تخطى إلى المحتوى

حواديت للكبار والصغار حبة الارز 2024.

الجيريا

كان يا ما كان يا سعد يا اكرام وما يحلي الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام

في قديم الزمان في لاد السند البعيدة كان هناك حاكم اسمه راجا لم يعجبه ان يعيش اهل مملكته في رغد من العيش وتناول كل ما يزرعه الفلاحين من محاصيل خاصة محصول الارز الذي يعتبر الغذاء الرئيسي للسكان

ذهب الحاكم الي الفلاحين وامرهم بجمع محصول الارز وتخزينه في مخازن الحكومة ولا يحتفظون الا بنسبة قليلة جدا تكفي لاطعامهم وكانت حجته في ذلك انه سيحتفظ بالمخزون لحين الحاجة اليه عندما تتعرض البلاد للجفاف ويقل الغذاء .

ظل الفلاحين لسنوات طويلة يقومون بوضع المحاصيل في مخازن راجا حتي امتلأت عن أخرها

وبعد سنوات حدث ما توقعه راجا فانقطع الماء وحل الجفاف باليلاد وقل الغذاء وتعرضت البلاد لمجاعة كبيرة وعندها ذهب الناس الي راجا مطالبين بالمخزون لكن ويا للاسف حنث راجا بوعده وقال لهم : كيف أعطيكم من مخزون الارز والجفاف مستمر وقد لا اجد انا وحاشيتي ما نأكله بمرور الايام والسنين .

غضب الناس من راجا وعلت جباهم الكآبة لكنهم لم يفعلوا شيئا رغم ان بطونهم كانت خاوية واطفالهم يبكون من قلة الطعام في حين عاش راجا وحاشيته في رغد من العيش وامتلأت بطونهم بالطعام دون ان يوجعهم ضميرهم او تأخذهم شفقة بالناس .

و………. ذات يوم بينما كان حراس راجا ينقلون اكياس محصول الارز من المخازن الي قصره الفاخر فوق عدد من الافيال اذ تسرب خيط من الارز من احد الاكياس دون ان ينتبه احد من الحراس

لكن انتبهت فتاة صغيرة فسارعت بالسير بجوار الفيل وفتحت فستانها لتجمع الحبات المتساقطة حتي وصل قطيع الافيال الي القصر ، لكن احد الحراس لاحظ وجود الطفلة الصغيرة فأمر بالقبض عليها وتسليمها الي راجا لكن الفتاة شرحت للراجا انها لم تطمع في حبات الارز ولكنها كانت تحافظ عليها لكي تقدمها الي القصر .

اعجب راجا بالفتاة وطلب منها ان تتمني عليه واصر علي ان يكافئها

فماذا طلبت الفتاة

يتبع

اصر راجا ان يكافيء الفتاة او الطفلة علي ححسن تصرفها لكن الفتاة لم تطلب الا (حبة ارز واحدة فقط )

فوجيء راجا بالطلب وقال : وماذا تفعل حبة أرز واحدة ؟اطلبي شيئا آخر . . لكن الفتاة اصرت علي الطلب وان يتضاعف

عدد الحبات في اليوم الثاني وفي اليوم الثالث وهكذا لمدة شهر كامل بشرط الا يخلف الحاكم وعده لها ويلتزم بهذا الاتفاق .

ضحك راجا بملء شدقيه ووافق علي الفور معتبرا أن الفتاة ليست أكثر ممن متواضعة أو مخبولة .

في اليوم التالي ذهبت الفتاة لتحصل علي حبتين وفي اليوم الثالث اربع حبات وفي اليوم الرابع ثماني حبات وهكذا حتي انقضت عشرة ايام فحصلت الفتاة علي 512 حبة ارز وهو العدد المتضاعف في هذا اليوم.

وعندما حل اليوم السابع عشر ارتفع عدد الحبات الي اكثر من 65 الف حبة أرز مما اقتضي تعبئتها في اكياس ضخمة فوق الافيال وما ان مرت ثلاثة اسابيع حتي سار قطيع من الافيال يحمل اكياس الارز لتوزيعها علي الفلاحين

وفي اليوم السابع والعشرين وجد الحراس ان مخزون الارز قل بسبب احمال الارز التي تخرج كل يوم ، لكن راجا لم يكن يستطيع ان يخلف وعده مرة اخري كما انه لم يرغب في أن يظهر امام الناس بان فتاة صغيرة كانت اكثر منه فطنة في حساب عدد حبات الارز المتضاعفة يوميا .ولما حل اليوم الاخير حملت الافيال اكثر من 500 مليون حبة رغم ان ذلك افرغ مخازن الراجا تماما .

لكن راجا تعلم درسا من الفتاة الصغيرة لن ينساه فسارع الي الفلاحين وصارحهم بذلك وتعهد امامهم انه لن يطمع ابدا في محصولهم وانه تخلي عن الجشع .

و……….. ماذا تعلمتم أنتم ؟

فعلا طفلة ذكيـّة
لو كنت مكانها لأكلت كلّ ما جمعت من الأوّل
Bonne continuation

السلام عليكم

يسعدني دوما تواجدك ومرورك دموع

الحمد لله ان هدفها لم يكن اطعام نفسها ولكن هدفها هو اطعام القرية كلها ولسان حالها ( ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط )

بارك الله فيك اختاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.