الفرق بين التسمية و البسملة و متى تقال كل منهما
ذكر في بداية هذه الرسالة البسملة ، بسم الله الرحمن الرحيم ، على عادة المصنفين في بداءة كتبهم و رسائلهم بها ، و في تفسير البسملة مسائل:
المسألة الأولى: الفرق بينها و بين التسمية ، فرق بين البسملة و التسمية ، فأما البسملة فهي قولك بسم الله الرحمن الرحيم و أما التسمية فهي تسميتك الله تبارك و تعالى بقولك باسم الله و تقف عند ذاك ، ففرق بين البسملة و التسمية بهاتين الصيغتين المذكورتين ، و ذلك أن البسملة لا تشرع إلا في موطنين رئيسيين و هما:
قراءة القرآن ، و كتابة المصنفات من كتب و رسائل و نحو ذلك ، و يجري مجرى المصنفات ما يرسل من خطابات أو رسائل أو نحو ذلك ،فهذان الموطنان الرئيسيان تشرع فيهما البسملة و لا تشرع في غيرهما .
و أما التسمية فهي مشروعة على كل حال ، كما بوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيح فقال: باب التسمية على كل حال و عند الوقاع ، و ذكر حديث رسول الله-صلى الله عليه و سلم-الذي قال فيه: ((أما إنَّ أحدَكم إذا أتى أهلَه ، وقال : بسمِ اللهِ ، اللهمَّ جَنِّبْنا الشيطانَ وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزَقْتَنا ، فرُزِقا ولَدًا لم يَضُرَّه الشيطانُ )). صحيح البخاري
و هناك أحاديث أخرى تشير إلى مشروعية التسمية على كل حال ، كقول النبي-صلى الله عليه و سلم-( إذا كان جنحُ الليلِ – أو أمسيتم – فكفُّوا صبيانكم . فإنَّ الشيطانَ ينتشرُ حينئذٍ . فإذا ذهب ساعةٌ من الليلِ فخلُّوهم . وأغلقوا الأبوابَ . واذكروا اسمَ اللهِ . فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ بابًا مغلقًا . وأَوْكُوا قِرَبَكم . واذكروا اسمَ اللهِ . وخمِّروا آنيتِكم . واذكروا اسمَ اللهِ . ولو أن تَعرضوا عليها شيئًا . وأطفؤا مصابيحَكم )) . صحيح مسلم
إذا فالتسمية التي هي قولك باسم الله مشروعة على كل حال ، و أما الصيغة الكاملة التي هي البسملة بسم الله الرحمن الرحيم فلا تشرع إلا في الموطنين المذكورين آنفا ، و بهذا نعرف الغلط الذي يقع فيه عموم المسلمين من جهة ذكر البسملة في موضع التسمية ، فالتسمية مثلا تشرع في جملة ما تشرع فيه عند الطعام و الشراب ، فلا يشرع لك إلا أن تقول باسم الله و هذا نص كلام النبي-صلى الله عليه و سلم- في الحديث المعروف: (( يا غلامُ ، سمِّ اللهَ ، وكُلْ بيمينِكَ ، وكلْ ممَّا يلِيكَ )). صحيح البخاري
و لم يقل بسمل أو قل بسم الله الرحمن الرحيم ، فمن الخطأ ما يقع فيه عامة المسلمين من ذكر البسملة في هذا الموطن فهذا مخالف لسنة النبي-صلى الله عليه و سلم- ….
من شرح رسالة شرح السنة للإمام المزني-رحمه الله تعالى- للشيخ محمد بن حسني القاهري الشريط الثاني .
فرغها أخوكم أبو عبيدة طارق بن سعد الجزائري
https://www.alwaraqat.net/showthread.php?13894