تخطى إلى المحتوى

الجفاف بين الزوجين وعلاجه 2024.

‎باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله:‏

ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ.. ﺷﺨﺼﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺭﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﻭﻇﻠﻠﻬﻤﺎ ﺳﻘﻒ
ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺣﻮﺗﻬﻤﺎ ﺑﻘﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻭﻻ ﺍﺗﻔﺎﻕ.
ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺳﻴﻤﺮﺍﻥ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ
ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ
ﺳﻴﺴﻘﻂ ﺍﻟﺼﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻋﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﻴﻴﺪﻩ، ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻟﻄﺒﺎﺋﻊ
ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻳﻐﺸﺎﻫﺎ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺎﺕ، ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺛﻤﺔ ﺻﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻳﻮﻓﻖ ﺃﻭ ﻳﻔﺸﻞ.
ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﻘﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ
ﺇﻣﺎ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺃﻭ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.
ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺘﻔﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﻳﺸﺔ ﻃﺒﺎﻉ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﺑﻪ، ﻓﻴﻜﻴﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻓﻖ ﺫﻟﻚ،
ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﺐﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮﺿﺎً ﻟﻼﺧﺘﻼﻁ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻷﺧﺬ
ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻭﺗﻔﻬﻤﻪ
ﻭﻗﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺗﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ
ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻫﺪﻡ ﻋﺶ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ،
ﻟﻜﻦ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﺈﻥ
ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻭﺍﻻﻃﻼﻉ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ
ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺪﺭﻙ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﺰﻟﻞ.
ﻭﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.. ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ
ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﺒﻠﺪﺓ، ﻭﻋﻮﺍﻃﻒ ﻣﺘﺠﻤﺪﺓ، ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ
ﺇﻟﻰ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﺸﺘﺖ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﻭﺇﻃﻔﺎﺀ ﻧﻮﺭ
ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ.
ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻦ
)ﺍﻟﻤﻤﻞ( ﻭﺇﺫﻛﺎﺀ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﻓﻜﻢ
ﻟﻠﻤﺪﺍﻋﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ
ﺇﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
ﺗﺄﻣّﻞ:
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻀﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻊ
ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺸﺮﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻫﺎ -ﻭﻫﻲ
ﺣﺎﺋﺾ- ﻓﻴﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻓﺤﺎﺿﺖ، ﺗﻘﻮﻝ:
ﻓﺎﻧﺴﻠﻠﺖ.. ﻓﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﻔﺴﺖ -ﻳﻌﻨﻲ: ﺃﺣﻀﺖ- ﻗﺎﻟﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻓﺄﺩﺧﻠﻬﺎ
ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻪ، ﻓﺄﻱ )ﻭﺩ( ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﺃﻱ ﺭﺣﻤﺔ ﺑﻌﺪ
ﻫﺬﻩ؟ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺗﺤﺒﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺯﻭﺟﻬﺎ..
ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ
ﺑﺤﺮﺍﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﺤﻤﻠﻨﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻷﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ،
ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻻ، ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻜﺎﻧﺘﻲ ﻋﻨﺪﻩ.
ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ،
ﻭﺗﺘﺠﻨﺐ ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﻳﻜﺮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ.
ﺗﺄﻣّﻞ: ﺗﺰﻭﺝ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻓﺄﺧﺬ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﻓﺄﻛﻞ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻨﻬﺎ،
ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺳﻜﻴﻨﺎً ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎﺫﺍ
ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻠﻲ؟
ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﺯﻳﻞ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺳﻨﺎﻧﻚ، ﻓﻄﻠﻘﻬﺎ.
ﺃﺗﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ﻟﻮ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻫﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻠﻞ؟ ﻭﻣﻊ
ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ.. ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ..
ﻛﻼ ﻃﺮﻓﻲ ﻗﺼﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺫﻣﻴﻢ…
ﻭﻟﻴﻨﺘﺒﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻳﻬﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﻯ
ﺃﺳﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺭﻥ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﻭﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺣﻠﺖ ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ، ﺃﻭ
ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ.
ﻭﻟﻴﺜﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ.. ﺃﻥ ﻟﺪﻱ ﺷﺮﻳﻜﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻘﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻷﻥ
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻨﻚ ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ
ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻟﻮ ﺧﺎﻟﻄﺘﻪ ﻟﺮﺃﻳﺖ ﻋﺠﺒﺎ، ﻭﻣﻤﺎ
ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻴﺪ،
ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ
ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻴﺲ ﺗﺤﺖ ﻳﺪﻩ.. ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻜﺴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ.. ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻮﺏ ﺫﻟﻚ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻘﺎﺭﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻋﻴﺒﺎً ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻜﻚ، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ
ﺣﻤﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﻋﻴﻮﺏ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻌﻴﻮﺏ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﺳﻦ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺷﺮﻳﻜﻪ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺳﻔﺮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﻬﻨﺎ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ
ﻃﻤﻌﺎً ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺴﻦ.
ﻭﻻ ﺃﻋﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻤﻦ ﺗﺸﻮﻩ ﺳﻤﻌﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻢ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻬﺪﻡ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺃﻭ ﺗﻔﺸﻲ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺑﻴﺘﻪ، ﻣﻤﺎ
ﻻ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺇﻻ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ
ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ
ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺑﺴﻌﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ )ﻏﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﻌﻬﺎ(.. ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻐﺮﻕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺼﺪﺍﻕ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻻ
ﻳﻔﺮﻙ ﻣﺆﻣﻦٌ ﻣﺆﻣﻨﺔً ﺇﺫﺍ ﻛﺮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﺎً ﺭﺿﻲ ﻣﻨﻬﺎ
ﺁﺧﺮ) "ﻻ ﻳﻔﺮﻙ: ﺃﻱ ﻻ ﻳﺒﻐﺾ( ﻓﺄﻱ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ
ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟
ﻗﺎﻝ ﺯﻭﺝ" :ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔّﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﺃﺭﺍﻫﺎ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺳﻴﺌﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻓﻬﻲ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻴﻬﺎ
ﺭﺣﻤﺔ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ، ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺳﺨﻴﺔ ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻨﻲ
ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ.. ﻻ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ."
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺺ؟!
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﻋﺠﺒﺎً،
ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺰﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺑﻴﺘﺎً ﺃﺳﺴﻪ ﺷﺎﺏ ﻭﻓﺘﺎﺓ ﻓﻲ
ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻡ، ﻓﺘﻀﻴﻊ
ﺍﻷﺣﻼﻡ، ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ، ﺃﻭ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺠﻤﻞ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ، ﻓﺘﻌﻮﺩ
ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺗﻤﻮﺝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﺋﺴﺎً،
ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﺸﺘﺘﻴﻦ.
ﻓﺎﻟﺼﺒﺮ.. ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﺑﻮﺍﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ، ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻷﻣﻞ.
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.