يكبرون، كل يكبر في الصف وفي الطريق، لكن ليس على صفةٍ جماعية؛ لأنهذا بدعة لا أصل لها، ولكن كل يكبر، هذا يكبر، وهذا يكبر، وبهذا يتذكر الإنسان،ويستفيد الناس، أما كونه بلسانٍ واحد من جماعة، لا، هذا لا أصل له، وفي التكبيرالجماعي، أو التلبية الجماعية لا، لا يشترط هذا، لكن كل يلبي، أو يكبر من دون تحريأن يبدأ صوت مع صوت أخيه،وينتهي صوته مع صوت أخيه، هذا لا أصل له، ولا نعلمه عنالرسولس -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم وأرضاهم-. هل يأثم منفعل هذا سماحة الشيخ؟ يخشى عليه من الإثم؛ لأنه بدعة، يخشى عليه من الإثم.
يا أخي لو أنك أرفقت كلامك بديل من القرآن والسنة كان أفضل لا فظ فوك
لكن لو جاء كل واحد وقال رأيه في الدين والعبادات لهلكنا وأهلكنا
بارك الله فيك .
يا أخي لو أنك أرفقت كلامك بديل من القرآن والسنة كان أفضل لا فظ فوك
لكن لو جاء كل واحد وقال رأيه في الدين والعبادات لهلكنا وأهلكنا بارك الله فيك . |
بارك الله فيك أخي على تنبيهك
إنما أخذ هذا القول لأبن باز رحمه الله تعالى
وقد نسيت وضع هذا
شكرا
" التكبير الجماعي بصوت واحد من المجموعة بعد الصلاة أو في غير وقت الصلاة – غير مشروع ، بل هو من البدع المحدثة في الدين ، وإنما المشروع الإكثار من ذكر الله جل وعلا بغير صوت جماعي بالتهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن وكثرة الاستغفار ، امتثالا لقوله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) ، وقوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) ، وعملا بما رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم ، وقوله : ( من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ) رواه مسلم والترمذي واللفظ له ، واتباعا لسلف هذه الأمة ، حيث لم ينقل عنهم التكبير الجماعي ، وإنما يفعل ذلك أهل البدع والأهواء ، على أن الذكر عبادة من العبادات ، والأصل فيها التوقيف على ما أمر به الشارع ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الابتداع في الدين ، فقال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) " انتهى.
وانظر جواب السؤال رقم (105644)
والله أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام النووي في المجموع: يستحب رفع الصوت بالتكبير بلا خلاف
وقال ابن قدامة في المغني ج: 2 ص: 114
مسألة قال ثم غدوا إلى المصلى مظهرين للتكبير
وقال صاحب الإنصاف من الحنابلة
الثانية : يجهر بالتكبير في الخروج إلى المصلى في عيد الفطر خاصة وقدمه ابن تميم , وابن حمدان , وعنه يظهره في الأضحى أيضا . جزم به في النظم وقدمه في مجمع البحرين ونصره
قلت الدلالة التي أذكرها هنا هو أن الجهر أمر لا خلاف عليه بالنسبة للرجال
فلو ثبت ذلك وقلنا لواحد: كبر داخل المسجد حيث يوجد آخرون يجهرون بالتكبير فلا يعقل أن يكبر الإنسان وحده إلا إن تعمد المخالفة (نعم تعمد المخالفة ولا حول ولا قوة إلا بالله) أما لو ترك نفسه على سجيته لكبر مع الآخرين تلقائيا, يعرف ذلك كل منصف لا يتشنج لرأيه الخاص أو رأي تبناه بدون بصيرة ولا تفكر
الدليل الثاني
في صحيح البخاري ج: 1 ص: 330
باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة
وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا
وهذا دليل واضح على صحة التكبير الجماعي
ولا أدري لماذا العناد في رفضه والإصرار على إنكار الاستدلال به على التكبير الجماعي
وقل لي بربك كيف يرتج المسجد بدون أن يكون هناك اجتماع للصوت
أما لو كبر كل واحد وحده لصار كالحراج ولا ارتجاج البتة
ويؤيد هذا الفهم ما جاء في سنن البيهقي الكبرى ج: 2 ص: 59 وذكره الحافظ في فتح الباري ج: 2 ص: 267
عن عطاء قال أدركت مئتين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين سمعت لهم رجة بآمين
قال ورواه إسحاق الحنظلي عن علي بن الحسن وقال رفعوا أصواتهم بآمين
فبالله عليك كيف يقول المأمومون آمين خلف الإمام هل كل واحد وحده أم كلهم بصوت واحد ومنه يرتج المسجد
وما أقوله هنا ليس بدعا من القول أو فهما حديثا بل سبقنا إليه علماء أفاضل ذوو فهم ثاقب
فها هو إمام المحدثين وخاتمة الحفاظ ابن حجر العسقلاني يقول في فتح الباري ج: 2 ص: 461
قوله وكان عمر يكبر في قبته بمنى الخ وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال كان عمر يكبر في قبته بمنى ويكبر أهل المسجد ويكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيرا ووصله أبو عبيد من وجه آخر بلفظ التعليق ومن طريقه البيهقي وقوله ترتج بتثقيل الجيم أي تضطرب وتتحرك وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات
وهذا أيضا الشوكاني يكرر نفس المقالة في نيل الأوطار ج: 3 ص: 388
وقوله ترتج بتثقيل الجيم أي تضطرب وتتحرك وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات
قلت وهذا الخبر المروي في البخاري تعليقا بصيغة الجزم قد وصوله أيضا في أخبار مكة الفاكهي ج: 4 ص:258
وحدثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن عبيد بن عمير قال إن عمر بن الخطاب بن رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى فيكبر أهل السوق بتكبيرة حتى ترتج منى تكبيرا
ويقطع الشك في فهم هذا الأثر على أنه تكبير جماعي بلا ريب رواية البيهقي في سننه الكبرى ج: 3 ص: 312
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق قال قال أبو عبيد فحدثني يحيى بن سعيد عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا
فهل بعد ذلك من شك ؟
كيف يكبر يوم عرفة
حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة عن مسكين أبي هريرة قال : سمعت مجاهدا وكبر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد , ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح وإنما أصلها من رجل واحد
الدليل الثالث
روى مالك في الموطأ ج: 1 ص: 404
باب تكبير أيام التشريق
عن يحيى بن سعيد انه بلغه ان عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئا فكبر فكبر الناس بتكبيره ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهار فكبر فكبر الناس بتكبيره ثم خرج الثالثة حين زاغت الشمس فكبر فكبر الناس بتكبيره حتى يتصل التكبير …
فما رأيك بهذا الآن ؟؟
ثم قال مالك الأمر عندنا ان التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات وأول ذلك تكبير الامام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر وآخر ذلك تكبير الامام والناس معه
والناس معه…؟
هذا هو فهم الإمام مالك
الدليل الرابع
صحيح البخاري ج: 1 ص: 329
باب فضل العمل في أيام التشريق وقال بن عباس واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق
وكان بن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما
هذا الأثر رواه معلقا مصححا له الإمام البخاري بصيغة الجزم
وهنا البحث عن معنى كبروا بتكبيرهما
قلت وهو واضح جلي في التكبير الجماعي لمن أنصف وتدبر فلا يكون تكبير الناس بتكبيرهما إلا جماعيا
فلماذا تحريف الكلم عن مواضعه ممن يسعون جاهدين لمنع التكبير الجماعي
وقل ماذا تفهم من قوله في الحديث
وقام ابو بكر عن يمينه فكبر النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم وكبر ابو بكر وكبر الناس بتكبير ابي بكر ؟؟؟
كما في كتاب الآثار ج: 1 ص: 57 وأصله في الصحيح
هل هذا إلا تكبير جماعي وبانتظام منسجم وموحد,؟؟
لكنه سري هنا للمأمومين
وزيادة في البحث لهذا الأثر لنزيل اللبس ونرفع الإشكال
قال الإمام ابن حجر في فتح الباري ج: 2 ص: 458
قوله وكان بن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر الخ لم أره موصولا عنهما وقد ذكره البيهقي أيضا معلقا عنهما وكذا البغوي
ثم نقل ذلك الشوكاني في نيل الأوطار ج: 3 ص: 388 ولم يزد عليه
قلت وقد أكرمني الله بالوقوف على وصل إسناد هذا الأثر الذي علقه البخاري جازما بصحته ففي أخبار مكة ج: 3 ص: 9 للفاكهي
حدثني إبراهيم بن يعقوب عن عفان بن مسلم قال ثنا سلام محمد إبن سليمان أبو المنذر القارىء قال ثنا حميد الأعرج عن مجاهد قال كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران فيكبر الناس معهما لا يأتيان السوق إلا لذلك
قلت وهذا اللفظ (((فيكبر الناس معهما))) لا شك فيه ولا مجال لمتأول أنه تكبير جماعي مبارك
وهو إسناده حسن فلله در البخاري ما أوسع علمه
وسبحان من لا يسهو فابن حجر ممن نقل عن أخبار مكة للفاكهي ووصل منه أثرا آخر للبخاري بل وفي نفس الباب لكن لم تقع عينه على هذا الأثر
والفقير إنما تعرف على منزلة هذا الكتاب الجليل من ابن حجر وكنت شغفا لاستخراج مثل هذا النص من أول يوم وقعت عيني على الكتاب حين طبع منذ عشرة سنوات أو أكثر
فالحمد لله
الدليل الخامس
وفي صحيح البخاري ج: 1 ص: 330
باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة
وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد
تأمل قوله يكبرن خلف أبان وعمر
هل هذا إلا ترديدا جماعيا مع اعتبار خفض الصوت للنساء كما نص على ذلك الفقهاء
قال الإمام الرملي في نهاية المحتاج
قوله: (رفع الصوت ) إظهارا لشعار العيد , واستثنى الرافعي من طلب رفع الصوت المرأة ومحله كما بحثه الشيخ إذا حضرت مع الجماعة ولم يكونوا محارم ومثلها الخنثى
وفي المغني لابن قدامة ج: 2 ص: 127
فصل والمسافرون كالمقيمين فيما ذكرنا وكذلك النساء يكبرن في الجماعة وفي تكبيرهن في الانفراد روايتان كالرجال قال ابن منصور قلت لأحمد قال سفيان [COLOR="Red"]لا يكبر النساء أيام التشريق إلا في جماعة[/COLOR] قال أحسن
وقال البخاري كان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد وينبغي لهن أن يخفضن أصواتهن حتى لا يسمعهن الرجال وعن أحمد رواية أخرى
وكذا في مطالب أولي النهى من كتب الحنابلة قال عند شرح
( ومسافر ومميز وأنثى كمقيم وبالغ ورجل ) في التكبير عقب المكتوبات جماعة , للعمومات , لقول ابن مسعود : " إنما التكبير على من صلى جماعة " وتكبر المرأة إن صلت جماعة مع رجال أو نساء وتخفض صوتها
وقال الشيخ محمد الطوري في البحر الرائق شرح كنز الدقائق في الفقه الحنفي
( قوله وبالاقتداء يجب على المرأة والمسافر ) أي باقتدائهما بمن يجب عليه يجب عليهما بطريق التبعية والمرأة تخافت بالتكبير …
قلت: أما الاجتماع في التكبير فهو واضح بدون أدنى شك
الدليل السادس
روى البخاري ومسلم
عن أم عطية قالت كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحيض فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته
ولفظ مسلم ج: 2 ص: 606
فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس
وفي المستخرج لأبي نعيم على صحيح الإمام مسلم ج: 2 ص: 474
فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس
وكذا في سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 306 والمعجم الأوسط ج: 6 ص: 273 والكبير ج: 25 ص: 57 كلهم بنفس اللفظ
وقد سبق بحث تكبير النساء وهنا تصريح بأنهن يقتدين بتكبير الرجال الجماعي ولا مجال أن يقتدين بالتكبير لو كان كل واحد من الرجال يكبر عاليا وحده بل هن يقتدين بمجموع تكبير الرجال
هيهات هيهات لمعنى غير هذا
آثار أخرى
روى البخاري في التاريخ الكبير ج: 2 ص: 147
عن باب بن عمير قال النبي صلى الله عليه وسلم كبروا بتكبير أمرائكم
قلت وهذا معضل لكن يشهد له فعل الصحابة أعلاه
سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 313
وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه قال إن الأئمة كانوا يكبرون صلاة الظهر يوم النحر يبتدؤون بالتكبير كذلك إلى آخر أيام التشريق
الدليل السابع
تصريح بعض العلماء به ففي حاشية الصاوي قوله:
وأما التكبير جماعة وهم جالسون في المصلى فهذا هو الذي استحسن . قال ابن ناجي افترق الناس بالقيروان فرقتين بمحضر أبي عمرو الفارسي وأبي بكر بن عبد الرحمن , فإذا فرغت إحداهما من التكبير كبرت الأخرى فسئلا عن ذلك ؟ فقالا : إنه لحسن .
وعليه فقهاء المالكية
الدليل الثامن
تصريح عالم قريش الذي ملأ علمه الأرض وقد بشر به النبي صلى الله عليه وسلم مجدد القرن الثاني كما قرر ذلك الإمام أحمد
قال سيدنا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في الأم ج: 1 ص: 241
باب التكبير في العيدين:
قال: يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى وجماعة في كل حال حتى يخرج الإمام لصلاة العيد ثم يقطعون التكبير
ثم قال ويكبر إمامهم خلف الصلوات فيكبرون معا ومتفرقين, ليلا ونهارا وفي كل هذه الأحوال
ثم قال ويكبر الناس في الآفاق والحضر والسفر كذلك ومن يحضر منهم الجماعة ولم يحضرها
قال ويكبر الإمام ومن خلفه خلف الصلوات ثلاث تكبيرات وأكثر وإن ترك ذلك الإمام كبر من خلفه
قال ويكبر أهل الآفاق كما يكبر أهل منى ولا يخالفونهم في ذلك إلا …
قال ولا يدع من خلفه التكبير بتكبيره ولا يدعونه إن ترك التكبير …
قال ويكبر خلف النوافل وخلف الفرائض وعلى كل حال
هذه ادلة من الاسياد الفقهاء الذين حفظ الله بهم هذا الدين
وفقنا الله للتمسك بسنة الاولين وحفظنا من زيغ المبتدعين
يا أخي لو أنك أرفقت كلامك بديل من القرآن والسنة كان أفضل لا فظ فوك
لكن لو جاء كل واحد وقال رأيه في الدين والعبادات لهلكنا وأهلكنا بارك الله فيك . |
بيان وتوضيح حول حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فقد اطلعت على ما نشره فضيلة الأخ الشيخ: أحمد بن محمد جمال – وفقه الله لما فيه رضاه – في بعض الصحف المحلية من استغرابه لمنع التكبير الجماعي في المساجد قبل صلاة العيد لاعتباره بدعة يجب منعها، وقد حاول الشيخ أحمد في مقاله المذكور أن يدلل على أن التكبير الجماعي ليس بدعة وأنه لا يجوز منعه، وأيد رأيه بعض الكتاب؛ ولخشية أن يلتبس الأمر في ذلك على من لا يعرف الحقيقة نحب أن نوضح أن الأصل في التكبير في ليلة العيد، وقبل صلاة العيد في الفطر من رمضان، وفي عشر ذي الحجة، وأيام التشريق، أنه مشروع في هذه الأوقات العظيمة وفيه فضل كثير؛ لقوله تعالى في التكبير في عيد الفطر: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[1]، وقوله تعالى في عشر ذي الحجة وأيام التشريق: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ[2] الآية، وقوله عز وجل: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ[3] الآية.
ومن جملة الذكر المشروع في هذه الأيام المعلومات والمعدودات التكبير المطلق والمقيد، كما دلت على ذلك السنة المطهرة وعمل السلف.
وصفة التكبير المشروع أن كل مسلم يكبر لنفسه منفرداً ويرفع صوته به حتى يسمعه الناس فيقتدوا به ويذكرهم به.
أما التكبير الجماعي المبتدع فهو أن يرفع جماعة – اثنان فأكثر – الصوت بالتكبير جميعاً يبدءونه جميعاً وينهونه جميعاً بصوت واحد وبصفة خاصة، وهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه، فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان، فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))[4] أي مردود غير مشروع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[5]، والتكبير الجماعي محدث فهو بدعة. وعمل الناس إذا خالف الشرع المطهر وجب منعه وإنكاره؛ لأن العبادات توقيفية لا يشرع فيها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة، أما أقوال الناس وآراؤهم فلا حجة فيها إذا خالفت الأدلة الشرعية، وهكذا المصالح المرسلة لا تثبت بها العبادات، وإنما تثبت العبادة بنص من الكتاب أو السنة أو إجماع قطعي.
والمشروع أن يكبر المسلم على الصفة المشروعة الثابتة بالأدلة الشرعية وهي التكبير فرادى. وقد أنكر التكبير الجماعي ومنع منه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية – رحمه الله – وأصدر في ذلك فتوى، وصدر مني في منعه أكثر من فتوى، وصدر في منعه أيضا فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. وألف فضيلة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله رسالة قيمة في إنكاره والمنع منه، وهي مطبوعة ومتداولة وفيها من الأدلة على منع التكبير الجماعي ما يكفي ويشفي – والحمد لله -.
أما ما احتج به الأخ الشيخ أحمد من فعل عمر رضي الله عنه والناس في منى فلا حجة فيه؛ لأن عمله رضي الله عنه وعمل الناس في منى ليس من التكبير الجماعي، وإنما هو من التكبير المشروع؛ لأنه رضي الله عنه يرفع صوته بالتكبير عملاً بالسنة وتذكيرا للناس بها فيكبرون، كل يكبر على حاله، وليس في ذلك اتفاق بينهم وبين عمر رضي الله عنه على أن يرفعوا التكبير بصوت واحد من أوله إلى آخره، كما يفعل أصحاب التكبير الجماعي الآن، وهكذا جميع ما يروى عن السلف الصالح – رحمهم الله – في التكبير كله على الطريقة الشرعية، ومن زعم خلاف ذلك فعليه الدليل، وهكذا النداء لصلاة العيد أو التراويح أو القيام أو الوتر كله بدعة لا أصل له، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة. ولم يقل أحد من أهل العلم فيما نعلم أن هناك نداء بألفاظ أخرى، وعلى من زعم ذلك إقامة الدليل، والأصل عدمه، فلا يجوز أن يشرع أحد عبادة قولية أو فعلية إلا بدليل من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة أو إجماع أهل العلم – كما تقدم – لعموم الأدلة الشرعية الناهية عن البدع والمحذرة منها، ومنها قول الله سبحانه: أمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[6]، ومنها الحديثان السابقان في أول هذه الكلمة، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) خرجه مسلم في صحيحه، والأحاديث والآثار في هذا المعنى كثيرة.
والله المسئول أن يوفقنا وفضيلة الشيخ أحمد وسائر إخواننا للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يجعلنا جميعا من دعاة الهدى وأنصار الحق، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من كل ما يخالف شرعه إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
https://www.binbaz.org.sa/mat/8690
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام النووي في المجموع: يستحب رفع الصوت بالتكبير بلا خلاف وقال ابن قدامة في المغني ج: 2 ص: 114 مسألة قال ثم غدوا إلى المصلى مظهرين للتكبير وقال صاحب الإنصاف من الحنابلة الثانية : يجهر بالتكبير في الخروج إلى المصلى في عيد الفطر خاصة وقدمه ابن تميم , وابن حمدان , وعنه يظهره في الأضحى أيضا . جزم به في النظم وقدمه في مجمع البحرين ونصره قلت الدلالة التي أذكرها هنا هو أن الجهر أمر لا خلاف عليه بالنسبة للرجال الدليل الثاني في صحيح البخاري ج: 1 ص: 330 وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا وهذا دليل واضح على صحة التكبير الجماعي ولا أدري لماذا العناد في رفضه والإصرار على إنكار الاستدلال به على التكبير الجماعي وقل لي بربك كيف يرتج المسجد بدون أن يكون هناك اجتماع للصوت أما لو كبر كل واحد وحده لصار كالحراج ولا ارتجاج البتة ويؤيد هذا الفهم ما جاء في سنن البيهقي الكبرى ج: 2 ص: 59 وذكره الحافظ في فتح الباري ج: 2 ص: 267 عن عطاء قال أدركت مئتين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين سمعت لهم رجة بآمين فبالله عليك كيف يقول المأمومون آمين خلف الإمام هل كل واحد وحده أم كلهم بصوت واحد ومنه يرتج المسجد وما أقوله هنا ليس بدعا من القول أو فهما حديثا بل سبقنا إليه علماء أفاضل ذوو فهم ثاقب فها هو إمام المحدثين وخاتمة الحفاظ ابن حجر العسقلاني يقول في فتح الباري ج: 2 ص: 461 وهذا أيضا الشوكاني يكرر نفس المقالة في نيل الأوطار ج: 3 ص: 388 وقوله ترتج بتثقيل الجيم أي تضطرب وتتحرك وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات قلت وهذا الخبر المروي في البخاري تعليقا بصيغة الجزم قد وصوله أيضا في أخبار مكة الفاكهي ج: 4 ص:258 كيف يكبر يوم عرفة الدليل الثالث روى مالك في الموطأ ج: 1 ص: 404 والناس معه…؟ الدليل الرابع صحيح البخاري ج: 1 ص: 329 باب فضل العمل في أيام التشريق وقال بن عباس واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق وكان بن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وهنا البحث عن معنى كبروا بتكبيرهما قلت وهو واضح جلي في التكبير الجماعي لمن أنصف وتدبر فلا يكون تكبير الناس بتكبيرهما إلا جماعيا فلماذا تحريف الكلم عن مواضعه ممن يسعون جاهدين لمنع التكبير الجماعي وقل ماذا تفهم من قوله في الحديث وقام ابو بكر عن يمينه فكبر النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم وكبر ابو بكر وكبر الناس بتكبير ابي بكر ؟؟؟ كما في كتاب الآثار ج: 1 ص: 57 وأصله في الصحيح هل هذا إلا تكبير جماعي وبانتظام منسجم وموحد,؟؟ لكنه سري هنا للمأمومين وزيادة في البحث لهذا الأثر لنزيل اللبس ونرفع الإشكال قلت وقد أكرمني الله بالوقوف على وصل إسناد هذا الأثر الذي علقه البخاري جازما بصحته ففي أخبار مكة ج: 3 ص: 9 للفاكهي قلت وهذا اللفظ (((فيكبر الناس معهما))) لا شك فيه ولا مجال لمتأول أنه تكبير جماعي مبارك وهو إسناده حسن فلله در البخاري ما أوسع علمه وسبحان من لا يسهو فابن حجر ممن نقل عن أخبار مكة للفاكهي ووصل منه أثرا آخر للبخاري بل وفي نفس الباب لكن لم تقع عينه على هذا الأثر والفقير إنما تعرف على منزلة هذا الكتاب الجليل من ابن حجر وكنت شغفا لاستخراج مثل هذا النص من أول يوم وقعت عيني على الكتاب حين طبع منذ عشرة سنوات أو أكثر فالحمد لله الدليل الخامس وفي صحيح البخاري ج: 1 ص: 330 وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد تأمل قوله يكبرن خلف أبان وعمر هل هذا إلا ترديدا جماعيا مع اعتبار خفض الصوت للنساء كما نص على ذلك الفقهاء قال الإمام الرملي في نهاية المحتاج وفي المغني لابن قدامة ج: 2 ص: 127 وكذا في مطالب أولي النهى من كتب الحنابلة قال عند شرح وقال الشيخ محمد الطوري في البحر الرائق شرح كنز الدقائق في الفقه الحنفي ( قوله وبالاقتداء يجب على المرأة والمسافر ) أي باقتدائهما بمن يجب عليه يجب عليهما بطريق التبعية والمرأة تخافت بالتكبير … قلت: أما الاجتماع في التكبير فهو واضح بدون أدنى شك الدليل السادس روى البخاري ومسلم عن أم عطية قالت كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحيض فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته ولفظ مسلم ج: 2 ص: 606 وفي المستخرج لأبي نعيم على صحيح الإمام مسلم ج: 2 ص: 474 وكذا في سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 306 والمعجم الأوسط ج: 6 ص: 273 والكبير ج: 25 ص: 57 كلهم بنفس اللفظ وقد سبق بحث تكبير النساء وهنا تصريح بأنهن يقتدين بتكبير الرجال الجماعي ولا مجال أن يقتدين بالتكبير لو كان كل واحد من الرجال يكبر عاليا وحده بل هن يقتدين بمجموع تكبير الرجال هيهات هيهات لمعنى غير هذا آثار أخرى روى البخاري في التاريخ الكبير ج: 2 ص: 147 سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 313 الدليل السابع تصريح بعض العلماء به ففي حاشية الصاوي قوله: وأما التكبير جماعة وهم جالسون في المصلى فهذا هو الذي استحسن . قال ابن ناجي افترق الناس بالقيروان فرقتين بمحضر أبي عمرو الفارسي وأبي بكر بن عبد الرحمن , فإذا فرغت إحداهما من التكبير كبرت الأخرى فسئلا عن ذلك ؟ فقالا : إنه لحسن . وعليه فقهاء المالكية الدليل الثامن تصريح عالم قريش الذي ملأ علمه الأرض وقد بشر به النبي صلى الله عليه وسلم مجدد القرن الثاني كما قرر ذلك الإمام أحمد قال سيدنا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في الأم ج: 1 ص: 241 باب التكبير في العيدين: ثم قال ويكبر إمامهم خلف الصلوات فيكبرون معا ومتفرقين, ليلا ونهارا وفي كل هذه الأحوال ثم قال ويكبر الناس في الآفاق والحضر والسفر كذلك ومن يحضر منهم الجماعة ولم يحضرها قال ويكبر الإمام ومن خلفه خلف الصلوات ثلاث تكبيرات وأكثر وإن ترك ذلك الإمام كبر من خلفه قال ويكبر أهل الآفاق كما يكبر أهل منى ولا يخالفونهم في ذلك إلا … قال ولا يدع من خلفه التكبير بتكبيره ولا يدعونه إن ترك التكبير … قال ويكبر خلف النوافل وخلف الفرائض وعلى كل حال هذه ادلة من الاسياد الفقهاء الذين حفظ الله بهم هذا الدين |
التكبير الجماعي إنما يفعله أهل البدع والأهواء، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
هل أصبح الدين كله بدعة أم ماذا؟
بعد تحريمكم للتلاوة الجماعية جاء دور التكبير غلى أن نصل إلى التفرقة النهائية بين المسلمين
لا إله إلا الله
برك الله فيك جزك الله خير
جزاك الله خيرا أخي الفاضل وبارك فيك ونفع بك
تقبل مروري
السـؤال:
ما حكم التكبير الجماعيِّ بصوتٍ واحدٍ يومَ العيد وأيامَ التشريق؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالتكبير الجماعيُّ والاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ لم يُنقل عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا عن الصحابةِ رضي الله عنهم ما يَقضي بمشروعيته، بل كُلُّ ذِكر لا يُشرَعُ الاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ، سواء كان تهليلاً أو تسبيحًا أو تحميدًا أو تلبية أو دعاءً، شُرِع رفع الصوت فيه أم لم يشرع، فكان الذِّكر المنفردُ هو المشروعُ برفع الصوت أو بخفضه، ولا تَعَلُّقَ له بالغير، وقد نقل -في حَجَّة الوداع- أنَّ أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كان منهمُ المكبر ومنهم المهلِّل ومنهم الملبِّي(١)، و«الأَصْلُ فِي العِبَادَاتِ التَّوْقِيفُ وَأَنْ لاَ يُعْبَدَ اللهُ إِلاَّ بِمَا شَرعَ»، والمعلوم في الاجتماعِ على صوتٍ واحدٍ أنه من عبادةِ النصارى في قراءتهم الإنجيل جماعةً في كنائسهم، ولا يُعلم ذلك في شرعنا، أمَّا الآثارُ الثابتةُ عن بعضِ السلف كابن عمرَ وأبي هريرةَ رضي الله عنهما أنهما: «كَانَا يخرجان إلى السُّوقِ في أيَّام التشريق يُكبِّران، ويُكبِّرُ الناسُ بتكبيرهما»(٢)، وما روى ابنُ أبي شَيبةَ بسندٍ صحيحٍ عن الزهريِّ قال: «كَانَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ فِي العِيدِ حِينَ يَخْرُجُونَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ، حَتَّى يَأْتُوا المُصَلَّى، وَحَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ سَكَتُوا، فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرُوا»(٣)، فإنَّ المراد منها أنهم يقتدون به في التكبير وفي صفته، لا أنهم يجتمعون على التكبير بصوتٍ واحدٍ، كصلاة المأمومين مع إمامهم، فإنهم يُكبِّرون بتكبيره. لذلك ينبغي الاقتداءُ بالنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والاستنانُ بسُنَّته وسُنَّةِ الخلفاء الراشدين، وصحابته المرضيِّين السالكين هديَه، والمتَّبعين طريقتَه في الأذكار والأدعية وغيرهما، والشرُّ كُلُّ الشرِّ في مخالفته والابتداع في أمره، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٤)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ»(٥)، وقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 26 ربيع الأول 1445ﻫ
الموافق ﻟ: 03 أفريل 2024م
١- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة: (927)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الحج، باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات في يوم عرفة: (3098). عن محمَّد بن أبي بكر الثقفي قال: «قلت لأنس بن مالك غداة عرفة: ما تقول في التلبية هذا اليوم؟ قال: سرت هذا المسير مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابِه فمِنَّا المكبِّر ومِنَّا المهلِّل، ولا يَعيب أحدُنا على صاحبه».
٢- أخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم في «صحيحه» كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق: (1/ 329)، وصححه الألباني في «الإرواء»: (3/124).
٣- أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»: (1/ 488)، وصححه الألباني في «الإرواء»: (2/121).
٤- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود: (2550)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور: (4492)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
٥- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب في لزوم السنة: (4607)، والترمذي في «سننه» كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: (2676)، وابن ماجه في «سننه» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين: (42)، وأحمد في «مسنده»: (17608)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/582)، وابن حجر في «موافقة الخبر الخبر»: (1/136)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2735)، وشعيب الأرناؤوط في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/126)، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (938).