من أهم الصفات التي تتمناها كل إمرأة في زوجها هي أن يكون { متدين } , ومن أهم الصفات التي يتمناها الرجل في زوجته أن تكون { متدينة }
ولكن هل سألنا أنفسنا ما المقصود بالزوج المتدين و الزوجة المتدينة ؟
وما هي علاقة التدين بالزواج السعيد ؟
وهل للزواج دور في إقامة الدين ؟
وهل يستطيع الرجل والمرأة أن يقيما الدين وأن يقومان بترسيخ التدين من خلال ارتباطهما ؟
وكيف يواجه المتدين والمتدينة المشاكل التي تعترض حياتهما الزوجية ؟
…. كل هذه التساؤلات وأكثر سنسلط عليها الضوء في هذا الموضوع لٍنُظهر معنى التدين الحقيقي وأثره في حياة الزوجين وذريتهما من بعدهما .
في البداية لابد وأن نتفق أن إقامة الدين = إقامة الحياة وليس إقامة الدين مجرد أداء للعبادات , قال تعالى { أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } الشورى 13.. جاء في الاية الكريمة الأمر بإقامة الدين فقال تعالى أقيموا الدين ولم يقل وتدينوا فهناك فرق شاسع بين الامرين …. ولإقامة الحياة من خلال الدين هدف أولي وأساسي وهو أن يكون إقامة الدين خالص من أجل وجه رب العالمين وحده
وهنا السؤال ماهي علاقة التدين بالزواج السعيد ؟
قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان وفي رواية: نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي"
المفروض ان الزواج يعني انه ينقصني جزء وأريد إكماله بالزواج لأن الزواج حصن وأمان وتعاون على البر والتقوى ومعين يعينني على إقامة الدين فلا أحد يستطيع ان يقيم الدين لوحده ..أليست الصلاة تؤدى جماعة وهذا مثال بسيط يدل على أن نيل الدرجات العالية والثواب العظيم يكون من خلال الجماعة وليس الفرد فأنت تتزوج لتقيم الدين بزوجتك فهي خير من يعينك على إقامة الدين وأنت خير من يعينها على إقامة الدين .
والسؤال الآن من هو المتدين ؟
للمتدين عدة صفات من اهمها :
1) الإلتزام بالعبادات من صلاة وصوم وزكاة وصدقة ….. الخ فلا يوجد متدين بدون اداء لهذه العبادات وهذه من المسلمات ولكن هل هذا يكفي لنطلق عليه لفظ متدين ؟ بالطبع لا
2) صاحب عقيدة سليمة : لا يؤمن بالدجل أو الشعوذة او قراءة الطالع أو الكف أو الفنجان أو قراءة الحظ أو الابراج قبل خروجه لعمله أو أنه يصدقها لآ يؤمن ان هناك قوة خفية توقف رزقه وحاله لا يتشائم حينما يرى قط اسود او رقم معين او اسم معين لا يعلق تميمة في سيارته او على جدار منزله خوفاً من الحسد او العين ….الخ
3) المتدين فنان في معالجة امور ومشاكل الحياة وكمثال بسيط جداً حينما يتعلق الأمر بين أمه وزوجته
4) كريم ولكنه غير مبذر أو بخيل
5) سمح . لديه السماحة في المعاملة فهو يتجاووز لان لديه هدف نبيل وعظيم وهو إقامة الدين
6) لين … قال الله تعالى(( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضو من حولك)) آل عمران
7) متواضع فلا شرف مع الإسلام ولكن كما سبق وذكرت ان يكون فنان في تعامله مع من حوله أي أن يكون هناك معادلة وفق الشخص الذي أمامه ولا أقصد بالتواضع هو الكبر المذموم ولكن مثلما كان الصحابة عليهم السلام يتعاملون وفق شخصية واسلوب من امامهم فهذا ما نريده من المتدين حتى لا يهضم حقه وتضيع شخصيته .
8) سامي النفس ينظر دائماً للأمام قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : "إذا سألتم الله فسألوه الفردوس ، فإنه سر الجنة" بمعنى دنيوي { طموح } يطمح لارقى الأماكن والمناصب التي يستحقها بعرقه وعقله والاهم تدينه …. تراه يعمل في اكثر من وظيفة ويطمح للأكثر لكي يفيد غيره ويخدم بلده والمسلمين فهو يقيم الدين.
9) يعاشر بالمعروف … وضع تحت هذه الجملة مئة خط فلا يشك ولا يشتم ولا يخون ولا ….
10) إن تعرض لنشوز من زوجته طبق معها شرع الله في قوله الكريم (( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا))
11) ماله من حلال حلال حلال
12) كان النبي في خدمة أهله عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وذلك من ناحية الاحسان والمعاملة الطيبة وحسن الخلق والعشرة الطيبة …..
13) لا يمنن على زوجته وأولاده بما يقدمه لهم قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى }
ونأتي الان لذكر صفات الزوجة المتدينة والتي من اهمها والتي اجمع عليها العلماء ما يلي :
1) أن زوجها إذا تذكر أعانته وإذا نسي ذكرته : لو ضربنا مثلا من واقع الحياة الزوجية وهي أم الزوج لو كان الزوج باراً بأمه ويتذكرها دوماً ويزورها تعينه على برها وتساعده وتسعده بإهتمامها بأمه وتقديم كل ما تحب رغم انه يذكرها ولم ينساها … أما إن كان غافلا او ناسياً أو مقصراً في حق أمه تذكره وتشدد على ذلك بأسلوب لين { لأن المتدين لين كما سبق وذكرنا } تذكره بصلتها وواجبها عليه ووجوب طاعته لها وإن كانت أمه تسكن لوحدها تقترح عليه ان تسكن معهم و حتى لو كان لزوجها يوم واحد فقط إجازة يخرجون فيها للتنزه فلا بأس إن اهدت هذا اليوم لأم زوجها وجدة أولادها بأن تعد ما تحبه الجدة من طعام وشراب وهدايا وتطلب من زوجها ان يذهب لزيارتها حتى وإن كان لوحده حتى ترتاح امه في الحديث معه إن كان هناك أمر عائلي خاص وحتى لو كانت تعلم ان أمه ستتكلم في حقها فهي راضية لانها تقيم الدين ولها هدف آخر من ذلك وهو رضا رب العباد والجنة … هذا مثل ونقيس عليه باقي الطاعات والاعمال الصالحة
2) تكون الزوجة متدينة إذا وفرت واقتصدت : فلا يوجد اسعد من زوج يسأل زوجته هل تحتاجين شيئاً من السوق فترد مبتسمة عندنا كل شئ وتستطرد قائلة أسأل الله ان يعطيك القوة والعافية فأنت تشقى وتتعب لتوفر لنا كل ما نحتاج … سيشعر الزوج حينها كم تقدر زوجته وتشعر بتعبه وشقائه وبما يفعله ويقدمه من اجلها ومن اجل اولادهم ونقيس على ذلك باقي الامور الحياتية
3) إصلاح حاله وهيئته : لا تظني ايتها الزوجة أن تهيئة ثياب زوجك وتنظيفها وكيها ووضعها امامه حين استيقاظه من نومه بحيث يجد ثيابه جاهزة بالكامل شيئاً هين في نفس الزوج …. فهناك من تتعمد اهمال مظهر زوجها حتى تاخذه غيرها وإن اهتم هو بنفسه من كي وتعطير وغيرها من مظاهر إصلاح الهيئة اتهتمه بأنه يعرف غيرها ويتجمل ويتطيب لها …. إحذري فهذا من شأنه ان يدمر وينهي الكثير من رصيدك في قلب زوجك
4) تكون لما يحبه بلسم للجراح ولما يكرهه سداً للرياح كما ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من اول الحقوق للزوج ان لا توطئ فراشه شخصاً يكرهه …. أن لا تسمعه خبراً ينكد عليه ويعكر صفو مزاجه لان وراءه مهام ومسؤليات وحتى يكون قادر على إقامة الدين
5) تكون عوناً له على بر والديه إن كانا موجودين وعلى صلة أرحامه وان يكون المال الذي يكتسبه موزعاً بالعدل بينها وبين عباد الله المحتاجين
6) تذكره وتعينه على إخراج زكاة ماله
7) تعمل في بيتها وتقوم على شؤونه كما اوصى سيدنا اشرف الخلق وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم سيدنا على بن اب طالب { عليك خارج البيت وهي عليها داخله }
8) الشكر : من اهم صفات الزوجة الصالحة المتدينة الشكر ففي بعض الاحيان يشتكي الزوج او يتذمر او يعبر عن تعبه عند عودته من عمله ليس للشكوى ولكنه يريد أن يسمع كلمة شكر على ما يبذله من اجلها ومن اجل اسعادها ورسم الابتسامة والرضى على محياها … ولكن بعض الزوجات تقابل ذلك بشكوى مماثلة من جهتها انها هي ايضا تتعب وتشقى وتعول الاطفال والبيت وووو … في حين انه كان سيكتفي بكلمة سلامتك ويربد ان يسمع الشكر …. لا تستهيني عزيزتي الزوجة بكلمة تمسح عناء التعب من على كتف زوجك بعد عناء يوم طويل شاق فما بالك لو نظر الله فوجد هذا الزوج في خدمة أهله ونظر الى الزوجة فوجدها تشكر من قدم الخير لها … إن نظرة الشكر في عين الزوجة أغلى وأسمى وأثمن من ملايين الدنيا في عين زوج تعب من أجلها ومشى خطوات من اجل اسعادها
فهذا هو إقامة الدين يتعب زوج وتشكر زوجة
9) لو كان الزوج كثير الاسفار اياك والتحدث في المشاكل التي حدثت في غيابه خاصة إن كانت من طرف اهله فليس في صدره متسع لهذه المشاكل والمعضلات فكل ما يحلم به بعد غيابه الرحمة والمودة فلا يجعليه يندم على عودته
10) الزوجة المتدينة لا تهدد زوجها : مثل قولها بعض الكلمات مثل سأفعل ما اريد….. إياك أن تظن بيت أبي مفتوح …..أنتي بهذا الشكل المؤذي تضيعينه لغير رجعة ولا ادرى بخروج هذه العبارات من فم الزوجة هل هو شقاء عانته منه تريد بعده راحة وزوجا جديد ؟ ام انه تضيع زوجا احله الله لها لتقيم الدين ؟؟
11) نحن الان في ايام عظيمة ويستحب فيها الاعمال الصالحة ومنها الصوم وهنا قد تنشغل بعض الزوجات بأداء العبادات عن زوجها وهنا وجب ان تعلم ان طاعة زوجها تفوق كل النوافل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت… وقال عليه الصلاو والسلام اتقوا النار ولو بشق ثمرة … وهنا وجب التنبيه للزوجة أن تستأذن من زوجها قبل أن تنوي صيامها عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يحل للمرأة أن تصوم ، وزوجها شاهد ، إلا بإذنه )
وللإستذان فن وآداب فبعض الاحيان زوجها لا يريدها ان تصوم ولذلك حكمة فبعض الاحيان قد يصيب الانسان شحوب في اللون من جراء الصوم وخاصة المراة الضعيفة وهنا زوجها يريد ان يراها في كامل جمالها وحيويتها قال تعالى (وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) فهو يريد ان يراها قرة عين له وهنا وجب اخذ الاذن قبل ان تتطوع بالصوم { ولا يدخل الحديث في صيام الشهر الفضيل } فهو هنا إما ان يقول لها وأنا معك أو انه يلمح لها بقوله ارامي متعبة فلا تصومي وهنا وجب طاعته والاخذ بكلامه لانه يريد ان يراها في كامل زينتها وجمالها .
وهنا همسة لكل زوجة … { كيف يقيم الدين رجلا لا تحافظ عليه زوجته ولا تسمع له قولاً ولا تطيع له أمراً ولا تشكره }
والان كيف يقيم الزوجان المتدينين الدين بذريتهما ؟
كيف يربي الزوجان المتدينان اولادهم ؟
1) لابد أولاً وأن نربي أنفسنا حتى يتربى اولادنا فلا نكذب ونامرهم بالصدق ولا نخون الامانة ونأمرهم بالحفاظ عليها وهكذا …
2) المراقبة منذ نعومة اظفار الطفل وتعليمه الصح والخطأ بكل هدوء وبدون ضرب لأن الطفل لو ضُرب لا يعلم هو حقيقة لما ضرب او السبب الذي ادى لضربه وهنا وجب ان نبين له ان هذا خطأ ونحذره حتى لو كرره وهذا طبيعي ووارد كونه طفل
3) المحاكاة : اي التقليد { سنة الكون } في كل امور الحياة وطفلك سيقلد من يراه امامه ابيه امه …. ل1ا وجب تربية النفس قبل أن نتجه لتربية فلذات اكبادنا
4) الصبر ثم الصبر
نأتي الان للحكمة من انجاب الاولاد …فالمتدين يطلب الولد لا ليرثه من بعده …. أما قوله تعالى { يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا } فقد اجمع العلماء على ان هذا في العلم وليس في الأموال ولا من اجل ان يحمل اسم ابيه من بعده … فماذا ستفعل بإسمك من بعدك وانت في القبر تحت الارض أكلتك الديدان وماذا يعني أن احد يحمل اسمك ؟…اليس الاولى ان تدع اسمك عند ربك في عليين {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَظرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
هذا هو كل ما يسعى له المتدين حينما يجلس المتدين في جنات عدن على الارائك وفي وجهه نضرة النعيم فلن يهمه يُحمل اسمه من بعده ام لا وما يهمه ان حُمل وهو يُعذب بإهماله لتلك النعمة بعدم تربيتها التربية الاسلامية وبعدم الاحسان لها والغفلة عنها … { إقامة الدين } ألم يرزقك الله هم من أجل ذلك .. فالمتدين يقول يارب انت رزقتني نعمة وسأحافظ عليها من اجل اقامة دينك …. فلا تنسى انك تربي لله ومن اجل الله
فتربية الاولاد رسالة من لب الدين لاننا نحضر للدنيا ارواح وانفس من بعدنا تعبد الله وتعمر الارض وتقيم الدين كما ربيناها وعلمناها والتربية تشمل الجسدية المادية والنفسية المعنوية اي تربية روحية ازكيه اعلمه الخطأ والصواب اجزيه على فعل الخير واعاقبه على فعل الخطأ بما يرضي الله .
وهناك من يعتقد ان المال الحلال وجده يكفي لينشئ اولاده النشئ الاسلامي الصحيح فالمال الحلال فرض على كل مسلمل ولا يسقط حق ولدك عليك في تربيته وتوجيهه فعمر بن عبد العزيز ترك 11 ولداً ميراث كل ولد فيهم درهم واحد … هذا ما تركه عمر بن عبد العزيز لاولاده الاحدى عشر ومن بعده جاهد كا واحد منهم في سبيل ربه فكانوا أغنى الناس بهذا
أما هشام بن عبد الملك فقد ترك 11 مليون لولد واحد فآل حاله لأن يتسلف ويستدين ليأكل
وهنا لا ننقص مكانة المال في الاسلام فبالمال تقوم الحضارات فبلال بن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتق بالمال وسيدنا ابو بكر الصديق اعتق 6 رجال وامرأتان بماله فالمال اساس عند المتدين ولكن لا يسقط حق اولاده عليه من تربية وتوجيه ومراقبة ونصح
كيف يحل المتدين والمتدينة المشاكل التي تعترض حياتهما الزوجية ؟
كل حياة مشتركة لا بد وان يتخللها الخلافات والمشكلات ولكن يجب ان لا تتفاقم لتصل لبغض وتقاذف بالافاظ وصراعات ووو { فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان } وكاول ما نقول للمتخاصمين من الازواج { ولا تنسوا الفضل بينكم }
والاسلام دين المعالمة والرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن والمتدين هو اولى الناس باتباع منهج رسوله الكريم فكل ما تريده من زوجتك من تقدير واحترام ووو اعطها هو بالمثل فاللرجل اقول اتقي الله في زوجتك فلا يوجد رجل الا ويحلم بالكمال ويتمناه في زوجته ويريدها ان تكون له وتفعل له …. وهي كذلك
في الوقت نفسه نقول اتقي الله في نفسك قبلها فزوجتك لا تستحق منك الا كل عرفان وكل طيبة ومودة { وهل جزاء الاحسان الا الاحسان } فما هي الا معادلة { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف } فلو تمعنت في من تعيش معك في بيتك لوجدتها من تعد لك ما تشتهيه من الطعام وتنظف بيتك وهي حصنك الحصين من الله تعالى الذي يحول بينك وبين الفاحشة وهي عقل يشارك وروح ونفس تسكن اليها … هي جزء منك { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وكألف باء حل للمشاكل في ديننا الاسلامي فإن اتباع كلام الله عز وجل هو خير كلام قوله تعالى (( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)) وقد يكفي المراة رفع يد زوجها عليها فقط دون ان تلمسها فهذا لوحده كافي ولو سألنا اي زوجة ستقول ذلك فكم شهد هذا القسم العديد من كلام الزوجات عن ان رفع يد زوجها عليها قبل ان تهوي عليها كان له وقع قاسي جدا عليها فما بالكم بمن يضرب فورا دون نصح او وعظ او او
فكل زوجة تتمنى ان يشعر زوجها انها اهله وهذا ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله الكريم حيث ورد ذكر الزوجة بالاهل في اكثر من موضع فماذا بعد كلام الله ورسوله
وكذلك الحال بالنسبة للزوج يتمنى لن تشعر زوجته انه كل اهلها فهناك من الزوجات من تشعر زوجها دون قصد ان اهلها هم ابيها وامها واخواتها بل واحيانا صديقاتها والادهى السوق والتسوق فوجب ان تعلم ان بعد زواجها اهلها هو زوجها وهو اهله هي زوجته
ولحل الخلافات لابد وان يبدأ الشخص من نفسه ليعرف ماله وما عليه قبل ان يطالب الطرف الاخر بحقه عليه قال تعالى { يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } … فبدأ الله بالنفس وقدمها على الاهل وتفسير قوله اي احفظوا واتخذوا انفسكم وقاية من النار
ولكن مشكلتنا اننا نعيش الدين حالة وليس حياة فإن احب الزوج زوجته انعم عليها من نعم الله وصب عليها الخير صبا وهي كذلك اما ان كرهها او كرهته لفعل ما عاملها بما لا يرضي الله وهي كذلك والسبب انه او انها لم يعد او تعد يحبها او تحبه
فائدة الحب في الحياة او ثمرة الحب في المعالمة ان يهوِن التعب اي لا يشعر الشخص بتعب وهو يخدم ويعطي ويقدم لمن احبه مهما كانت المشقة ولكن لو ذهب الحب فكل ما سنقدمه ولو كان ضئيلا فسنشعر انه كثقل جبال عظيمة على صدورنا …. وهذا ليس من الدين في شئ …. مثلا نفقة الرجل لزوجته واجبة ام بسبب الحب ؟
وهنا همسة للزوجة المتدينة التي تتعرض لأذى او جحود من زوجها لابد وان ينسوا انهم زوجان طالما اتت روح ثالثة فلا بد من نظرة لها بعد وننسى النظرة الغبية نظرة الأنا بل هؤلاء فلذة كبدها وكبد ابيهم فلو عاشت لتربيهم لكي تنمع احدهم من ان يصبح فاسد في الارض او محتال او سارق بل جندي من جنود محمد صلى الله عليه وسلم في اقامة الدين واعمار الارض والله يذكرنا بقول { ادفع باللتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم } لماذا لا يوجد لدينا يقين بالصدق الاية تخبرنا عن الذي بيننا وبنه عداوة فما بالكم بمن كان زوج ومحب ؟؟؟ فيجب ان نتروى وان نتفهم وضعنا الحالي وما سيؤول عليه وضعنا في المستقبل خاصة في وجود اطفال قبل الاقدام على اي خطوة غير محسوبة فكم من زوجة تمنت العودة بعد انفصالها وكم من زوجها تركت زوجها وتزوجت وتشتت الاولاد اما تحت رحمة زوجة الاب او عند زوج الام او في افضل الحالات عند الجدة وهي في عمر قد انتهت صلاحيتها وقدرتها على حمل مسؤلية التربية والقيام بواجبات الام والاب لهؤلاء الابناء فهي من بحاجة لرعاية واهتمام في سنها ذاك واقول للزوجة كنتي في بيت والدك عضو في بيت والان اصبحتي سيدة البيت بأسره انتي اميرته فكم من زوجة اعطت وضحت وكم وكم … عزيزتي اذا كان هناك اولاد يجحدون وينكرون معروف امهاتهم الاتي انجبهن وحملنهم فلا تحزني من رجل جحد فضلك ونسيه طالما فعلتي ما عليكي
نعم تحزني ووو لان هذا غصب عنك فأنتي بشر من لحم ودم قدمتي الخير ووجدتي الشر اعطيتي المعروف ولم تاخذي الا المنكر ضحيتي من اجله بالغالي ولم يرد الجميل جميلا …. غصبا عنكي ستتأثرين فإن لم تتأثري لن تكوني طبيعية … ولكن كوني متدينة تقيم الدين اعطي لوجه الله وكلما كان داخلك بركان وظاهرك العطاء ومعاملة الزوجة المسلمة لزوجها كما امرها الله كلما كان عطاءك له ثواب واجر { مضاعف } فلا تنسي ان الدنيا ممر للجنة لمن اراد الخلود فيها
وفي خلال الحياة الزوجية قد تصادف الزوجة خيانة زوجها لها وهنا النصيحة لكل زوجة متدينة وجدت دليل ضد زوجها اياك بمناقشته وحسابه لانها بهذا العمل ترفع من عليه ستار الحياء واعتقد ان الخطوة المقبلة ستكون امامك ويحسب حساب تلك اللحظة
{ هذا ما عندي ان اعجبك } …. اتركيه يعيش بخوف معصيته ويخاف ان ينكشف
كوني من الغافلات … الغفلة في الدين سيئة الا في هذا الموضع وهذا كلام الله كما ورد في سورة النور وهو مقابل غفلتك الطيبة هذه سيكون عنده حياءا منك … فالزوجة المتدينة هي الزوجة البيوتة هي من تقدس بيتها الزوجة المتدينة هي التي نصب عينيها بيتها تعبد فيه خالقها فلا تتركه مهما حدث وهنا عظمة بقاء المرأة في بيتها حتى لو طلقها زوجها فما بالك بمن خان ربها قبل ان يخونها هي من تطلب الجنة وتقيم الدين ولذلك ايضا كانت صلاة المرأة في بيتها افضل من المسجد واعظم اجرا باجماع اراء العلماء حتى يلفت نظر الزوجة لمسؤليتها عن هذا الييت جنتها الصغيرة فالرجل زوجته لا تربيه ولا تؤدبه .
ويييييين راكم
بارك الله فيك على الموضوع القيّم
لكن لنتجنب المواضيع الطويلة في المستقبل