المرأة نصف المجتمع وصانعة النصف الاخر 2024.

لعلّ المرأة العربية اليوم من أكثر الفئات الاجتماعية تخلفاً، ليس بحكم

تأخرها عن التعليم، ولا تأخرها عن احتلال مواقعها ضمن السلم الوظيفي

والإداري، وإنما لقصور ما في النظرة التي يفرضها المجتمع عليها. وبالطبع،

عندما نقول المجتمع، لا نعني الرجل وحده، بل والمرأة نفسها، خاصة تلك

النساء اللواتي ارتضين فكرة القمع الرجولي لهن، وفكرة العمل ضمن دائرة

البيت-الاولاد، والعلاقة الزوجية. والفكرتان، مع أنهما تبدوان خارجيتان عن

مدركات الواقع العربي اليوم، إلا أنهما في صلب أي نظرة تقدمية تريد من

المرأة ان تحتل موقعها، ليس في بيتها فحسب، بل كمشارك للرجل في

المسؤولية،

و أيضاً في المجتمع، بوصفها طاقة كبرى يمكن ان تسد نواقص كثيرة لا

يستطيع سدّها الرجل.

لا يُنكَر أن تدني الوعي لدى المراة من أبرز الأسباب لمعاناتها. فانشغالها

بإدارة المنزل وتربية الابناء والاهتمام بالزوج أبعدها عن الاهتمام بجوانب

الحياة الثقافية وبلوغ الوعي الذي يؤهلها لفهم حقوقها والظلم الواقع عليها.

فكثيراً ما أدّى العيش بين جدران المنزل لفترات طويلة إلى شيء من البلادة

لدى بعض النساء حيث يغرقن في عالم صغير جداً لا يتعدّى الحديث عن

الطعام واللباس وممارسات الزوج ورغباته. وهذا يؤدي إلى استغرابهن

ودهشتهن واستهجانهن أحياناً عندما حاولت نساء فتح آفاق جديدة للوصول

إلى وضع إنساني أفضل. وللاسف أن هذا يجد التشجيع من قبل ازواجهن

لإبقاء الزوجة بعيداً عن الدور الصحيح الذي يجب ان تأخذه. فهم يفضّلون

امرأة بسيطة وغير مثقفة على امرأة منفتحة تريد العيش كإنسان يبنى

ويؤسس لمجتمع واع ومثقف ……………………………………..

والتقاليد العربية افقدتها الشعور بالاهمية ؟

اليست المرأة المثقفة الواعية هى الاقدر على خلق اجيال تحمل افكاراً

للنبوغ والوعى ؟

لماذا نتحدث عن المرأة كما لو كانت دمية يحركها الرجال ؟