بسم الله الرحمن الرحيم
(كتبته بعيد الإنتخابات البرلمانية الماضية، والله من وراء القصد)
رسالتي أرسلها إلى من أظن فيهم نقاوة الإسلام والحرص عليه والإخلاص في ذلك
إلى من يرون أن وضعنا يبعث على القلق ومن ثم طلب التغيير
إلى من يرون ان أعظم مصيبة المسلمين اليوم هي في دينهم، بعد ما أصاب دنياهم من تسلط الفاسدين
إلى كل من ينشد التغيير إلى الأحسن إنطلاقا من قول الله تعالى إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
وإلى من سعى إلى نصرة الإسلام في الإنتخابات السابقة وغيرها
وإلى من تأثر كثيرا أو قليلا بضحالة التأييد من طرف إخوانه المسلمين
أقول قال الله تعالى
وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
فربنا يخاطب المومنين ويعدهم بالتمكين أمام أعدائهم الكافرين، (وليست الآية تقصد بعض المسلمين امام غيرهم من المسلمين) فوعد جماعة المسلمين إذا توفرت فيهم صفتان : الإيمان والعمل الصالح
وهذا يلتقي مع قول نبينا : ضرب الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم
فشرط التغيير من الذل إلى العزة برجوع الأمة في مجملها الى دينها
وكذلك قال الله تعالى إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
فالقوم لا بعضهم إذا تغيروا من السيء إلى الحسن كذلك تغير حالهم السياسي والإقتصادي والإجتماعي الخ والعكس صحيح
لنوسع إذن دائرة عملنا ، فيكون معملنا هو هذا المجتمع المسلم (لا جماعة فقط او حزبا) الذي هو في مجمله المقصود بالآيات والأحاديث
ولنسعى إلى تحديد العمل الأكثر فعالية الذي أرشدنا إليه القرآن والسنة !وصدقته التجارب أيضا !
فقد جربنا في الجزائر الإنتخابات مشاركة أومقاطعة منذ ربع قرن، وجرب غيرنا من المسلمين ذلك منذ اكثر من نصف قرن، فلا الإسلام نصر ولا الفساد والطغيان كسر!
بل بالعكس فقدنا كثيرا من المخلصين (كانوا كذلك والله حسيبهم) بعد انحيازهم إلى معسكر الفساد
وكسر عديد من الصادقين
وتذبذ كثير من العاملين بعد تخلف النصر (لعدم توفر شروطه)
وشك المجتمع في غاية كثير من المخلصين مع المنتفعين
الخ
فيا إخواني، لو وضعنا اليد في اليد
قصد إرجاع هذه الامة إلى الدين الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين
وفي سبيل تغيير حال قومنا بتعليق نفوسهم بربهم وبدينه
ومن اجل تهيئة مجتمعنا لأن يكونوا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيكون اهلا للوعد الرباني
حينئذ يفرح المومنون بنصر الله
وما دمنا سائرين على الطريق الصحيح للعزة وللتغيير،
فلا يضرنا حينئذ تأخرها إن تأخرت بعد توفر الشروط، لحكم يعرفه رب السماوات والأرض
ولا يضجرنا طول الطريق، الذي قد تفنى أعمارنا دونه
ولا قلة السالكين له، امام زخم المخالفين له المثبطين عنه
وهذا شاعر جاهلي يقول وبهمة عالية
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه \ وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما \ نحاول ملكاً أو نموت فنـعـذرا
وهو شاعر جاهلي يريد ملكا او عذرا من الناس !
افنرضى أن نكون دونه همة ونحن لا نرجو ملكا ولا عذرا بل غايتنا أرفع أعني الله والدار الآخرة !
فمابال غايتنا اعلى منه وهمتنا أدنى منه !
نسأل الله الإخلاص والتوفيق في القول والعمل
وان يعز دينه ويعلي كلمته
وأن يهيء للأمة امر رشد
وأن يولي على المسلمين خيارهم
بارك الله فيك
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا
وجعلكما هداة مهتدين
مرة أخرى
بعد هذه الأحداث التي جرت بمصر
بارك الله فيك
بآركـ الله فيك
و جزاك خيرا
ﭛﺄﮍﻜ ﺄلـلـﻬ ڣـېﻜ
وفيكم بارك الله
الهم صلي وسلم علي سيدنا محمد
اللهم صلى على محمد وآل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
بورك فيك
◘◘◘◘◘◘
♦♦♦ جزاك الله ألف خيرا ♦♦♦
◘◘◘◘◘◘
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكما بارك الله