السلام عليكم
كنت أشاهد أحد فيديوهات إبنة أخي (ست سنوات) في بلاد المهجر أثناء زيارتها لأحد أكبر مراكز التجارب الفيزيائية Technorama Winterthur
حيث يعمد القائمون على هذا المركز إلى فتح الأبواب أسبوعيا للأطفال و تقديم التجارب الفيزيائية وحتى منها النووية بطريقة مرحة ليسهل عليهم فهمها
العجب أن بعض التجارب النووية التي طفنا في الجامعات الأخرى من أجل إجرائها بسبب نذر المواد و التجهيز و جدتها في حلة بسيطة يلعب بها الاطفال و أنا أطوف في التيكنوراما في بعالمي العلمي"الإفتراضي" فتحسرت على عين وسارة أيما تحسر
لا شك أن تقريب المواد العلمية بهذا الشكل للطفل سيساعده في مراحل التعليم المتقدمة في البحث و تقديم الجديد
فالخرجات الميدانية لتلاميذ الابتدائية و المتوسط إلى المصانع و المخابر تخرج العقول الصغيرة من العوالم الافتراضية و الاحلام أو ( الكوابيس) العلمية إلى متعتها في الواقع و تجعل الشفرات و الأكواد الرياضية و الفيزيائية ذات بعد واقعي يمكن تجسيدها
فتدفع الطالب إلى طلب المزيد من المفهم و المعلومات تلقائيا من دون تذوق ألم سياط الهيئات النظامية كالمدرسة و الاسرة
ألا ترون أن الكثير من تلامذتنا تتعبهم المواد العلمية و أخص بالذكر هنا الفيزيائية منها لأن تجاربها جزئية و تدرس الظواهر منفصلة عن استعمالاتها في الواقع مما يجعل هذا العلم عبئا على العقول مع أنها أم التكنولوجيات الحديثة
الخطأ الذي أرى أن منظومتنا التربوية و يتشارك معها الأولياء هو حصر العلم في التكنولوجيا وتجهيزاتها الالية من إعلام الي و و وسائل الإتصال وإبقاء العلوم كمعادلات مجردة نادرا ما تبقى في العقول و نادرا ما يوفق الطالب في توظيفها دون تكلفها عناء خلق طرق ابداعية عملية تساهم في تسهيل ممارسة الحقائق العلمية و مشاهدتها عن قرب لفك عقدة العقل و غربته
فهذا الخطأ الجسيم ولد لدينا عوالم علمية افتراضية منفصلة عن الواقع تأخد منه الجهد الفكري "استنزاف فكري"و البدني و الوقت دون إضافة جديد على أرض الواقع فتجعل المتعلم دائما يهرب إليها للخروج من الغربة الفكرية و يفضل فيها القص و اللصق و الطباعة بدل إذابة الأشياء في الأشياء وربط المتغيرات بالثوابث
وما أزمة البحث العلمي في جامعاتنا إلا نتيجة تلك العقليات التي اجتهدت في حصر العلوم بالعوالم الإفتراضية في حين نراها تجسد عند غيرنا و بأنامل الاطفال
أختم بذكر تصرف أحد الزملاء في الجامعة و نحن بصدد تركيب تجهيز ضوئي في إحدى التجارب و بعد عناء طويل أنجزناه لكنه فجأة أخد في نزع الاسلاك و فصل التجهيزات في نرفزة لم نعهده عليها وهو يقول لي " واش رايحة اديري بهذا في هذي البلاد
أقصى شيئ ستدرسين"
لأنه رأى أن هذا العلم غير موجود في الواقع بل نهلناه من الكتب و النت و سيبقى عنده في الكتب و النت كذلك و بهذه الذهنيات أخدت العقول تقاعدها المسبق
لكن لو جعلوا بيننا و بين العلم رابطا حسيا لما ضاقت به العقول و أسنت و لبدى على المتعلم علمه و صاحب التكنولوجيا تكنولوجيته
أختكم مسلمة
من سيوجه الاطفال الى البحث العلمي ، البحث العلمي في الجامعات غير موجود ، المتاقن اقفلت وتجهيزاتها سرقت ، فاقد الشيء لا يعطيه. هل رايت معايير انتقاء الاساتذة ……… دنا غلبـــــــــــــــان .
من سيوجه الاطفال الى البحث العلمي ، البحث العلمي في الجامعات غير موجود ، المتاقن اقفلت وتجهيزاتها سرقت ، فاقد الشيء لا يعطيه. هل رايت معايير انتقاء الاساتذة ……… دنا غلبـــــــــــــــان .
|
فالبحث العلمي موجود في الجامعات و لكنه ضعيف جدا و المتاقن موجودة و تجهيزاتها قليلة ولا دخل لانتقاء الأساتذة في الموضوع
إنما هو تشخيص بسيط لداء قد لا أملك لا أنا و لا أنت دواؤه وإن كانت اليوم أفكارنا وكلماتنا جثثا هامدة فما يضرنا لو تعرقنا و اجتهدنا في سبيلها حتى إذا تغدت من عرقنا انتفضت حية وعاشت بين الأحياء و تحول حلم الأمس إلى حقيقة
بارك الله فيكم و فرج عنكم
عين الصواب ومنطق سليم نسأل الله العافية …..