تخطى إلى المحتوى

: المقارنة بين علماء الدنيا و علماء الآخرة 2024.

[size="6"][ تأملت التحاسد بين العلماء ، فرأيت منشأه من حب الدنيا ، فإن علماء الآخرة يتوادون و لا يتحاسبون ، كما قال عز و جل : و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا .
و قال الله تعالى : والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .
و قد كان أبو الدرداء : [ يدعو كل ليلة من إخوانه ] .
و قال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي : [ أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر ] .
و الأمر الفارق بين الفئتين : أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها ، و يحبون كثرة الجمع و الثناء . و علماء الآخرة ، بمعزل من إيثار ذلك ، و قد كانوا يتخوفونه ، و يرحمون من بلي به .
و كان النخعي ، لا يستند إلى سارية . و قال علقمة : أكره أن يوطأ عقبي . و يقال علقمة . و كان بعضهم ، إذا جلس إليه أكثر من أربعة ، قام عنهم . و كانوا يتدافعون الفتوى ، و يحبون الخمول ، مثل القوم كمثل راكب البحر ، و قد خب ، فعنده شغل إلى أن يوقن بالنجاة .
و إنما كان بعضهم يدعوا لبعض ، و يستفيد منه لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا ، فالأيام و الليالي مراحلهم إلى سفر الجنة .
***أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي***[/size

بارك الله فيك

وفيك بارك الله وطبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا

علامات علماء الآخرة وعلماء السوء.

ورد في العلماء السوء تشديدات عظيمة دلت على أنهم أشد الخلق عذاباً يوم القيامة. وعلماء السوء الذين قصدهم من العلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى الجاه والمنزلة عند أهلها قال صلى الله عليه وسلم (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه) وقال صلى الله عليه وسلم (العلم علمان: علم على اللسان فذلك حجة الله تعالى على خلقه وعلم في القلب فذلك العلم النافع)

وقال صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق) وقال صلى الله عليه وسلم (لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولتماروا به السفهاء ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم فمن فعل ذلك فهو في النار) وقال صلى الله عليه وسلم (لأنا من غير الدجال أخوف عليكم من الدجال. قيل: وما ذلك? فقال: من الأئمة المضلين) وقال صلى الله عليه وسلم (من ازداد علماً ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعداً) وقال عيسى عليه السلام: (إلى متى تصفون الطريق للمدلجين وأنتم مقيمون مع المتحيرين)، فهذا يدل على عظيم خطر العلم فإن العالم إما متعرض لهلاك الأبد أو لسعادة الأبد وإنه بالخوض في العلم قد حرم السلامة وإن لم يدرك السعادة. وأما الآثار فقد قال عمر رضي الله عنه: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم

قالوا: وكيف يكون منافقاً عليماً ؟ قال: عليم اللسان جاهل القلب والعمل وقيل لإبراهيم بن عيينة: أي الناس أطول ندماً؟ قال:أما في عاجل الدنيا فصانع المعروف إلى من لا يشكره وأما عند الموت فعالم مفرط. وقال الخليل بن أحمد: الرجال أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك نائم فأيقظوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فأرشدوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه. وقال سفيان الثوري رحمه الله: يهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. وقال ابن المبارك: لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم فإذا ظن أنه قط علم فقد جهل. وقال الفضيل ابن عياض رحمه الله: إني لأرحم ثلاثة: عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر وعالماً تلعب به الدنيا. وقال الحسن: عقوبة العلماء موت القلب، وموت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة وأنشدوا:

عجبت لمبتاع الضلالة بالهـدى ومن يشتري دنياه بالدين أعجب

واعجب من هذين من باع دينه بدنيا سواه فهو من ذين أعجب

وقال صلى الله عليه وسلم (إن العالم ليعذب عذاباً يطيف به أهل النار استعظاماً لشدة عذابه) أراد به العالم الفاجر. وقال أسامة بن زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يؤتى بالعالم يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيطيف به أهل النار فيقولون مالك فيقول كنت آمر بالخير ولا آتيه وأنهى عن الشر وآتيه) وإنما يضاعف عذاب العالم في معصيته لأنه عصى عن علم ولذلك قال الله عز وجل (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)لأنهم جحدوا بعد العلم، وجعل اليهود شراً من النصارى مع أنهم ما جعلوا لله سبحانه ولداً ولا قالوا: إنه ثالث ثلاثة، إلا أنهم أنكروا بعد المعرفة إذ قال الله (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) وقال عيسى عليه السلام: مثل علماء السوء كمثل صخرة وقعت على فم النهر لا هي تشرب الماء ولا هي تترك الماء يخلص إلى الزرع ، ومثل القبور ظاهرها عامر وباطنها عظام الموتى: فهذه الأخبار والآثار تبين أن العالم الذي هو من أبناء الدنيا أخس حالاً وأشد عذاباً من الجاهل. وأن الفائزين المقربين هم علماء الآخرة ولهم علامات:

فمنها أن لا يطلب الدنيا بعلمه فإن أقل درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا وخستها وكدورتها وانصرامها وعظم الآخرة ودوامها وصفاء نعيمها ويعلم أنهما متضادتان وأنهما ككفتي الميزان مهما رجحت إحداهما خفت الأخرى وأنهما كالمشرق والمغرب مهما قربت من أحدهما بعدت عن الآخر. فإن من لا يعرف حقارة الدنيا وكدورتها وامتزاج لذاتها بألمها فهو فاسد العقل.؟ ومن لا يعلم عظم أمر الآخرة ودوامها فهو مسلوب الإيمان فكيف يكون من العلماء من لا إيمان له ومن لا يعلم مضادة الدنيا للآخرة ؟ فهو جاهل بشرائع الأننبياء كلهم فكيف يعد من زمرة العلماء؟ ومن علم هذا كله ثم لم يؤثر الآخرة على الدنيا فهو أسير الشيطان قد أهلكته شهوته وغلبت عليه شقوته فكيف يعد من حزب العلماء من هذه درجته؟

وفي أخبار داود عليه السلام حكاية عن الله تعالى (إن أدنى ما أصنع بالعالم إذا آثر شهوته على محبتي أن أحرمه لذيذ مناجاتي، يا داود لا تسأل عني عالماً قد أسكرته الدنيا فيصدك عن طريق محبتي أولئك قطاع الطريق على عبادي، يا داود إذا رأيت لي طالباً فكن له خادماً؛ يا داود من رد إلي هارباً كتبته جهبذاً ومن كتبته جهبذاً لم أعذبه أبداً) وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فهو لص، وقال عمر رضي الله عنه: إذا رأيتم العالم محباً للدنيا فاتهموه على دينكم فإن كل محب يخوض فيما أحب وكتب رجل إلى أخ له: إنك قد أوتيت علماً فلا تطفئن نور علمك بظلمة الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم في نور عملهم، قال الشاعر:

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لهـا ذئاب؟

وقال اخر:

يا معشر القراء يا ملح البلد ما يصلح الملح إذا الملح فسد؟

وقال سهل رحمه الله: العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به والعمل كله هباء إلا الإخلاص. وقال: الناس كلهم موتى إلا العلماء والعلماء سكارى إلا العاملين والعاملون كلهم مغرورون إلا المخلصين والمخلص على وجل حتى يدري ماذا يختم له به. وقال عيسى عليه السلام: كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على طريق دنياه وكيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به لا ليعمل به؟ وقال وروى أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أوحى الله عز وجل إلى بعض الأنبياء: قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر إياي يخادعون وبي يستهزئون لأفتحن لهم فتنة تذر الحليم حيران)

روي "أن رجلاً كان يخدم موسى عليه السلام فجعل يقول حدثني موسى صفي الله حدثني موسى نجي الله حدثني موسى كليم الله حتى أثرى وكثر ماله ففقده موسى عليه السلام فجعل يسأل عنه ولا يحس له خبراً حتى جاءه رجل ذات يوم وفي يده خنزير وفي عنقه حبل أسود فقال له موسى عليه السلام: أتعرف فلاناً؟ قال: نعم قال هو هذا الخنزير، فقال موسى: يا رب أسألك أن ترده إلى حاله حتى أسأله بم أصابه هذا؟ فأوحى الله عز وجل إليه: لو دعوتني بالذي دعاني به آدم فمن دونه ما أجبتك فيه ولكن أخبرك لم صنعت هذا به؟ لأنه كان يطلب الدنيا بالدين" وأغلظ من هذا ما روى معاذ بن جبل رضي الله عنه موقوفاً ومرفوعاً في رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع). ومن العلماء من يخزن علمه فلا يحب أن يوجد عند غيره فذلك في الدرك الأول من النار. ومن العلماء من يكون في علمه بمنزلة السلطان إن رد عليه شيء من علمه أو تهوون بشيء من حقه غضب فذلك في الدرك الثاني من النار. ومن العلماء من يجعل علمه وغرائب حديثه لأهل الشرف واليسار ولا يرى أهل الحاجة له أهلاً فذلك في الدرك الثالث من النار. ومن العلماء من ينصب نفسه للفتيا فيفتي بالخطأ والله تعالى يبغض المتكلفين بذلك في الدرك الرابع من النار. ومن العلماء من يتكلم بكلام اليهود والنصارى ليغرز به علمه فذلك في الدرك الخامس من النار. ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة ونبلاً وذكراً في الناس فذلك في الدرك السادس من النار. ومن العلماء من يستفزه الزهو والعجب فإن وعظ عنف وإن وعظ أنف فذلك في الدرك السابع من النار

يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً إذ عبت منهم أموراً أنت تأتيها

أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهداً فالموبقات لعمري أنت جانيها

تعيب ديناً وناساً راغبين لها وأنت أكثر منهم رغبة فيها

وقال ابن السماك رحمه الله: كم من مذكر بالله ناس لله! وكم من مخوف بالله جريء على الله: وكم من مقرب إلى الله بعيد من الله! وكم من داع إلى الله فار من الله! وكم من تال كتاب كتاب الله منسلخ عن آيات الله! وقال عمر رضي الله عنه: ثلاث بهن ينهدم الزمان إحداهن زلة العالم. وقال كعب رحمه الله: يكون في آخر الزمان علماء يزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون، ويخوفون الناس ولا يخافون، وينهون عن غشيان الولاة ويأتونهم، ويؤثرون الدنيا على الآخرة يأكلون بألسنتهم، يقربون الأغنياء دون الفقراء، يتغايرون على العلم كما تتغاير النساء على الرجال؛ يغضب أحدهم على جليسه إذا جالس غيره، أولئك الجبارون أعداء الرحمن. وقال صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان ربما يسوفكم بالعلم، فقيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم "يقول اطلب العلم ولا تعمل حتى تعلم فلا يزال للعلم قائلاً وللعمل مسوفاً حتى يموت وما عمل" ولذلك قال صلى الله عليه وسلم "من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم. وفي الأثر: من آتاه الله علماً وزهداً وتواضعاً وحسن خلق فهو إمام المتقين. وفي الخبر "إن من خيار أمتي قوماً يضحكون جهراً من سعة رحمة الله ويبكون سراً من خوف عذابه، أبدانهم في الأرض وقلوبهم في السماء، أرواحهم في الدنيا وعقولهم في الآخرة، يتمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة" ويروى في الإسرائيليات أن حكيماً صنف ثلثمائة وستين مصنفاً في الحكمة حتى وصف بالحكيم فأوحى الله تعالى إلى نبيهم. قل لفلان قد ملأت الأرض نفاقاً ولم تردني من ذلك بشيء وإني لا أقبل من نفاقك شيئاً. فندم الرجل وترك ذلك وخالط العامة في الأسواق وواكل بني إسرائيل وتواضع في نفسه فأوحى الله تعالى إلى نبيهم: قل له الآن وفقت لرضاي

وروى أنه قيل "يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال اجتناب المحارم ولا يزال فوك رطباً من ذكر الله تعالى، قيل: فأي الأصحاب خير؟ قال صلى الله عليه وسلم صاحب إن ذكرت الله أعانك وإن نسيته ذكرك، قيل: فأي الأصحاب شر؟ قال صلى الله عليه وسلم: صاحب إن نسيت لم يذكرك وإن ذكرت لم يعنك، قيل: فأي الناس أعلم؟ قال: أشدهم لله خشية، قيل: فأخبرنا بخيارنا نجالسهم، قال صلى الله عليه وسلم: الذين إذا رؤوا ذكر الله، قيل: فأي الناس شر؟ قال: اللهم غفراً، قالوا: أخبرنا يا رسول الله قال: العلماء إذا فسدوا وفي لفظ أولئك شرار هذه الأمة.

وقيل خمس من الأخلاق هي من علامات علماء الآخرة مفهومة من خمس آيات من كتاب الله عز وجل: الخشية والخشوع والتواضع وحسن الخلق وإيثار الآخرة على الدنيا وهو الزهد، فأما الخشية "إنما يخشى الله من عباده العلماء" وأما الخشوع "خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً" وأما التواضع "واخفض جناحك للمؤمنين" وأما حسن الخلق "فبما رحمة من الله لنت لهم" وأما الزهد "وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً" ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" فقيل له ما هذا الشرح؟ فقال "إن النور إذا قذف في القلب انشرح له الصدر وانفسح" قيل: فهل لذلك من علامة؟

قال: نعم التجافي عن دارالغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله ، فذكر سببه الزهد في الدنياوالإقبال على خدمة المولى وحسن التوفيق

قال سهل التستري رضي الله عنه: إن من أعظم المعاصي الجهل بالجهل والنظر إلى العامة واستماع كلام أهل الغفلة. وكل عالم خاض في الدنيا فلا ينبغي أن يصغى إلى قوله بل ينبغي أن يتهم في كل ما يقول لأن كل إنسان يخوض فيما أحب ويدفع ما لا يوافق محبوبه، ولذلك قال الله عز وجل "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً" والعوام العصاة أسعد حالاً من الجهال بطريق الدين المعتقدين أنهم من العلماء؛ لأن العامي العاصي معترف بتقصيره فيستغفر ويتوب وهذا الجاهل الظان أنه عالم وأن ما هو مشتغل به من العلوم التي هي وسائله إلى الدنيا عن سلوك طريق الدين فلا يتوب ولا يستغفر؛ بل لا يزال مستمراً عليه إلى الموت. وإذ غلب هذا على أكثر الناس إلا من عصمه الله تعالى وانقطع الطمع من إصلاحهم فالأسلم لذي الدين المحتاط العزلة والانفراد عنهم نعوذ بالله من خدع الشيطان، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن لا تغره الحياة الدنيا ولا يغره بالله الغرور.اللهم اغفر لأُمة محمد صلى الله عليه وسلم ،اللهم ارحم أُمة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم أصلح أُمة محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن له حق عليَ اللهم اسقنا الغيث ولاتجعلنا من القانطين.

يبدو أني سأغيب طويلا أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.