كشف، الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، أن الأساتذة الذين يقدمون دروسا خصوصية، ممنوعون من إنجاز المواضيع الخاصة بالامتحانات الرسمية، لاسيما امتحان شهادة البكالوريا، مضيفا في ذات السياق بأن مواضيع البكالوريا لدورة جوان 2024، ليست بالضرورة مواضيع لنفس السنة، لأنه يتم اللجوء سنويا إلى “بنك المواضيع” الذي يضم مواضيع أنجزت لسنوات سابقة.
وأوضح، أمس، المدير العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، علي صالحي، في لقاء خص به “الشروق”، بمقر فرع الديوان بالعاصمة، رفقة اللجان المكلفة بإنجاز المواضيع الخاصة بامتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2024، والتي تضم أساتذة المواد ومفتشي التربية الوطنية، أوضح أن عملية إنجاز مواضيع الامتحانات الرسمية الثلاثة، انطلقت بشكل رسمي أكتوبر الماضي وهي متواصلة، مشيرا في ذات السياق بأن اللجان مطالبة بإنجاز موضوعين لكل مادة من المواد المدرسة في الأطوار التعليمية الثلاثة، لكن كل لجنة مكلفة بإعداد موضوع واحد على أن لا يلتقيا في زمن ومكان واحد، فكل لجنة تلتقي لوحدها وفي سرية تامة من دون أن تطلع إحداهما على عمل الأخرى.
من جهته، أوضح مفتش التربية الوطنية لمادة التاريخ والجغرافيا، أنه في أكتوبر الماضي، تلتقي اللجان المكلفة بإعداد المواضيع، التي تحمل معها مقترحات عن مواضيع معينة، كما تتم الاستعانة بالمواضيع الموجودة في “بنك الانتظار” التي أنجزها الأساتذة خلال سنة كاملة، لتتم مناقشة كل تلك المواضيع بدقة شديدة، من خلال الخضوع للمرجعية التالية، أن يكون الموضوع من صميم البرنامج، مع تحديد طبيعة الاختبار، هل هو تمرين، نص أو عبارة عن أسئلة، الاستعانة بدليل الاختبارات المتضمن كيفية بناء موضوع امتحان، الدقة، بأن يكون السؤال غير قابل للتأويل، يتماشى والوقت المخصص له، ويغطي الفصول الثلاثة، وبعدها يتم الانطلاق في عملية فرز الموضوع الذي يتضمن كل هذه المعايير، وعليه فإن أي موضوع امتحان هو عصارة لعدة مواضيع اقترحها الأساتذة. في الوقت الذي شدد أن الموضوع لا بد أن يكون من تأليف الأستاذ ولن يكون مأخوذا من كتاب أو أية حولية آو امتحان سابق، بشرط ألا يخرج عن المقرر الدراسي.
.
إلزامية إرفاق مواضيع الامتحان بالأجوبة النموذجية وسلم التنقيط
وأضاف المدير العام للديوان، أن اللجان المكلفة بإعداد مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على وجه الخصوص، تلتقي كل شهر أو شهر ونصف 3 مرات لمدة أسبوع كامل، حيث يتم مناقشة المواضيع المقترحة خلال اللقاء الأول، ليتم وضع الأجوبة النموذجية في اللقاء الثاني، وأما في اللقاء الثالث يتم إجراء مقارنة بين الأجوبة النموذجية التي وضعوها والأجوبة التي كانت موجودة في “بنك الانتظار”.
وأوضح، محدثنا، إلى أن اختيار المواضيع في الامتحانات الرسمية يتم بالقرعة، من بين عدد كبير من المواضيع الموجودة في بنك يسمى “بنك المواضيع”، وهو يضم مواضيع على مدار السنوات السابقة، بما في ذلك المواضيع الجديدة التي هي بصدد الإنجاز حاليا، لذلك فحتى المكلفين بالإشراف على العملية لا يمكن لهم أن يعرفوا محتوى المواضيع التي أفرزتها القرعة. وبهذه الطريقة المنتهجة لن يكون هناك شيء اسمه “تسرب للمواضيع”، أي يستحيل أن تكون هناك تسريبات -يضيف محدثنا-.
وأكد المدير العام علي صالحي، أن المدة التي تستغرق لإنجاز سؤال لامتحان شهادة البكالوريا، هي عامين كاملين، على اعتبار أن الديوان يكلف الأساتذة بإنجاز مواضيع الامتحانات الرسمية شهر أوت، أي بعد الإعلان عن النتائج النهائية، لمنح لهم مدة سنة كاملة لاقتراح وإعداد سؤال، ليسلم عمله ماي من كل سنة، بالإضافة إلى مدة سنة أخرى لمناقشة تلك المواضيع التي توضع في “بنك للمواضيع”، على أن يقع الاختيار على الموضوع الأنسب الذي يتوفر على كافة المعايير.
كما أوضح أستاذ للتاريخ والجغرافيا، المكلف بإعداد مواضيع البكالوريا، بأن الأساتذة الذين يقدمون دروسا خصوصية للتلاميذ ممنوعون من إنجاز أسئلة امتحان شهادة البكالوريا، وأن لا يكون لديه أحد أقاربه مرشحا، على اعتبار أن الأستاذ وقبل شروعه في إنجاز الموضوع ملزم بالتوقيع على “تصريح شرفي والتزام”، وأن يقسم بأن يحفظ كل الأسرار التي يطلع عليها في كل المواضيع التي شارك في دراستها، وأن تبقى سرا بينه وبين نفسه، ولا يطرحها مع التلاميذ حاضرا أو مستقبلا.