تخطى إلى المحتوى

الغيبة ـ تأملات 2024.

  • بواسطة

الحمد لله حمدا طيبا مباركا
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

زرت قريبة لي منذ أسبوع
وجلست وإياها نتبادل أطراف الحديث
وكانت هي من تثير المواضيع
وأي مواضيع …

الجيريا

كان جل حديثها غيبة
ولأني لم أرها منذ زمن طويل رأيت ألا أعتب عليها
ذلك أنها إنسانة عانت فيما مضى من اضطرابات نفسية
وخفت أن أؤذيها دون قصد

ثم إنني لم أجد صيغة مناسبة لنصحها
فالنصيحة فائدتها في أن تتبع
لذلك وجب الحرص على طريقة إلقائها
بحيث تكون طيبة لينة تنساب معها النفس انسيابا

المهم تركت قريبتي وأنا منزعجة من نفسي
وبقيت أيام أسترجع كلامها وأتأمل فيه
وأحاول أن أفهم المواقف التي مرت بي

الجيريا

فوجدت :

أن الكراهية وهي من أبغض العواطف في الإنسان
هي التي كانت تدفع بقريبتي إلى اغتياب الآخرين
زد على ذلك الغيرة والحسد
كما لاحظت عليها أنها لم تكن تعرف شيئا اسمه العفو أو الصفح

أكيد الغيبة قد تكون في بعض النساء شيئا تلقائيا
خصوصا عند تلك اللواتي يبحثن عن عيوب الآخرين ويملن إلى الشماته فيهم

الجيريا

ولكن لم يكن ذلك حال قريبتي
على الأقل حسبما أعرفها

الآن :

فكرت في طريقة لمساعدة قريبتي
ودفعها إلى الإقلاع عن اغتياب الناس

وخلصت إلى أن إقلاعها عن الغيبة مرتبط بإصلاح ما بنفسها من مشاعر سلبية
وكنت قد قرأت من قبل في كتاب رائع عن الإفراغ العاطفي
لباحثة أمريكية متميزة

أشارت فيه إلى أن أغلب السلوكات السلبية التي تصدر عن الناس
سببها المواقف الخاطئة التي يواجهون بها الحياة

الجيريا

فقريبتي كان عليها أن تعفوا عمن أساء إليها
كما أمرنا الله سبحانه وتعالى
وتطمئن إلى أن الله سينصفها إن كانت مظلومة لا محال
فالصفح والعفو دواء للقلب والنفس قبل أن يكون إصلاحا لذات البين

كما كان عليها أن تثق بنفسها وترضى عما آتاها الله عز وجل
ولا تمدن عينها إلى ما متع به الله سبحانه وتعالى غيرها من النساء
وبذاك كانت تتجنب الوقوع في الحسد والغيرة
فمن يثق بنفسه لا يغار ولا يحسد
ومن يحمد الله على نعمه لا يشعر بالنقص امام أقرانه

الجيريا

كما كان عليها أن تطهر قلبها من الكراهية
لأنها تعمي البصيرة ويقسو القلب بسببها
وتنشر كإمرأة مسلمة المحبة والمودة في محيطها
كي تنزل رحمة الله وبركاته على بيتها

الجيريا

هذا ما خلصت إليه
فقريبتي لن تترك الغيبة وهي أصلا تعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عنها
بل تتركها عندما تعالج ما بنفسها من أمراض
تتركها عندما تقتنع أن الخير كل الخير في اتباع ما أمرنا به المولى عز وجل
وما أوصانا به رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام

شكرا اختي على هذا الموضوع القيم.اللهم جنبنا الغيبة واهدناالى كل فعل وقول يرضيك

اللهم آمين
بارك الله فيك على المرور الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.