تخطى إلى المحتوى

بعض الذكاء مهلكة! 2024.

يُروى أن كان هناك حصانان يحمﻼن حمولتين، فكان الحصان اﻷمامي يمشي بهمة ونشاط، أما الحصان الخلفي فكان كسوﻻ جدا
بدأ الرجال يكدّسون حمولة الحصان الخلفي (الكسول) على ظهر الحصان اﻷمامي (النشيط)، وبعد أن نقلوا الحمولة كلها، وجد الحصان الخلفي أن اﻷمر جدّ جميل، وأنه قد فاز وربح بتكاسله، وبلغت به النشوة أن قال للحصان اﻷمامي: اكدح واعرق!، ولن يزيدك نشاطك إﻻ تعباَ ونصبا!!
وعندما وصلوا إلى مبتغاهم، قال صاحب الحصانين: ولماذا أُطعم الحصانين، بينما أنقل حمولتي على حصان واحد؟ من اﻷفضل أن أعطي الطعام كله إلى الحصان النشيط، وأذبح الحصان اﻵخر، وسأستفيد من جلده على اﻷقل!،
وهكذا فعلها ظن هذا الحصان الذكي -وبعض الذكاء مهلكة!- أن الحياة تؤخذ بالحيلة، وأن اﻷرباح تُقسّم على الجميع سواسية، المجتهد منهم والكسول..
والمدهش أن هذه القصة تتكرر كثيرا في الحياة، يظن المرء في ظل وضع فاسد أن الحياة يملكها أصحاب الحيل، وأن الدَّهْماء هم الذين يضعون قوانين اللعبة!
كثير من التعساء ﻻ يدركون أن للحياة قوانين ﻻ تحيد، حتى وإن غامت قليﻼ لظروف ما، تماما كما غامت أمام الحصان الكسول فغرّرت به ولعل من حسن طالعنا أن القرآن أخبرنا أن هناك قانونا في الحياة يُدعى قانون العمل: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} ، بوضوح غير قابل للتشويش، الله -جل اسمه- يعطينا خﻼصة قانون هام من قوانين الحياة، وهو العمل، والجد، واﻻجتهاد.. وهو ما سيتم تقييمه في اﻵخرة، فضﻼ عن الدنيا.
قانون السبب والنتيجة، والفعل وردّ الفعل، كلها تؤكد أن اﻷعمال تفرز نتائج معروفة وواضحة، وأن للحياة قواعد تسري على الكبير والصغير هل حزنت مثلي عندما وجدت أن هناك من هم أقل منك وفازوا، وأغبى منك وربحوا، وأصغر منك ونالوا من الحياة قسطا أكبر مما نلته؟!
ﻻ تحزن.. فالله ﻻ يظلم مثقال ذرة، اعمل واكدح وقدّم ما تستحق عليه المكافأة في آخر الطريق، وﻻ تتذمّر، فربما قدّم هذا الشخص أو ذاك ما يستحق أن ينال ما تراه فيه من نعمة، أو ربما يُساق دون أن يدري إلى خاتمته

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hichem127 الجيريا
يُروى أن كان هناك حصانان يحمﻼن حمولتين، فكان الحصان اﻷمامي يمشي بهمة ونشاط، أما الحصان الخلفي فكان كسوﻻ جدا
بدأ الرجال يكدّسون حمولة الحصان الخلفي (الكسول) على ظهر الحصان اﻷمامي (النشيط)، وبعد أن نقلوا الحمولة كلها، وجد الحصان الخلفي أن اﻷمر جدّ جميل، وأنه قد فاز وربح بتكاسله، وبلغت به النشوة أن قال للحصان اﻷمامي: اكدح واعرق!، ولن يزيدك نشاطك إﻻ تعباَ ونصبا!!
وعندما وصلوا إلى مبتغاهم، قال صاحب الحصانين: ولماذا أُطعم الحصانين، بينما أنقل حمولتي على حصان واحد؟ من اﻷفضل أن أعطي الطعام كله إلى الحصان النشيط، وأذبح الحصان اﻵخر، وسأستفيد من جلده على اﻷقل!،
وهكذا فعلها ظن هذا الحصان الذكي -وبعض الذكاء مهلكة!- أن الحياة تؤخذ بالحيلة، وأن اﻷرباح تُقسّم على الجميع سواسية، المجتهد منهم والكسول..
والمدهش أن هذه القصة تتكرر كثيرا في الحياة، يظن المرء في ظل وضع فاسد أن الحياة يملكها أصحاب الحيل، وأن الدَّهْماء هم الذين يضعون قوانين اللعبة!
كثير من التعساء ﻻ يدركون أن للحياة قوانين ﻻ تحيد، حتى وإن غامت قليﻼ لظروف ما، تماما كما غامت أمام الحصان الكسول فغرّرت به ولعل من حسن طالعنا أن القرآن أخبرنا أن هناك قانونا في الحياة يُدعى قانون العمل: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} ، بوضوح غير قابل للتشويش، الله -جل اسمه- يعطينا خﻼصة قانون هام من قوانين الحياة، وهو العمل، والجد، واﻻجتهاد.. وهو ما سيتم تقييمه في اﻵخرة، فضﻼ عن الدنيا.
قانون السبب والنتيجة، والفعل وردّ الفعل، كلها تؤكد أن اﻷعمال تفرز نتائج معروفة وواضحة، وأن للحياة قواعد تسري على الكبير والصغير هل حزنت مثلي عندما وجدت أن هناك من هم أقل منك وفازوا، وأغبى منك وربحوا، وأصغر منك ونالوا من الحياة قسطا أكبر مما نلته؟!
ﻻ تحزن.. فالله ﻻ يظلم مثقال ذرة، اعمل واكدح وقدّم ما تستحق عليه المكافأة في آخر الطريق، وﻻ تتذمّر، فربما قدّم هذا الشخص أو ذاك ما يستحق أن ينال ما تراه فيه من نعمة، أو ربما يُساق دون أن يدري إلى خاتمته
الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.