تخطى إلى المحتوى

المجاهد عيساني عمار يحكي عن الشهيد بن بولعيد وموقف جمعية العلماء المسلمين من الثورة 2024.

السلام عليكم
اهم ماجاء في الحوار مع جريدة الخبر

الجيريالم يخف المناضل، وهو يعيد لنا صياغة تلك الفترة التي عايشها وتفاعل معها، ما ساوره من شكوك في نزاهة المؤرخين الأجانب، وهذا ما أدخله في سباق مع ذاكرته التي جاوزت عامها التسعين، يحاول لملمة ما علق بها من الجيرياذكريات عاشها مع الرفقاء في نقاط شتى، وهذا ما جعله يقول لنا إن ”أهم المصادر التي يمكن أن يعتمد عليها المختصون في كتابة التاريخ هي شهادات يدلي بها أفراد الشعب ممن عايشوا الأحداث، وعبّروا عن مشاعرهم بصدق”، وهذا ما سيترجم، حسبه، بمسعاه الحالي لاستدراك ذلك بجمع عدد من الشهادات الحية، والمنقولة عن أشخاص عايشوا فترة الاستعمار، والتي أكد على أنها ستنشر قريبا.
وروى لنا الحاج عيساني، وهو أحد أعضاء الحركة الوطنية من مناضلي ”نجم شمال إفريقيا”، المكيدة التي دُبّرت لمسؤول الولاية الأولى ”مصطفى بن بولعيد” وبالتاريخ، وقال إن بن بولعيد تعرّض للخيانة من طرف اثنين من مرافقيه سنة 1955، وربط ذلك بالمهمة التي كان موكلا أن يؤديها، فتوجه إلى تونس، لكنه حين أخلد للنوم بجبل ”بني صالح” وقعت الخيانة، فعندما استيقظ وجد نفسه على الحدود التونسية.
وهذه الواقعة، التي ما تزال تنخر في نفسه، وصفها بـ”العمل المشين”، وجعلته يتوقف عندها كثيرا. ورغم مضي كل هذه العقود وجد ما يبرًرها، وقال إن ما تعرض له الشهيد ”بن بولعيد” ناجم عن وجود اتفاق مسبق بين مرافقيه وقوات الاستعمار، التي قامت باعتقاله وزجّت به في سجن ”الكدية” بقسنطينة، إلى جانب عدد من المناضلين من حزب الشعب الجزائري، منهم كريم بلقاسم، الذي كان يقضي مدة سجنه بالخلية السادسة، قسمة غرفة ”ب- بلاندي” بذات السجن، والشيخ بلقاسم، والسبب في ذلك أن بن بولعيد كان على اتصال دائم بمصالي الحاج.

فرحات عباس وجمعية العلماء شكّكوا في فكرة ”الوطنية والاستقلال”
كان الحاج عيساني يتوقف بين فترة وأخرى.. يصمت هنيهة ثم يلملم شتات كلماته وهو يحاول إعادة استنطاق ذاكرته، وصف لنا هذه المرة تلك الحقبة، التي عايش جزءا مهما من تفاصيلها، بـ”الصعبة”، كونها لصيقة بأشخاص بسطاء. كما أن فكرة الوطنية و”الاستقلال” بدت حينها ”مستحيلة”، وقد استدل على ذلك بقول فرحات عباس ”فرنسا هي أنا. لو اكتشفت الوطن الجزائر لكنت وطنيا، ولذا فأنا لا أموت لأجل الوطن الجزائري، لأنه غير موجود، ولم أكتشفه. لقد سألت التاريخ وسألت الأحياء والأموات، وزرت المقابر، ولكن لم يجبني أحد”، ويضيف، على لسان فرحات عباس، ”فالمسافة التي أقطعها بين الجزائر وفرنسا، أقرب من القاهرة”.
ويضيف محدثنا: ”وهذا الموقف لم يكن محسوبا على الزعيم فقط، فحتى جمعية العلماء المسلمين اعتبرت الاستقلال أمرا مستحيلا، أتذكر رد فعل أعضاء جمعية العلماء المسلمين الذين كانوا يلقبوننا بالمجانين، ويطردون من مدارسهم المعلمين والطلبة ومحبي الحركة الوطنية”. ويضيف، في هذا السياق، ”وقد حاولنا الاستعلام عن موقف الشيخ عبد الحميد بن باديس المؤيد للشيوعية، والذي اعتبرناه حينها يفتقر للنظرة البعيدة، ويخالف الدين الإسلامي، حتى أن الشيخ قال سياستنا تتلخص في عدو العدو صديقنا، وأنكم مجانين، فهل يعقل أن تخرج فرنسا من الجزائر، فهذا جنون لا يقبله أي عاقل”، ومع الصدمة التي أصبنا بها ونحن نسمع تلك التصريحات، برر لنا المتحدث موقف الجمعية، وقال ”إن الجمعية كان تركيزها الأساس حول التعليم أولا، وما حصل بعد ذلك كان حجة مؤكدة في التاريخ، بأن مفجري الثورة هم جماعة الـ22، وكلهم، ودون استثناء، أبناء الحزب الوطني”.
https://www.elkhabar.com/ar/autres/ziyara/305931.html

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.