تخطى إلى المحتوى

الفرق بين الناصح والمؤنِّب لابن القيم رحمه الله 2024.

  • بواسطة

الفرق بين الناصح والمؤنِّب


«النصيحة: إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له وعليه، فهو إحسانٌ محضٌ يصدر عن رحمة ورِقَّة، ومرادُ الناصح بها وجهُ الله ورضاه، والإحسانُ إلى خلقه، فيتلطَّفُ في بذلها غاية التّلطُّف، ويحتمل أذى المنصوح ولاَئِمَتَه، ويعامله معاملةَ الطبيبِ العالمِ المشفقِ للمريض الْمُشْبَعِ مرضًا، فهو يحتمل سوء خُلُقِه وشراستَه ونفرتَه، ويتلطَّف في وصول الدواء إليه بكلِّ ممكنٍ فهذا شأن الناصح.
وأمَّا المؤنِّب فهو: رجل قصْدُه التعييرُ والإهانة وذمُّ من أنَّبه وشتمه في صورة النصح، فهو يقول له: يا فَاعِلَ كذا وكذا، يا مستحِقًّا للذمِّ والإهانة في صورة ناصحٍ مشفقٍ.

وعلامةُ هذا أنه لو رأى من يُحِبُّه ويحسن إليه على مثل عمل هذا أو شرٍّ منه لم يعرض له، ولم يقل له شيئًا، ويطلب له وجوهَ المعاذير، فإن غُلِبَ قال: وأنّى ضُمِنَتْ له العصمةُ؟ والإنسان عرضة للخطإ ومحاسنُه أكثرُ من مساوئه، والله غفور رحيم، ونحو ذلك. فيا عجبًا، كيف كان هذا لمن يحبُّه دون من يبغضه؟ وكيف كان حظُّ ذلك منك التأنيبَ في صورة النصح، وحظُّ هذا منك رجاءَ العفوِ والمغفرةِ وطَلَبَ وجوهِ المعاذير؟.
ومن الفروق بين الناصح والمؤنِّب: أنَّ الناصحَ لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته، وقال: قد وقع أجري على الله، قبلتَ أو لم تقبلْ ويدعو لك بظهر الغيب، ولا يذكر عيوبك ولا يُبيِّنُها للناس، والمؤنّب بضِدِّ ذلك
»

[ابن القيم «الروح» (443)]

المصدر : شبكة الأمين السلفية

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

للفائدة :

شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم
" الدين النصيحة " للشيخ الفاضل محمد سعيد الرسلان حفظه الله

شبكة الآجريّ بارك الله في القائمين عليها..

بارك الله فيك جعلها الله في ميزان حسناتك

جزاكم الله خيرا جميعا ، وبارك الله فيكم على الإضافة
************************
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- في رسالته الفرق بين النصيحة والتعيير : " ومن هذا الباب أن يقال للرجل في وجهه ما يكرهُه، فإن كان هذا على وجه النصح فهو حسن، وقد قال بعض السلف لبعض إخوانه : ( لا تنصحني حتى تقول في وجهي ما أكره) .
ويحق لمن أُخبر بعيب من عيوبه أن يعتذر منها؛ إن كان له منها عذر.
فالتوبيخ والتعيير بالذنب مذموم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تُثَرَّبَ الأمة الزانية مع أمره بجلدها، فتجلد حداً ولا تعير بالذنب ولا توبخ به.
وفي الترمذي وغيره مرفوعاً: « من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ». وحُمل ذلك على الذنب الذي تاب منه صاحبه. قال الفضيل: ( المؤمن يستُرُ وينصَح، والفاجر يهتك ويُعيِّر ) .
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير، وهو أن النصح يقترن به الستر، والتعيير يقترن به الإعلان.
وكان يقال: ( من أمرَ أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره ) أو بهذا المعنى.
وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه، ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور، فإن هذا من علامات النصح، فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عُيوب من ينصحُ له، وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها.
وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله، قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾[النور:19]
والأحاديث في فضل السر كثيرةٌ جدَّاً.
فشتان بين من قصدُهُ النصيحة وبين من قصدُهُ الفضيحة، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلى على من ليس من ذوي العقول الصحيحة."

__________________________

منقول بتصرف من مدونة أبو راشد

بارك الله فيك جعلها الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك

الجيريا

الجيريا

الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمّ جابر محبّة السلف الجيريا
وفي الترمذي وغيره مرفوعاً : من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك و جزاك خيرا أخيتي

و للتذكير فقط أختي ينتشر لدينا اليوم كثيرا أن يتهم أحد أخاه فيقول له " كذاب " حتى و إن لم يكذب فقد أردت التنبيه فقط و نسأل الله أن الهداية للجميع آمين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا وجزاكم الله خيرا على المرور الطيب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهج السلف الجيريا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك و جزاك خيرا أخيتي

و للتذكير فقط أختي ينتشر لدينا اليوم كثيرا أن يتهم أحد أخاه فيقول له " كذاب " حتى و إن لم يكذب فقد أردت التنبيه فقط و نسأل الله أن الهداية للجميع آمين


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أخيتي
والأدهى أنها تقال أحيانا على سبيل المزاح
نسأل الله الهداية والرشاد

شكرا

هدانا الله الى الخير دائما

بارك الله فيك

بارك الله فيك جعلها الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك
وقد نجد في هذا المنتدى بل في القسم الاسلامي بعض من يتبع اسلوب التانيب في رد يعارضه الراي ويختلف في مايرى حتى وان كنا نرى فيما يقول المؤنب (بكسر النون ) الصحة الكاملة في قوله

…..فالتانيب يخلق التعنت على الموقف وعدم الاعتراف بالخطا تكبرا من طرف المؤنب (بفتح النون)
فالاول اخذته العزة في ما له من حكمة وما يعرف من راي سديد مبني على اسس دينية وكان هذا الشخص كانسان لا يخطا ابدا ……و الثاني تاخذه العزة بالاثم فيرفض التازل عن رايه الخاطئ للراي السديد
………و كلا النونين مخطئ

وقد نجد في المخطئ خيرا مما نجده في المؤنب ولكن ليس بالعموم
فالكلام و النصح الحسن يسهل على المخطئ الاعتراف بالاثم وتصحيحه

جزاكم الله خيرا جميعا على المرور والإضافات الطيبة

بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.