تخطى إلى المحتوى

الدكتور علي بن محمد يستأنف مقالاته في الشروق ويكتب:يا نظاما يهب الإصلاحات شكر الله سعيك 2024.

مـنـاوشــات

الدكتور علي بن محمد يستأنف مقالاته في الشروق ويكتب:يا نظاما يهب الإصلاحات شكر الله سعيك

2024.09.18الجيريا بقلم: علي بن محمد

الجيريا

دلت التجارب الأخيرة، في أقطار الوطن الـعـربي، المصنفة ضمن ما صار يعرف بفضاء "الربيع العربي"، على أن الأنظمة المتسلطة على شعوبها لا تقـدم، عمـوما، على التفكير في التضحية بشيء من مظاهر جبروتها، وآليات سطوتها، إلا حين تصر الجماهير على المطالبة ببعض من حقوقها المستلبة.

  • حينئذ ينتاب الهلع مفاصل الحكم كلها، الظاهر منها والباطن، ويغشاها الخوف الشديد من المصير المجهول الذي تعلم، علم اليـقـين، أنه لا مفر لها منه إذا طال غليان الشارع، واستمر العصيان، وانهار جدار الـرعـب الذي ظل، لعقود طويلة، يحول دون التفكير- مجرد التفكير- في التغيـير خارج الانقلابات العسكرية التي كانت غالبا ما تتحول إلى أسوإ من الأنظمة التي انقلبت عليها!
  • ويبدو أن السلطة عندنا قد تكون مختلفة عن شقيقاتها العربيات، أو أنها هكذا تريد أن تسوّق صورتها لدى من لا يعرفها في الداخل والخارج. ذلك أنها تؤمن بأن خير خطط الدفاع هي التي تكتسي صبغة الهجوم. وهي لذلك تـنمِّـي وتطور، منذ مدة، قدراتها على التحسّـس والتوجّـس، واسـتـشعار الأخطار، حتى الضئيلة منها، قبل وقوعها، وحتى لو أدّى ذلك، في بعض الأحيان، إلى المبالغة في التقدير، والإسراف في الاحتياط… وكل هذا حتى لا يـباغـتها أمـر جَـلل، من قبيل ما عانـته، وما زالت تعانيه، بعض تلك الشقائق العربيات السالفة الذكر… ولعل واحدة من أهم خصائص السلطة عندنا، من هذا الجانب الذي نتحدث عنه الآن، هو أنها، تحت سلطان ذلك الفزع المرعب، تسارع إلى المبادرة باتخاذ الحلول التي تعتقـد أنها هي التي تطمح الجماهير إلى بلوغها، وتـتطلع التنظيمات السياسية والاجتماعية إلى تحقيقها؛ ظنا منها أنها بذلك تــتجنب المصائب والمهالك… ولكنها ترتكب الأخطاء نفسها التي تتخوف من نتائجها المدمرة، حين تـتـصرف في موضوع ما تسميه "الإصلاحات"، وكأنه شأن لا يعـنيها إلا هي وحدها، وأمر لا يهم الشعب الذي ينص الدستور على أنه مالك السيادة، ومصدر كل السلطة، ولا مؤسساته الاجتماعية وتنظيماته السياسية، ونخبه الثقافية… وأحسب أن "النظام" في بلدنا له في هذا المضمار تـقاليد عريقة، وسوابق مشهودة…
  • ومن دون الرجوع إلى الستينات والسبعينات، من قرننا المنصرم، حيث كانت توهب الدساتير والمواثيق، وحيث كان رداء "الشرعية الثورية" يتيح للـنظام أن يبسط سلطانه في كل مجال، فإنه يكفينا أن نـذكـّر ببعض الذي وقـع مـنذ حوادث أكــتوبر الشهير من عام 1988، من الممارسات التي تدخل في باب التحايل على مطالب الناس الحيوية بإجهاضها، ومسخها في صورة هدايا وهِـبات مسمومة، لا تلبث أن تظهر على حقيقتها، ولكن بعد أن تكون قد زرعت الفوضى، وألهبت سوق المطامع الجامحة، وساعدت على بروز جيش من الانتهازيين: سماسرة من كل نوع، وإعلاميين "نظامـيّـين"، ومثـقفـين ومحللين "تـبريريـين"، وحزبـيـين "جهازيّـيـن"… وقد حوّل السباق المحموم إلى نيل رضا أولياء النعم كثيرا من هؤلاء إلى مخلوقات لا إنسانية لها، ولا عقل، ولا كرامة.
  • ما زلت أتذكر بعض وقائع المؤتمر السابع لحزب جبهة التحرير (نوفمبر 1989) حين قام أحد المؤتمرين سائلا رفاقه الحاضرين: ـ قولوا لي، بربكم، ما هي الشعارات السياسية التي حملها الفتيان الذين خرجوا من مدارسهم، والمحافظ على ظهورهم، أو الشبان الذين هاجموا مقرات الحزب، ومراكز الشرطة ؟.. أنسيتم أنهم كانوا يرددون بصوت واحد: "نهار اليوم ما تـفـراش"… و"ما نحبوش الفلفل لكـْحَـل، إلخ…"، هل سمعتم متظاهرا واحدا طالب بتعدد الأحزاب؟ أو باقتصاد السوق؟..
  • الظاهر أن خطيب الجبهة قد غاب عن خاطره أن أكتوبر المغشوش كان فيه التدشين الصاخب لاستراتـيجية "استباق المجتمع إلى مطالبه الحيوية"، والمبادرة بالنصوص التطبيقية لها، تلك التي يكـيّـفها النظام، بحسب ما تقتضيه مصالحه الحميمة. ويمكن الاعتراف بنجاح الخطة بشكل عـام. وأن تلك الاستراتيجية قد آتت أكـُلـَها، بقطع النظر عن صدق عدد قليل من الرجال الذين انحازوا إلى الديمقراطية حقا وصدقا، وتبنوها فهما ومـمارسة، فكلفتهم شرب المـرّ، ووحشة العمر، في مرحلة من تاريخ البلاد عامرة بالأنواء والعواصف. وساحة للسياسة قد احتلتها القوارض والزواحف…
  • واليوم، هل في سُلـَّمِـيّة النظام، "من القمة إلى القمة"، رجل واحد يفكر في تعديل خطة، أو تغـيـير منهجية وفرت على امتداد سنوات مضت مثل هذا الهدوء، ومثل هذه السكينة، ولو كانا ظاهرين فقط؟ ولو كانا يخفيان براكين تضطرم أحشاؤها بأنهار من الحمـم والنيران؟…
  • منذ شهور عاد النظام إلى عادته القديمة. في غمرة انفجار الشارع عـند جيراننا الأقارب والأباعد، أخذ الخوف يساوره، ويقض مضجعه بالكوابيس المرعبة في كل ليلة. فما كان منه إلا اللجوء إلى الوصفة السحرية الجاهزة، وفق الخطة المجرّبة، ومؤداها تبني لهجة شديدة الانتقاد للأوضاع المزرية في المجالات السياسية والإعلامية وغيرها، والوعد بتصحيح عاجل لها بإصلاحات تسر الصديق وتغيظ العدو!.. ولقطع ألسنة جموع المرتابين، والمشككين، والذين جُبلوا على التشاؤم المزمن… ها هي لجنة عالية القدر، رفيعة المستوى، أبوابها مشرعة لكل من أحب أن يزورها ليودع لديها قائمة إصلاحاته التي يحلم برؤيتها حقيقة ماثلة في مسرح الواقع الـوطني. وهكذا تـبـرّك باللجنة من تبرك"، ومسّح بالأركان من هو ماسح". وقاطع من قاطع. فعوتب بعض الذين ذهبوا على الذهاب، وعوتب بعض الذين قاطعوا على المقاطعة. وانتظر الجميع إشراقة وجه الوليد المنتظر، ذي الطلعة الإصلاحية البهية. ولكن الجبل، في هذه المرة أيضا، لم يلد- بعد المخاض الطويل – إلا شبيها بما تعوّد أن يلده في كل مرة يحبل فيها. وما ظنك بمولود تكون وزارة الداخلية العتيدة قابلته الميمونة، ومرضعته المصونة، وحاضنته "الحنونة".
  • فيا لخيبة الآمال!! ويا لبؤس من يراهن على نظام لم يستطع حتى أن يطـيّب خواطر من تجشموا عناء تقديم لوائحهم الإصلاحية، فيطلعهم على مشاريع النصوص قبل تلاوتها في مجلس الوزراء، أو على الأقل، قبل تمريرها في مجلس خـُلق ليناقش كأنه معارض شديد، ثم ليصادق في كل مرة كأنه ولي حميم… ويا خـشيتي من سماء تنذر بهوج العواصف، وعـاتي الموج، وربابنة السفينة يجادلون بأنها "سحابة صيـفٍ عـن قــريـبٍ تـَـقــشَّـعُ".

السلام عليكم ورحمة الله
وينك يا دكتور علي بن محمد

عودة ميمونة دكتور
ننتظر منكم الإصلاح الحقيقي
إصلاح الأمة
إن شاء الله خير

والله كلمات في الصميم

أهلا بك دكتور أنت وسام شرف نضعه على صدورنا
سنعتبرك وزيرنا و لو شرفيا و نتمنى أن تبقى على تواصل معنا سواء عبر الصحف أو موقع إلكتروني أو غير ذلك
التاريخ لن ينسى أحدا

الشعب يريد علي بن محمد وزيرا لقطاع التربية.

بمثلك تعتز البلاد و تفخر و بغيرك( بن بوزيد) تذل و تحتقر

لقد كنت وما زلت حلم التربية الوطنية الجزائرية الأصيلة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد1976 الجيريا
بمثلك تعتز البلاد و تفخر و بغيرك( بن بوزيد) تذل و تحتقر

بارك الله فيك
مداخلة رائعة

عدتم والعود أحمد يا دكتور أنا واحد من الذين كان لهم شرف حمل رسالة التربية وأنتم على رأس الوزارة وشهادة فخر واعتزاز بك لأنك كنت من المدافعين عن قبل أن يدافع هو أو النقابة فلكم كل التقديرلا والتحية

أنا أعتز بأنني درست وأنت على رأس التربية
ها أنا أحتقر وأنا رجل تربية في منظومة الاحتقار

نعم الرجال انت دكتور وبمثلك تعتز البلاد وتفتخر .

الدكتور علي بن محمد رجل من الرجال القلائل المخلصين

كلمات رقراقة فعلا

صدقوني لو يصبح وزيرا لانقلب 180 درجة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد علي 12 الجيريا
كلمات رقراقة فعلا

صدقوني لو يصبح وزيرا لانقلب 180 درجة

كان وزيرا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.