حمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبع هداه و بعد:
فهذا تلخيص للدرس العاشر من دروس شرح الدرر البهية لشيحنا الكريم علي الرملي حفظه الله تعالى:
|تعريف الصلاة|
لغة: هي الدعاء قال تعالى {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ } أي ادعُ لهم وقال – صلى الله عليه وسلم – :" إذا دعي أحدكم فليجب إن كان مفطراً فليَطعم وإن كان صائماً فليصلِّ "أي فليدعُ.أخرجه مسلم .
شرعا: هي الأفعال المعلومة التي تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم.
فائدة:الأصل أن تحمل الكلام على المعنى الشرعي في الكتاب والسنة قبل المعنى اللغوي.
|حكم الصلاة|
الصلاة ركن من أركان الإسلام بل هي ثاني ركن بعد الشهادتين، جاء في حديث ابن عمر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :" بني الإسلام على خمس:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان" وفي رواية "وصيام رمضان وحج البيت" متفق عليه.
|دليل فرضية الصلوات الخمس|
حديث طلحة بن عبيد الله قال:جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم – :" خمس صلوات في اليوم والليلة" قال: هل علي غيرها؟ قال:"لا إلا أن تطَّوَّع" وهذا متفق عليه.
|حكم تارك الصلاة|
الصحيح من أقوال أهل العلم أن تارك الصلاة كافر خارج من ملة الإسلام بدليل قول النبي – صلى الله عليه وسلم – :" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" ، و قوله- صلى الله عليه وسلم – :" بين المرء والكفر أو الشرك الصلاة فمن تركها فقد كفر "ونقل إسحاق بن راهويه وغيره إجماع علماء الإسلام على كفر تاركها، وقال عبد الله بن شقيق :ما كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة.
|حد الصلاة الذي يكفر الشخص بتركه|
اختلف أهل العلم فيه، أيكفر بترك صلاةٍ فرض أم فرضين أم ثلاث والصحيح أنه لا يكون كافراً إلا بترك الصلاة بالكلية لسببين:
الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم –قال:" من ترك الصلاة " ولم يقل:من ترك صلاةً، وفرْقٌ بين الأمرين.
الثاني: أن من تشهَّد بالشهادتين وأتى بأصل الصلاة فقد ثبت إسلامه بيقين ومن ثبت إسلامه بيقين لا يجوز أن نرفع عنه الإسلام بشكٍ.
هذا هو الراجح في هذه المسألة والله أعلم.
|وجوب آداء الصلاة في وقتها|
قال سبحانه وتعالى{إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً } أي مفروضة في أوقاتٍ معينة تؤدى فيها من غير تقديمٍ ولا تأخير، وصلّى جبريل بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في أوائل الأوقات وفي أواخرها ثم قال للنبي – صلى الله عليه وسلم – :" هذا وقت الأنبياء من قبلك والوقت فيما بين هذين الوقتين" أخرجه الترمذي. فهذا كله توقيت من رب العالمين فلا يجوز لأحد أن يصلي الصلاة إلا في وقتها الذي حدده ربنا سبحانه وتعالى لها.
|وقت صلاة الظهر|
أخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم – :" وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله" . قال ابن المنذر:أجمع أهل العلم على أن أول وقت الظهر زوال الشمس.
|لماذا بدأ المؤلف بصلاة الظهر قبل غيرها؟|
لأنه جاء في الصحيح أن جبريل عندما نزل وصلى بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وبيَّن له أوقات الصلوات بدأ بصلاة الظهر.
|معنى الزوال|
الزوال ميل الشمس عن كبد السماء أي عن وسطها إلى جهة المغرب.
|لحظة الاستواء|
هي اللحظة التي تظهر الشمس فيها أنها توقفت عن الحركة بعد أن كانت آتية من جهة المشرق.
|ما المقصود بـ فيء الزوال؟|
عندما نأخذ عموداً نوقفه تبدأ الشمس بالحركة ينقص الظل إلى أن تأتي لحظة ويتوقف، هذا الظل المتبقي عند وقوف النقصان يسمى فيء الزوال.
|آخر وقت للظهر و أول وقت العصر|
هو مصير ظل الشيء مثله سوى فيء الزوال أي ظل الشيء = طول ذلك الشيء + فيء الزوال.
|الدليل عليه|
حديث إمامة جبريل بالنبي – صلى الله عليه وسلم – قال الراوي:لما كان فيء الرجل مثله صلى جبريل ووقّت هذا وقتاً لبداية العصر . وجاء في حديث ابن عمرو قال:قال- صلى الله عليه وسلم – :" ووقتُ صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء ما لم تحضر العصر ".
|آخر وقت العصر و الخلاف فيه|
اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: أن آخر وقت العصر هو اصفرار الشمس بعد أن كانت بيضاء نقية. وهو ما ذهب إليه المؤلف.
دليلهم: حديث عبد الله ابن عمرو قال:" ووقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس ".
القول الثاني: أن آخر وقت العصر هو غروب الشمس.
دليلهم: حديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم –قال:" لا تَفُوتُ صلاةٌ حتى يدخل وقت الأخرى" وقال – صلى الله عليه وسلم –أيضاً: "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر" وحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم –قالو:" إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى".
الراجح: هو أن صلاة العصر لها وقتان:وقت اختيار ووقت ضرورة.
وقت الاختيار: هو الذي يبدأ من مصير ظل الشيء مثله إلى أن تصفر الشمس.
وقت الضرورة: من اصفرار الشمس إلى غروبها.
|ماذا نعني بوقت الضرورة ؟|
معناه أنه لا يجوز للشخص أن يؤخر العصر إلى أن تصفر الشمس إلا إذا كانت به ضرورة إلى ذلك ،كأن تكون المرأة مثلاً حائض فتطهر وكأن يكون الشخص مريضاً مرهقاً لا يستطيع أن يصلي يؤخرها إلى آخر الوقت.
|مسألة: مَن أخَّر العصر إلى أن دخل وقت الضرورة هل يأثم؟|
اختلف فيها أهل العلم و الصحيح أنه للكراهة إلا أن يداوم على هذا الفعل. و الدليل حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – أنهقال:" إنما التفريط على من لم يصلِّ صلاة حتى يجيء وقت الأخرى ". وقلنا بأنه إذا داوم على ذلك يدخل في التحريم لحديث أخرجه أحمدقال – صلى الله عليه وسلم – :" ألا أخبركم بصلاة المنافقين؟ يدع العصر حتى إذا كان بين قرني الشيطان أو على قرن الشيطان قام فنقرهن كنقرات الديك لا يذكر الله فيهن إلا قليلا" .
|أول وقت المغرب و آخره|
يبدأ بمغيب الشمس أي باختفاء جميع القرصوهذا محل إجماع والأحاديث تدل على ذلك. أما آخره فبغياب الشفق الأحمر ودليله حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم، قال – صلى الله عليه وسلم – :" ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق".
|المراد بالشفق|
اختُلف فيه، فقيل معناه البياض وقيل معناه الحُمرة، والثاني هو الراجح الصحيح وإن كان المعنى اللغوي يحتمل هذا وهذا لكن الراجح أنه الحمرة لأنه ثبت عن ابن عمر وهو أعلم باللسان وأفقه بالفقه أنه قال:الشفق الحمرة. وجاء أيضاً في الحديث عن عائشة أنهم كانوا يصلون العشاء من الشفق إلى ثلث الليل الأول، قالوا:والبياض لا يذهب إلا بعد انتهاء ثلث الليل الأول فيدل ذلك على أن الشفق هو الحمرة.
|أول وقت العشاء|
هو غياب الشفق الأحمر، جاء في حديث بريدة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – علَّم رجلاً أوقات الصلاة بفعله فأمر بالعشاء حين وقع الشفق.
آخر وقت العشاء:
في المسألة خلاف بين أهل العلم،
القول الأول: قالوا: العشاء ليس له وقت اختيار وضرورة، هو وقت واحد وهو نصف الليل.
دليلهم: حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم قال: " ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل".
القول الثاني: قالوا: له وقت اختيار وضرورة جمعاً بين الأحاديث. و هو الصواب إن شاء الله.
دليلهم: حديث" إنما التفريط على من لم يصلِّ صلاة حتى يجيء وقت الأخرى" عام في جميع الصلوات خرج منه صلاة الفجر بالإجماع. وصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه أخَّر العشاء إلى شطر الليل، أي نصف الليل فيكون صلاها في النصف الثاني من الليل. وجاء في حديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى العشاء عندما ذهب عامة الليل، عامة الليل في اللغة يعني أكثره، و قال:"إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي".
|وقت صلاة الفجر|
أجمع أهل العلم على أن أول وقت صلاة الصبح طلوع الفجر، كذا قال ابن المنذر رحمه الله، وجاء عنه- صلى الله عليه وسلم – أنه قال:"من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح"، وجاء في حديث عبد الله ابن عمرو عند مسلم " ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس" إذاً إذا طلع قرص الشمس عندئذ يكون قد انتهى وقت الفجر.
الفجر فجران: فجرٌ كاذب وفجر صادق.
وفرَّق أهل العلم بين الفجرين بثلاثة فروق:
الأول: الفجر الكاذب ممتدٌ طولاً من الشرق إلى الغرب، يمتد بشكل طولي وليس بشكل عرض يبينما الفجر الصادق يمتد بالعرض من الشمال إلى الجنوب.
الثاني: الفجر الكاذب تتبعه ظلمة، يضيء مدة قصيرة ثم بعد ذلك يظلم، والفجر الصادق يضيء ويزداد نوراً وإضاءة .
الثالث: الفجر الصادق متصلٌ بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظلمة،والفجر الكاذب بينه وبين الأفق ظلمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا أخي الحبيب
إن شاء الله نرى أبواب الفقه الأخرى قريبا …
ولكم خير الجزاء اخي العزيز
ان شاء الله
جزاااااااكم الله خيرا على هذا العلم النافع الذي استفدنا منه جعله الله في موازين حسناتك وثبت الله اجرك وان شاء الله نترقب منك المزيد .