تخطى إلى المحتوى

المصريون بين العرب والفراعنة والأصل التاريخي 2024.

المصريون بين العرب والفراعنة والأصل التاريخي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لقد أثار حديث الكاتب المصري المعروف / أنيس منصور، عن أصول أهالي المنصورة، وأنهم ينتمون لأصول قبطية وفرنسية، جدلا كبيرا، عن جذور سكان هذه المدينة الجميلة، وتكهنات عديدة عن سر جمال بناتها، وامتد الجدل ليشمل من هم المصريون الحاليون وما هي جذورهم ؟.

واستطاع / أنيس منصور كعادته أن يثير الجدل بفتاويه التي دائما ما تكون بعيدة انطباعية، ولكنه يصوغها بمهارة تثير الكثيرين، وتقنع كثيرين، رغم افتقاد أفكاره دوما الأسانيد العلمية أو المنطق، بل ترويجها للخرافة أحيانا .

بادئ ذي بدء، فإننا يجب أن نتفق أنه لا يوجد على وجه الأرض شعب نقي، وأن قضية الأصول هي قضية رجعية، لا علاقة لها بالواقع، بل إن تنوع الأصول أمر إيجابي، لأن هذا يجعل الشعب يأخذ مميزات هذه الأصول المتعددة مثلما نجد في الولايات المتحدة الأمريكية، وهوية أى أمة هى بالأساس هويتها الحالية، وليست لأي أصل تنتمي .

ولكننا في مصر حيث يوجد أعرق بلدان العالم ومركز العالمين العربي والإسلامي، أدت عراقة أصولنا وتنوعها إلى حيرة وارتباك يجعلنا لا نعرف من نحن، فالبعض يرى أننا مصريون فقط، أى أن سلالة الفراعنة القدماء الذين بنوا الأهرام، وآخرون يرون أننا عرب، والبعض يرفض كوننا عربا لأن العرب غزاة جاءوا من الخارج ومثلهم مثل الرومان والعثمانيين والفرنسيين والإنجليز، ويتهكم البعض بالقول إن مصر أطول مستعمرة في التاريخ .

الحقيقة التاريخية أنه لا يكاد يوجد بلد لم يتعرض للغزو، وأن كل الأمم في التاريخ تشكلت بالأساس من خلال قيام شعب ما بغزو بلد آخر واحتلاله ثم التزواج مع الشعب الأصلي أو استعباده ونادرا ما تم استئصاله " باستثناء حالة الهنود الحمر "، لينتج هذا التفاعل شعبا ثالثا يكون خليطا من الشعب الأصلي والشعب الغازي، فيأخذ من هذا وذاك وغالبا ما يأخذ اللغة والثقافة والعادات والتقاليد والأسماء والتاريخ من الشعب الغازي، ويأخذ الطباع والعادات الاقتصادية خاصة المرتبطة بالزراعة والمهن الأساسية المرتبطة بالطبيعة الجغرافية للإقليم من الشعب الأصلي، مثل الصيد والتجارة وغيرها، وكذلك العادات المرتبطة بالمنزل وبالنساء، فمثلا يلاحظ في اللهجة المصرية العامية، أن هناك كثيرا من الألفاظ الفرعونية موجود في اللغة التي تربط الأم بطفلها فكلمة أمبو، وهى كلمة تستخدم لدى الرضع للدلالة على الماء يقال : إنها كلمة فرعونية الأصل بمعنى ماء .

وهكذا عندما هاجر العرب إلى الأقطار العربية المختلفة عربوها، ونقلوا إليها لغتهم ودينهم وثقافتهم وغيرتهم الشديدة على نسائهم وقبليتهم، وتفضيلهم البنين على البنات وحبهم للثأر، ولكن ظل كل قطر عربي محتفظا بخصوصيته البيئية فظل أهل الشام من أعظم تجار العالم وظل مطبخهم مليئا بالفستق واللوز، وظل أهل مصر من أعظم فلاحي العالم وظلوا يعشقون الفول، وظل أهل المغرب أهل جبال وبأس وظلوا يعشقون الكسكسى، وظل أهل العراق على طباعهم الحادة، وحبهم لبلادهم وتطرفهم من التدين الشديد إلى المجون الشديد وعشقهم لعرق البلح .

إذن في كل بلدان العالم نشأت الأمم نتيجة تزاوج شعبين أو أكثر، شعب غاز، وشعب أصلي والمصريون والعرب المحدثون ليسوا استثناء من ذلك، ورغم أن معظم الأمم تعرضت لغزوات كثيرة، إلا أن هناك فارقا بين الغزوات التي تشكل هوية شعب وتغيره وبين الغزوات العابرة .

في الحالة الأولي يكون الشعب الغازي جزءا أصيلا، إن لم يكن أساسيا من تكوين الأمة، ويترتب على ذلك أن هذه الأمة لا تعتبر هذه الغزوة احتلالا بل تعتبرها هجرة أو فتحا وبداية تاريخ نشوء هويتها الحديثة، وهكذا ينظر الأتراك لتاريخ دخول السلاجقة والعثمانيين لآسيا الصغرى، وينظر الإنجليز لهجرة الأنجلو ساكسون إلى بريطانيا، والبلغار لتاريج هجرة الهون أسلافهم لأوروبا الشرقية والهنود لهجرة الآريين لشمال ووسط الهند، وهناك غزوات أخرى عابرة لا تترك أثرا كبيرا على أهل البلاد ولا تغير هويتهم ولا تعريفهم لذاتهم، رغم أنه يمكن أن تترك آثارا ثقافية وسياسية مهمة، ومن هذه الغزوات غزوات الدانماريكيين والاحتلال النورماندي لانجلترا، والحكم البيزنطي والحكم العثماني لمصر وأغلب بلدان الشرق والاحتلال الفرنسي لدول المغرب العربي .

والطريف أن الأمم المتجاورة تنظر بتباين شديد لهذه الغزوات، فبينما ينظر الأتراك لغزو السلاجقة والعثمانيين لآسيا الصغرى بفخار شديد باعتبارها الهجرة التي جاءت بهم من آسيا الوسطى إلى تركيا الحالية، فإن اليونانيين ينظرون لها بكراهية شديدة باعتبارها الغزوة التي قضت على الإمبراطورية البيزنطية العريقة وأخرجت اليونانيين والمسيحية من آسيا الصغرى والقسطنطينية .

ومن الناحية السلالية يصعب بشدة تحديد انتماء الأمة المتكونة، وهل هى تنتمي لسلالة الشعب الغازي أم الشعب الأصلي، خاصة إذ كان هناك تشابه بين سلالة الغزاة، وأهل البلاد الأصليين، مثلما هو الحال في أغلب البلدان العربية باستثناء السودان، الذي يشكل حالة لامتزاج بين شعبين من سلالتين مختلفتين، ويقدم السودان نموذجا يثبت كثافة الهجرة العربية وتأثيرها، فمع أن الهجرة العربية للسودان ليست من أكبر الهجرات العربية، بل إنها تعد من أحدثها، إلا أنها ذات تأثير قوى على دماء عرب السودان التي تختلف عن دماء جيرانهم من القبائل المجاورة .

ومع أنه في غالب الغزوات، فإن الأمة المتشكلة تكون خليطا بين الشعب الفاتح وأصحاب البلاد، إلا أنه تتباين مقادير الغلبة، هل هى للشعب الغازي أم للشعب الأصلي، ويمكن تفهم صعوبة الأمر من خلال تخيل دينامكية الاختلاط بين الشعبين، فالذي يحدث عندما يقوم شعب قوى محارب " بدوي فى الغالب "، مثل العرب والأتراك بغزو بلد أكثر حضارة وثراء منهم مثل مصر وآسيا الصغرى " تركيا حاليا "، فإن ما يحدث أن نسبة الذكور في الغزاة تكون مرتفعة عن النساء، كما يكون لدى الشعب الغازي الرغبة في التزاوج من نساء الشعب الأصلي كجزء من الرغبة في الاستمتاع بموارد البلد المفتوح بعد عناء الفتح، وبالتالي تحدث عملية تزاوج واسعة بين الذكور الغزاة وبين نساء البلاد الأصليين، ولا يحدث العكس لأن الغزاة يرفضون في الغالب تزويج نسائهم لأهل البلاد، لأنهم ينظرون لأنفسهم باعتبارهم السادة، كما أن البدو بطبيعتهم ينفرون من تزويج نسائهم للأغراب، فالعرب البدو لهم مقولة شهيرة في هذا الصدد : " يأخذها تمساح ولا يأخذها فلاح "، ونتيجة هذا التزاوج ينتج جيل أول يحسب قوميا على أنه جزء من شعب الغزاة، ويكون جزءا من تشكيلتهم الاجتماعية، ولكنه في الوقت ذاته يشكل جسرا مع الشعب الأصلي، لأن أمهاتهم من الشعب الأصلي، كما أنه عاش على الأرض الجديدة ولم ير أرض أبائه القاحلة، ويحافظ هذا الجيل على أغلب خصائص الغزاة، ومنها عدم تزويج النساء من ذكور سكان الأصليين وإمكانية تزواج الذكور من النساء الأصليين، وهذا الجيل من الناحية السلالية هو خليط بين الشعبين، وكذلك ناحية العادات والتقاليد والارتباط بالأرض ولكن من ناحية النسب هو امتداد للشعب الغازي، لأنه في أغلب هذه الشعوب، فإن النسب للأب، وليس للأم، وتستمر هذه العملية أجيالا، فتؤدي إلى تقليل الفوارق بين الشعبين، فيزداد الغزاة شبها بالسكان الأصليين ويزداد السكان الأصليون شبها بالغزاة، بالإضافة إلى الدينامكيات الناجمة عن الاحتكاك والتعايش اليومي، واعتناق دين واحد إلى أن يختفي الفارق بين الشعبين، وقد يظل أحيانا هناك فارق يرتبط بالأصول الاجتماعية، إذ يحتفظ الفاتحون أحيانا بمكانة اجتماعية أرقى حتى لو اختفى إحساس المجتمع بوجود شعبين، ويظهر ذلك في صعيد مصر حاليا، حيث تنظر العائلات التي تنتمى أصولها للقبائل العربية الكبيرة والقوية مثل الأشراف وهوارة أنهم أعلى اجتماعيا من باقي المجتمع لا سيما العائلات التي ينظر لها أنها أقل اجتماعيا .

وفي الحالة العربية، كانت عملية امتزاج تتميز بديناميكيات لصالح الفاتحين العرب، وأهمها طبيعة المجتمع العربي الذي يرفض زواج نسائه من غير العرب بل أحيانا من غير القبيلة للحفاظ على نسل القبيلة من الفناء، وكذلك تعدد الزوجات وسماح الإسلام باقتناء الجواري مع الوضع الاقتصادي الجيد المترتب على فتح الأمصار، مما أدى إلى زيادة انفجارية لعدد المهاجرين العرب، ويكفي أن نضرب مثلا بقبيلة عربية واحدة هي بني سليم، التي كانت مجرد فرع من قبيلة هوازن العربية عند بداية الفتح العربي في القرن السابع الميلادي، أى أن عددها لم يكن يزيد بأى حال من الأحوال على بضعة آلاف، واستمر هذا الفرع في التكاثر حتى أصبح قبيلة مستقلة فى القرن الحادي عشر الميلادي، شاركت هذه القبيلة مع بني هلال في الغزوة الهلالية الشهيرة من صعيد مصر إلى المغرب العربي، وقدر أعداد المشاركين في هذه الغزوة الهلالية بثلاثمائة ألف، شكل المنتمون لبني سليم جزءا كبيرا منهم، أما في الوقت الحالي، فإن عدد سكان العالم العربي الذين تعود أصولهم لبني سليم يعد بالملايين منتشرين في أرجاء العالم العربي، إذ أن جزءا كبيرا من سكان صعيد مصر، خاصة سوهاج وقنا ينتمون إليها " مثل هوارة " وكذلك جزء كبير من سكان غرب الدلتا ومطروح وشمال غرب الصعيد " قبائل أولاد علي وغيرها "، كما أن جزءا كبيرا جدا من سكان ليبيا وتونس والجزائر والمغرب تنتهي أصوله إلى بني سليم .

أى أن هذه القبلية تضاعفت أعدادها من بضعة آلاف، عقب نشأة دولة الإسلام، إلى بضعة ملايين في الوقت الحالي، أى نحو ألف مرة في 1400 عام، وفي خلال نفس الفترة فإن دولة مثل مصر تزايد عدد سكانها من سبعة ملايين إلى 70 مليونا أى عشر مرات، وينطبق هذا الأمر على العديد من القبائل العربية مثل بني هلال، التي يعود جزء كبير من أصول أهل المغرب العربي إليها، وجهينة التي يوجد باسمها مركز كامل في صعيد مصر، كما أن جزءا كبيرا من أصول عرب البقارة ينتمون إليها، ويقدر عددهم بنحو عشرة ملايين ينتشرون في مناطق السفانا الإفريقية في السودان وتشاد والنيجر والكاميرون ونيجيريا في أجرأ توغل للإنسان العربي في الجنوب .

عملية التزاوج بين الشعب الفاتح والشعب الأصلي حدثت في أغلب الأمم بدرجات مختلفة، ولكن الفارق يتعلق دائما بأيهما أكثر تأثيرا في هوية الأمة الجديدة، الغزاة أم الشعب الأصلي، وتتدخل في ذلك عوامل عديدة، مثل النسبة بين عدد الغزاة والسكان الأصليين والطبيعة الجغرافية هل هي سهلية أم جبلية، فسكان المناطق الجبلية دائما أكثر قدرة على الحفاظ على استقلاليتهم السياسية، والاجتماعية والثقافية من أهل السهول، وليست مجرد مصادفة أن أغلب الأقليات الدينية والمذهبية والإثنية في العالم العربي تسكن في الجبال مثل الأمازيج والطوارق، والدروز والعلويين والموارنة والأكراد، كما تلعب الطبيعة الاجتماعية للسكان الأصليين دورا مهما في تسارع أو بطء عملية التمازج، فالمجتمعات القبلية أكثر قدرة على الصمود فى محاولات الإخضاع والتذويب عكس المجتمعات الزراعية أو الحضرية غير القبلية، ولهذا صمد الأمازيج والأكراد والفرس أمام عملية التعريب أكثر من أهل الشام ومصر والعراق، بل قد تختلف طبيعة الامتزاج ودرجته من إقليم لآخر في القطر الواحد، فمما لا شك فيه أن درجة التعريب وطبيعته تختلف من الدلتا المصرية، التي حافظت على النسيج الاجتماعي المصري التقليدي، وطباع الفلاح العتيقة، وبين صعيد مصر، خاصة جنوبه الذي تأثر بشكل واضح بالعادات العربية البدوية، واستنسخ النسيج الاجتماعي القبلي العربي على أرض مصر حتى تبدو محافظة " قنا " بعصبيتها القبلية بين الهوارة والأشراف والعرب جزءا من الجزيرة العربية قبل الإسلام .

وفي فرنسا التي تعرضت لغزوات عدة تشير الدراسات الاجتماعية الفرنسية إلى أن الأقاليم الفرنسية تفاوتت في تأثرها بالغزاة الكثيرين الذين مروا على فرنسا، فبينما يعد جنوب فرنسا الإقليم الأكثر تأثرا بالرومان في تركبيته الاجتماعية وعاداته بل ونظمه القانونية، يبدو شمال شرق فرنسا الأكثر تأثرا بالغزاة الفرنجة الجرمان، في حين أن شمال غرب فرنسا هو الأكثر محافظة على سمات " السلت " سكان فرنسا الأصليين، إلا أنه في نهاية الأمر، فإن فرنسا الحالية هي محصلة للغزوات الثلاث وهي ابنة للشعوب الثلاث السلت، والرومان، والفرنجة مع إعطاء اعتبار أكثر للرومان نظرا، لأنهم الأكثر تأثيرا على حضارة فرنسا في المجال اللغوي، والثقافي والقانوني .

ولا تختلف مصر ولا البلدان العربية عن باقي بلدان العالم في كونها نتاج تزاوج حضارتين وشعبين وسلالتين، هما في الحالة المصرية، المصريون أو الأقباط سلالة الفراعنة، والعرب البدو المسلمون، وهو التزاوج الذى أنتج مصر الحديثة مع وجود تأثيرات ثانوية لغزاة وأمم أخرى مثل الأتراك العثمانيين والمماليك، وقد يكون مما يثير البلبلة للمصريين إن الفرعين اللذين ينتميان لهما عريقان، ولهما حيثيات قوية في التاريخ، فهما أشبه بقطبين تاريخيين قويين يتجاذبان المصريين كل لناحيته، ولكن على المصريين أن يتعلموا أنهم ينتمون لكلا القطبيين، وليس لواحد منهما فقط، فمثلما ينتمي الإنسان لأمه وأبيه، فإن مصر تنتمي للفراعنة والعرب . انتهى .

المصريون كلهم أقباط :-

من الأخطاء الشائعة لدينا نحن العرب : مسلمين، ومسيحيين؛ قولنا : ( أقباط مصر ) للدلالة على المسيحيين من أهلها فقط؛ مع أن كلمة ( قبط ) وهي كلمة يونانية الأصل تعني سكان مصر؛ فهي كلمة تدل على شعب لا على دين .

ومن الطريف أنا نخطئ في ذلك ولا تخطئ شعوب أخرى؛ فالإنجليز على سبيل المثال : يطلقون على مصر egypt أي بلد القبط، وهو لفظ قريب من كلمة ( قبط ) – فالقلب بين القاف والجيم ظاهرة لغوية معروفة في معظم اللغات – ويطلقون على أهلها egyptian وأحيانًا copt أي : الأقباط، أو المصريين، بصرف النظر عن دياناتهم .

وتتأتى خطورة قصر إطلاق هذه الكلمة على مسيحي مصر من أنه يوحي بأن غيرهم من أهلها ليسوا أقباطًا، أي : ليسوا مصريين على الحقيقة؛ فهم – كما يلمح بعض دعاة الفتنة أحيانًا، ويعلن أخرى – : غزاة محتلون تتحين الفرص لطردهم وإخراجهم من مصر .

وهو فهم باطل لا يقره تاريخ صحيح، ولا يرضاه فكر سليم، وذلك أن الفاتحين العرب عاد معظمهم إلى شبه الجزيرة العربية لاستكمال الفتوحات؛ وإلا فمن ذا الذي أكمل بقية فتوحات الإسلام ؟!

أضف إلى ذلك أنه مما لا خلاف فيه أن المصريين كانوا ولا يزالون عبر تاريخهم منذ الفتح الإسلامي وحتى الآن أكبر في مجموعهم من مجموع كل الهجرات العربية إليهم من شبه الجزيرة العربية .

على أني لا أقصد من ذلك أبدًا أن أضعف من شأن رابطة الدم بين المصريين والعرب؛ فهذا أمر مخالف للحقيقة والتاريخ؛ فتاريخ الهجرات بين مصر وشبه الجزيرة العربية يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، وليس أدل على ذلك مما أثبتته الدراسات اللغوية المقارنة بين اللغتين العربية والقبطية من تشابه كبير – أذهل الباحثين- يقطع بعمق العلاقة بين الطرفين؛ أضف إلى ذلك أن العرب من أحفاد / إسماعيل عليه السلام تجري في عروقهم دماء أمهم المصرية / هاجر رضي الله عنها .

لكن الأمور لا بد وأن توضع في نصابها الصحيح؛ ردًا على أوهام المتوهمين، وتصحيحًا لأخطاء المتحدثين، والتي يوشك أن ينظر إليها يومًا على أنها شهادات حق، واعترافات صدق؛ فينبني عليها حقوق مزعومة، وأباطيل ممجوجة . نسأل الله السلامة، والوعي قبل الندامة . الدكتور / جمال الحسيني أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة طيبة . هذا والله سبحانه وتعالى أعلا وأعلم وأجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المصدر : موقع رابطة الادباء والمؤرخين العرب
https://dewan-alarab.com/vb/index.php

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.