تخطى إلى المحتوى

الطباق والمقابلة في اللغة العربية 2024.

  • بواسطة

(1) الفرق بين الطباق والمقابلة أن الطباق يحصل بين معنيين اثنين متقابلين وأما المقابلة فتحصل بسرد معنيين فأكثرهم ثم سرد ما يقابل كلاً من المسرود كما فى قوله تعالى{فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً}

(2) ففيه استعارة تصريحية تبعية بأن يقال شبه المنع من الدخول فى الظلمات بالإخراج منها واستعير لفظ المشبه به للمشبه واشتق منه يخرجهم بمعنى يمنعهم إلخ
(3) ففيه مجاز عقلى وهو إسناد الفعل أو شبهه إلى ما حقه أن لا يسند إليه وهو يغاير الإستعارة والمجاز المرسل من حيث أن المسند والمسند إليه فيه مستعملان فى حقيقتهما وفقط أسند الفعل إلى غير فاعله الحقيقى وهو ضمير الطاغوت
(4) فيه استعارة بالكناية بأن يقال شبهت النار بدار لها أصحاب واستعير لفظ المشبه به للمشبه وحذف ورمز إليه بشيئ من لوازمه وهو أصحاب واثباته للنار تخييل
(5) ففيه استعارة تصريحية أصلية بتشبيه الكفر بالظلمات واسـتعير لفظها له وكذا يقال فى إطلاق النور على الإيمان
(6) ضابطه عند البيانيين أن يكون جملتان ثانيتهما جواب عن سؤال مقدر بينهما نشأ عن الأولى ففى الآية كأن سائلاً قال بعد قوله ولى الذين آمنوا ماذا يعمل الله لهم بولايته فأجيب يخرجهم إلخ ..
(7) الطاغوت يطلق على المفرد والجمع بلفظ واحد لأنه فى الأصل مصدر كالطغيان فهو نظير رجال عدل ويجمع أيضاً على طواغيت ونحو رجال عدل فيه مذاهب
أحدها أنه بولغ فيهم حتى كأنهم نفس العدل
ثانيهما أنه على حذف المضاف واعطاء المضاف إليه حكمه من الإعراب والتقدير ذوو عدل فهو مجاز الحذف نحو واسأل القرية أى أهلها
ثالثهما أن عدل بمعنى عادلون ففيه مجاز مرسل علاقته التعلق الاشتقاقي أى التعلق الخاص الحاصل بين المصدر والمشتقات كما هنا أو بين المشتقات وبعضها كما فى إطلاق اسم الفاعل على اسم المفعول أو العكس مثلاً
(8) الفرق بين التكرار والترديد أن اللفظ المكرر فى التكرار هو نفسه الأول وأما فى الترديد فمعناه غيره إذ الإخراج من النور غير الإخراج من الظلمات .
(9) إيضاحه أن اصل المصدر طغيوت قدمت الياء على الغين فصار طيغوت ثم قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار طاغوت
(10) القصر المجازى هو الذى قصد به المبالغة كقولك زيد العالم أى لا غيره مبالغة فى علمه وعدم الإعتداء بعلم غيره ثم قوله والثانى صوابه والثالث إذ هو المحتمل للمجاز فإن فى أولئك أصحاب مبالغة من حيث أن النار فيها أيضاً يعذب عصاة المؤمنين .
(11) من نكات ذكر المسند إليه معرفاً بالإشارة للتنبيه على أن المشار إليه جدير بما يذكر بعد اسم الإشارة من الأوصاف نحو قوله تعالى { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدىً من ربهم واولئك هم المفلحون} فعبر بلفظ أولئك دون هم إذ المقام للإضمار حيث تقدم لهم ذكر تنبيهاً على انهم جديرون بكونهم على هدى من ربهم إذاً إسم الإشارة يدل على كمال التمييز فكأنه قال أولئك المؤمنون بالغيب المقيمون الصلاة إلخ استحقوا أن يكونوا على هدى من ربهم وكذا يقال فى أولئك هم المفلحون قال الزمخشرى ونظيره أى هذا التركيب قولك أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار الذين قارعوا دونه وكشفوا الكرب عن وجهه أولئك أصحاب الجنة هذا على سبيل الاستطراد أذكر ما دار بين القوم فيما يتعلق بجملة أولئك على هدىً من ربهم فإن لها تاريخاً عجيباً وذلك أن تيمور لنك التترى عقد مجلساً بسمرقند خاصاً بالفحول من علمائها وعلماء غيرها وجرى فيه مباحثة بين الفاضلين سعد الدين التفتازانى والسيد الشريف الجرجانى وكان الحكم بينهما نعمان الدين الخوارزمى فانتصر للسيد على السعد وكان السعد مقدماً عند تيمور لنك فبعد تلك المباحثة قدم عليه السيد فحزن السعد وما لبث أن مات وكان موضوع المباحثة هذه الآية فالسعد يقول أن فيها استعارة تبعية تمثيلية معاً والسيد ينفى إجتماع الاستعارتين فبما أن الإستعارة التمثيلية ما كان كل من طرفى التشبيه فيها هيئة منتزعة من عدة أمور يحتم السيد أن يكون ما يعبر به عن تلك الهيئة لفظاً مركباً وحيث أن التبعية أنما تجرى فى المفرد فلا يصح عنده إجتماعها مع التمثيلية فى جملة إذ يقال حينئذٍ أن الجملة استعارة مفردة مركبة وفى ذاك تناف لكنه أجاز أن يحذف وبعض ألفاظ التمثيلية إذا كان المذكور يفهم منه المحذوف فقال فى الآية شبهت هيئة مركبة من المتقين والهدى وتمسكهم به بهيئة مركبة من الراكب والمركوب واعتلائه عليه قال وعلى هذا كان ينبغى أن تذكر جميع الالفاظ الدالة على الهيئة الثانية ويراد بها الهيئة الأولى بان يقال مثلاً أولئك على رواحل من ربهم فيكون مجموع تلك الألفاظ استعارة تمثيلية كل واحد من طرفيها مركب إلا أنه اقتصر فى الذكر على كلمة على لأن الإعتلاء هو العمدة فى تلك الهيئة إذ بعد ملاحظته تكون ملاحظة الهيئة اهـ فكلمة على حينئذٍ مستعملة فى حقيقتها إلا أنها جزء من ألفاظ المستعار المحذوفة والتمثيلية لا مجاز فى شيء من ألفاظها بالإجماع وأما السعد فيجيز أن يكون ما يعبر به عن الهيئة المنتزعة من عدة أمور لفظاً مفرداً ففى الآية على مذهبه استعارة تبعية من حيث تشبيه تمسك المتقين بالهدى باعتلاء الراكب على مركوبه و استعارة على من المشبه به للمشبه واستعارة تمثيلية لأن على تدل وحدها على تلك الهيئة الحاصلة بين الراكب والمركوب وقد مال أكثر المحققين إلى مذهب السعد إذ تقدير السيد ألفاظاً مقدرة لم يقم عليه دليل ولو ذكرت بازاء لفظ الهدى لكان الكلام مختلاً والحاصل أن فى الآية استعارة تبعية تمثيلية على مذهب السعد وتبعية فقط أو تمثيلية فقط على مذهب السيد وزاد السيد أن فيها استعارة بالكناية بتشبيه الهدى بالمركوب واستعارة المركوب وحذفه ورمز شيء من لوازمه وهو الإستعلاء
(12) ضمير المخاطب موضوع فى الأصل لمعين سواء كان مفرداً أو جمعاً وقد يخرج عن الأصل كما فى قوله تعالى ولو ترى إذ وقفوا على النار فإن الخطاب فيه لكل من يصلح للرؤية فهو مجاز مرسل علاقته الإطلاق
(13) قال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله ورفع بعضهم درجات فقالوا المراد بالبعض فى ورفع بعضهم درجات النبى صلى الله عليه وسلم وبعد هذه الآية ثلاث لم يذكر فيها ما يدل على إسمه الشريف وفى الرابعة التى نحن بصددها ذكر مخاطباً بأولئك فجاز أن يكون الإلتفات بين بعضهم وأولئك من الغيبة إلى الخطاب لأن الإسم الظاهر من قبيل الغيبة( إذا فهمت ذلك ) ظهر لك أن عبارة السيوطى سقط منها لفظ من فلعلها كانت هكذا ويحتمل أن يكون فيه التفات من ورفع بعضهم درجات
(14) المشاكلة ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه بصحبته فقوله أولياؤهم الطاغوت معناه أعداؤهم الطاغوت فذكر أعداؤهم بلفظ أولياؤهم لوقوعه صحبة ولى المذكور قبله فالمشاكلة مجاز مرسل علاقته المجاورة فى الذكر أى الوقوع فى الصحبة ثم بالإعتبار يكون فى اللفظ مشاكلة واستعارة أو مجاز مرسل ففى المثال المتقدم استعارة باعتبار تشبيه الأعداء بالأولياء تهكماً واستعارة لفظ الثانى للأول ومشاكلة باعتبار أن الأعداء مذكور بلفظ غيره لوقوعه صحبته ومثال المشاكلة والمجاز المرسل قوله تعالى ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) فإن معنى الأولى المعصية ومعنى الثانية جزاء المعصية وهو ليس بسيئة فاستعملت السيئة مكان الجزاء لكونهاسببه ففيها مجاز مرسل علاقته السببية ومن حيث أن الجزاء مذكور بلفظ غيره لوقوعه صحبته كان ثمة مشاكلة ولا يلزم تأخير اللفظ الحاصل به المشاكلة عن مشاكله بل قد يتقدم عليه كما فى قوله تعالى ( فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وقد يكون اللفظ الحاصل معه المشاكلة غير مذكور فى الكلام وحينئذٍ تسمى المشاكلة تقديرية نحو قوله تعالى { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا إلى قوله صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون } فإن صبغة الله منصوب بفعل محذوف وجو بادل عليه قوله آمنا والتقدير صبغنا الله بالإيمان صبغة أى طهرنا به تطهيرا إذ الإيمان يطهر النفوس فذكر تطهير الله بلفظ صبغة الله مشاكلة لمعنى آخرر حاضر فى الذهن وذلك أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم فى صبغ أصفر يسمى المعمودية ويعتقدون أنهم بهذا الإنغماس تطهر وأمن كل دين غير النصرانية فأمر الله المؤمنين أن يقولوا للنصارى صبغنا الله بالإيمان ولم نصبغ صبغتكم فلفظ ولم نصبغ صبغتكم هو المقدر ومعه حصلت المشاكلة ويجوز أن يكون فى صبغة الله استعارة بأن يعتبر تشبيه التطهير بالإيمان من الكفر بصبغ المغموس فى الصبغ الحسى ووجه الشبه كما قال ابن يعقوب ظهور أثر كل منهما على ظاهر صاحبه فيظهر أثر التطهير على المؤمن حساً ومعنى بالعمل الصالح والأخلاق الطيبة كما يظهر أثر الصبغ على صاحبه .
(15) يقال فى إجرائها نزل التضاد منزلة التناسب تهكماً واستهزاءاً فشبهت الأعداء بالأولياء لذلك واستعير لفظ الثانى للأول على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية .
(16)قد عرفت أن المشاكلة حاصلة مع لفظ ولى لا مع الذين آمنوا فلعله ساقط سهواً
(17)التغليب ليس من باب الحقيقة قطعاً لأن اللفظ مستعمل فى غير ما وضع له فلفظ الذين فى الآية موضوع فى الأصل لجمع العقلاء من الذكور لكنه فيها مراد منه الإناث أيضا ثم التغليب يكون من الجمع بين الحقيقة والمجاز ومن المجاز ومن عموم المجاز فالجمع بين الحقيقة والمجاز أن تنسب إلى اللفظ معنيين كل منهما على حدته أحدهما حقيقى والآخر مجازى كالذكور والإناث بالنسبة إلى لفظ الذين فـتـقول شبهت جمعية الإناث بجمعية الذكور بجامع أن كلاً وليه الله مثلاً واستعير اللفظ الدال على جمعية الذكور باعتبار هيئته لجمعية الإناث ثم أريد منه الذكور والإناث فالعلاقة معتبرة حينئذٍ بين بعض ما أريد باللفظ وبين البعض الآخر أى بين الذكور والإناث إذ هما شطرا ما أريد باللفظ وأما على كون التغليب من المجاز فتكون العلاقة معتبرة بين تمام ما أريد باللفظ وبين المعنى الحقيقى فتقول شبهت جمعية المشتركين لفظاً بجمعية المشتركين لفظاًومعنى أى شبهت الجمعية المكونة من الذكور والإناث بالجمعية المكونة من الذكور فقط واستعير المشبه به للمشبه وعموم المجاز أن تعتبر نقل لفظ الذين من الجمع المقيد أى جمع الذكور إلى مطلق جمع أى إلى معنى كلى يشمل المعنى الحقيقى وغيره فالعلاقة حينئذٍ الإطلاق وهى معتبرة بين تمام المراد والمعنى الموضوع له اللفظ كما فى سابقه والمثنى كالجمع فى جميع ما ذكر إلا أن نحو أبوين المقول على الأم والأب يلزم فيه ابتداءً ان تشبه الأم بالأب لعلاقة المجاورة فى الذهن أو الذكر ثم يجرى التجوّز فى هيئة التثنيـه كما أسلفنا والمشهور أن التجوّز فى المثنى والجمع أصلى فى غير المشتق منهما تبعى فى المشتق فمثال الجمع المشتق قوله تعالى حكاية عن مريم وكانت من القانتين إذا المراد بالقانتين ما يعم القانتات أيضاً فتقول شبه قنوت الإناث بقنوت الذكور واستعير الثانى للأول واشتق من قانتين وأريد به الذكور والإناث بناء على الوجه الأول أى الجمع بين الحقيقة والمجاز أو شبه قنوت المشتركين لفظاً بقنوت المشتركين لفظاً بقنوت المشتركين لفظاً ومعنًى إلخ على الوجه الثانى أو استعمل لفظ القنوت المطلق مكان المقيد واشتق منه لفظ الجمع على الوجه الثالث ومثال المثنى المشتق قانِـتَـين بفتح التاء إذا أريد به قانت وقانتة
(18) أى يتسع فيها التأويل بحسب قوة الناظر وما يحتمل اللفظ وذلك هنا فى الطاغوت
(19) هذه العبارة مسختها يد الناسخ وصوابها هكذا فإن آمنوا صادق بمن أراد أن يؤمن مجازاً وبمن صدر منه الإيمان حقيقة سواء كان فى الكفر ثم آمن أم لم يكفر أصلاً
(20) لأن من أراد أن يؤمن ليس بمؤمن فإخراجه من الكفر حقيقة وأما من صدر منه الإيمان فإخراجه من الكفر مجاز بمعنى منعه من الدخول فيه إبتداءاً كما تقدم .
(21) هو كون الكلمتين المختلف معناً هما راجعتين من حيث الاشتقاق إلى لفظ واحد كما فى الظلم والظلمة أيضاً
(22) ذكروا فى علم المعانى أن من دواعى ذكر المسند إليه بسط الكلام حيث يطلب طول المقام استعذاباً له قالوا ولهذا يطول الكلام مع الأحباء ومثلوا لذلك بقوله تعالى حكاية موسى هى عصاى فقالوا ذكر لفظ هى لبسط الكلام بدليل أنه زاد فقال أتوكأ عليها إلخ .. ولعل هذا غير مراد هنا .
(23) نحو نطقت الحال شبهت الحال بمتكلم وحذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو النطق واسناد النطق للحال يسمونه تخييلاً أو استعارة تخيلية وهو فى الحقيقة مجاز عقلى وتسميته استعارة لا بالمعنى المشهور بل من حيث أنه أسند إلى ما ليس له .
(24) اعترض الكفار على النبى صلى الله عليه وسلم فى أشياء منها نسخ القرآن للكتب المنزلة قبله فنزل قوله تعالى {لكل أجل كتاب يمحوا الله ما يشاء ويثبت} فيجوز أن يكون المراد من لفظ كتاب الكتاب المنزل من السماء كالقرآن والإنجيل إلخ .. والمعنى لكل وقت كتاب، حسب اقتضاء المصلحة ويجوز أن يراد به الحكم الشرعى وأن يراد المعنيان معاً وهذه الآية مما كثرت فيه أقوال المفسرين وإلا ظهر فى هذا النوع من الإستخدام قول أبى العلاء يرثى فقيهاً
قصد الدهر من أبى حمزة الاو * اب مولى حجا وخدن اقتصاد
وفــقيهاً أفكاره شدن للنعـــــمان ما لم يشـده شعر زيــاد
فلفظ النعمان يراد به أبو حنيفة النعمان رضى الله عنه والنعمان بن المنذر ملك الحيرة ويخدم الأول فقيهاً والثانى شعر زياد أى النابغة وكان معروفاً بمدحه .

بارك الله فيك على مجهودك

بارك الله فيك
وشكرا لك على المجهود

السلام عليكم
لك جزيل الشكر أخي بلقاسمي على الموضوع الطيب و المفيد
دمت في صحة و عافية

مشكورين إخوتي على مروركم

شكرا شكرا جزيلا

بارك الله فيك على مجهودك
بارك الله فيك على مجهودك
بارك الله فيك على مجهودك
بارك الله فيك على مجهودك
بارك الله فيك على مجهودك
بارك الله فيك على مجهودك
بارك الله فيك على مجهودك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.