قال الله تعالى:
(وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [هود/69]
لماذا قالت الملائكة: (سلاماً) بالنصب، وقال إبراهيم عليه السلام: (سلامٌ) بالرفع:
هل الفرق إعرابي نحوي، أم هناك سبب بلاغي:
حول هذا السؤال أورد أقوالاً لعدد من المفسرين وكيف يحسون ويشعرون بالفرق الدقيق حتى في الظواهر الإعرابية:
الكشاف – (ج 1 / ص 4)
{ قَالُواْ سلاما قَالَ سلام } [ هود : 69 ] ، رفع السلام الثاني للدلالة على أنّ إبراهيم عليه السلام حياهم بتحية أحسن من تحيتهم؛ لأن الرفع دال على معنى ثبات السلام لهم دون تجدّده وحدوثه . والمعنى : نحمد الله حمداً ، ولذلك قيل : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ؛ لأنه بيان لحمدهم له ، كأنه قيل : كيف تحمدون؟ فقيل : إياك نعبد
نظم الدرر للبقاعي – (ج 4 / ص 177)
{ قالوا سلاماً } أي سلمنا عليك سلاماً عظيماً { قال سلام } أي ثابت دائم عليكم لا زوال له أبداً ، فللرفع مزية على النصب لأنه إخبار عن ثابت ، والنصب تجديد ما لم يكن ، فصار مندرجاً في { فحيوا بأحسن منها } [ النساء : 86 ] ثم أكرم نزلهم وذهب يفعل ما طبعه الله عليه من سجايا الكرم وأفعال الكرام في أدب الضيافة من التعجيل مع الإتقان.
تفسير الألوسي – (ج 8 / ص 297)
ولما كان الإخبار بمجىء الرسل عليهم السلام مظنة لسؤال السامع بأنهم ما قالوا : أجيب بأنهم { قَالُواْ سلاما } أي سلمنا أو نسلم عليك سلاماً فهو منصوب بفعل محذوف ، والجملة مقول القول قال ابن عطية : ويصح أن يكون مفعول { قَالُواْ } على أنه حكاية لمعنى ما قالوا لا حكاية للفظهم . وروي ذلك عن مجاهد . والسدي ، ولذلك عمل فيه القول ، وهذا كما تقول لرجل قال : لا إله إلا الله : قلت حقاً وإخلاصاً .
وقيل : إن النصب بقالوا لما فيه من معنى الذكر كأنه قيل : ذكروا سلاماً { قَالَ سلام } أي عليكم سلام أو سلام عليكم ، والابتداء بنكرة مثله سائغ كما قرر في النحو ، وقد حياهم عليه السلام بأحن من تحيتهم لأنها بجملة اسمية دالة على الدوام والثبات فهي أبلغ ، وأصل معنى السلام السلامة مما يضر .
وقرأ حمزة . والكسائي سلم في الثاني بدون ألف مع كسر السين وسكون اللام وهو على ما قيل : لغة في { سلام } كحرم . وحرام ، ومنه قوله
: مررنا فقلنا : أيه ( سلم ) فسلمت … كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح.
التحرير والتنوير – (ج 7 / ص 168)
و { سلام } المرفوع مصدر مرفوع على الخبر لمبتدأ محذوف ، تقديره : أمري سلام ، أي لكم ، مثل { فصبرٌ جميلٌ } [ يوسف : 18 ] . ورفع المصدر أبلغ من نصبه ، لأنّ الرّفع فيه تناسي معنى الفعل فهو أدلّ على الدّوام والثّبات . ولذلك خالف بينهما للدّلالة على أنّ إبراهيم عليه السّلام ردّ السّلام بعبارة أحسن من عبارة الرسل زيادة في الإكرام .
قال ابن عطيّة : حيّاً الخليل بأحسن ممّا حُيّيَ به ، أي نظراً إلى الأدب الإلهي الذي عَلّمَهُ لَنَا في القرآن بقوله : { وإذا حيّيتم بتحيةٍ فَحَيّوا بأحسن منها أو رُدُّوها } [ النساء : 86 ] ، فَحكيَ ذلك بأوجز لفظ في العربية أداءً لمعنى كلام إبراهيم عليه السّلام في الكلدانيّة .
وقرأ الجمهور { قال سَلامٌ } بفتح السّين وبِألِف بعد اللاّم . وقرأه حمزة ، والكسائي ، وخلف : { قال سِلْم } بكسر السّين وبدون ألِف بعد اللاّم وهو اسم المسالمة . وسمّيت به التحية كما سمّيت بمرادفِه ( سَلام ) فهو من باب اتّحاد وزن فَعال وفِعْل في بعض الصفات مثل : حرام وحِرم ، وحلال وحلّ .
البحر المديد – (ج 3 / ص 60)
« سلاماً » : منصوب على المصدر ، أي : سلمنا سلاماً . ويجوز نصبه بقالوا؛ لتضمنه معنى ذكروا . ( قال سلام ) : إما خبر ، أي : أمرنا سلام ، أو جواب سلام ، وإما مبتدأ ، أي : عليكم سلام . وكسر السين : لغة ، وإنما رفع جوابه ليدل على ثبوت سلامة؛ فيكون قد حياهم بأحسن مما حيوه به.
تفسير السعدي – (ج 1 / ص 385)
فلما دخلوا عليه { قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ } أي: سلموا عليه، ورد عليهم السلام.
ففي هذا مشروعية السلام، وأنه لم يزل من ملة إبراهيم عليه السلام، وأن السلام قبل الكلام، وأنه ينبغي أن يكون الرد، أبلغ من الابتداء، لأن سلامهم بالجملة الفعلية، الدالة على التجدد، ورده بالجملة الاسمية، الدالة على الثبوت والاستمرار، وبينهما فرق كبير كما هو معلوم في علم العربية.
لمسات بيانية – (ج 1 / ص 559)
ثم إن ضيف إبراهيم قالوا (سلاماً) أي حيّوه بجملة فعلية وهو حيّاهم بجملة اسمية والجملة الاسمية أقوى لغوياً وأثبت للمعنى وأبلغ إذن فسيدنا إبراهيم ردّ التحية بخير منها وهذا من مظاهر الإكرام أيضاً.
لمسات بيانية – (ج 1 / ص 1021)
هذا السؤال أثير مرات كثيرة وأجبنا عنه بتفصيل ونجيب اليوم إجابة سريعة عنه. (سلاماً) جزء من جملة فعلية هو مفعول لفعل محذوف (يسلِّم تسليماً) والأخرى و(سلامٌ) جزء من جملة اسمية (سلامٌ عليكم).والجملة الاسمية والاسم أقوى وأثبت من الجملة الفعلية هذه قاعدة. وكما ذكرنا في حلقة سابقة هو يتعلّم وهو متعلِّم، هو يتفقه وهو متفقّه. إذن إبراهيم عليه السلام ردّ التحية بخير منها (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (86) النساء) هو ردّ التحية بخير من تحيتهم. همّ حيّوه بحملة فعلية وهو ردّ بجملة اسمية فكان ردّ التحية بأفضل منها (بالجملة الاسمية). فالردّ أفضل.
استطراد من المقدم: هل يجوز أن يقول قالوا سلاماً (سلاماً) مفعول به لفعل (قالوا)؟ هذه ضعيفة والأَولى أن يُقال (قالوا سلاماً) سلاماً مفعول به لفعل محذوف (يسلّم سلاماً). وهو قال (سلامٌ) أي سلامٌ عليكم، سلام مبتدأ والخبر محذوف جوازاً.
قال الله تعالى:
هذا السؤال أثير مرات كثيرة وأجبنا عنه بتفصيل ونجيب اليوم إجابة سريعة عنه. (سلاماً) جزء من جملة فعلية هو مفعول لفعل محذوف (يسلِّم تسليماً) والأخرى و(سلامٌ) جزء من جملة اسمية (سلامٌ عليكم).والجملة الاسمية والاسم أقوى وأثبت من الجملة الفعلية هذه قاعدة. وكما ذكرنا في حلقة سابقة هو يتعلّم وهو متعلِّم، هو يتفقه وهو متفقّه. إذن إبراهيم عليه السلام ردّ التحية بخير منها (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (86) النساء) هو ردّ التحية بخير من تحيتهم. همّ حيّوه بحملة فعلية وهو ردّ بجملة اسمية فكان ردّ التحية بأفضل منها (بالجملة الاسمية). فالردّ أفضل. استطراد من المقدم: هل يجوز أن يقول قالوا سلاماً (سلاماً) مفعول به لفعل (قالوا)؟ هذه ضعيفة والأَولى أن يُقال (قالوا سلاماً) سلاماً مفعول به لفعل محذوف (يسلّم سلاماً). وهو قال (سلامٌ) أي سلامٌ عليكم، سلام مبتدأ والخبر محذوف جوازاً. |
نحن نعرف ان المبتدا يجب ان يكون معرفا ب..ال او بالاضافة او اسم علم وكلمة سلام نكرة لذلك فالاصوب ان تعرب خبر لمبتدا محذوف تقديره هذا سلام
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة وقد أجازوا أن يأتي نكرة بشرط أن تفيد معنى المعرفة وذلك في المواضع الآتية: 1- أن تكون النكرة موصوفة: مثال: رجل كريم في البيت شجرة صغيرة مثمرة رجل مبتدأ نكرة لأنه وصف ب (كريم) 2- أن تكون النكرة مضافة مثال: طالب علم زارني طالب مبتدأ نكرة لأنها مضافة إلى (علم ) 3- أن تكون النكرة مسبوقة بجار أو مجرور أو ظرف (شبه جملة) (واقعة بعد جار ومجرور أو ظرف) في الدار رجل في الصدق نجاة رجل: مبتدأ نكرة لأنها سبقت بجار ومجرور فوق الطاولة كتاب كتاب: مبتدأ نكرة لأنها مسبوقة بظرف 4- أن تكون النكرة مسبوقة باستفهام: مثال: هل رجل في الدار رجل مبتدأ نكرة لأنها مسبوقة باستفهام 5- أن تكون النكرة مسبوقة بنفي: ما رجل في الدار، ما أحد عندنا رجل: مبتدأ نكرة لأنها سبقت بنفي 6- أن تكون النكرة مسبوقة بلام الابتداء مثال لعلم نافع خير من مال علم مبتدأ نكرة لأنها سبقت بلام الابتداء 7- أن تكون النكرة مسبوقة ب (لولا) مثل لولا برد لحضرت برد : مبتدأ نكرة وقعت بعد لولا 8- أن تقع بعد إذا الفجائية مثل خرجت فإذا شرطي واقف شرطي مبتدأ نكرة لأنها وقعت بعد إذا الفجائية 9- أن تقع النكرة بعد الفاء الواقعة في جواب الشرط ( في أول جملة الجواب) مثال إن تدرس فنجاح لك نجاح: مبتدأ نكرة لأنها واقعة بعد الفاء الرابطة لجواب الشرط 10- أن تكون النكرة مصغرة: مثل: عصيفير في العش معنى الجملة: عصفور صغير في العش 11- أن تكون النكرة عاملة عمل الفعل فيما بعدها : مثال : إكرام فقيرا صدقة إكرام: مبتدأ نكرة لأنها نصبت مفعولا به 12- أن تدل النكرة على العموم ( كل، ما ) كل يموت كل: مبتدأ نكرة لأنها دالة على العموم 13- أن تدل النكرة على دعاء بخير أو بشر مثل سلام عليكم ويل للظالمين ،شفاء للمرضى سلام مبتدأ نكرة لأنها دالة على دعاء 14-أن تدل النكرة على تفصيل مثل :يوم لك ويوم عليك يوم: مبتدأ نكرة لأنها دلت على تفصيل 15- أن تدل النكرة على عموم الجنس وليس على فرد معين مثل:رجل أقوى من امرأة رجل مبتدأ نكرة لأنها دلت على عموم الجنس ٭ محمود معلا محمدك:أما اعراب سلام اما أن تكون خبرا لمبتدأمحذوف أو مبتدأ والتقدير سلام عليك