وقواعد النحو القرآني بشكل خاص ، فيرى صاحب المنهج أن العلم الذي يفتقر الى قواعد العلم وأصوله هو علم النحو (10) ولنا أن نعلق على هذا فنقول : ما قول المنهج في عشرا المؤلفات التي وسمت بـ( علم أصول النحو ) كالأصول لابن السراج ، والاقتراح فيعلم أصول النحو للسيوطي ؟ وهل هذا المنهج تصور الأصول على غير ما تصورها النحاة ، ثم يرى المنهج أن النحاة خالفوا فكرة الوضع إذ جاؤوا بالتراكيب اللغوية كشواهد على القاعدة ، إذ يتساءل المنهج عما إذا كانت تلك الشواهد مطابقة لما أراد الواضع أم لا؟ ثم يشير المنهج إلى أن الطريقة التي يفهم بها النحوي معنى التركيب هي التي تضع له قاعدة يدافع عنها (11)ووضع القاعدة على هذا النحو كما يرى المنهج يحمل خطورة جسيمة على اللغة عامة ،والقرآن خاصة ، إذ ما يثبته القرآن ينقضه الشعر ، وما يثبته بيت شعري ينقضه آخر ، بل ربما رواية أخرى ، وهكذا دواليك . ويرى المنهج في النحو العربي الذي طبقه النحاة على القرآن أنه كان مبنيا على أساس الشواهد العامة ، ثم طبقت على القرآن ( بالقوة القاهرة ) تقديرا ، وحذفا ، ونقلا لجمله الكاملة ، وبتقديم وتأخير لألفاظه ، وإزالة ألفاظ ، ووضع أخرى مكانها لأجل أن تطابق العبارة المقدرة للقواعد الموضوعة (12) .


ويطرح المنهج سؤالا هو : كيف إذن نضع القواعد ؟ ثم يجيب عنه بالقول : إننا إذا وضعنا القواعد على أساس الشواهد فكأننا لم نفعل شيئا ، إذ هل تضبط القواعد على أساس الكلام ، أم يضبط الكلام على أساس القواعد ؟ يجيب المنهج أن النحوي يضبط ==== يتبع

مراتب الكلام العربي في المحكم والمحيط الاعظم الجزآن ج 1، ج2 تتمة البحث ج2
رابعا : أمثلة النادر
1. قال ( وعظعظ السهم عظعظة وعَظْعاظا ، الأخيرة عن كراع ، وهي نادرة ) (31) .
2. قال : ( عِنان اللجام : السير الذي تمسك به الدابة ، والجمع أعِنة ، وعُنُن نادر ) (32) .
3. قال : ( والعرق : الزبيب ، نادر ) ( 33) .
4. قال : ( وكعب الثدي ، يكعُب ، وثدي مكعِّب ، ومكعَّب ، الأخيرة نادرة ) ( 34) .
5. قال : ( المَعْجَزُ : العَجْز ، قال سيبويه : هو : المَعْجِز ، والمَعْجَز ، والكسر نادر ) (35) .
6. قال : ( وبعكوكة الشر : وسطُه ، وحكى اللحياني الفتح في أوائل هذه الحروف ، وجعلها نوادر ؛ لأن الحكم في ( فُعْلُول ) ان يكون مضموم الأول الا أشياء نوادر جاءت بالضم والفتح ، فمنها بُعكوكة ، قال : شبهت بالمصادر نحو : سار ، سيرورة ، وحاد حيدودة ) ( 36) .
7. عشرنت الشيء : جعلته عشرينا ، نادر للفرق بينه ، وبين عشرت عشرة (37) .
8. شُراعيّ : نسبة الى رجل كان يعمل الأسنة ، كأن اسمه كان شُراعا ، فيكون هذا على قياس النسب ، او كان اسمه غير ذلك من ابنية ( شين، راء ، عين ) فهو من نادر معدول النسب ( 38) .
9. وعصل الشيء عصلا ، وعصِل ، اعوج وصلُب ، قال : وقد كسر على عصال ، وهو نادر( 39) .
10. الأِصبَع ، و الأِصبِع ، والأُصبُع ، والأصبَع ، والأُصبِع ، والأَصبَع ، والأِصبُع نادر ( 40) .
11. المُسعُط : ما يجعل منه السعوط ، ويصب منه في الانف ، نادر ( 41) .
12. العُرس ، والعُرُس : مهنة الأفلاك ، والبناء ، وقيل : طعامه خاصة ، انثى وقد تذكر ، وتصغيرها بغير هاء ، وهو نادر ( 42) .
13. وبنو عَبِيدَة : حي ، النسب إليه ، عُبَدِي ، وهو من نادر معدول النسب ( 43) .
14. فاما قوله في المثل ( تسمع بالمعيدي لا ان تراه ) فمخفف عن القياس اللازم في هذا الضرب ، ولهذا النادر في حد التحقير ذكرت الإضافة اليه مكبرا ، والا فالمعديّ على القياس ( 44) .
15. التُّبيَع : الفحل من ولد البقر لانه يتبع امه ، وقيل : هو تبيع اول سنة ، والجمع أتبعة ، وأتابع ، واتابيع كلاهما جمع الجمع ، و الأخيرة نادرة ( 45) .
16. العُرْب والعَرَب : خلاف العجم ، مؤنث ، وتصغيره بغير هاء نادر ( 46 ) .
17. والعُبْريّ من السدر : ما نبت على عبر النهر ، منسوب اليه ، نادر ( 47 ) .
18. و انعلوا ، وهم ناعلون ، نادر ، اذا كثرت نعالهم عن اللحياني ( 48 ) .
19. وجمل ملوع ، ومليع : سريع ، والانثى ملوع ، ومليع ، وميلاع نادر ، فيمن جعله ( فيعالا ) وذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء ( 49 ) .
20. عَثِيَ في الارض عُثيّا ، وعُثيانا ، وعيثا ، يعثى : نادر ( 50 ) .
21. ورجل ، ترعيّةٌ ، وترعيٌّ ، بغير هاء نادر ( 51 ) .
22. الرَّيعَةُ ، والرِّيع ، والرَّيع : المكان المرتفع ، وميل الريع : مسيل الوادي من كل مكان مرتفع ، والجمع ارياع ، ورِيُوع ، والاخيرة نادرة ( 52 ) .
23. لقيته عُشَيشِيَة ، وعُشَيشِيات ، وعُشَيْشيّانات ، كل ذلك نادر ( 53) .
24. عشاهُ عشْوا ، وعشيّا ، كلاهما اطعمه العشاء ، والاخيرة نادرة ( 54 ) .
25. بنو عَدِي : حي من بني مُزَينَة ، والنسب اليه ، عَدَاويُّ ، وهو نادر ( 55 ) .
26. الوَعِل ، والُوعِل : تيس الجبل ، الاخيرة نادرة ( 56 ) .
27. عوى الذئب والكلب ، يعوي عيّا ، وعِواءً ، وعوَّةً ، وعوِيَّةً كلاهما نادر ( 57 ) .
28. بَحَّ ، يَبَحُّ ، ويبُحُّ ، اطلقه ابن السكيت فقال : بحِحْتُ ، تَبَحُّ ، وبحَحْتُ ، تَبِحُّ ، وأُرى اللحياني حكى : بَحِحْتَ ، تَبَحُّ ، وهي نادرة ( 58) .
خامسا : امثلة الشاذ .
1. والنسب الى عضه ، عَضَويّ ، وعضهِيّ ، فاما قوله : عُضاهيّ ، فان كان منسوبا الى عضه ، فهو من شواذ النسب ( 59 ) .
2. رجل عِزهاةٌ ، وعزهًى : لئيم ، وهذه الاخيرة شاذة ( 60 ) .
3. شعل ، شَعَلا ، وشُعْلة ، الأخيرة شاذة ، وكذلك إشعال ( 61) .
4. قال الاخفش : حركة الحرف الذي بين التأسيس والروي المطلق بقوله :
يزيد يغض الطرف دوني كأنما روى بين عينيه عليّ المحاجمِ
فكسرة الجيم هي الإشباع ، وقد ألتزمتها العرب في كثير من أشعارها ، ولا يجوز ان فتح مع كسر ولا ضم ولا مع كسر ضم ؛ لأن ذلك لم يقل الا قليلا ، قال : وقد كان الخليل يجيز ذلك ، ولا يجيز التوجيه ، والتوجيه قد جمعته العرب ، وأكثرت ممن جمعه ، وهذا لم يقل الا شاذا (62 ) .
5. اعصألّت الشجرة ، كثرت أغصانها ، واشتد التفافها ، همز على قولهم : دأبة ، وهي هذلية شاذة ( 63) .
6. قال اللحياني : وجمع سعيد على سعيدون ، وأساعد، ولا ادري أعنى به الاسم ام الصفة ، غير ان جمع سعيد على أساعد شاذ (64 ) .
7. النُّجُم على انه جمع نَجْم كسَحْلٍ ، وسُحُل ، وقرأ بعضهم  وَبِالنُجُمِ هُمْ يَهْتَدُونَ  ( 65) وهي قراءة شاذة ( 66 ) .
8. وحكى بعضهم : قوقأتِ الدجاجة ، وحلأت السويق ، ورثأتِ المرأة زوجها ، ولبّأ الرجل بالحج ، وهو كله شاذ لانه لا اصل له بالهمز ( 67 ) .
9. وطريق مهيع : واضح بين ، وبلد مهيع : واسع ، شذ عن القياس فصُحَّ ( 68 ) .
10. وسعيا : مقصور اسم موضع ، قال ابن جني ، وسعيا من الشاذ عندي عن قياس نظائره ، وقياسه : سعوى ، وذلك ان ( فَعْلَى ) اذا كانت اسما مما لامه ياء فان ياءه تقلب واوا للفرق بين الاسم والصفة ، وذلك نحو الشّرْوى ، والتقوى ، فسعيا شاذة في حروفها على الأصل كما شذت القُصْوى وحُزوى ( 69) .
11. وعنى في الأكل يعنِي شاذة ، بمعنى : نجَع ( 70 ) .
12. والوقِعة كالميقَعَة ، شاذ لأنها آلة ، والآلة إنما تأتي على مِفْعَل ( 71 ) .
13. وحلل اليمين تحليلا ، وتَحِلّة ، وتَحِلا ، الأخيرة شاذة : كفّرها ( 72) .
14.

سادسا : أمثلة الفصيح والأفصح
1. وداء عَقَام ، وعُقام : لا يبرأ ،والضم أفصح ( 73) .
2. والعِنْك ، والعَنْك : سدفة من الليل يكون من أوله الى ثلثه ، وقيل : قطعة منه مظلمة حكاه ثعلب ، والكسر أفصح ( 74 ) .
3. قال يعقوب : والمولَدون يقولون : شَمْع، وقد غلط ؛ لان الشَّمَع ، والشَّمْع لغتان فصيحتان ( 75 ) .
4. قال ابو العباس : (( اذا كان السَّرَعَان ، وصفا في الناس : قيل سُرَعَان ، واذا كان في غير الناس قيل : سَرَعَان ( 76 ) .
5. وقحطان ابو اليمن ، والنسب إليه قَحْطَانيّ ، وعلى غير القياس أقحاطيّ ، وكلاهما عربي فصيح ( 77 ) .
سابعا : أمثلة القليل
1. نخلة عمٌّ ، أما ان تكون ( فُعْلا ) وهي اقل ( 78) .

وفي نهاية البحث ومن خلال الوقوف على بعض المسائل التي عرض لها البحث يمكن ان نستشف جملة من النتائج والحقائق التي توخى البحث إثباتها ، وتقصيها حتى تكون هذه الخاتمة أوفى بالإخبار عما توصل البحث اليه في عجالته هذه ، واصدق في ايضاح مدى الفائدة منه ، واقوى في الحث على دراسة المعجمات العربية دراسة حديثة في ضوء معطيات علم اللغة الحديث ، وهذا ما حاول ان يفعله البحث أملا ان تسنح الفرصة بدراسة على هذا المنوال ؛ لان هذا المنحى في الدرس اللغوي يعطي مساحة تأملية اكبر للباحث في مادة البحث ونتائجه التي يمكن ان تتمخض عنه .
وعلى اية حال فان بحثنا المتواضع هذا قد توصل الى :
1. أن أمثلة النادر الواردة في جزأي المحكم والمحيط الأعظم الأول والثاني هي أكثر أنواع الأمثلة الواردة فيهما ، اذ بلغت ( 28 ) مثالا مما يدل على شدة تقصي ابن سيده ، وكثرة ضبطه ، ودقة أخذه وطول باعه ، وسعة افقه في هذا الميدان.
2. ان عدد أمثلة الشاذ بلغ ( 13) مثالا مما يدل على انه كان ذا علم واسع بمذاهب القول ، ومسالك الأبنية عند العرب ، وانه كان ذا دربة في معرفة الوان كلام العرب ولاسيما الشاذ منها ، وتمييزه عن سواه .
3. دل التتبع على ان ابن سيده كان همه تقصي الأمثلة النادرة والشاذة بشكل ملفت للنظر .
4. أن تسميات مراتب الكلام العربي تعددت ، واختلفت حدودها تبعا لاختلاف جهة النظر الى كل واحدة منها ، فمن اللغويين من لم يقم بين تلك المراتب اية حدود وجعلها واحدة ، ومنهم من أقام بينها تفريقا واضحا جدا .
5. وجد البحث ان من ينقل عن ابن سيده كصاحب اللسان مثلا ينقل نص ما يقوله ابن سيده نفسه دون الرجوع الى التثبت من صحة ما قاله ابن سيده او عدمه ، وهذا يدل على ان جهده ، أي : ابن سيده كان رائدا شاملا دقيقا الأمر الذي يدفع العلماء الى ان يجعلوه ثبتا ثقة مرجعا في مدوناتهم اللغوية اللاحقة له .
ومن هنا يدعو البحث الى مجال التخصص بدراسة المعجم العربي الذي ما تزال في كثيرا من الاعلاق النفيسة التي تجدر بالباحثين العراقيين دراستها لأننا لو تفحصنا المعجم العربي لوجدنا الكثير من الأسرار في علوم شتى لان اللغة كما قالوا تاريخ ، والمعجم حوى اللغة اذن هو بالضرورة تاريخ ، بل ربما يكون اصدق من التاريخ نفسه في إيراد الكثير من المعلومات المهمة عن حياة الأمم والشعوب اليومية ، الخاصة والعامة .
ولله الحمد أولا وآخرا.

الدكتور علي العبيدي

بوركت على الطرح المميز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.