تخطى إلى المحتوى

المسرحية 2024.

3 آلاف منصب شاغر.. والمستخلفون لإنقاذ بن غبريط

إينباف: مسؤولية المناصب الشاغرة تتحمّلها وزارة التربية
فشل سياسات مديريات التربية يجبر الوزارة على الاستخلاف
أحصت مديريات التربية الموزعة عبر التراب الوطني، العديد من المناصب الشاغرة على مستوى الأطوار التعليمية الثلاثة، لا سيما الطور الثانوي، وخاصة في مادتي الإنجليزية والفرنسية، وكذا مادة الرياضيات، علما أن العدد التقريبي للمناصب الشاغرة يصل إلى 3 آلاف منصب.تشير الإحصائيات المقدمة من قبل مديريات التربية إلى أن الولايات الداخلية عرفت شغورا في المناصب يصل في بعض الولايات إلى 800 منصب، خاصة في المناطق الريفية التي تغيب بها وسائل النقل، فيما تسببت الاستقالات الكثيرة لدى الموظفين الجدد في القطاع في حرمان المئات من التلاميذ من الدراسة طيلة الثلاثي الأول من السنة الدراسية.
تلاميذ من دون أساتذة طيلة الثلاثي الأول في باتنة
يعاني العديد من التلاميذ بمختلف المدارس التي تقع في المناطق الريفية على مستوى مختلف الولاية من غياب تام لأساتذة ومعلمي المواد الأساسية، حيث يلجأ المدير إلى تعيين معلمين من شبكة عقود ما قبل التشغيل لاستخلاف المعلم، فضلا عن الكثير من المؤسسات التربوية خاصة النائية التي لاتزال لحد الساعة تعاني من العجز الحاصل طيلة الثلاثي الأول.ومن خلال الشكاوى التي تلقتها «النهار» من قبل التلاميذ وأوليائهم، ارتأينا التقدم من بعض المؤسسات بمختلف ولايات الوطن للتأكد من صحة الشكاوى التي تلقيناها، فتأكدنا أن العديد من المؤسسات لم يتلق تلاميذها درسا واحدا في عدة مواد أساسية منذ بداية الموسم الدراسي.ففي ولاية باتنة هناك نقص في أساتذة بعض المواد خاصة الفرنسية والرياضيات، مثلما حدث في ابتدائية «أولاد ميرة» القديمة ببلدية أولاد عمار جنوبي باتنة، والتي بقي تلاميذها من دون أستاذ اللغة الفرنسية طيلة الثلاثي الأول، بالإضافة إلى ابتدائية بإحدى مشاتي الجزار جنوب باتنة التي ظلت هي الأخرى من دون أستاذ للغة الفرنسية، فضلا عن الكثير من المؤسسات التربوية خاصة النائية منها التي لاتزال إلى حد الساعة تعاني من العجز الحاصل في الأساتذة، على غرار المؤسسات التربوية ببلدية عزيل عبد القادر، والتي كانت مغلقة خلال الشهر الأول من الدخول المدرسي بسبب شغور المناصب، ومازاد الطين بلة هو توقيف عدد من خريجي الجامعات لدفعة 2024، ورفض ملفاتهم للتوظيف بحجة أنهم من دون خبرة، الأمر الذي رفع من حدة العجز، لاسيما في المناطق المعزولة للولاية، وكان تلاميذ مختلف المؤسسات التربوية بمدينة بريكة قد شنوا احتجاجات عارمة خلال الشهر المنصرم بسبب بقاء عشرات المناصب شاغرة قبل سدّ تلك الفراغات، أياما قليلة قبل اجتياز امتحانات الفصل الأول خلال الأسبوع المنقضي.
عشــرات الأساتــذة يلجــأون إلى العطل المرضية والوصاية تعمتد على المستخلفين
تشهد ولاية تبسة نقصا فادحا في الأستاذة لمختلف الأطوار التعليمية، على غرار أرياف بلدية عين الزرقاء ومنها مشتة الدير التي تشهد إلى حد الساعة عجزا في التغطية الشاملة للطور الابتدائي، إذ على الرغم من المسابقات العديدة التي أجرتها مديرية التربية لولاية تبسة الخاصة بالطور ذاته، إلا أن الغيابات المتكررة للعديد من المعلمين أضحت تشكل عجزا حقيقيا في عدة مدارس، كما حدث السنة الماضية، أين وجد العشرات من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي المقبلين على شهادة التعليم الابتدائي أنفسهم في مأزق حقيقي نظير عدم تلقيهم دروس اللغة الفرنسية طيلة السنة، مما أجبر رئيس البلدية على التدخل لدى مديرية التربية لولاية تبسة التي ألغت ذات المادة من الامتحان، لكن المشكل لم ينته بالتحاق الناجحين بالسنة الأولى متوسط. وبعاصمة الولاية لا تعدّ الأيام الدراسية الضائعة إثر لجوء العشرات من الأستاذة إلى العطل المرضية، مما دفع بالمديرية إلى تعيين المستخلفين، لكن ليس في اليوم ذاته الذي يتغيب فيه الأستاذ، بل قد يتطلب الأمر شهرا أو أكثر من المنهاج الدراسي. وبولاية سكيكدة يعاني العديد من التلاميذ في تلك المدارس التي هي بعيدة عن أعين المسؤولين، من غياب معلمين أساسيين خاصة غرب وأقصى شرق الولاية، حيث يلجأ المديرون إلى تعيين معلمين من شبكة عقود ما قبل التشغيل لاستخلاف المعلمين المتغيبين، كما هو الحال في كل من وادي الزهور والمرسى أقصى غرب وشرق الولاية، تحت حجة غياب مناصب عمل دائمة ورفض المعلم المرسم «صاحب المنصب الثابت» التنقل إلى تلك المناطق البعيدة والقرى، مما يدفع بالمدير أو المكلف بتسيير تلك المؤسسة إلى الاستنجاد بمعلمين من عقود ما قبل التشغيل وحتى معلمين يدرسون مادتين، خاصة إذا تعلق الأمر بتلك المدارس التي تعتمد على الدراسة بالدوام الواحد، وحسب الأرقام المقدمة، فإن أكثر من 12 معلم بكل مؤسسة يفضلون عدم الالتحاق بمناصبهم منذ الدخول المدرسي الجديد ويقدمون إعذارات مختلفة وحجج تصل إلى حدّ الإجازات المرضية المفتوحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.