حكم قول الانسان حيوان ناطق.
للعلامة ابن عثيمين
السؤال: نعم هذه الرسالة وردتنا من الحاج آدم حسن محمد سوداني يقول أرجو من الله لكم التوفيق والسداد ولقد سمعت كثير من الناس يقول لبعض الناس أنت بني آدم حيوان ناطق فهل هذا الكلام صحيح أقول ابن آدم حيوان ناطق وإلا هذا الكلام مجرد فلسفة أرجو الإفادة فيه وشكراً؟
الجواب
الشيخ: نعم نقول هذا الكلام أن الإنسان حيوان ناطق هو من مصطلحات الفلاسفة لأن الحيوان عندهم ما كان فيه حياة وروح ونفس والفصل في هذا الحد للإنسان هو كلمة ناطق فيقولون إن الإنسان حيوان ناطق وهو من بني آدم ولكن هذه الكلمة أصبحت الآن في عرف الناس كلمة سب وشتم ولهذا لا يجوز للإنسان أن يقولها لأخيه لا سيما في مقام المغاضبة والمخاصمة لأنها حينئذ تكون سباً.
بارك الله فيك
جزاكم الله خيرا
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد
جزاك الله خيرا
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)
(الإسراء: 70)
(وهذا التكريم يحمل معاني :
العزة والمنعة ..
والحصانة والحماية والرفعة والتقدير لهذا المخلوق ..
الأمر الذي يعني صيانة حقوقه وكرامته وانسانيته ..
فلا يجوز لأحد من الخلق
أن يعتدي عليه أو أن يسبب له أذى
ماديا كان أو معنويا
ليقطع رحلة الحياة
آمنا مطمئنا عزيزا كريما .
وحكمة تكريم الإنسان هي أن يتمتع بالأمن الذاتي
الذي يمكنه من النهوض بمهام الإستخلاف
في الأرض بكفاية وقدرة ووعي وفاعلية)
و يتضح أن التكريم المذكور حاصل لجنس البشر .
ومن صور التكريم أيضا تفضيل الإنسان بالعقل والمواهب والملكات ..
وتمييزه بحرية الإرادة والإختيار
بما منح من عقل وإرادة
وذلك في الأمور التي جُعل له فيها مجال الإختيار
تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم
على أحسن الهيئات وأكملها
كما قال
"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"
[ التين 4 ]
أي يمشي قائما منتصبا على رجليه
ويأكل بيديه
وغيره من الحيوانات يمشي على أربع
ويأكل بفمه
وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه بذلك كله وينتفع به
ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدنيوية والدينية