المفتي: العبث بالمال العام والتهاون والتحايل في تنفيذ المشروعات .. حرام
حذّر سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء . ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء من العبث بالمال العام والمصالح العامة، محملًا كل من يعهد إليه مسؤولية عامة او تنفيذ مشروعات عامة من العبث او الاهمال او التحايل على مصالح الامة، وقال: إن المحافظة على الاموال العامة وعدم التعدي عليها بأي وسيلة كانت أمرنا به الاسلام، وقال: إن المحافظة على المال العام أهم وأعظم من المال الخاص، مطالبا بمحاسبة المفسدين والمقصرين والعابثين بالأموال العامة، والأخذ على أيديهم لتكون الأمة ذات أمانة، وتقوى وتنهض بقوتها الاقتصادية.
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة المفتي العام أمس بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم وسط الرياض، وخصصها للحديث عن المال العامة وصيانته والحفاظ عليها، ومسؤولية من اؤتمن عليه، وقال سماحته: إن الأمانة المالية جزء من الدين، ومن استُؤمن على عمل فليؤدِ أمانته بكل أمانة ومسؤولية، واضاف أن «الغلول» يحاسب عنه العبد يوم القيامة، مستدلا بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على عظم الامانات عند الله، وحرمة العبث بها وخيانتها، وفرّق سماحته بين عظم أمانة المال العام والمال الخاص، وقال: ان المال العام يخص الأمة بأسرها وقوته والمحافظة عليه قوة للأمة، أما المال الخاص فهو يخصّ الشخص نفسه، وقال:ان الاخذ من المال العام سرقة، اما الاخذ من الاموال العامة فهو تعدٍ، مؤكدا سماحته بكفّ اليد عن المال العام سواء كان في شكل مرافق أو مال، وأشار سماحته ان من يتولى المال العام عليه ان يلتزم بالامانة والاخلاص وتنفيذ ما عهد إليه بكل دقة بعيدا عن الخيانة والتدليس، ومن يفعل غير ذلك يقع في الحرام، وطالب سماحته بمحاسبة المقصرين، والاخذ على يد المتلاعبين، لتكون الامة ذات أمانة، و أن الغلو يحطم خيار الامة، وقوتها الاقتصادية، فالمحافظة على المال العام قوة للامة ودليل على قوة المواطنة والانتماء للوطن، بعيدا عن الكذب والرشاوى .
وقال سماحة المفتي العام: إن الخائن لأمانته خائن لدينه وشريعة الله، والملتزم بالامانة ملتزم بدينه وشريعة الله، فالمسلم يحمل دينًا وأمانة، وعليه ان يراقب الله في هذه الامانة التي عهد بها إليه وجعل مسؤولا عنها، لان الله سوف يسأله عنها وما اؤتمن عليه، محذرًا من الحيل والأكاذيب التي يحاول البعض الالتفاف بها على الامانة ويسرق المال العام ويستولي عليه دون وجه حق بحيل وأساليب كاذبة، وأثنى سماحته على تشكيل هيئة عامة لمكافحة الفساد وقال: إنها عمل طيب ومشروع خير، لأن كثيرا من النفوس لا يمنعها الاّ قوة السلطان، وهذه الهيئة أرجو الله أن تحقق المقصود منها ويكون أثرها فعالا لمكافحة الفساد المالي والاداري، والأخذ على يد المفسدين والمقصّرين الذين استمرأوا الرشوة، وهذا خطر عظيم على الأمة، متمنيًا أن نجد للهيئة أثرا كبيرا حتى تقوم بدورها الفعّال، والأخذ على أيدي المفسدين ومحاربة حيل المرتشين والمضللين .
ورقة المدينة