ثمن السكوت 2024.

فأن يقتل الابن أبيه أو والدته ، وأن يجعل الأب عائلته ثمن لممارساته ، وأن يقتل الأخ أخيه بدم بارد و يقتل الجار جاره لأبسط سبب وغيرها الكثير والكثير من الممارسات الموغلة في الوحشية والتي تكسر كل معاني الإنسانية هي في الحقيقة "ثمن السكوت " .

ومن أخطر الأمور التي تنشأ وتترعرع ويستفحل شرها في المجتمع تحت ستار السكوت المخدرات التي بدورها أخرجت الإنسان من عالم المعقول إلى عالم ألا معقول ونزعت وجردت الإنسان من إنسانيته ودينه وعقله وماله وفصلته وعزلته عن المجتمع الإنساني السليم وحولته من الناحية الاجتماعية إلى معول هدم لمجتمعه ومن الناحية المادية إلى مشروع مدر لمروجي المخدرات .

ومروجي المخدرات الكادحين بعمل ميكافيلي هم أكثر من استفاد وعمل تحت مضلة السكوت الناتج عن ثقافة إيديولوجية جاهلية متوارثة إلى يومنا الحاضر فثقافة ( الفزعة والنصرة للقريب ) المتوارثة نصرت الظالم على المظلوم وحمت المجرم وأصبح من يعثو في إفساد المجتمع لتحقيق مصالح شخصية حتى ولو كانت منافية للدين والأخلاق والأعراف محمي ومتستر علية ومن لا يفعل ذلك فإن العار يلبسه ويصبح مذموم عند المجتمع المحيط به .

إن هدم حيات إنسان وتدمير بيوت وتفكيك أسر وتشريد أطفال أبراياء وتفطر قلوب أمهات وآباء وزوجات وأخوة وأخوات وارتكاب جرائم وحشية خارجة عن مألوف الطبيعة الإنسانية هي لبنات يبني بها مروجي المخدرات بيوتهم وزاداً يشبعون به بطون أبنائهم وتجارة ترتفع بها أرصدتهم بعد أن تلاشت في قلوبهم كل معاني الرحمة و القيم السامية . وكل هذا وذاك في الحقيقة هو ثمن السكوت الذي فرضته على مجتمعنا عادات وتقاليد مقيتة أول من يدفع ثمنها هم الساكتون لأن شر المسكوت عنه لابد أن يطول أبنائهم وأبناءهم وحياتهم ومجتمعهم . بإيديولوجية " الفزعة الجهوية المتوارثة التي يعمل تحت مضلتها مروجي المخدرات والتي دفع ثمنها غالياً العديد من الأسر . يسوقني هذا لتساؤل كم علينا في أن ندفع مزيداً من أبنائنا وحياتنا وأمننا وسلامتنا واستقرارنا وأموالنا ثمناً للسكوت .

وأجد نفسي منساقاً إلى تساؤل أكبر متى سيخرج مثقفي وعقلاء المجتمع من هذا الصمت البراجماتي للتصدي لهذه الثقافة التي دفعنا وما زلنا وسنستمر ندفع ثمنها .