تخطى إلى المحتوى

الشيخ الفوزان : ( مع الأسف لو يأتي عالمٌ يردُّ على أمثال هؤلاء قالوا : هذا متسرع ! ) 2024.

  • بواسطة

يقول الإمام البربهاري رحمه الله في " شرح السنة ":

« وَاعْلَمْ أنَّ الخروجَ عن الطريق على وجهين: أمَّا أحدُهُما : فرجلٌ قد زلَّ عن الطريق , وهو لا يُريدُ إلا الخير ؛ فلا يُقْتَدَى بِزَلَّتِهِ فإنَّه هالكٌ , ورجلٌ عَانَدَ الحقَّ وخَالفَ من كان قبلَهُ من المتَّقين ؛ فهو ضالٌّ مُضِلٌّ , شيطانٌ مريدٌ في هذه الأمَّةِ حَقِيقٌ على من عَرَفَهُ أنْ يُحذِّرَ الناسَ منهُ , ويُبيِّنَ للناسِ قصَّتَهُ لئلَّا يقع في بدعتِهِ أحدٌ فيَهْلك »

يقول العلامة صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – معلقا على قوله :

" حَقِيقٌ على من عَرَفَهُ أنْ يُحذِّرَ الناسَ منهُ , ويُبيِّنَ للناسِ قصَّتَهُ لئلَّا يقع في بدعتِهِ أحدٌ فيَهْلك " :

" أي : هذا الذي خرج عن الحق متعمِّداً لا يجوز السكوت عنه …

بل يجب أن يُكشف أمره , ويُفضح خِزيه حتى يحذره الناس …

ولا يُقال : الناس أحرارٌ في الرأي , حريِّة الكلمة , احترام الرأي الآخر !

كما يدندنون به الآن , من احترام الرأي الآخر , فالمسألة ليست مسألة آراء , المسألة مسألة اتباع , نحن قد رسم الله لنا طريقا واضحاً , وقال لنا سيروا عليه حينما قال : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ)[الأنعام:153] فأيُّ شخصٍ يأتينا ويريد منّا أن نخرج عن هذا الصراط فإنّنا :

أولاً : نرفُضُ قولَهُ .

وثانيا : نُبيِّنُ ونحذِّرُ الناسَ منه .

ولا يسعنا السكوت عنه , لأنّنا إذا سكتنا عنه اغترَّ به الناسُ ؛ لا سيِّما إذا كان صاحبَ فصاحةٍ ولسانٍ وقلمٍ وثقافةٍ , فإنّ الناسَ يغترّون به , ويقولون هذا مؤهلٌ , هذا من المفكرين , كما هو الحاصل الآن , فالمسألة خطيرةٌ جدًّا .

وهذا فيه وجوب الردِّ على المخالف , عكس ما يقوله أولئك يقولون : اتركوا الردود , دعوا الناس كلٌّ له رأيه واحترامه , وحرية الرأي وحرية الكلمة .

بهذا تهلك الأمّة , السلف ما سكتوا عن أمثال هؤلاء , بل فضحوهم وردُّوا عليهم , لعلمهم بخطرهم على الأمّة …
نحن لا يسعنا أن نسكت عن شرِّهم , بل لابد من بيان ما أنزل الله , وإلا فإنّنا نكون كاتمين , من الذين قال الله فيهم :

(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ ) [البقرة :159] , فلا يَقْتَصِرُ الأمر على المبتدع , بل يتناول الأمر من سكت عنه , فإنَّه يتناوله الذم والعقاب , لأنَّ الواجب البيان والتوضيح للناس , وهذه وظيفة الردود العلمية المتوفِّرة الآن في مكتبات المسلمين كلّها تذبُّ عن الصراط المستقيم , وتحذِّرُ من هؤلاء , فلا يروِّج هذه الفكرة – فكرة حرية الرأي وحرية الكلمة واحترام الرأي الآخر …- إلا مضلِّلٌ كاتمٌ للحق .

نحن قَصَدْنَا الحقَّ , ما قَصَدْنَا نجرِّح الناس أو نتكلم في الناس , القصدُ هو بيان الحق , وهذه أمانةٌ حمّلها اللهُ العلماءَ , فلا يجوز السكوت عن أمثال هؤلاء …

لكن مع الأسف لو يأتي عالمٌ يردُّ على أمثال هؤلاء قالوا :

هذا مُتسرعٌ …

إلى غير ذلك من الوساوس …

فهذا لا يُخذِّل أهلَ العلم أن يبيِّنوا للناس شرَّ دُعاة الضلال , لا يُخذِّلهم " اهـ

"إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنة للبربهاري "(1/113-115)
منقول

جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا هياااا

بارك الله فيكم على المرور

الجيريا

جزاك الله خيرا

بارك الله على المرور

بارك الله فيكم وزادكم علمااااا

بارك الله فيكم على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.