تخطى إلى المحتوى

الولاء والبراء 2024.

يقول السائل :

كيف يمكنني دعوة الكافر ، وأنا أكرهه في الله ؟ هل أظهر له الكراهية ، أم أداريه ؟ وما الفرق بين المداراة والمداهنة ؟

الجواب : يجب أن تكره الكافر لكفره ، وتحب له الهداية ، إذا كنت تحب له الهداية فادعوه إلى الله، وإذا كنت تكرهه لكفره فلا تداهنه ، ولا تتنازل عن شيء من الدين ، أو من الدعوة إلى الله ؛ من أجل إرضائه .
والمداهنة معناها : التنازل عن شيء من الدين لأجل وإرضاء الناس ، أو لأجل نيل دنيا تعطى إياها ثمنًا لدينك .

وأما المداراة فهي دفع الإكراه ، أو دفع الضرر ، مع التمسك بالدين ، فتدفع الضرر عنك حتى يرخص لك عند الإكراه أن تتخلص – ولو بالكلام الذي من كلام الكفر – لكن تكون عقيدتك في قلبك عقيدة سليمة ، كما حصل لعمار بن ياسر – رضي الله عنه – لما أخذه المشركون وعذبوه ، وأبوا أن يطلقوه إلا أن يسب محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فأجابهم إلى ما قالوا ، وتكلم بما طلبوا منه ، وندم – رضي الله عنه – وجاء إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – فأخبره بما حصل ، فقال له – صلى الله عليه وسلم – : « كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ ؟ » قال : مطمئنًا بالإيمان . قال : « إِنْ عَادُوا فَعُدْ » . وأنزل الله تعالى :﴿ مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ﴾ [سورة النحل]
هذه هي المداراة ، فلا نفعل ما حذرنا الله منه ، فقد قال تعالى : ﴿ لاَ يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾ [سورة آل عمران] . هذه هي المداراة ، لا تتنازل عن شيء من دينك أو عقيدتك في قلبك ، وأما دفع الشر فافعل ، بما لا يكون نقصًا في دينك .

الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان

شكرا للموضوع بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.