بنو حنيفة قبيلة عربية معدودة ضمن فرع ربيعة من قبائل عدنان الذي يضم أيضاً قبائل عنزة وتغلب وعبد القيس وبكر بن وائل، ويرجع النسابون التقليديون القبيلة إلى حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، فتكون بذلك فرعاً من بني بكر، إلا أنه من الواضح أنه كان لها وجودها المستقل منذ ما قبل الإسلام.
كانت مساكن القبيلة التقليدية هي منطقة اليمامة في نجد، وبالأخص، القسم الأوسط من المنطقة حول وادي العرض الذي تسمى باسمهم في قرون متأخرة، بالإضافة إلى مناطق مجاورة كالخرج ووادي قران (شعيب حريملاء حالياً).
و قد كانت حنيفة متحضرة بشكل شبه كامل وقت ظهور الإسلام، فعمل أبناؤها بزراعة الحبوب والغلال والنخيل، بالإضافة إلى تسيير القوافل التجارية إلى الحيرة وفارس. ويروى أنها اعتزلت هي وقبيلة عبد القيس الحروب التي قامت بين بطون ربيعة الأخرى كحرب البسوس في أواخر العصر الجاهلي.كما تذكر المصادر أحياناً بادية لبني حنيفة، يعتقد بعض المستشرقين أن منهم الصحابي ثمامة بن أثال الذي يروي الأخباريون المسلمون أنه أسر في المدينة وأسلم هناك، قبل أن يقطع الحنطة عن أهل مكة من المشركين.
يروي ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان وغيره أن بني حنيفة أسسوا مدينة حجر اليمامة (الرياض حالياً)، كما أقطعوا بني عمومتهم من بني قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل الأرض التي أقيمت عليها بلدة منفوحة وذلك قبل الإسلام بقرون، كما ذكر وجود عدد من أبناء القبيلة في الخضرمة (الخرج).
العصور الإسلامية الأولى
لعبت حنيفة دوراً هاماً في بداية التاريخ الإسلامي، حيث يروي المؤرخون المسلمون الأوائل كالطبري أن وفداً من بني حنيفة قدم إلى النبي محمد مع بقية وفود القبائل لتعلن إسلامها عام 632 م، إلا أنه سرعان ما أعلن أحد زعماء القبيلة، مسيلمة، نبوّته فالتفّ حوله العديد من قومه واستقلت بنو حنيفة تحت قيادته في اليمامة. وكان مسيلمة يدعي أنه قد أشرك في أمر النبوة مع محمد ويروى أنه كتب إلى محمد قائلاً: "أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك." فلما مات النبي محمد، أرسل خليفته أبو بكر قواتٍ لإخضاع بني حنيفة، إلا أنه واجه مقاومة ضارية حدت به إلى إرسال أفضل قادته، خالد بن الوليد، على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل، ضم جمعاً من أكابر الصحابة، فتمكن خالد من هزيمة جيش مسيلمة في معركة دامية في عقرباء، قرب العيينة (انظر معركة اليمامة)، وقتل مسيلمة وانتهت بذلك ثورة بني حنيفة وصالحت بقية القبيلة خالد بن الوليد وانضمت إلى الدولة الإسلامية الناشئة آنذاك.
انضم العديد منهم إلى الحركات الثورية كـالخوارج، وتمكن أحدهم، ويدعى نجدة بن عامر الحنفي من تأسيس دولة خارجية في اليمامة وضم إليها منطقة البحرين ومدينة القطيف وكاد أن يستولي على الحجاز وذلك في بداية العهد الأموي، وتم ذلك بأنضمام اغلب ربيعة معه ومنهم من سكان اليمامة عنزة، وسمي أتباعه بالنجدات، إلا أن دولتهم تفككت بسبب الاقتتال الداخلي الذي أدى إلى مقتل نجدة نفسه عام 692 م.
عاد بنو حنيفة في اليمامة بعد ذلك إلى حياتهم الحضرية المعتمدة على الزراعة، فعيرهم بذلك الشاعر الأموي الشهير جرير من بني تميم، وهو أيضاً من أهل اليمامة، وهجاهم في قصيدة لاذعة جاء فيها:
رأتْ حنيفة ُ إذْ عدتْ مساعيها أنْ بِئْسَمَا كانَ يَبني المَجدَ بانِيهَا
أبناءُ نخلٍ وحيطانٍ ومزرعةٍ سيوفهمْ خشبٌ فيها مساحيها
قَطْعُ الدِّبَارِ وَأبْرُ النّخْلِ عادَتُهُمْ قدماً فما جاوزتْ هذا مساعيها
و يروي عمر رضا كحالة في "معجم قبائل العرب" أن قسماً من حنيفة هاجر قديماً إلى رصافة بغداد وإلى بعض بلدان الشاممثل حماه ولكن يبدو أن البعض منهم لم يحفظ نسبه.
بارك الله فيك وفي علمك اخي الباحث محمد القحطاني
حياك الله اخ سلمان الهاجري شكرا لك على مرورك الكريم