أوضح، أمس، عبد المالك رحماني، أمين عام المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، بأن الدخول الجامعي المقبل سيكون صعبا، مؤكدا بأن ”تأخر الإصلاحات السياسية التي وعدت السلطات العمومية بتجسيدها سيؤثر سلبا في الجامعة الجزائرية، في ضوء تحول هذه الأخيرة إلى ملاذ مفضل للممارسة السياسية على حساب مهام التكوين والبحث العلمي”.
وشدّد أمين عام تنظيم ”الكناس” في تصريح لـ”الخبر” أمس، على الخطر الذي يتربص بالمؤسسات الجامعية أكثر من أي وقت مضى، نتيجة استفحال السجالات السياسية داخلها، الأمر الذي بات يهدد دورها بشكل لافت، خاصة مع التطورات التي تحدث في المنطقة، حيث أوضح بأن ”الجامعة تحولت إلى وسيلة للضغط على السلطات العمومية من أجل تحقيق مآرب سياسوية وحزبية معينة، ما يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ الجامعة الجزائرية، وذلك بالإسراع في تحقيق الإصلاحات السياسية حتى يتسنى لهؤلاء الأشخاص التعبير عن ميولاتهم وقناعاتهم السياسية خارج أسوار الجامعة، ويتركون الحرم الجامعي يتفرغ لدوره البيداغوجي”.
وحسب ذات المتحدث، فإنه ”حتى التعيينات التي أصبحت تتم في الجامعة باتت تخضع لمقياس الانتماءات السياسية وليس المؤهلات العلمية والكفاءات المهنية”، الأمر الذي يُعد مؤشرا خطيرا باتت تظهر نتائجه السلبية على أرض الواقع في ضوء التقهقر المستمر للجامعة الجزائرية التي تخندقت في ذيل التصنيفات الدولية، مضيفا بأن الدولة سخرت مؤخرا إمكانيات مادية ضخمة لقطاع التعليم العالي الذي يحظى بالميزانية الرابعة، غير أن هذا الضخ المالي الهائل لا يكفي إذا لم تصاحبه إجراءات وتدابير كفيلة بتخليص الجامعة من التناحر السياسي. وعلى صعيد التأطير، سجل ذات المتحدث وجود عجز كبير بالنظر إلى جيوش الطلبة التي تلتحق بالجامعة مع كل دخول جديد، وذلك رغم التوظيف القياسي الذي شهدته الجامعة في السنوات الأخيرة، باعتبار أنه تم توظيف 20 ألف أستاذ منذ سنة 99 ليرتفع إجمالي الأساتذة الجامعيين في الوطن إلى حدود 40 ألف أستاذ، مضيفا بأن الجامعة بحاجة إلى توظيف 20 ألف أستاذ آخر على أقل تقدير للوصول إلى تكوين نوعي داخل المؤسسة الجامعية، خاصة وأننا بعيدون جدا عن المعدلات الدولية التي تحدد أستاذا لكل 15 طالبا، في الوقت الذي تؤكد الإحصائيات بأننا لا زلنا في معدل أستاذ مقابل 30 طالبا، أي الضعف.
وحسب السيد رحماني، فإن ”الكناس” سيكون له موقف صريح قبل لقاء الثلاثية المقبل، مضيفا بأنه بصدد التحضير لعقد مكتبه الوطني وبعده دورة المجلس الوطني من أجل تحديد إستراتيجية العمل التي سينتهجها خلال العام الدراسي، وفقا للتطورات التي ستظهر مع الدخول الجامعي الجديد.
جريدة الخبر 27-08-2016 https://www.elkhabar.com/ar/watan/263323.html