تخطى إلى المحتوى

🚩🚩🚩 الدعوة إلى رب العالمين لا تكون بفعل المحرمات والبدع في الدين🚩🚩🚩 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدَّعْـوَةُ إِلَى رَبِّ العَالَمِيْنَ
لاَ تَكُـوْنُ بِفِعْلِ الـمُحَرَّمَاتِ
وَالبِـدَعِ فِي الدِّيْـنِ
حُكْمُ فِعْلِ بَعْضِ البِدَعِ وَالـمُخَالَفَاتِ بِحُجَّةِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ..! وَنَشْرِ الدَّعْوَةِ..!؟
جَمَعَهُ وَأَعَدَّهُ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عَبْدُ الــرَّزَّاق عـون الجَـزَائِـرِيّ

الجيريا

1- الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ مُقْبِل بن هَادِي الوَادِعِيُّ – رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى –
السَّائِلُ:« هَلْ يَـجُوْزُ تَرْكُ بَعْضِ الوَاجِبَاتِ أَوِ المُسْتَحَبَّاتِ، أَوْ فِعْلُ بَعْضِ المُحَرَّمَاتِ وَالمُبْتَدَعَاتِ، تَحْتَ ذَرِيْعَةِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ، أَوْ لَا؟ »اهـ.
فَأَجَابَ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ مُقْبِل بن هادي الوادعيُّ – رَحِمَهُ الله -:« …إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَلَسْتَ مُفَوَّضًا في دِيْنِ الله، نَعَمْ، لَسْتَ مُفَوَّضًا في دِيْنِ الله.
يَقُوْلُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُـحَمَّدٍ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75) » [الإسراء:74-75]، وَيَقُوْلُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، بَيَانًا أَنَّكَ لَسْتَ مُفَوَّضًا في هَذَا الدِّيْنِ:« لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) » [آل عمران:128]، وَيَقُوْلُ لِنَـبِـيِّـهِ مُـحَمَّدٍ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ » [هود:112]، وَيَقُوْلُ:« فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ » [فُصِّلَتْ:6].
فَنَحْنُ مَأْمُوْرُوْنَ بِالاسْتِقَامَةِ، وَمَا يُدْرِيْنَا أَنْ يَكُوْنَ هَذَا التَّـنَازُلُ سَبَبًا لِلْهَزِيْمَةِ النَّفْسِيَّةِ!، وَقَدْ وَقَعَ، وَالله الـمُسْتَعَانُ.
فَلَا تَـتْـرُكْ وَاجِباً مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ، فَالله أَغْيَـرُ عَلَى دِيْنِهِ، وَلَا تَـرْتَـكِبْ مُحَرَّمًا، لَا تَـحْلِقْ لِـحْيَـتَكَ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ، إِيْ نَعَمْ، لَا تَلْبَسِ البَنْطَلُوْن مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ […]، لَا تَلْبَس هَذِهِ الكَرَفَـتَّـه مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ…» إِلَى أَنْ قَالَ:«…أَصْبَحَتْ مَصْلَحَةُ الدَّعْوَةِ صَنَمًا يُعْبَدُ، أَصْبَحَتْ صَنَمًا يُعْبَدُ، الله أَغْيَـرُ عَلَى دِيْـنِـهِ مِنَّا، والله يَقُوْلُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ » [الشُّورى:48] »اهـ.(1)
وَقَالَ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ مُقْبِل بْنُ هَادِي الوَادِعِيُّ – رَحِمَهُ الله -:« وَقَدْ أَلْزَمْنَا أَنْفُسَنَا أَلَّا نَرْتَـكِبَ مُحَرَّمًا، وَلَا نَتْرُكَ وَاجِبًا، وَلَا نَرْتَـكِبَ بِدْعَةً مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ (2)، لأَنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَأْمُرُنَا بِالاسْتِقَامَةِ فَقَالَ:« فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ » [فُصِّلَتْ:6].
وَقَالَ مُرَغِّبًا في الاسْتِقَامَةِ:« إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31)نُزُلا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ(32) » [فُصِّلَتْ:30-32].
وَالعَامِلُ بِالسُّنَّةِ لَابُدَّ أَنْ يُصْدَمَ في أَوَّلِ الأَمْرِ، لأَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ قَدْ جَهِلُوا سُنَّـةَ رَسُوْلِ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جَـمِيْعِ الأَقْطَارِ الإِسْلَامِيَّـةِ، وَقَدْ كُنَّا بِمَدِيْنَـةِ رَسُوْلِ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَالعِلْمُ فِيْهَا مُنْـتَـشِرٌ أَكْثَـرُ مِنْ غَيْرِهَا، لَمَّا عَمِلَ بَعْضُ إِخْوَانِنَا في الله بِحَدِيْثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وَزَادَ في السَّلَامِ في الصَّلَاةِ: «وَبَـرَكَاتُهُ»، فَضَجَّ أَهْلُ المَسْجِدِ، وَسَأَلُوا بَعْضَ أَهْلِ العِلْمِ فَقَالَ: هِيَ ثَابِتَـةٌ، وَلَـكِنْ مَا يَنْـبَغِي أَنْ يُشَوَّشَ عَلَى النَّاسِ.
فَمَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ، فَإِذَا العَامِلُوْنَ بِهَذِهِ السُّنَّةِ كَثِيْرٌ، في كَثِيْرٍ مِنَ الأَقْطَارِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَلَوْ جَارَيْنَا مُجْتَمَعَاتِنَا الجَاهِلَةِ بِالسُّنَّةِ لَمَا انْتَشَرَتْ سُنَّةٌ مِنَ السُّنَنِ »اهـ.(3)
وَسُئِلَ كَذَلِك، أي الشَّيْخُ مُقْبِل – رَحِمَهُ الله -:« مَا حُكْمُ مَنْ يَرْتَـكِبُ شَيْئًا مُحَرَّمًا، مِثْلَ حَلْقِ اللِّحْيَـةِ، أَوْ تَقْصِيْرِهَا، بِحُجَّةِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ؟ »اهـ.
فَأَجَابَ العَلَّامَةُ مُقْبِل بن هادي الوَادِعِيّ – رَحِمَهُ الله -:« مَصْلَحَةُ الدَّعْوَةِ هِيَ الاسْتِقَامَةُ، هِيَ الالْتِجَاءُ إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، « فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ » [هود:112]، « وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75) » [الإسراء:74-75].
وَهَكَذَا أَيْضًا الاسْتِقَامَةُ وَالالْتِجَاءُ إِلَى الله، فَالنَّبِيُّ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غَزْوَةِ بَدْرٍ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، وَيَبِيْتُ لَيْلَـتَهُ يَدْعُوْ رَبَّهُ وَيُصَلِّيْهِ، أَنَّ الله يَنْصُرُ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِيْنَ، هَذَا أَمْرٌ.
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَيْضًا، غَيْرُ مَا قَضِيَّـةٍ لِلنَّبِيِّ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَلْتَجِئُ إِلَى رَبِّـهِ، فَإِنَّنَا لَسْنَا مُفَوَّضِيْنَ في دِيْنِ الله، يَقُوْلُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِنَّبِيِّهِ مُحَمَّدٍ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-« لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ » [آل عمران:128]، فَإِذَا كَانَ النَّبِيُّ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، فَنَحْنُ أَيْضًا مِنْ بَابِ أَوْلَى، لَيْسَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، نَعَمْ.
وَرُبَّمَا تَـكُوْنُ المَعَاصِي سَبَـبًا لِلْهَزِيْمَةِ النَّفْسِيَّـةِ،« وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) » [التوبة:25]، « وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ » [آل عمران:152]، فَلَا بُـدَّ مِنَ الاسْتِقَامَةِ، وَأَنْ نُفَوِّضَ الأُمُوْرَ لله عَزَّ وَجَلَّ.
أُف، ثُمَّ أُف، ثُمَّ أُف، لِمَنْ يُقَدِّمُ رَأْيَهُ عَلَى كِتَابِ الله، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُوْلِ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَصْبَحُوا مُعْتَزِلَةً! »اهـ.(4)
وَسُئِلَ كَذَلِكَ – رَحِمَهُ الله -:« مَا حُكْمُ القُنُوْتِ في صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَمَا العَمَلُ إِذَا كُنْتُ إِمَامًا بِقَوْمٍ يَقْنُـتُوْنَ، وَيَتَعَصَّبُوْنَ لِمَذْهَبِهِمْ؟ جَزَاكُمُ الله خَيْرًا »اهـ.
فَأَجَابَ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ مُقْبِل بن هادي الوَادِعِيّ – رَحِمَهُ الله -:« القُنُوْتُ في صَلَاةِ الصُّبْحِ وَتَخْصِيْصُهَا يُعْتَـبَرُ بِدْعَةً، لِمَا جَاءَ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُد»، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَتِ، صَلَّيْتَ خَلْفَ رَسُوْلِ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَهَلْ كَانُوا يَقْنُـتُوْنَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيّ مُحْدَثٌ.
وَأَمَّا حَدِيْثُ أَنَسٍ:« أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا زَالَ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا »، فَإِنَّهُ مِنْ طَرِيْقِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ، وَالرَّاجِحُ ضَعْفُهُ.
بَقِيَ، مَا إِذَا كُنْتَ إِمَامًا، وَطَلَبُوا مِنْكَ أَنْ تَقْنُتَ، فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ نَوَازِل، وَأَذِنُوا لَكَ أَنْ تَقْنُتَ في الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، وَتَدْعُوْ دُعَاءً يُنَاسِبُ القَضِيَّةَ وَالحَالَةَ، فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ.
وَإِنْ أَبَوْا إِلَّا أَنْ تَقْنُتَ، فَقُلْ لَهُمْ: صَلُّوْا وَسَأُصَلِّيْ مَعَكُمْ، وَإِذَا قَنَـتُوا فَلَا تَرْفَعْ يَدَيْكَ، وَلَا تُؤَمِّنْ، لأَنَّهُ بِدْعَةٌ.
إِذَا كَانَ هُنَاكَ نَوَازِلَ يَقْنُـتُـوْنَ في الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، وَبِدُوْنِ نَوَازِلَ فَإِنْ أَذِنُوا لَكَ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَّا بِالسُّنَّةِ، فَعَلْتَ، وَإِنْ طَلَبُوا مِنْكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالبِدْعَةِ، قُلْ لَهُمْ صَلُّوا وَسَأُصَلِّي مَعَكُمْ، وَالله يَحْكُمُ بَيْنِيْ وَبَيْنَـكُمْ، صَلُّوْا، اجْعَلُوْا لَكُمْ إِمَامًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ، نَعَمْ »اهـ.(5)
وَسُئِلَ كَذَلِكَ – رَحِمَهُ الله -:« قُلْتَ: أَنْ نَدْعُوَ كَمَا دَعَا رَسُوْلُ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَالأَلْبَانِيُّ يَقُوْلُ: لَا بَأْسَ بِأَنْ يُجْتَهَدَ في الدَّعْوَةِ مَا لَمْ يُخَالَفِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ؟ »اهـ.
فَأَجَابَ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ مُقْبِل بن هادي الوَادِعِيّ – رَحِمَهُ الله -:« لَا بَأْسَ، وَالأَفْضَلُ هُوَ الدَّعْوَةُ لِلاقْتِدَاءِ بِرَسُوْلِ الله- صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فَنَحْنُ لَسْنَا مُفَوَّضِيْنَ في دِيْنِ الله.
أَقْصِدُ مِنْ هَذَا أَنَّنَا لَا نُبِيْحُ مُحَرَّمًا مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ، وَلَا نَرْتَـكِبُ بِدْعَةً مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ، وَلَا نَتْـرُكُ وَاجِبًا مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ،(6) نَعَمْ، إِذَا وُجِدَ في الأَمْرِ: هَذَا جَائِـزٌ، وَهَذَا جَائِـزٌ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَنْفِرُوْنَ مِنْ أَحَدِ الأَمْرَيْنِ، يَنْـبَغِي أَنْ تَعْمَلَ بِمَا لَا يَنْفِرُوْنَ، مِثْل الصَّلَاةِ في النِّعَالِ، الصَّلَاةُ في النِّعَالِ مُسْتَحَبَّةٌ، وَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ عَدَمِ الصَّلَاةِ في النِّعَالِ، لَكِنْ إِذَا كَانَ يَحْصُلُ نُفُوْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ في النِّعَالِ، فَيَنْبَغِيْ أَنْ لَا تُصَلِّيَ في نَعْلَيْكَ، وَالله المُسْتَعَانُ »اهـ.(7)
************************************************** *********************
(1) مُفَرَّغًا مِنْ مَقْطَعٍ صَوْتِـيٍّ للشَّيْخِ.
(2) قَالَ الشَّيْخُ مُقْبِل – رَحِمَهُ الله – في حَاشِيَةِ نَفْسِ الكِتَابِ، مُعَلِّقًا عَلَى هَذَا المَوْضِعِ:« وَهَذَا بِخِلَافِ بَعْضِ الجَمَاعَاتِ، فَإِنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَحْلِقَ لِحْيَتَهُ، وَيُؤَذِّنَ بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، وَيَـتَنَازَلَ عَنْ بَعْضِ الوَاجِبَاتِ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ، وَهُوَ بِهَذَا يَهْدِمُ الدَّعْوَةَ، لأَنَّ النَّاسَ يَسْتَهِيْنُوْنَ بِالدُّعَاةِ إِلَى الله كَمَا هُوَ الوَاقِعُ…. »اهـ. مِنْ كِتَابِ « المَخْرَجُ مِنَ الفِتْـنَـةِ »، لأَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَن مُقْبِل بْنِ هَادِي الوَادِعِيِّ، (98).
(3) « المَخْرَجُ مِنَ الفِتْـنَـةِ »، لأَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَن مُقْبِل بْنِ هَادِي الوَادِعِيِّ، (97-98).
(4) مُفَرَّغًا مِنْ مَقْطَعٍ صَوْتِـيٍّ للشَّيْخِ.
(5) مُفَرَّغًا مِنْ مَقْطَعٍ صَوْتِـيٍّ للشَّيْخِ.
(6) وَمِنْ جَمِيْلِ كَلَامِ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ – رَحِمَهُ الله – أَنَّهُ قَالَ:« أَمَّا الإِنْسَانُ في نَفْسِهِ فَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ الذي يَعْلَمُ أَنَّهُ مُحَرَّمٌ، لِظَـنِّـهِ أَنَّهُ يُعِـيْـنُـهُ عَلَى طَاعَةِ الله، فَإِنَّ هَذَا لَا يَكُوْنُ إِلَّا مَفْسَدَةً، أَوْ مَفْسَدَتُهُ رَاجِحَةٌ عَلَى مَصْلَحَتِهِ، وَقَدْ تَنْقَلِبُ تِلْكَ الطَّاعَةُ مَفْسَدَةً، فَإِنَّ الشَّارِعَ حَكِيْمٌ، فَلَوْ عَلِمَ أَنَّ فِي ذَلِكَ مَصْلَحَةً لَمْ يُحَرِّمْهُ »اهـ، مِنْ « مَجْمُوع الفَـتَاوى لِشَيْخِ الإِسْلَام ابن تَيْمِيَّة »، (14/474).
(7) مُفَرَّغًا مِنْ مَقْطَعٍ صَوْتِـيٍّ للشَّيْخِ.
– يتبع بإذن الله –

2- الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ صَالِحٌ الفَوْزَان – حَفِظَهُ اللَّه تَعَالَى –
السَّائِلُ:« فَضِيْلَةُ الشَّيْخِ وَفَّقَكُمُ الله، يَقُوْلُ: هَلْ يَجُوْزُ الوُقُوْعُ في بِدْعَةٍ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ؟ »اهـ.
فَأَجَابَ العَلَّامَةُ صَالِحٌ الفوزان – حَفِظَهُ الله -:« نَسْأَلُ الله العَافِيَـةَ، لَكِ الوَيْلُ لَا تَزْنِي وَلَا تَـتَصَدَّقِي (8)، لَا تُجِيْب بِدَعًا (9) وَتَقُوْل: أَنَا أَدْعُو إِلَى الله، البِدَعُ مُحَرَّمَةٌ »اهـ.(10)
وَقَالَ الشَّيْخُ صَالِحٌ الفَوْزَان – حَفِظَهُ الله – في رَدِّهِ عَلَى مَنْ أَبَاحَ خُرُوْجَ المَرْأَةِ عَلَى القَنَـوَاتِ…خَامِسًا: الكَاتِبُ – هَدَاهُ الله – حِيْنَمَا حَثَّ المَرْأَةَ عَلَى الخُرُوْجِ في الفَضَائِيَّاتِ كَاشِفَةً وَجْهَهَا، قَاصِدَةً مِنْ ذَلِكَ مُشَارَكَتَهَا في الدَّعْوَةِ إِلَى الله، وَنَقُوْلُ لَهُ: الدَّعْوَةُ إِلَى الله لَا تُبِيْحُ ارْتِكَابَ المَحْظُوْرِ، وَالمَرْأَةُ إِذَا خَرَجَتْ في الفَضَائِيَّاتِ كَاشِفَةً وَجْهَهَا ارْتَـكَبَتْ مَحْظُوْرَيْنِ، الأَوَّلُ: كَشْفُ الوَجْهِ، وَالثَّانِي: الفِتْنَةُ بِصَوْتِهَا الذي يَطْمَعُ مَنْ في قَلْبِهِ مَرَضٌ، وَمَعْلُوْمٌ أَنَّ دَرْأَ المَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ المَصَالِحِ، وَسَدُّ الذَّرَائِعِ مَعْلُوْمٌ…»اهـ.(11)

3- الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ مُحَمَّد نَاصِر الدِّيْن الأَلْبَانِيُّ – رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى –
سُئِلَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ – رَحِمَهُ الله – فَقِيْلَ لَهُ:« سُؤَالُنَا الأَوَّلُ كَالآتِي: هَلْ يَجِبُ تَحْصِيْلُ بَعْضِ المَصَالِحِ الكِفَائِيَّةِ أَوِ العَيْنِيَّةِ، إِذَا كَانَ في الطَّرِيْقِ إِلَيْهَا مَزَالِقٌ وَمُحَرَّمَاتٌ؟ »اهـ.
فَأَجَابَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ – رَحِمَهُ الله – بِقَوْلِهِ:« لَا يَجُوْزُ، لأَنَّهُ لَا يُوْجَدُ في الإِسْلَامِ تِلْكَ القَاعِدَةُ التي تَقُوْلُ:« الغَايَـةُ تُبَـرِّرُ الوَسِيْلَةَ »، بَلِ الإِسْلَامُ قَدْ نَصَّ في غَيْرِ مَا نَصٍ مِنْ كِتَابِهِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، أَنَّ مَا كَتَبَ الله لِلْإِنْسَانِ مِنَ الرِّزْقِ، لَا يَجُوْزُ أَنْ يَـتَوَصَّلَ إِلَيْهِ المُسْلِمُ بِالطَّرِيْقِ المُحَرَّمِ، كَمَا جَاءَ في حَدِيْثِ « الحَاكِمِ » وَغَيْرِهِ، مِنْ قَوْلِهِ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :« إِنَّ مَا عِنْدَ الله لَا يُنَالُ بِالحَرَامِ ».
مَا عِنْدَ الله مِنَ الرِّزْقِ، الذي لَيْسَ هُوَ كَالصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا مِنَ الفَرَائِضِ العَيْـنِـيَّـةِ، بَلْ هُوَ يَطْلُـبُهُ المُسْلِمُ لِيَـكُفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَنْ يَحْتَاجَ أَنْ يَمُدَّ كَفَّهُ إِلَى النَّاسِ، فَلَوْ أَنَّهُ كَانَ مَكْفِيًّا بِرِزْقٍ حَلَالٍ، وَلَمْ يَسْعَ وَرَاءَ الرِّزْقِ، لَمْ يَكُنْ مُقَصِّرًا، لأَنَّ طَلَبَ الرِّزْقِ هُوَ لِمَا ذَكَـرْنَا مِنْ أَنْ يَكُفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ.
فَإِذَا كَانَ تَحْصِيْلُ هَذَا الرِّزْقِ لَا يَجُوْزُ بِطَرِيْقٍ مُحَرَّمٍ بِدِلَالَةِ هَذَا الحَدِيْثِ المَعْرُوْفِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ:« فإِنَّ مَا عِنْدَ الله لَا يُنَالُ بِالحَرَامِ »، فَأَوْلَى، ثُمَّ أَوْلَى، ثُمَّ أَوْلَى، أَنَّهُ لَا يَجُوْزُ لِلْمُسْلِمِ، بَلِ المُسْلِمِيْنَ، بَلِ الجَمَاعَةُ الإِسْلَامِيَّةُ، التي تُرِيْدُ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى العَمَلِ بِكِتَابِ الله، وَبِسُنَّةِ رَسُوْلِ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، حَرِيٌّ بِهَؤُلَاءِ أَنْ لَا يَسْتَحِلُّوا بَعْضَ المُحَرَّمَاتِ لِيُحَصِّلُوْا بِذَلِكَ تَحْقِـيْـقَ بَعْضِ الغَايَاتِ، لأَنَّهُ قَلْبٌ لِمِثْلِ قَوْلِهِ تَـبَارَكَ وَتَعَالَى:« وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ » [الطَّلاق:2-3]، هَذَا مِنْ جِهَةٍ.
وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى: نَحْنُ نَخْتَلِفُ عَنْ سَائِـرِ الجَمَاعَاتِ وَسَائِرِ الأَحْزَابِ، لأَنَّـنَا لَسْنَا حِزْبًا، وَلَسْنَا كُتْلَةً، وَإِنَّمَا نَحْنُ المُسْلِمُوْنَ، وَنُحَاوِلُ أَنْ نَسِيْـرَ في إِسْلَامِنَا عَلَى مَنْهَجِ سَلَفِنَا الصَّالِحِ – رَضِيَ الله عَنْهُمْ أَجْمَعِيْنَ -، وَكُلُّنَا يَعْلَمُ بِالضَّرُوْرَةِ أَنَّهُمْ مَا كَانُوا يَوْمًا مَا لِيَخْطُرَ في بَالِهِمْ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يُحَقِّقُوا ذَلِكَ في حَيَاتِهِمْ، أَنْ يَسْتَحِلُّوا بَعْضَ المُحَرَّمَاتِ في سَبِيْلِ تَحْقِيْقِ بَعْضِ الغَايَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ، كَيْفَ! وَالآيَةُ السَّابِقَةُ تَقُوْلُ: « وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ » [الطَّلاق:2-3].
مَنْطِقُ مَنْ يَقُوْلُ بِجَوَازِ ارْتِكَابِ بَعْضِ المُخَالَفَاتِ لِتَحْقِيْقِ بَعْضِ الغَايَاتِ الشَّرْعِيَّةِ، مَنْطِقُ هَؤُلَاءِ يَعْكِسُ الآيَةَ السَّابِقَةِ، وَيَعْنِيْ مَنْطِقُهُمْ: أَنَّ مَنْ يَـتَّـقِ الله في العَصْرِ الحَاضِرِ، يُطَـبِّـق أَحْكَامَ الشَّرِيْعَةِ بِكَامِلِهَا، فَسَوْفَ تَـكُوْنُ دَعْوَتُهُ مَحْصُوْرَةً ضَيِّـقَةً!، وَلِذَلِكَ فَلَابُدَّ مِنْ تَجَاوُزِ بَعْضِ الأُمُوْرِ التي لَمْ يَأْذَنْ بِهَا الرَّسُوْلُ لِكَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ تَوْسِيْعِ دَائِـرَةِ الدَّعْوَةِ!.
أَنَا أَقُوْلُ: إِنَّ هُنَاكَ نُـذُرًا تُـبَشِّرُ بِشَرٍّ خَطِيْرٍ، إِذَا لَمْ يَـتَدَارَكْ أَهْلُ الدَّعْوَةِ الحَقَّةِ أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَسْتَفْحِلَ شَأْنُهُمْ، ذَلِكَ أَنَّنَا نَسْمَعُ مَا بَيْنَ آوِنَةٍ وَأُخْرَى أَنَّهُمْ يَرْتَكِبُوْنَ مَحْظُوْرَاتٍ كَثِيْرَةٍ في سَبِيْلِ مَا يُسَمُّوْنَهُ بِنَشْرِ الدَّعْوَةِ»اهـ.(12)

4- الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ رَبِيْع بن هَادِي الـمَدْخَليّ – حَفِظَهُ اللَّه تَعَالَى –
السَّائِلُ:« هَلِ الأَنَاشِيْدُ وَالتَّمْثِيْلُ مِنْ وَسَائِلِ الدَّعْوَةِ، وَهَلِ الوَسَائِلُ لَهَا حُكْمُ المَقَاصِدِ، بِحَيْثُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ القَصْدُ صَحِيْحًا، فَإِنَّ الوَسِيْلَةَ لَا تَهُمُّ، وَتَأْخُذُ حُكْمَهُ؟ »اهـ.
فَـكَانَ جَوَابُ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ ربيع بن هادي المدخليّ – حَفِظَهُ الله -:« طَيِّب، إِذَا اتَّخَذْنَا الرَّقْصَ وَسِيْلَةً لِلدَّعْوَةِ، يَكُوْنُ حُكْمُ الرَّقْصِ حُكْمُ الدَّعْوَةِ؟!
إِذَا كَانَتِ الوَسِيْلَةُ مَشْرُوْعَةً، مِمَّا يُقِرُّهُ الشَّرْعُ، لَيْسَتْ مُحَرَّمَةً وَلَا مُبْتَدَعَةً، وَلَا فِيْهَا تَشَبُّهٌ بِالكُفَّارِ، فَلَهَا حُكُمُ مَقْصَدِهَا وَغَايَتِهَا.
وَإِذَا كَانَتِ الوَسِيْلَةُ مُحَرَّمَةً، هَذِهِ قَاعِدَة مِكِيَافِلِّيْ «الغَايَةُ تُبَـرِّرُ الوَسِيْلَةَ»، عَرَفْتَ، هَذِهِ تَدْخُلُ في البَابِ الثَّانِي، لَا تَدْخُلُ في القَاعِدَةِ هَذِهِ.
الأَنَاشِيْدُ وَالتَّمْثِيْلِيَّاتُ هَذِهِ بِدْعَةٌ – بَارَكَ الله فِيْكَ -، فَلَا يَجُوْزُ أَنْ نَتَّخِذَهَا وَسَائِلَ لِدَعْوَةِ الله – عَزَّ وَجَلَّ -، الشَّرِيْفَةِ، الطَّاهِرَةِ، المُنَـزَهَّةِ.
التَّمْثِيْلُ أَصْلُهُ عِبَادَةٌ وَثَنِيَّةٌ، كَانَ يَتَقَرَّبُ بِهَا الوَثَنِيُّوْنَ مِنَ الرُّوْمَانِ وَمِنَ اليُوْنَانِ لِمَعْبُوْدَاتِهِمْ، شُكْرًا لَهُمْ، إِذَا أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ بِنِعْمَةٍ، فَبَدَلَ مِنْ أَنْ يَشْكُرُوا الله، يَتَّجِهُوا بِهَذَا الشُّكْرِ، وَبِهَذَا التَّمْثِيْلِ وَمَا شَاكَلَهُ لآلِهَتِهِمْ، فَأَخَذَهَا أَهْلُ الشَّرْقِ قَبْلَ الإِسْلَامِ مِنَ الرُّوْمَانِ وَمِنَ اليُوْنَانِ، ثُمَّ لَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ قَضَى عَلَيْهَا وَجَعَلَهَا نِسْيًا مَنْسِيًّا، حَتَّى الكُفَّارُ نَسَوْهَا.
ثُمَّ جَاءَ أَهْلُ الأَهْوَاءِ وَنَشَرُوْهَا في العَالَمِ الإِسْلَامِيِّ، وَأَدْخَلُوْهَا في الجَزِيْرَةِ العَرَبِيَّةِ، وَفِي البِلَادِ المُقَدَّسَةِ التي لَا تَعْرِفُ التَّمْثِيْلَ لَا في الإِسْلَامِ وَلَا في الجَاهِلِيَّةِ، هَذَا مِنْ أَعْظَمِ المَعَاصِي وَالمُخَالَفَاتِ التي يَرْتَكِبُهَا أَهْلُ الأَهْوَاءِ، ثُمَّ يُدْخِلُوْنَ هَذِهِ الأَفْعَالَ في شَرِيْعَةِ الله – عَزَّ وَجَلَّ -، وَيَسْتَشْهِدُوْنَ بِمِثْلِ هَذِهِ القَاعِدَةِ التي لَا يَجُوْزُ الاسْتِشْهَادُ بِهَا عَلَى هَذِهِ المُخَالَفَاتِ، وَعَلَى هَذِهِ المَعَاصِيْ »اهـ.(13)

5- الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ أَحْمَد بْن يَحْيَى النَّجْمِيُّ – رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى –
السَّائِلُ:« يَقُوْلُ السَّائِلُ: مَا رَأْيُكُمْ في المَقَالَةِ التي تَقُوْلُ: السُّكُوْتُ عَنْ أَهْلِ البِدَعِ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ؟ أَنْ تَدْعُوَ إِلَى السُّكُوْتِ عَنِ البِدَعِ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوَةِ؟ »اهـ.
فَـكَانَ جَوَابُ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ النَّجْمِيِّ – رَحِمَهُ الله -:« وَأَيُّ مَصْلَحَةٍ في السُّكُوْتِ عَنْ أَهْلِ البِدَعِ! مَا هُوَ إِلَّا إِقْرَارٌ لَهُمْ عَلَى بِدَعِهِمْ، وَسُكُوْتٌ عَنْهُمْ، حَتَّى يَنَالُوْنَ مَا هُمْ مُؤَمِّلُوْنَ، هَذَا مُرَادُهُمْ، لأَنَّهُمْ كُلُّهُمْ يَـتَّفِقُوْنَ عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى خِلَافَةٍ، وَمُتَّفِقُوْنَ عَلَى الخُرُوْجِ عَلَى وُلَاةِ الأَمْرِ، وَمُتَّفِقُوْنَ عَلَى نَشْرِ القَلَائِلِ، وَالإِثَارَةِ للأُمَّةِ عَلَى حُكَّامِهَا، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ أُصُوْلِهِمْ وَقَوَاعِدِهِمْ، فَـيَجِبُ أَنْ نَسْتَنْـكِرَ هَذِهِ الأُمُوْرَ قَبْلَ حُدُوْثِهَا…»اهـ.(14)

6- الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ مُحَمَّد بن صالح العُثَيْمِيْن – رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى-
السَّائِلُ:« السَّائِلَةُ تَقُوْلُ: فَضِيْلَةَ الشَّيْخِ، مَا حُكْمُ الكَذِبِ في الحُلُمِ لِلْمَصْلَحَةِ العَامَّةِ، وَخَاصَّةً عَلَى الزَّوْجِ الذي لَا يُصَلِّي، كَتَخْوِيْفِهِ مِنَ النَّارِ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ إِهْمَالِهِ للصَّلَاةِ مَأْجُوْرِيْنَ؟ »اهـ.
فَأَجَابَ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ مُحَمَّد بن صَالِحٌ العُثَيْمِيْنَ – حَفِظَهُ الله -:« الكَذِبُ في الحُلُمِ حَرَامٌ، بَلْ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوْبِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا كَذَبَ في الحُلُمِ، أَيْ قَالَ إِنِّي رَأَيْتُ في المَنَامِ كَذَا وَهُوَ لَمْ يَـرَهُ، فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يُكَلَّفُ بِأَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيْـرَتَيْنِ، وَلَيْسَ بِعَاقِدٍ.
وَلَا يُقَالُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ هُنَاكَ مَصْلَحَة جَازَ الكَذِبُ، لأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُدْعَى إِلَى الله بِمَعْصِيَةِ الله أَبَدًا، وَلَكِنْ يَكْفِيْنَا مَا في القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ مِنَ المَوَاعِظِ، فَإِذَا وُعِظَ هَذَا الرَّجُلُ المُفَـرِّطُ في الصَّلَاةِ، أَوْ في غَيْرِهَا مِنَ الوَاجِبَاتِ، إِذَا وُعِظَ بِمَا في القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ كَفَى بِذَلِكَ، إِنِ اتَّعَظَ فَهَذَا هُوَ المَطْلُوْبُ، وَإِنْ لَمْ يَتَّعِظْ فَقَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ، وَحِسَابُهُ عَلَى الله – عَزَّ وَجَلَّ -.
وَلِهَذَا قَالَ الله تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : « فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ(21)لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ(22)إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ(23)فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ(24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26) » [الغاشية:21-26].
فَحِسَابُ الخَلْقِ عَلَى الله، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَإِنَّهُ لَا يُكَلَّفُ إِلَّا بِإِبْلَاغِ عِلْمِهِ إِلَى مَنْ لَمْ يَعْلَمْهُ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ هُدَى النَّاسِ، « لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء » [البقرة:272] »اهـ. (15)

جَمَعَهُ وَأَعَدَّهُ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عَبْدُ الــرَّزَّاق عـون الجَـزَائِـرِيّ
*********************************************
(8) « لَكِ الوَيْلُ لَا تَزْنِي وَلَا تَـتَصَدَّقِي » هُوَ شَطْرُ بَيْتٍ يُقَالُ في المَرْأَةِ التي تَزْنِي بِحُجَّةِ أَنَّهَا تُرِيْدُ التَّصَدُّقَ، ثُمَّ صَارَ مَضْربًا لِلْمَثَلِ، يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ يُبَـرِّرُ فِعْلَ شَيْءٍ شَنِيْعٍ بِمَا هُوَ أَشْنَعُ مِنْهُ، وَتَمَامُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَقُوْلُ لَهَا أَهْلُ الصَّلَاحِ نَصِيْحَةً *** لَكِ الوَيْلُ لَا تَزْنِي وَلَا تَـتَـصَدَّقِي.
(9) يَعْنِي: لَا تَأْتِ بِدَعًا.
(10) مُفَـرَّغًا مِنْ مَقْطَعٍ صَوْتِـيٍّ للشَّيْخِ.
(11) مِنْ مَقَالٍ للشَّيْخِ الفَوْزَان – حَفِظَهُ الله -.
(12) مُفَرَّغًا مِنْ الشريط «401 » مِنْ سِلْسِلَةِ الهُدَى وَالنُّوْرِ، لِلشَّيْخِ مُحَمَّد ناصر الدِّيْن الأَلْبَانِيِّ – رَحِمَهُ الله -.
(13) مُفَرَّغًا مِنْ شَرِيْطٍ بِعُنْوَان:« تَوْجِيْهَاتٌ رَبَّانِيَّـةٌ لِلدُّعَاةِ »، «الجُزْءُ الرَّابِـعُ»، للشَّيْخِ رَبِيْعٍ المَدْخَلِيِّ.
(14) مُفَرَّغًا مِنْ مَقْطَعٍ صَوْتِـيٍّ للشَّيْخِ.
(15) مُفَـرَّغًا مِنْ:« فَـتَاوَى نُوْرٌ عَلَى الدَّرْبِ »، الشَّرِيْطُ (277)، الوَجْهُ الثَّانِي.

– البيضاء العلمية –

بارك الله فيك

اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع، اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك من هؤلاء الأربع.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم أعدنا إلى رحابك، وخذ بنواصينا إلى طاعتك ورضوانك.

جزاكم الله خيرا
موضوع قيم فلو قدم كل واحد تنازلات وانقص من الواجبات تحت ذريعة مصلحة الدعوة
لما وجدنا اليوم شيئا من الدين ومن السنة
اللهم اجز علماءنا عنا خير الجزاء

اللهم صلى وسلم على حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

يارب اغفر لنا

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
و جعلنا واياكم متبعين لا مبتدعين

وكل خير في اتباع من سلف
جزاك الله خيرا

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.