إن المرء دائمًا في حاجة إلى من يوجهه ويحذره ويدفعه ويمنعه ويقيمه ويشجعه, إنه بحاجة دائمًا إلى من ينصحه, لا سيما إن كان في طريق ابتداء طلب العلم أو الدعوة إلى الله أو التوبة والاستقامة.
والمرء إذا فقد الناصح فقدْ فَقَدَ أهم عوامل الاستقامة وعدم الانحراف أو الاعوجاج, والمربي هنا يقوم بهذا الدور الهام وهو قائم على أساس الحب السابق الذي قد بناه بينهما, فيبتدئ المعلم بتوجيهه توجيهًا يملؤه الحب والشفقة والرحمة, ويبدأ بتعديل سلوكه تجاه الناس والمخلوقات خطوة بخطوة وشيئًا فشيئًا, حتى يعتاد الطالب أن ينصحه أستاذه ولا ينفر من نصيحته ولا يستكبر, والطريق الأكيد لضمان عدم نفرة الطالب من النصيحة والاستكبار عنها أن تخرج بحب ظاهر, وبعطف بالغ, وبكلام هين لين, وبتقديم الثناء الحسن فيما أحسن, وأن تكون النصيحة لله وحده.
وينبغي أن تستمر هذه النصيحة باستمرار العلاقة التربوية التعليمية, وعلى المربي أن يختار الأوقات المناسبة للتوجيه والطريقة المناسبة للتعديل والتقويم, وإذا استوفت النصيحة شروطها بين المربي والطالب أنتجت أحلى الثمار وبالغ الآثار, حتى إنه ليجد يومًا طالبه ومدعوه ليأتيه فيسأله أن ينصحه ويوجهه بغير ابتداء فعل من المعلم, وإذا حصل ذلك فهو دليل على نجاح عملية النصح بينهما, فلقد صارت النصيحة محبوبة لديه ولها مكان بين جانبيه, فهو يستأخرها إذا غابت عنه ويستوحش بدونها إذا أبطأت عليه.
وينبغي على المعلم أن يطبق جميع المعاني العامة للنصيحة, وقد سبق أن بينا أركان النصيحة, فليست النصيحة مجرد كلام لتوجيه الفعل ولكنها فعل أيضًا لتوجيه الفكر, فهي أمر بالمعروف للمتعلم ونهي عن المنكر, وهي قائمة حتى في غيبته, فهي ستر لعوراته ورد لغيبته ودفع للضرر عنه.
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من امرئ مسلم ينصر مسلمًا في موضع ينتهك فيه عرضه ويستحل حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصره, وما من امرئ خذل مسلمًا في موطن تنتهك فيه حرمته إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته)
وقد يجد المربي من طالبه يومًا رغبة أن ينصحه أو ينبهه إلى خير, وعندئذ يجب على المربي التواضع لنصحه وقبوله وشكره على فعله والدعاء له وتشجيعه على أن يعود إلى ذلك كلما رأى خيرًا يريد أن ينصحه به.
فالنصيحة عملية تبادلية بين الطرفين, إلا أنها تكثر من الطرف كثير العلم والتجربة القائم بالتوجيه والتربية أكثر, ولكن ذلك لا يمنع المبادلة في الخير فإنه ليس على النصح كبير. ……………… منقول
عن أَبِيْ رُقَيَّةَ تَمِيْم بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: )الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: للهِ،ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ،.وعامتهم
رواه مسلم
والنصيحة واجبة بين المسلمين وهي من حق المسلم على أخيه المسلم ولاسيما إذا كانت خاصة بالعلم والتعلم لأن رسالة التعليم تعتبر رسالة مقدسة وأول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي سورة إقرأ.
فالواجب إذن النصح وتقبل النصيحة من الطرف الثاني والتعاون على البر والتقوى.
جزاكم الله خيرا أخي الكريم ونفع بعلمكم
اخي المعلم والاستاذ والمربي بصفة عامة ان المجال الذي تعمل فيه خصب يمكنك ان تستغله لتادية الرسالة النبيلة ..النصح والتوجيه ..دون تقصير..ابواب الخير كثيرة تبحث عن مستثمرين..الربح مضمون..ودون عوائق بيروقراطية.
جزاكم اللهم خيرا ، اللهم اجعلنا من أهل النصيحة و الصلاح