لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج و الغلام الرضيع.
الحديث ذكر لنا ثلاثة أمثلة تتفق في معنى واحد، وهو كلام الإنسان في أوائل حياته الدنيا وقبل أن يبلغ مبلغا يتكلم فيه فهو أمر خارق للعادة والمألوف، ولكنه لا يتناف مع العقل، ولاسيما عقل المؤمن بالله عز وجل وانه القادر على أن ينطق الحجر، فمن باب أولى أن ينطق الطفل وهو في المهد وهذا الأمر الخارق للعادة يكون معجزة للأنبياء، أي دليلا وبرهانا على صدق دعواهم النبوة، وتأييدا من الله تعالى فيما يدعون إليه الخلق من المكلفين، كما يكون كرامة لغير الأنبياء، لإقامة الحجة على من عصى الله تعالى، وإعانة لمن صدق مع الله عز وجل، وإظهار للحق على الباطل. في كل زمان ومكان
فهي إعجاز . ومن طلاقةالقدرة الإلهية أن يتكلم مولود في المهد
والمهد في اللغة:هو المكان الذي ينام فيه الطفل الرضيع …
والمقصود : أن يُنطِق الله المولود في وقت لم يتكلم الأطفال فيه ، وهو وقت الرضاع.
أولا
(( قا ل إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا))
(( فأتت بة قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا 27* يا أخت هارون ما كان ابوكي امرأ سوء وما كانت أمك بغيا28 * فأشارت إلية قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا *29قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا 30 * وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا31 *وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا 32 *والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا *31ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون* 34ما كان لله أن يتخذ من ولدا سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون35)) صدق الله العظيم
…سورة مريم من الاية27 إلى الاية35
رب العزة عز وجل انطق سيدنا عيسى وهو بالمهد ليبرئ امة العذراء التي اتهمها قومها بأنها ولدته بن خطيئة ولكن الله عز وجل برئها بمعجزة بإنطاق طفل وهو في المهد .
ثانيا:ـ
صاحب جريج
(( أنا ابن راعى الغنم ))
وكان جريج من بني إسرائيل انقطع عن الناس واخذ يتعبد في صومعته فوق جبل خارج القرية. فتأمر نفر من بني إسرائيل علية واتفقوا أن يدبروا له مكيدة..
وأرسلوا له امرأة بغى لتغويه وكانت تتردد علية يوميا وبعد ما فشلت في محاولاتها لاغواءة أسلمت نفسها لراعي غنم يرعى بجوار صومعة العابد . فحملت منة وعندما بانت خطيئتها سألها الناس من والد الجنين…؟
فاتهمت العابد جريج فذهب الناس إلى الجبل الذي توجد بة صومعة العابد جريج واخذوا بالطلب من العابد جريج النزول من الصومعة واتهموه بأنة فعل الفاحشة مع المرأة البغي فدفع عنة التهمة وأنكر.
وتوجه إلى الله عز وجل واخذ يصلى ويدعوا الله أن يثبت براءته .
ونزل العابد جريج للناس وتوكل على الله واسلم له أمرة .
فربطوه من عنقه وربطوا المرأة البغي من عنقها وطافوا بهما القرية وكان الجمع غفيرا جدا فتوقف جريج وقال :ـ
"أيها الناس أن الله عز وجل لن يخذلني وسيثبت براءتي ".
ووقف مقابل المرأة البغي ووخز بطنها بأصبعة ، وسأل الجنين وهو متيقن من عدل الرحمن وقال : من أبوك يا غلام …. ؟
وكان من كرامات العابد أن اعلمه الله أن ما في بطنها ذكر فنطق الغلام بقدرة الله عز وجل وقال:ـ
أبي راعي الغنم ولما سمع الناس الجنين في بطن امة ذهلوا وكأن على رؤوسهم الطير وندموا ندما شديدا وقالوا:ـ
يا جريج ادعوا لنا ربك أن يغفر لنا .
وكانوا إثناء غضبهم على جريج قد هدموا صومعته فلما طلبوا من جريج أن يستغفر لهم الله قالوا : يا جريج إن أردت بنينا ما هدمناه بالذهب والفضة .
فقال لهم:ـ لا أعيدوها كما كانت يرحمكم الله ويغفر لكم .
تسلم اخي على المعلومات القيمة ننتظر منك المزيد
بارك الله فيك وجزاك خيرا